Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}
المنّ والسلوى
1- المقدّمة
أحبّائي، نتابع قراءة سفر الخروج. يعني خروج الشعب من مصر إلى سيناء، بانتظار الوصول إلى أرض الميعاد. خروج من العبوديّة إلى العبادة. من عبوديّة ملك من الملوك إلى عبادة الله الحقّ. من تعبّد لآلهة متعدّدة، إلى عبادة الإله الواحد الذي يحبّ شعبه، يحبّ جميع الشعوب، ويحبّ كلّ إنسان من الناس كما يحبّ الأب ابنه والأمّ ابنتها. الخروج انتهى في مرحلة أولى مع عبور البحر الأحمر.
مع عبور البحيرات المرّة، صارت هذه القبائل الثلاث، التي هي أساس ونواة الشعب العبرانيّ، صارت في البرّيّة وما عاد أحد يلاحقها. ولكن هل تقبل حياة البرّيّة بما فيها من صعوبات الحياة؟ لا ماء فيها، لا طعام، لا راحة؟ الشمس تحرق دومًا. الواحات قليلة والأشجار أقلّ. ماذا سيفعل الشعب العبرانيّ؟ هل يتّكل على الربّ وعلى عنايته، أو إنّه سوف يتذمّر دائمًا ويطلب، وتكثر طلباته؟
في الفصل السابق، رأيناه في إيليم مع اثنتي عشرة عين ماء وسبعين نخلة. له كلّ ما يحتاج إليه من الشراب والطعام. فلماذا يتابع المسيرة؟ هل تنتهي المسيرة به إلى إيليم؟ كلاّ. بل هي ستذهب أبعد. ستصل أوّل ما تصل إلى سيناء حيث يعطي الربّ وصاياه لشعبه، ومن خلاله يعطي هذه الوصايا إلى الشعوب كلّها. إذًا نقرأ فصل 16 ونرى هنا كيف أنّ الشعب بدأ يعيش في البرّيّة ويستعدّ للقاء الربّ في سيناء.
»رحل جميع بني إسرائيل من إيليم إلى برّيّة سين... فألقوا اللوم على موسى وهرون وقالوا لهما: »يا ليتنا مُتنا بيد الربّ في أرض مصر، فهناك كنّا نجلس عند قدور اللحم ونأكل من الطعام حتّى نشبع... فقال الربّ لموسى: الآن أُمطر لكم خبزًا من السماء... وقال موسى: سيُعطيكم الربّ عند الغروب لحمًا تأكلونه، وفي الصباح خبزًا تشبعون منه، لأنّه سمع ملامتكم عليه، وأنتم حين تلومونا فإنّما تلومون الربّ« (16:1-8).
2 - إنطلاقة لا عودة فيها
»ورحل جميع بني إسرائيل«. نعم لم يبقَ الشعب هنا في إيليم مع أنّ كلّ شيء مؤمّن له. عليهم أن يرتحلوا، شأنهم شأن إبراهيم. فإبراهيم كان في بلاد الرافدين في أور أو حاران (في العراق اليوم) أو تركيا. كان هناك مع قطعانه، مع عبيده، مع إمائه. لا ينقصه شيء. ومع ذلك قال له الربّ: »أترك أرضك وعشيرتك وبيت أبيك«.
وهنا أيضًا على بني إسرائيل أن يرحلوا، أن لا يتوقّفوا. فالربّ يريد أن يقتلعهم من عالم قديم، من عادات قديمة، من عبادات وثنيّة، من عبوديّة قاهرة، من عبوديّة تنسي الإنسان أنّه إنسان. رحلَ جميعُ بني إسرائيل. ونقرأ في النهاية، سيناء. هناك على الجبل سيرون وجه الله.
متى رحلوا؟ في اليوم الخامس عشر من الشهر الثاني. في الشهر الأوّل أكلوا الفصح، واليوم في الشهر الثاني هم ينطلقون. وكلّ عمل في تاريخ الشعب، كلّ خلاص في تاريخ الشعب، كلّ انطلاقة في تاريخ الشعب، ترتبط بالخروج من أرض مصر.
هذه هي الخبرة الأساسيّة في حياة الشعب العبرانيّ. هي خبرة خلاص. بيد قديرة وذراع ممدودة أخرجهم الربّ. وإن لم يعودوا إلى هذه الخبرة، فكلّ خلاص يبقى منقوصًا، يبقى مبتورًا، يبقى ناقصًا. وما إن بدأوا المسيرة حتّى بدأوا اللوم على موسى، التذمّر على موسى. كانوا في راحة تامّة، كانوا في خيرات وافرة، فلماذا هذا الرحيل؟ أوّلاً كانت الخيرات تامّة في مصر. وهنا في إيليم كانت الخيرات تامّة من طعام وشراب. لهذا ما إن بدأوا المسيرة حتّى بدأوا التذمّر، حتّى بدأوا اللوم على موسى وهارون.
3 - حنين إلى الماضي
وعادوا إلى الوراء، عادوا إلى الموت في الواقع، دائمًا العودة إلى الماضي هي عودة إلى الموت. هنا نقرأ: ليتنا متنا. فكأنّهم يطلبون الموت. أمّا الربّ فيدعوهم إلى الحياة، فيدعوهم إلى رسالة هامّة، إعلان مجد الربّ، إعلان خلاص الربّ، إعلان أعمال الربّ. أمّا هم فيطلبون الموت، يريدون العودة إلى الوراء، إلى إيليم، إن لم يكن إلى مصر. فهم مستعدّون أن يعودوا إلى العبوديّة، أن يعودوا إلى السخرة، فلا يميَّزون عن الحيوان شرط أن يكون أمامهم اللحم وسائر الطعام.
قالوا: ليتنا متنا بيد الربّ في أرض مصر. يعني: يا ليتنا كنّا مثل المصريّين، يا ليتنا استحققنا عقاب الربّ في أرض مصر. هناك كنّا متنا ومتنا في راحة. ولماذا هذا التذمّر؟ لم يقولوا ماذا يطلبون، هم فقط جائعون. ولكنّهم يبحثون عن اللحم،عن الشبع. لا شكّ أنّ البرّيّة لا تُشبع الناس. فلا زراعة فيها إلاّ في الواحات، ولا لحوم فيها ولا شيء ممّا عرفه الشعب العبرانيّ في مصر.
تذمّر الشعب، تحسّروا على الماضي، حين كانوا يجلسون ويأكلون حتّى الشبع. وكان تذمّرهم على موسى وهارون بشكل تمرّد وتمرّد مع لوم كبير. يقولون لهما: أخطأتما جدٌّا، حين أخرجتمانا إلى هذه البرّيّة. أخرجتمانا حتّى تميتا هذا الجمعَ كلّه من الجوع. هنا كأنّي بهذا اللوم، بهذا التذمّر، يطرح على بساط البحث كلّ هذه المسيرة. إلى أين ستعود هذه المسيرة؟ وهي تبدأ باللوم والتذمّر والبكاء على الماضي والبكاء على الأطلال.
ماذا سوف يفعل هارون؟ ماذا سوف يفعل موسى؟ هما أناس كسائر الناس. إن كان الشعب جاع فهما جاعا، وإن كان الشعب عطش، فهما عطشا. لا أحد أفضل من الآخر عندما يغيب الطعام ويغيب الشراب.
4 - الربّ ينتزعنا، يُطلقنا
فكأنّ موسى وهارون من غير طينة، لا يُحسّان بالجوع ولا يُحسّان بالعطش. لماذا اخرجتمانا إلى هذه البرّيّة؟ لماذا؟ يعني ليتكما لم تخرجانا. أخطأتما خطأً كبيرًا. دائمًا، أحبّائي، في المشاريع التي فيها تضحيات، التي فيها انطلاق واقتلاع، انتزاع من عاداتنا، من ماضينا، هناك خوف، هناك تذمّر، هناك رفض، لا نريد أن نتبدّل، لا نريد أن نتغيّر. لكن الربّ لا يريد هذا. نحن لا نريد أن نتبدّل ولكن الربّ يريدنا أن نتبدّل، يريدنا أن ننطلق.
لو لم ينطلق إبراهيم، لكان راعيًا من الرعاة في هذه السهول الواسعة والصحاري الكبيرة. ولكن لمّا قبل أن يرتحل، أن ينطلق مع الربّ، صار اسمه كبيرًا جدٌّا. ونحن أيضًا، كلَّ مرّة نقبل بالارتحال والمسيرة مع الربّ، مهما يكن في هذه المسيرة من غموض. وإن كنّا لا نعرف إلى أين نحن ذاهبون. مهما يكن في هذه المسيرة من أخطار، أخطار الطريق، أخطار من الداخل، أخطار اليأس، أخطار القنوط، أخطار الخوف، أخطار الإحباط. كلّ هذه الأخطار لا تعود أخطارًا عندما نقبل أن نسير مع الربّ. حينئذ نرى النور بعد الظلمة، وتنقشع الطريق بعد النفق المظلم.
