الخاتمة
تلك كانت مرحلة ثانية لقراءات سفر المزامير والتأمّل في حياتنا. هي تدعونا إلى الثقة. نحن نثق بالله. نرتبط به. نتعلّق به ولا نفلته مهما جاءت الإغراءات من الخارج. على مثال يسوع نفسه. إذا كنتَ ابن الله هكذا جرَّبه الثلاّب. بما أنّك ابن الله أما حان لك أن تتحرّر من اللهأن تترك الخضوع له؟ نظّم حياتك بنفسك. ولماذا تسير بحسب كلام الله
هذا ما حصل لآدم الذي هو رمز للبشريّة كلّها. ليس هو أوّل إنسان في المعنى التاريخيّ للكلمة، لأنّ خبره وصل إلينا من خمس مئة سنة ق م تقريبًا. بل هو أوّل إنسان في المعنى اللاهوتيّ. هو المرآة التي نرى فيها نفوسنا. كلّ إنسان، رجلاً أو امرأة، هو آدم. هو المأخوذ من التراب والمحاول أن يرتفع إلى الله، بل على الله، على مثال بُناة برج بابل.
ماذا يختار الإنسان؟ هل يجعل ثقته بالله وبكلامه، أم يتساءل منذ الخطوة الأولى؟ هل الله حقٌّا قال لكما. ذاك كان كلام الحيّة، ومن خلالها إبليس الذي يجعل الشكّ في القلوب. وكان الجواب من البشريّة، التي تمثّلها حواء، أمّ الأحياء، أضافت إلى كلام الربّ كلامها. فسَّرت كلام الربّ أيّ تفسير!
وترجرجت الثقة بالله. كلام الربّ غير صحيح! هذا ما قالت الحيّة. الله الذي خلقنا محسود منّا. بضربة ساحرة صار إلهًا. وأنتم تأكلون من هذه الشجرة فتصيرون آلهة. تعرفون كما يعرف الله. تختارون ما تريدون دون العودة إلى وصايا منحها الأب لأبنائه لكي ينموا ويكبروا.
الحمد لله أنّ التجديف على الله تباعد. إذا كان الإنسان عظيمًا، فالشيطان ينحسدُ منه، لا الله وفي أيّ حال، الحسد هو هنا، بحيث يجعل إبليس يوسوس لنا. وهكذا نبني طريقنا بنفوسنا. أنا وحدي وليس آخر، كما يقول قادة الجيوش والملوك. ولكنّ هناك شرطًا: نسجد لأركون هذا العالم، لمن يحسب نفسه سيّد العالم. قال ليسوع: »السلطان على العالم، ومجد الممالك، أنا أملكه وأعطيه لمن أشاء«. ويصدّق الإنسان. فيأخذ السبل كلّها كي ينال القدرة التي هي ؟. وينسى أنّه كالعشب والهشيم. وينال الغنى والمال الكثير، وينسى أنّ نفسه تؤخذ منه في هذه الليلة.
أين نضع ثقتنا؟ بسيّد هذا العالم، الذي حُكم عليه، كما قال الربّ يسوع قبل الذهاب إلى الموت؟ أم بالملك الذي مملكته ليست من هذا العالم؟ الذي يبقى هو هو، مهما كانت الظروف التي تحيط به. بل من على صليبه، هو الخلاص إلى البشريّة كلّها، حين فتح ذراعيه لكي يستقبلنا كلّنا.
إلى مثل هذه المواقف دعانا هذا الكتاب. ثقة با؟. اتّكال عليه، مهما كانت الظروف، فماذا ننتظر لكي نجعل قلبنا في هذه الكلمات. ونضمّ شعورنا إلى شعور مؤمنين أحسّوا بما نحسّ به اليوم. وهم يدعوننا لكي نقتدي بهم. مهما كان الليل معتّمًا، الربّ يضيء سراجي، ينير ظلمتي. مهما كان الأعداء كثيرين، لا أخاف. فالربّ وحده هو خلاصي. فكيف أتزعزع؟