الفصل التاسع والأربعون: شعائر العبادة.

 

الفصل التاسع والأربعون

شعائر العبادة (35: 15 - 24)

في مقطع طويل، يبدأ في 34: 21، يتحدّث ابن سيراخ عن العبادة الحقّة. لا شكّ في أنّ هذا »الحكيم« أَولى شعائرَ العبادة مكانة مميّزة في الحياة الدينيّة. ولكنّه لم يتوقّف عند ما تقوله أسفار الشريعة، فما ذكر القرابين إلاّ بسرعة والذبائح. بل هو راح في خطّ الأنبياء، حيث العبادة الحقّة لا تقوم فقط بطقوس نمارسُها بدقّة وأمانة، بل بحياة أخلاقيّة، تدلّ على أنّ محبّتنا لله تصل بنا إلى محبّة القريب. فالمتعلّق بهيكل الربّ، يُصلح طرقة وأعماله، ويقضي بالعدل، ولا يجور على الغريب واليتيم والأرملة، ولا يسفك الدم البريء (إر 7: 4 - 6).

ونقرأ النصّ

15 فإيّاك والذبيحة التي فيها عيب.

لأنّ الربّ ديّانٌ هو،

وهو لا يعرف المحاباة.

16 لا ينصرُ أحدًا على الفقير

ويستجيب صلاة المظلوم.

17 لا يتجاهل اليتيم المتضرّع إليه،

ولا الأرملة في شكواها.

18 فهو يرى دموعها على خدّيها،

19 وصراخُها يشكو من سبَّبها.

20 من تعبّد للربّ بكلّ قلبه، قبله الربّ،

وصلاته تبلغ إلى الغيوم.

21 صلاةُ المتواضع تخترقُ الغيوم،

ولا يتعزّى إلى أن تبلغ غايتها.

22 ولا يستريح حتّى يراه العليّ،

ويحكم بالعدل ويُجري القضاء.

23 فالرب لا يُبطئ

ولا يصبر طويلاً.

24 حتّى يحطّم ظهر من لا يرحم.

1 - سياق النصّ

هذا المقطع القصير من ابن سيراخ يربطنا بصلاة العشّار المتواضعة، كما في لو 18: 9 - 14. قال سي 35: 21: »صلاةُ المتواضع تخترق الغيوم«. نجد أنّ هذا الرباط يبدو مصطنعًا، لأنّه يستند إلى لُبسين اثنين. فابن سيراخ متيقّن أنّ »المتواضع« هو، في شكل ملموس، المسكين والأعمى واليتيم والأرملة. أي كلُّ خاضعٍ لظروف الحياة القاسية. وبالأحرى، المؤمن العائش في الشتات، ويضايقه العنفُ بل الاضطهاد. لهذا، لا نستطيع أن نوازي حقٌّا بين هذا »التواضع« وتواضع العشّار، الذي هو موقف باطنيّ أمام ا؟. أمّا لفظ »المتكبّر« فلا يحمل البُعدَ عينه في النصَّين. فهو يدلّ، في ابن سيراخ، على الإنسان الذي يُعنِّف الآخرين ويحرمهم حقوقهم. كما يدلّ على الوثنيّ الذين يضايق المؤمن في الشتات. أمّا الفريسيّ، في المثل الإنجيليّ (لو 18: 9 - 14)، فهو إنسان مستقيم لا يحاول أن يُسيء إلى القريب، على حدِّ قوله. نشير هنا إلى شرح قديم يقول إن المسكين في آ 11 - 15 هو شعب إسرائيل المضايَق والمضطهَد، الذي يُقابَل بأرملة متروكة (مرا 1:1؛ إر 51: 5؛ با 4: 12، 16). أمّا النصّ التوراتي الذي يمكن أن يقابل النصّ اللوقاويّ، فهو إش 2: 6 - 22: »سينخفض تشامخُ الإنسان. وينحطّ ترفّعُ البشر، والربّ وحده يتعالى« (آ 17).

لن نتوقّف فقط عند المقطع الذي ذكرنا، بل نقرأ ف 35 كلّه. وفيه يوسّع الكاتب موضوع العبادة الحقّة التي يجب أن نؤدّيها ؟. ويحاولان لكشف »ردّة فعل« الربّ على عبادة كاذبة لا يسمح بها الربّ. فهل نستطيع أن نرشي الله بتقدمة، كما نفعل مع القاضي أو الحاكم؟ فهو لا يحابي الوجوه، ولا يُفضِّل أحدًا على أحد. بالنسبة إليه، القلب المتخشّع المتواضع يقدر أن يقدّم الذبيحة التي يرضى عنها الله.

2 - الذبيحة الحقيقيّة اللائقة بالله (35: 1 - 10)

بعد أن امتدح الكاتب حسنات السفر الذي هو ينبوع حكمة به نختبر نعمة الله (34: 9 - 17)، انتقل إلى موضوع آخر كان موضوعَ نقاش في الشتات اليهوديّ، بعد المنفى: ما قيمة شعائر العبادة الخارجيّة والذبائح المقدَّمة في الهيكل؟ وماذا يفعل الذين هم بعيدون عن أورشليم؟ هل يبنون هيكلاً في جوارهم، أم يكتفون بالمجامع، يقيمون الصلاة فيها يوم السبت، ويقرأون الكتب المقدّسة؟

تعلّق ابن سيراخ بالطقوس، وشارك في الاحتفالات الدينيّة، يوم السبت وأيّام الأعياد. غير أنّه شجب بقساوة عبادة تنحصر في فعلة خارجيّة بحتة، وتتمّ بدون الاستعدادات الباطنيّة التي تعطي الذبيحة قيمتها. راح الحكيم في خطّ الأنبياء، فلاحظ مغتاظًا، أنّ من أدّى مثل هذه العبادة لله، كان وكأنّه يهزأ منه. أو اعتبر أنّه يرشوه فيقدّم له الهدايا، ليُشركه في أعماله مهما كانت.

هنا نقرأ عا 5: 22 - 24: »إذا أصعدتم لي محرقاتكم وتقدماتكم لا أرضى بها، ولا أنظر إلى ذبائح السلامة من عجولكم المسمّنة. أبعدوا عنّي هزيج أغانيكم، فأنا لا أسمع نغم عيدانكم. بل ليجرِ العدلُ كالمياه، والصدق كنهر لا ينقطع«. وفي هو 8: 3، أعلن المؤمنون أنّهم يعرفونَ الربّ. فكان الجواب: بل سيُرفضون. وقال إرميا بلسان الربّ: »اجمعوا محرقاتكم إلى ذبائحكم وكلوا لحمها. فأنا لم أكلّم آباءكم ولا أمرتهم بأيّة محرقة أو ذبيحة يوم أخرجتُهم من أرض مصر. وإنّما أمرتهم بأن يسمعوا لي حين أكلّمهم فأكون لهم إلهًا ويكونون لي شعبًا، ويسلكون في كلّ طريق آمرُهم به لخيرهم. فما سمعوا ولا مالوا بآذانهم، بل سلكوا في المعاصي وفي ثبات قلوبهم الشرّيرة« (7: 21 - 24).

في هذا المناخ، عالج الكاتبُ مسألة الذبيحة الحقّة التي تُرضي الربّ. لهذا نقرأ 35: 1 - 10:

من حفظ الشريعة أكثر القرابين،

ومن راعى الوصايا قدّم ذبائح سلامة.

محبّتك تقدمةُ حنطة،

وصدقتك ذبيحة حمد.

في الرجوع عن الشرّ مرضاة الربّ،

وفي الرجوع عن الظلم تكفيرُ الذنوب.

تلك هي روحانيّة المؤمنين في الشتات، ولا سيّما الاتقياء من فرّيسيّين وإسيانيّين. فحفظُ الشريعة وتتميم فرائضها بشكل دقيق، يتفوّقان على الذبائح التي نظّمها موسى والكهنة بعده. هذا لا يعني أنّ النصّ يُلغي الذبائح الخارجيّة إلغاء كلّيٌّا، لأنّ شريعة موسى نفسها تفرضها. ولكنّ ابن سيراخ يقدِّم عددًا من المتطلّبات الخلقيّة التي تشكّل في نظره، أساسًا أكثر متانة من شعائر العبادة الخارجيّة.

هذه النظرة ليست بجديدة، بعد الذي قاله النبيّ هوشع: »فأنا أريد طاعة لا ذبيحة، معرفة الله أكثر من المحرقات« (6:6). وفي النهاية، دعاهم: توبوا، ارجعوا (14:2،3). غير أنّ أصالة ابن سيراخ ليست هنا. فهو يرى قيمة الذبيحة في فضيلة الإنسان، في الطاعة التامّة للشريعة، التي هي قاعدة حياة خلقيّة قبل أن تكون مجمل فرائض عباديّة.

على المستوى العمليّ، يكون لهذه النظرة قيمة كبيرة في منظار ابن سيراخ اللاهوتيّ. فهو يتطلّع على التوالي إلى الذبائح الأربع الرئيسيّة التي نظّمتها شريعةُ موسى، والتي أعطت لطريقة حياة اليهود قيمتها في ذلك الوقت. فذبيحة السلامة (ش ل م ي م، يتّحد المؤمن بالربّ، ثمّ بإخوته) أقلّ أهميّة من ممارسة الشريعة ممارسة تامّة (آ 1). وذبيحة الحنطة (م ن ح هـ) التي تقدَّم طوعًا للربّ، لا تساوي فعل محبّة للقريب. وذبيحة الحمد (ت و د هـ) في السّر، تبقى بلا قيمة إن لم ترافقها الصدقة (ص د ق هـ). وأخيرًا، ذبيحة »التكفير« (ح ط هـ. ذبيحة الخطيئة أو الذبيحة عن الخطيئة) تفترض ابتعاد الإنسان عن الشرّ، وطرد الظلم من قلبه.

وأضاف ابن سيراخ: نحن لا نأتي أمام الربّ، لا نمثُل في حضرته »بيدين فارغتين« ولا سيّما في الأعياد الثلاثة الكبرى، الفصح والعنصرة والمظالّ (خر 23: 15؛ 34: 20؛ تث 16:16). وإذ استعمل بعض الاستعارات التي تميِّز لغته العباديّة، تحدّث حالاً عن التقدمات التي يجب أن نقرّبها: »التقدمة« التي تبهجُ المذبح (حرفيٌّا: الشحم الذي يسيلُ على المذبح)، و »العطر« الذي يرتفع أمام العليّ، هما بشكل خاصّ، الاستعدادات الصالحة لدى الإنسان البارّ. وتقدمة (ا ش ك ر هـ) الدقيق مع الزيت التي تُحرَق على المذبح، تُرضي الله الذي لا ينساها، إن رافقتها حياةٌ بارّة. وبمختصر الكلام، أعمال الطاعة والرحمة والبرّ، هي العبادة الروحيّة الحقيقيّة التي تُرضي الله. هذا يعني استباقًا لما في العهد الجديد. »أحرضكم إذن، أيّها الإخوة، بمراحم الله، أن تقرّبوا أجسادكم ذبيحة حيّة، مقدّسة، مرضيّة لله. تلك هي العبادة الروحيّة« (روم 12: 1). قالت عب 13: 16: »لا تنسوا عمل الخير والمشاركة في كلّ شيء، فمثلُ هذه الذبائح تُرضي الله.

3 - الله بارّ في أعماله (آ 11 - 24)

في القسم الثاني من خطبة ابن سيراخ على الذبائح، عاد مرّة أخرى إلى الفكرة عينها: لا قيمة للذبائح إلاّ بقدر ما تعبّر عن صدقنا التامّ تجاه ا؟. عندئذٍ وعندئذٍ فقط، يمكن أن نُـكرمه ونُقدِّم له بسخاء. فالإنسان الذي يعي واجبه، يعبّر فيه عن الامتنان الواجب لله على عطاياه الواسعة. هذا من جهة. ومن جهة ثانية، لا يكون سخاؤنا باطلاً، ولن نكون يومًا أكثر سخاء من الربّ: فهو يردّ لنا، بل يردّ سبعة أضعاف. أي بدون عدٍّ ولا حساب. هو لا يعطي فقط، بل يجعل عطاءه يفيض كالنهر في وقت الربيع.

نجد في هذه الآيات، فكرة هامّة حول العلاقة بين الذبائح ورضى الله، بين عطيّة الإنسان ؟، و»ردّة الفعل« لدى الله، الذي يجعل نفسه على مستوى الإنسان، كالصديق مع صديقه. يخطأ خطأ فادحًا من يظنّ أنّ الله يتصرّف مثل قاضٍ من القضاة، فيُفسد ضميره بعطايا غنيّة. »فالعليّ« ليس إله الأغنياء والمقتدرين، إله الذين يمتلكون وسائل بها يُعطون ويُعطون. هو لا يحابي. لا يفضّل أحدًا على أحد. فالجميع أبناؤه. مثلُ هذه الفكرة نجدها في الكرازة الرسوليّة (أع 10: 34؛ روم 2: 11؛ غل 2: 6؛ كو 3: 25) مع تطبيق واسع على دعوة كلّ إنسان للخلاص.

ا؟ يُصغي إلى الجميع، ويسمع صراخهم. حتّى اليتيم والأرملة والغريب، الذين ليس لهم ما يقدّمون سوى تضرّعاتهم ودموعهم (لو 21: 1 - 4، فلس الأرملة). والأنبياء، حين حملوا كلام الله، أفردوا مكانة خاصّة لليتامى والأرامل الذين يتعرّضون للظلم والجور من قبل الأقوياء. لهذا، هم يحتاجون إلى تدخّل ا؟ وعمل يده القديرة.

وعرض ابنُ سيراخ بعد ذلك، أفكاره حول علاقة رفيعة تقوم بين الإنسان والله بواسطة الصلاة. وهو يشير هنا بوضوح، إلى الصلاة الليتورجيّة، العباديّة، في الهيكل. فمن يتعبّد للربّ، أي يُحبّ العبادة التي يؤدّيها له، ويُتمّها كما يليق، يختبر في هذه الدنيا نعمة الربّ. فا؟ الذي يتخيّله الكاتب جالسًا على عرشه فوق الغمام (مز 68:34؛ 104:3؛ مرا 3:44)، يسمع صلاته ويجيب حالاً على ندائه.

ويتوسّع فكرُ الحكيم ويتوسّع. فالمساكين والوضعاء واليتامى، ليسوا فقط أولئك المؤمنين التعساء، الذين ليس لهم من يدافع عنهم فيحتاجون إلى من يقضي لهم بالعدل. فهناك اليهود المقيمون في مصر أو فلسطين الذين يتعرّضون للاضطهاد من قبل الوثنيّين، أو يُحسّون بإغراءات الحضارة الهلينيّة التي تعارضُ إيمان الآباء. ففي ذلك الوقت، تمثَّل الفكرُ اللاهوتيّ اليهوديّ الله في صلاحه: الله مليء بالرأفة تجاه كلّ من يتألّم، ولا سيّما من أجل إيمانه، كما قال بطرس في رسالته الأولى (2: 18 - 21). طلب ابنُ سيراخ، شأنُه شأن معاصريه أن يتجلّى الله، ويكون تجليّه القويّ قريبًا. لا يريده أن يتأخّر. وحين يتجلّى الربّ يقضي لشعبه قضاء الحقّ، ويحطّم هجمات الأمم الوثنيّة، والعالم الهلنستيّ. وقف هذا الحكيم باسم شعبه كلّه، ووجّه إلى الله صلاة ليتورجيّة، مملوءة بالرجاء المسيحانيّ، واليقين بأنّ الله سوف يتدخّل من أجل شعبه. تلك كانت عواطف المذبوحين في سفر الرؤيا:»إلى متّى، أيّها السيّد القدّوس والحقّ، لا تقضي، ولا تنتقم لدمنا من سكّان الأرض« (6: 10)؟ أمّا التجربة فكانت حين حاول بعضُ المتحمّسين الذين عِيل صبرُهم، فأرادوا لزمن الخلاص أن يُسرع ولا يتأخّر. فكانت الثورة المكّابيّة.

خاتمة

ماذا نستخلص من هذه القراءة؟

l لا تحاولْ أن ترشي الله بعطاياك، فهو يرفضها. ولا تستند إلى ذبيحة الظلمة، فهي تحمل لك الخطيئة، لا البرّ. فإله ابن سيراخ هو إله سيناء: إنّه يطلب العدالة والصدق والإيمان، وخصوصًا التوافق بين حياة الإنسان وما يقوم به من شعائر عبادة. ودلّ بولس الرسول، في شخصه، على ذبيحة قدّمها طوال حياته الرسوليّة، وأنهاها بالاستشهاد. قال: »أمّا أنا فقد أُرقتُ سكيبًا، ووقتُ انحلالي حضر. جاهدتُ الجهاد الحسن، وأتممتُ شوطي، وحفظتُ الإيمان. إنّما يبقى إكليل البرّ الذي يجزيني به، في ذلك اليوم، الربُّ الديّان العادل. لا إيّاي فقط، بل جميع الذين أحبّوا ظهوره أيضًا« (2 صم 4: 6 - 8).

l الربّ ديّان عادل، لا يحابي الوجوه. نلتقي هنا مع عمق سفر التثنية، حيث الكلام عن إله سيناء (تث 30: 17 - 22): »وأنا أُشهدُ عليكم اليوم، السماء والأرض، بأنّي جعلتُ بين أيديكم الحياة والموت، والبركة واللعنة. فاختاروا الحياة (= السعادة) لتحيوا أنتم وذريّتكم« (آ 19). مثل هذا القول نجد صداه في الأدب الحكميّ. تحدّث أليهو عن الله فقال: »لا يُحابي أحدًا لمكانته، ولا يفضِّل غنيٌّا على فقير، لأنّهم جميعًا أعمالُ يديه« (أي 34: 19؛ رج حك 6: 8؛ 2 أخ 19: 7). وبالإضافة إلى ما قرأنا في الرسائل، نفهم مثل الفريّسيّ والعشّار. إمتدح الأوّل نفسه، فاستمع الربّ وانتظر. ولكنّه تطلّع بعين الرضى إلى العشّار الذي لم يكن يرجو شيئًا، بسبب المسافة الكبيرة التي تفصل الخاطئ الضعيف عن الله العظيم بقداسته.

l من تعبّد بكلّ قلبه، تقبّله الربّ. هذا ما نقرأ في مز 34: الله يسمع للمساكين (آ 3)، ويخلّص أتقياءه (آ 8)، وهو قريب من منكسري القلوب.

l الربّ لا يُبطئ، لا يتأخّر. تطلّع ابنُ سيراخ إلى المؤمنين في أيّامه، الذين يلاقون الصعوبات والاضطهادات من قبل الوثنيّين. ونحن نعلم أنّ الله لا يُبطئ، بل يُسرع فيُشركنا في خبز الحياة والخلاص. لهذا نهتف له مع المرنّم: »أسرع إلى نجدتي، يا ربّ، فيِكَ أنتَ خلاصي« (مز 38: 23)!

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM