الوصايا من جديد.

 

الوصايا من جديد

أحبّائي، سلام الربّ يكون معنا، وكلمته ترافقنا، تنير دربنا، تقوّي عزائمنا حتّى لا نكتفي بأن نقرأها، لا نكتفي بأن نحفظها غيبًا، لا نكتفي بأن نتأمّلها، بل نجعلها في حياتنا فتصبح مجسّدة في حياتنا. هذه الكلمة سمعها الشعب العبرانيّ مرّةً أولى على جبل سيناء، ولكنّه خان هذه الكلمة. فكان لا بدّ من تجديد: تجديد الوصايا لا بمعنى أنّ هناك وصايا جديدة أخرى لم تعطَ من قبل، بل ما أعطي على سيناء هو كافٍ. ولكن تقديم صورة جديدة، تقديم ألفاظٍ عديدة لهذه الوصايا التي سمعها الشعب العبرانيّ لمّا وصل إلى سيناء بعد عبوديّة أرض مصر. وموضوعنا اليوم إذًا الوصايا من جديد وكأنّها تُعطَى للمرّة الأولى نقرأ سفر الخروج (34: 14):

»قال الربّ لموسى الذي صعد إلى الجبل وعلّمه أن يقول ما الذي يجب أن يقول للشعب، قال: لا تسجدوا لإلهٍ آخر لأنّي أنا الربّ إلهٌ غيور، لا تعاهدوا سكّان تلك الأرض بحيث يدعونكم حين يعبدون آلهتهم ويذبحون لهم فتأكلون من ذبائحهم، بحيث تأخذون من بناتهم لبنيكم فيجعلنهم يعبدون آلهتهنّ التي يعبدنها، لا تصنعوا لكم آلهة مسبوكة واحفظوا عيد الفطير، فكلوا الفطير سبعة أيّام في شهر أبيب كما أمرتكم. ففي شهر أبيب خرجتم من مصر، كلّ بكرٍ فاتح رحمٍ فهوَ لي، وكلّ بكرٍ ذكر من ماشيتكم من البقر والغنم فهوَ لي، أمّا بكر الحمير فتفدونه بخروفٍ وإلاّ فاكسروا رقبته. وأمّا أبكار بنيكم جميعًا فتفدونهم ولا تحضروا أمامي ولا شيء معكم لي. في ستّة أيّام تعملون، وفي اليوم السابع تستريحون حتّى في أوقات الفلاحة والحصاد. عيّدوا عيد الحصاد حين تحصدون بواكير الحنطة وعيد جمع الغلّة في نهاية السنة«. أحبّائي، قرأنا سفر الخروج (34: 14 ي) مع عنوان: الوصايا من جديد.

1 - لا تسجدوا لإله آخر

لا تسجدوا لإله آخر. نتذكّر هنا أنّ هذه الأمور كُتبت بعد المنفى، ساعة تشتّت الشعب العبرانيّ فلم يبقَ مقيمًا فقط في فلسطين، في الجليل وفي اليهوديّة، وبشكلٍ أخصّ في أورشليم وحول الهيكل.

تشتّتوا واعتادوا أن يتعبّدوا لآلهة الأمم الذين أقاموا فيما بينهم. نحن قريبون من الله أو هو قريبٌ منّا، نتعبّد له. إن هو أعطانا نتعبّد له، وإلاّ نتركه، وإن اعتبرنا أنّ هناك إلهًا أقوى منه، نذهب إلى ذاك الإله. وفي منطقنا المسيحيّ، إذا اعتبرنا أنّ هناك مخلّصًا أقوى من المخلّص يسوع المسيح نذهب إليه، فهذه أمور ملموسة، نحتاج إلى الطعام، إلى الشراب، إلى الراحة، إلى الأمان، إلى السلام، إلى النجاح، إلى المال، إلى العظمة. وإذا كان الربّ لا يؤمّن لنا كلّ هذا، نذهب إلى من يؤمّنه لنا. وهكذا يكون لنا إله آخر غير الإله الواحد.