5 - خبز من السماء
ونلاحظ في آية 4: »فقال الربّ لموسى: الآن أمطر لكم خبزًا من السماء«. رائعة هذه الجملة، هذه الآية 16: 4. لا يقول النصّ إنّ موسى طلب من الربّ أبدًا. الربّ استبق موسى، سبّق عليه الآن: أُمطِر لكم خبزًا من السماء. هذا يعني أنّ الربّ يسبق طلباتنا، أنّ الربّ يسمع بكاءنا، يسمع تنهّدنا. تذمّر الشعب فسمع الربّ. لام الشعب فسمع الربّ. الربّ إلهنا، هو إله يسمع، إله يرى، إله يفعل، وليس كالأوثان التي لها عيون ولا ترى وآذان ولا تسمع وأيدٍ ولا تفعل.
قال الربّ لموسى: الآن أُمطر لكم خبزًا من السماء. هذا بسيط إذا كان الربّ يقيم في السماء، فهناك كلّ خير، ومن هناك يرسل كلّ خير. من هناك يرسل المطر، وهو الذي يعطي القمح وبالتالي الخبز. إذًا، في النهاية، كلّ ما نأكله، كلّ ما نشربه، إنّما هو عطيّة من السماء. والماء نقول عنه: يأتي من السماء. لكن هنا هذه الجملة الهائلة: أُمطر لكم لا مطرًا يعطي قمحًا والقمح تخبزونه، أُمطر لكم خبزًا. فالربّ هو الذي يهيّئ طعامًا لأبنائه، يهيّئه خالصًا مخلّصًا، كاملاً مغذّيًا، يرسله كما يقال في قفّة.
نستطيع أن نتذكّر يسوع المسيح على شاطئ بحيرة طبريّة (يو 21). التلاميذ في الليل يصطادون ويتعبون وما اصطادوا شيئًا. ناداهم في الصباح: تعالوا، فجاؤوا إليه. ولمّا وصلوا إلى الشاطئ، رأوا جمرًا وسمكًا وخبزًا فاستطاعوا أن يأكلوا. هيَّـأ لهم كلّ شيء. وهنا الربّ أمطر لكم خبزًا. كما ينزل المطر كذلك ينزل الخبز.
فلا شكّ، أحبّائي، نحن هنا أمام صورة رمزيّة. الخبز لن ينزل كالمطر، لكن هذه العبارة تدلّ على أنّ الربّ يهيّئ لشعبه، يهيّئ لكلّ واحد من أبنائه، الطعامَ اللازم. وماذا على الشعب أن يفعل؟ قبل الخروج، وعبور البحر الأحمر، قال لهم موسى: أنتم لن تفعلوا شيئًا. كتّفوا أيديكم، واتركوا الربّ يفعل. يعني: استسلموا للربّ، اتّكلوا عليه، اجعلوا ثقتكم فيه.
6 - خبزنا كفافنا
ماذا على الشعب أن يفعل؟ أن يزرع؟ ليس بعد. أن يفلح؟ ليس بعد. أن يحصد؟ ليس بعد. على الشعب أن يخرجوا ليلتقطوا الخبز. وهنا العظمة. هم لا يلتقطون مرّة واحدة ويجعلون في الأهراء ويملأون البيوت. لا بيوت لهم في الصحراء. فهم في الخيام يتنقّلون يومًا بعد يوم. فما العمل؟ فالربّ يرسل إليهم الطعام كلّ يوم في يومه. يأكلون اليوم، ولا يهتمّون للغد. يأكلون اليوم وهم متأكّدون أنّ الغد يحمل إليهم طعامهم.
ويرد أمامنا كلام الربّ في الإنجيل: لا تهتمّوا لنفوسكم بما تأكلون ولا لأجسادكم بما تلبسون. الربّ يعرف ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه. وعلّمنا يسوع أن نقول: أعطنا خبزنا كفاية يومنا، ما يكفي كلّ يوم من أيّامنا. هذه هي الأمثولة الرائعة التي نستخرجها من هذا النصّ. يعطيكم الربّ طعام كلّ يوم بيومه. لا تهتمّوا للغد فالغد يهتمّ بنفسه. لا تكن لكم هموم ومخاوف. ماذا نأكل؟ ماذا نشرب؟ هذه أشياء تهتمّ بها الأمم، الأمم الوثنيّة التي ليس لها إله يحبّها، التي ليس لها إله. أو بالأحرى هي تعتبر أنّ الله لا يحبّها.
فنحن عندما نفتح قلوبنا على الله ونعرف أنّه الإله المحبّ، لا نخاف من الغد، فالغد يهتمّ بنفسه، ويكفي كلّ يوم شرّه. أمّا نحن فنأخذ من كلّ يوم بركة الله، وأوّل بركة هي الطعام. أعطنا خبزنا كفاف يومنا. نلاحظ هنا مبادرة الربّ، فكأنّي به يَعقد عهدًا مع أبنائه. بدأ فأعطاهم الطعام. هم يحتاجون إلى الخبز، فينزل خبزًا كالمطر، يعني سيكون وافرًا، سيكفيهم.
ويتابع النصّ: »بهذا أمتحنهم فأعرف هل يسلكون في شريعتي أم لا«. يعني الربّ أرضى شعبه. الربّ عمل لشعبه ما طلبه، أو بالاحرى قبل أن يطلبه. فكيف سيبادل الشعبُ الربّ؟ كيف سيدلّ على شكره للربّ؟ هو لا يستطيع أن يعطي شيئًا للربّ. فالربّ خلق كلّ شيء. وسيقول لهم في المزمور 50: لا أحتاج شيئًا من الخارج، لا أحتاج شيئًا من الداخل. أحتاج إلى قلبك. يا بنيّ، أعطني قلبك.
7 - المؤمن ويوم الربّ
يقول النصّ: أمتحنهم. يعني، كما يمرّ الحديد في النار فيصبح أنقى، كما يمرّ الذهب في النار، والفضّة، كلّ هذا يتنقّى. وأنا أيضًا أريد أن أجعلهم يمرّون في النار، يمرّون في المحنة. هل يسلكون في شريعتي أم لا؟ الشريعة هي المحنة التي يمرّ فيها المؤمن: أو يعيش بحسبها، فتكون له السعادة، أو يختار الشقاء.
هذه المحن هي كالنار. وبولس الرسول يذكّرنا بأنّ أعمالنا تمرّ كما في النار، بل حياتنا كلّها تمرّ كما في النار، بل نحن كلّنا نمرّ كما في النار. فإن كانت حياتنا من القشّ والتبن، فهي تحترق، وإن كانت من الفضّة والذهب، فهي تتنقّى وتصبح أعظم جمالاً. وأوّل ما يطلب الربّ من شعبه، هو المحافظة على اليوم السابع، على يوم الراحة، على يوم السبت الذي سيصبح في الكنيسة المسيحيّة يوم الأحد.
يقول في آ 5: »ويكون ما يلتقطونه في اليوم السادس ضعف ما التقطوه في كلّ يوم قبله«. في كلّ يوم، كانوا يلتقطون غمرًا كما يقول النصّ. يعني كبّاية كبيرة وهي كافية لأن تغذّيهم، لأن تكفيهم كلّ يوم بيومه، أمّا في اليوم السادس فهم يلتقطون من أجل اليوم السادس كما يلتقطون من أجل اليوم السابع، لأنّ اليوم السابع هو يوم السبت، يوم راحة، يوم عطلة لا يعملون فيه.
بدأ الربّ، بادر الربّ وفعل ما فعل، أمّن لهم الطعام: أعطنا خبزنا كفاف يومنا. أعطاهم ذلك الخبز الذي سنسمّيه المنّ. فكيف يتجاوبون مع عطيّة الله؟ ماذا يفعلون بالنسبة إلى هذا الإله الذي يغمرهم بكلّ شيء؟ خلّصهم من كلّ عدوّ، وهو يعتني بهم الآن كما يعتني الوالدون بأولادهم. كلّ ما يطلبه هو أن يسلك هذا الشعب في شريعة الله. لأنّ الشريعة في النهاية هي السعادة.
الشريعة ليست ما يقيّدنا، ما ينكر علينا إنسانيّتنا. الشريعة هي طريق مفتوحة تُوصلنا إلى الله. لذلك من يسلك بحسب الشريعة، يعرف أنّه في الخطّ الذي يوصله إلى ملء السعادة، إلى ملء الحياة مع الربّ. ومن خالف الشريعة، جلب على نفسه الهلاك والموت.
أحبّائي، هذه الفكرة مهمّة جدٌّا. من خلال المنّ والسلوى، والحديث طويل بعدُ في هذا المجال، فهمنا أنّ على الشعب أن يتجاوب مع الربّ، مع نداء الربّ، أن يسلك في شريعته. فالشريعة، يقول حزقيال إنّه أكلها في كلمة. طعمُها مثل العسل، وإن صعب علينا ممارستها لأنّنا ضعفاء وخطأة. لهذا نودّ أن نرجع إلى الوراء كما رجع المصريّون. ولكنّ الربّ يدعونا إلى الأمام، إلى الحياة معه. آمين.