لا تسجدوا لإله آخر. سجودنا فقط للإله الواحد، وإلهنا هو عائلة في ثلاثة أقانيم. ولماذا لا يسمح الربّ بمثل هذا السجود؟ لأنّي أنا الربّ إلهٌ غيور. نلاحظ، إخوتي وأخواتي، هذه الصفة عند الله، صفة المحبّة. فالعريس الذي يحبّ عروسه يكون غيورًا عليها. لا يريد لأحدٍ أن ينظر إليها، ولا يريدها أن تنظر إلاّ إليه. لا تميل عينُها شمالاً ولا يمينًا. الربّ هو الإله المحبّ، وهو الإله الغيور الذي لا يرضى أن نتطلّع إلى سواه. وكيف تبرز هذه المحبّة؟ تبرز أوّلاً بالمعاهدة، بالعهد. العهد يمكن أن يكون بين ملكٍ وملك، بين شعبٍ وشعب، وبين عروسٍ وعريس.

العروس إمّا تدلّ على الشعب العبرانيّ، وإمّا تدلّ على كلّ مؤمن وعلى كلّ مؤمنة. والشعب العبرانيّ يمكن أن يعاهد سكّان تلك الأرض. لا بأس إن هو عاهدهم على المستوى المادّيّ والاقتصاديّ والفكريّ. ولكن خاف الكاتب الملهم أن يصبح العهد دعوة إلى عبادة الآلهة الكاذبة، وتقديم ذبائح لهذه الآلهة.

2 - لا تعاهد بين اله والأصنام

هنا نتذكّر ما قال لنا يسوع في إنجيل يوحنّا: »أنتم في العالم ولكنّكم لستم من هذا العالم«. لا تستطيعون أن تعيشوا كما يعيش العالم، ولا سيّما على مستوى الإيمان. وسيقول لنا بولس الرسول حين نذبح لهذه الآلهة إنّما نذبح للشياطين. فلا أريدكم أن تعبدوا الله وتعبدوا الشيطان في الوقت عينه. فالربّ هو الإله الغيور الذي لا يرضى عبادة لسواه. إذًا هنا »لا تعاهدوا« لا تجعلنا على المستوى المادّيّ ولا الاقتصاديّ ولا السياسيّ، بل على المستوى الدينيّ.

أجل، لا يمكن أن نعاهد عبّاد الأصنام، عبّاد الأوثان، فنسير مسيرتهم. كلاّ ثمّ كلاّ. هناك تعامل بسيط، ولكنّه لا يذهب إلى الأعماق. ومن هذا التعاهد هناك الزواج بين أبناء العبرانيّين وبنات الأمم المجاورة والعكس بالعكس، بين بنات العبرانيّين وشباب الأمم المجاورة. ويقول في آ 16: »لئلاّ تأخذوا من بناتهم لبنيكم«. هذا مهمّ جدٌّا لأنّ البنت أو المرأة هي التي تعلّم ابنها الإيمان، هي المسؤولة عن إيمان أولادها، فإن هي لم تعبد الله الواحد يكون أولادها عبّادًا للأصنام، عبّادًا للأوثان. من هنا يقول »يجعلنهم يعبدون آلهتهم التي يعبدنها«.

إذا جاءت المرأة من عند الإله »كموش« أو »ملكوم« أو غيره، يصبح أولادها من هذا النوع. وإنْ تعبّدت للبعل، يصبح أولادها متعبّدين للبعل. نلاحظ هنا دور البنت ودور المرأة في تربية الإيمان، في تلك الأيّام. وفي أيّامنا هذه، يبقى للأمّ الدور الأكبر في نقل الإيمان إلى الأبناء. ويبدو أنّ في تلك الحالة أخذ العبرانيّون المشتّتون في تلك الأمم، يصنعون لنفوسهم آلهة، تماثيل لمثل هذه الآلهة.

فالخطيئة خطيئتان. الخطيئة الأولى تمنع صنع أيّ تمثال، حتّى للإله الواحد. فا؟ لا يُرى، وبالتالي لا نصنع له صورة ولا تمثالاً ولا أيّ شيءٍ من ذلك. وتكون الخطيئة الثانية حين نصنع تمثالاً لا للإله الحقيقيّ، بل للآلهة الكاذبة. من هنا جاء الأمر.

3 - عيد الفصح والفطير

ويتابع النصّ: »واحفظوا عيد الفطير. فكلوا الفطير سبعة أيّام في شهر أبيب كما أمرتكم. ففي شهر أبيب خرجتم من مصر«. هنا نفهم أنّ الشعب العبرانيّ الذي كان بعيدًا عن الهيكل، لم يعد يستطيع أن يذبح حمل الفصح، وهي حال اليهود اليوم بعد أن دُمّر الهيكل وما عاد للكهنة اليهود من وجود. ماذا قال؟ »احفظوا عيد الفطير«. الفطير يعني الخبز بلا خمير، والخمير علامة الفساد. فمن أكل في هذه المناسبة، مناسبة العيد، خبزًا فيه خمير، فكأنّه أكل الفساد. هي صورة خارجيّة عن حياة داخليّة. احفظوا عيد الفطير، احفظوا نفوسكم من أيّ فساد، ولو كنتم في عالم يعرف الخطيئة، يعرف الفساد، يعرف الضياع عن الإله الحقيقيّ.

فكلوا الفطير سبعة أيّام. في شهر أبيب كما أمرتكم. فالعيد كان يمتدّ سبعة أيّام، وذلك ومع أنّ العبرانيّين لا يذبحون الحمل بعدُ، كما فعلوا حين خروجهم من مصر، وهذا ما ذكّرهم به هذا المقطع. هم لا يذبحون الحمل، فيبقى عليهم أن يأكلوا الخبز الفطير. المهمّ أن يتذكّروا خروجهم من أرض مصر، خروجهم من العبوديّة والذهاب إلى برّيّة سيناء إلى الحرّيّة، حرّيّة أبناء الله.

أعطاهم الربّ الوصايا على سيناء. أعطاهم وصايا الأحرار، لأنّ الربّ يحرّرنا ولا يستعبدنا. أمّا هم فأرادوا أن يعودوا إلى العبوديّة، مع الآلهة الكاذبة، مع الأصنام التي تجعل الإنسان شبيهًا بالصنم إن هو سجد له. إذًا أوّل الوصايا السجود للإله الواحد، الامتناع عن أيّ تمثالٍ، أيّ صورة، وأخيرًا العيد، عيد الفطير، الذي يجمع الجماعة كلّها في العالم كلّه.

أينما كان العبرانيّون فهم يعيّدون في اليوم عينه عيد الفطير، فيشعرون أنّهم شعب واحد يعبدون الإله الواحد، ويعيشون الإيمان الواحد والوصايا الواحدة. لا شكّ هنا نداء إلى المسيحيّين ليعرفوا أن يعيّدوا معًا العيد الأكبر، عيد الكبير، عيد الفصح، لئلاّ يعيّدوه كلّ واحدٍ في وقتٍ متبدّل بحيث نتساءل: هل هناك مسيحيّة واحدة أو مسيحيّات كثيرات؟ هل هناك مسيح واحد أو أكثر من مسيح، وكلّ واحد يحسب المسيح مسيحه، ويمنع عنه الآخرين؟ يحسب أنّ الحقّ بيده وأنّ الآخرين هم على خطإ مبين. هذه الكلمات القديمة، يمكن أن نقرأها اليوم، لأنّها كتبت لنا. مهما تشتّتنا في البلدان، مهما كنّا أقلّيّة بين غير المؤمنين سواء في هذا الشرق العربيّ، أو في الهند والصين واليابان وفي غيرها من الأمكنة، يمكن أن نعيّد معًا فنحسّ الإحساس الواحد ونتذكّر الإيمان الواحد ونقوم بالممارسة الواحدة في الوقت الواحد.

4 - تقديم الأبكار

ويتابع النصّ: »كلّ بكرٍ فاتح رحمٍ فهوَ لي، وكلّ بكرٍ ذكر من ماشيتكم من البقر والغنم فهوَ لي«. دائمًا الربّ له المكان الأوّل. من غلّة الأرض له المكان الأوّل، من أولاد البقر والغنم له المكان الأوّل، من ذكور الحمير له المكان الأوّل. وخصوصاً من أولادنا. الولد الأوّل هو بكرٌ للربّ يفديه الوالدان. هذا ما صُنع ليسوع في الأربعين يومًا، أخذه أبواه إلى الهيكل، وهناك قدّما عنه زوجي يمام أو فرخي حمام، يختار الوالدان زوجين من هذه أو من تلك الطيور.

إذًا الربّ هو الأوّل: هو الذي يعطي وهو الذي يفتح الرحم. يمكن للمرأة ألاّ تلد فيقال: الربّ لم يفتح رحمها. أو هي تلد فيقال: الربّ فتح رحمها. ونقول الشيء نفسه عن الماشية من بقر وغنم وكلّ ما يمكن أن يلد، كلّ ما يمكن أن يضع أولادًا. إذًا الربّ يبقى له كلّ شيءٍ. وهو إنّما يجعل الأرض وخيراتها وغناها بين أيدينا، لكي لا نتصرّف بها وكأنّها لنا وحدنا، بل كأنّها للجميع، فيستفيد الجميع من الخير الذي يؤمّنه الربّ الإله لكلّ واحدٍ من شعبه ولكلّ الشعب معًا.

ونتابع القراءة (خر 34: 21): »في ستّة أيّام تعملون وفي السابع تستريحون حتّى في أوقات الفلاحة والحصاد«. نتذكّر هذه الوصيّة الأساسيّة التي شدّد عليها الشعب العبرانيّ. فكما أنّ الأمكنة ليست له بل الربّ أعطاها. وكما أنّ الحيوان ليس له فالربّ أعطاه إيّاه. وكما أنّ الغلال ليست له فإنّ الربّ أعطاه إيّاها. كذلك الزمن، الوقت، الأسبوع، الشهر، السنة، هي عطيّة من عند الربّ. وفي أيّ حال يمكن أن تنتهي حياتنا اليوم أو غدًا أو بعد غدٍ. هذا ما يقرّره الربّ لأنّ الوقت ليس بأيدينا، وعمرنا ليس بأيدينا. فنحن لا نستطيع أن نزيد على عمرنا ساعة واحدة أو شيئًا واحدًا صغيرًا جدٌّا.

بما أنّ الزمن هو ملك الله وهو يمنحنا إيّاه، فنحن لا نستطيع أن نتصرّف به كلّه كما نشاء: نعمل ستّة أيّام، وفي اليوم السابع نرتاح. الأيّام الستّة لنا، واليوم السابع هو للربّ. أوّلاً تستريحون، تتذكّرون أنّكم لستم ملتصقين بالأرض، ملتصقين بالعمل، لا تعرفون أن تخرجوا منه. كلاّ ثمّ كلاّ.

5 - اليوم السابع

أنتم أحرار في هذا اليوم. ففي اليوم السابع، تستريحون كما استراح الربّ بعد أن خلق الكون في ستّة أيّام. وهناك استراحة في وقتٍ لا عمل به. فما هذه الاستراحة كَلاَ شيء. هذا ما يطلبه المشترع منّا حتّى في أوقات الفلاحة، ونحن مزروكون. حتّى في الحصاد أيضاً، حتّى في ذلك الوقت أنتم تستريحون. إن لم يبنِ الربّ البيت، إن لم يزرع الربّ الأرض، إن لم يحرس الربّ المدينة، كلّ هذا يدلّ على أنّ العمل والجهد والتعب بدون نهاية، لا يمكن أن يعطي الثمار المرجوّة. أوقات الفلاحة، في يوم السبت، في اليوم السابع، نرتاح. أيّام الحصاد، في اليوم السابع نرتاح. فهذا اليوم مكرّس للربّ. ونحن نكرّسه لكي نرى بعضنا بعضًا، لكي نسمع كلام الربّ، حتّى نجتمع بعضنا مع بعض. نحن مشتّتون، ضائعون في أشغالنا وأعمالنا، ضائعون وسط مدينة كبيرة، واسعة.

في اليوم السابع، نجتمع مع بعضنا بعضًا، نحسّ أنّنا عائلة أبناء الله. وكما قلت: نصلّي مع بعضنا، نسمع كلام الله مع بعضنا، نأخذ زادًا للأسبوع. وهنا أيضاً نتذكّر نحن المسيحيّين أهمّيّة الاجتماع الأسبوعيّ، اجتماع يوم الأحد. من أماكن متعدّدة، من أشغالٍ مختلفة. نكون كلّنا في موضعٍ واحد، نفرح أفراح بعضنا، نحزن أحزان بعضنا، نساعد بعضنا، نتضامن في الشدّة، في الصعوبة، في الحياة اليوميّة. وهكذا يتكرّس يوم الأحد اليوم السابع في منطقنا المسيحيّ، فيصبح للربّ. ونفهم أنّ الوقت هو عطيّة من الربّ بحيث لا نتصرّف بها كما نشاء، بل نتركه هو يتصرّف به أو يعلّمنا ماذا نعمل في ذلك اليوم. وبعد أيّام السبت، هناك أوقات أخرى من العيد، أوقات أخرى من السنة السبتيّة.

نلاحظ في الكتاب المقدّس التشديد على الراحة. الراحة لا للأغنياء فهم مرتاحون، الراحة لا للعظماء فهم مرتاحون. الراحة هي للعمّال، للعبيد، للّذين يتعبون، للّذين يلتصقون بالأرض ولا يبتعدون عن الماشية التي يحرسون. هؤلاء يعملون سبعة أيّام في الأسبوع ولا يعرفون الراحة. من أجل هؤلاء جاء الكتاب يذكّرنا المرّة بعد المرّة، بأهمّيّة الراحة في ذلك اليوم. وسيهدّد »موسى« بالقتل من يعمل في ذلك اليوم. ولكن إذا أردنا أن يُقتل آخر فلا يقتل العامل الضعيف، ولا العبد المرهون، إنّما يُقتل صاحب العمل الذي أراد لهذا العامل، لهذا العبد، أن يعمل في اليوم السابع، يوم يستريح الربّ، يوم يجب أن يستريح كلّ واحدٍ منّا.

هذا، أحبّائي، هو معنى المقطع من سفر الخروج حيث الوصايا تُسمع من جديد. في إطار من جديد، في إطار المنفى، بعيدًا عن فلسطين، بعيدًا عن أورشليم، بعيدًا عن الهيكل. فنحن لا نعبد الربّ قرب الكنيسة فقط، بل نعبده في كلّ مكان.

هو حاضر في كلّ مكان. يرعانا ونحن نستنير بوصاياه في كلّ مكان. وفي عالمٍ صارت المسيحيّة أقلّيّة هنا أو هناك، ما أجمل أن نعيش هذه الوصايا ونتعرّف إلى هذا الإله المحبّ الغيور الذي يغار علينا. يا ليتنا نحبّه كما يحبّنا، ونغار على وصاياه كما يغار علينا. آمين.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM