الكتـــاب الخـــامـس

الكتـــاب الخـــامـس

يتضمَّن الكتاب الخامس ستَّ نبيئات. في 1-51، مقدِّمة إلى الكتاب، وهي تسرد التاريخ من الإسكندر إلى أدريان. ثمَّ 52-110؛ 111-178؛ 179-285؛ 286-434. كلُّها في نموذج معروف: أقوال على الأمم، مصر، مناطق أسية. ثمَّ عودة نيرون كالخصم الإسكاتولوجيّ. بعدها، مجيء المخلِّص. وأخيرًا، الدمار بالنار. أمّا النبيئة السادسة (435-530) فتشير إلى مصر: بناء هيكل للإله الواحد الحقيقيّ في أرض مصر (493-504) وفي النهاية، حرب النجوم (512-553). والمقطع الوحيد الذي يعكس تدوينًا مسيحيٌّا هو 256-259.

سيطرت شخصيَّة نيرون ممّا يعني أنَّ الكتاب جاء بين سنة 70 و80 ب.م. وبين سنة 135 والثورة اليهوديَّة. وقد دُوِّن في مصر التي ذُكرت في النبيئتين 2 و4. ثمَّ إنَّ السيبلَّة صديقة إيزيس (53). وتُذكر كليوبترة في النبيئة الأولى (17-18). والقسم الثاني يذكر أيضًا إيزيس (484) وسيرابيس (487).

الكتاب الخامس هو امتداد للكتاب الثالث مع اهتمام بالهيكل وانتظار المخلِّص والخصم الإسكاتولوجيّ.

الأباطرة الرومان حتّى أدريان

فاسمع إذن خبر حقبة تعيسة، حقبة أبناء لاتيوم(1)

حالما هلك ملوكُ

مصر(2) الذين دفنَتْهم الارضُ كلُّها ولم تميِّز.

بعد رجل(3) بلاّ الذي رمى إلى الأرض كلَّ

5 الشرق وكلَّ الغرب بغناه الواسع،

ذاك الذي بابل سلَّمت جثَّته إلى فيلبُّس وأقنعَتْه(4)

أنَّه في الحقيقة ليس ابن زوش ولا ابن أمُّون(5).

بعد الرجل الذي خرج من نسل أساراكوس ودمه(6)،

الذي جاء من طروادة فشقَّ اللهبَ الهائجة.

10 بعد ملوك عديدين وبعد عدد من الأبطال الأعزّاء على أريس(7)

بعد الجراء، صغار وحش آكلٍ الخراف(8)،

يقوم أوَّلاً ملك، فيضمُّ عشرة إلى عشرة(9)

في حرفه الأوَّل. فينتصر انتصارًا طويلاً في الحروب.

يستخرج من العقد (من الزمن) حرفه الأوَّل. بعده

15 يملك ذاك الذي بداية اسمه أوَّل الحروف(10).

أمامه تختبئ من الخوف تراقية وصقلِّية ثمَّ ممفيس(11)

(ممفيس التي قلبتها خطيئةُ أمرائها

وامرأة لا تُقهر سقطت على الأمواج).

يُصدر شرائع للشعوب ويرتِّب الكون في طاعته(12).

20 وبعد زمن طويل جدٌّا يسلِّم السلطانَ إلى آخر(13)

الذي يكون للحرف الأوَّل من اسمه قيمة عدديَّة هي ثلاثمئة(14)،

والذي يتفرَّع اسمه من اسم نهر. يملك هو أيضًا على فارس

وعلى بابل. عند ذاك، يضرب برمحه المادّايين.

ثمَّ يملك ذاك الذي يبدأ اسمه بحرفٍ قيمته العديديَّة ثلاثة(15).

25 والملك الذي يليه يكون الحرف الأوَّل من اسمه(16)

مساويًا لاثنين مضروبين بعشرة. يصل إلى أقاصي مياه

المحيط فيجعلها تغلي تحت أبناء أوزونيا.

ثمَّ يكون ملكًا، ذاك الذي يكون الرقم خمسين بداية اسمه(17).

زحّافة ممقوتة. يُشعلُ الحرب الضروس، في يوم من الأيّام(18)

30 فيرفع يده حتّى على نسله الخاصّ ويُهلك ويَقلب كلَّ شيء(19)

يلعب كالمصارع، كحوذيّ على مركبة، ويقتل ويقترف المعاصي العديدة.

يفتحُ الجبل الذي يضربه البحران ويضرِّجه بالدم(20).

وبعد أن يزول، يبقى مشؤومًا. ثمَّ يعود(21)

ويجعل نفسه مساويًا لله. ولكنَّ الله يُفحمه ببطلان كلامه.

35 بعده يَهلك ثلاثةُ ملوك في ضربات متبادلة(22).

ثمَّ ترتفع ضربةٌ كبيرة من أناس أتقياء(23)

يُبرز بدايةَ الاسم، وقيمتُه سبعة مضروبة بعشرة.

ابنه الذي تساوي بدايةُ اسمه ثلاثمئة، يغلبه أوَّلاً(24)

وينتزع منه السلطان. بعده يقوم كملك

40 طاغيةٌ ملعون تُساوي بدايةُ اسمه أربعة(25). ثمَّ

مائتٌ معبود تساوي بداية اسمه خمسين(26). وبعده

يأتي ذاك الذي بداية اسمه مطبوعة بعدد ثلاثمئة(27)،

قلتيّ، جبليّ، فيسرع إلى الحرب في الشرق،

لا يُفلت من مصير تعيس، بل يموت فيه.

45 تُدفَنُ جثَّته في أرض غريبة، أخذت اسمها

من زهرة نيمه (وادٍ في اليونان). بعده يملك رجل آخر

بخوذته الفضِّيَّة، يحمل اسم بحر.

يكون رفيعًا رفيعًا، ويفهم كلَّ الأشياء.

في عهدك، كلُّ أمير كامل، كلُّ أمير رفيع بشعره الفاحم،

50 وفي عهد فروعك، تأتي كلُّ هذه الأيّام.

بعده يملك ثلاثة ملوك، وآخرهم يتسلَّم السلطة متأخِّرًا(28).

أقوال على مصر

الويل لي! الويل لي ثلاث مرّات! يدفعونني بالقوَّة(29) لأتلقّى في قلبي بلاغًا مشؤومًا،

نشيدَ الأقوال النبويَّة التي يلهمني بها الله، يا بنت إيزيس(30).

في البدء، على مدخل هيكلك، موضوعِ دموعٍ عديدة(31)،

55 يقفز المناديّون وتكونين أنتِ بين يدي الشرّ،

في يوم، يرتفع النيل في كلِّ أرض مصر(32)

ستَّ عشرة ذراعًا

فيُغرق الأرضَ كلَّها ويخنقها بمياهه.

فرحُ البلاد يصير إلى الصمت، ومجدُ طلعته إلى الزوال.

60 يا ممفيس، ستبكين في مصر بكاء عظيمًا(33).

أنت، يا من تسلَّطت، في الماضي، بقوَّة، على الأرض، ستكونين(34)

ضعيفة، بحيث إنَّ من يسرُّ بالصاعقة

هو نفسه، من أعلى السماء، يصيح بصوت مريع: »يا ممفيس العظيمة في القوَّة

أنت التي كنتِ في الماضي مملوءة عجرفة بين المائتين الحقيرين،

65 ستبكين في الألم والضيق حتّى، في الغيوم،

يسمعك الأزليّ، الإله الخالد.

فما الذي حصل لشجاعتك الثابتة التي سيطرت لدى الرجال؟

مقابل الشرِّ الذي ابتدعه سخطُك ضدَّ عبيدي، مسحاء الله،

من الشرِّ الذي حرَّكتِه ضدَّ رجال الصلاح(35)،

70 من أجل كلِّ هذه الجرائم، يكون لكِ مثلُ هذه المرضع عقابًا لك.

لن تكون لك بعد حصَّة في السعادة، هذا واضح.

سقطتِ من بين النجوم، فلن تصعدي إلى السماء«.

هذا ما أمرني الله أن أقوله لمصر

للزمن الأخير، ساعة الرجال يكونون كلُّهم شرٌّا.

75 ويستنفد الأشرار كلَّ شرٍّ بانتظار

غضب الخالد، الإله السماويّ، الذي يَضرب ضربة مرعدة.

لا يعبدون الله، بل الحجر والبهائم،

ويستنبطون عدَّة أنواع من العبادة لأغراض كثيرة لا لغة لها(36)،

لا تقدر أن تسمع ولا أن تفهم، ولا يحقُّ لي أن أسمِّيها.

80 كلُّها، بلا استثناء، أصنام تدين بوجودها لأيدي البشر.

من ثمر أتعابهم الخاصَّة ومن مخيِّلتهم المملوءة بالجنون والكبرياء،

استخرج البشر آلهة من الخشب والحجر.

صنعوا آلهة من القصدير والذهب والفضَّة، آلهة باطلة،

بدون حياة، بدون أذنين، صُنعت بمعدن أُذيب في النار.

85 باسم ثقة باطلة في مثل هذه الأغراض.

تمويس وكسويس هما في ضيق، وأبيدوس خربة(37):

هي مدن هرقلُّس وزوش وهرمس.

وأنت، يا إسكندريَّة، مرضع (المدن) الشهيرة،

لن تُفلتك الحربُ ولا الجوع، بل تتحمَّلين عقاب

90 كبريائك وجميع أعمالك السابقة.

خلال قرون عديدة، ستظلِّين صامتة، ويوم عودتك(38) (لن تريه).

(والنيل لن يقدِّم بعد) شرابه الحلو فيسيل.

فالفارسيّ يأتي على أرضك كالبرَد(39)

ويدمِّر بلادك ويُهلك سكّانها مع فنونهم الفاسدة(40).

95 يكون الدم والموتى بقرب مذابحك العجيبة.

عدوّ قلبُه همجيّ، ذراعه قديرة وحمراء بالدم، وهو ممتلئ بجنون مجنون(41)،

مع حشد كبير أكثر عددًا من رمل البحر، يأتي ليعجِّل في دمارك.

فيا مدينة غنيَّة جدٌّا، تكون حينذاك آلامك كبيرة(42).

آسية كلُّها تبكي بسبب الهدايا التي

100 أحبَّت أن تزيِّن بها رأسك، وسقطتْ الآن على الأرض.

والذي انتهت إليه بلاد الفرس يقاتلك (هو نيرون)،

فيقتل كلَّ إنسان، ويُفني كلَّ الموارد،

بحيث لا يبقى سوى ثلث المائتين الضعفاء (3: 144).

من المغرب يجتاحك بقفزة سريعة(43).

105 يحاصر أرضك كلَّها، ويحوِّلها إلى صحراء.

ولكن حين يصل إلى ذروة قوَّته وتدفعه جرأة لا تتراجع،

يأتي، وقد نوى أن يدمِّر مدينة الطوباويّين

ملكٌ يرسله الإله عليه (= الملك المسيح)،

فيدمِّر جميع الملوك العظام وكلَّ الشجعان في البشر (من جوج وماجوج).

110 هكذا يمارس الخالدُ الدينونة للبشر(44).

ويل لك، يا قلبي المسكين. لماذا تدفعني إلى هذا الوحي

فأدلُّ على كثرة أسياد مصر بما في الدلالة من ألم؟(45)

أقوال على أمم مختلفة

إمضي(46) إلى الشرق، إلى نسل الفرس الذي لا حسَّ فيه،

واكشفي له الأحداث السابقة والمزمعة أن تحصل.

115 فمجرى نهر الفرات يسبِّب فيضانًا

فيُهلك الفرس والإيبيريّين والبابلونيّين(47)،

والمساجيّين(48) الذين يحبّون الحرب ويتَّكلون على أقواسهم.

آسية كلُّها، فريسة النار، تلمع لهبُها حتّى الجزر.

برغاموس المسيطرة في ما مضى، تهلك كعنقود عنب.

120 فيتاني(49)، سيظهر خرابك على عيون البشر.

لسبوس بكاملها تغرق في عمق الغمار وتهلك.

سميرنة تبكي يوم تتدحرج إلى أسفل الهوَّة.

كانت مسيطرة في الماضي وشهيرة، فتهلك بلا دواء.

يبكي البيتينيّون على أرضهم التي تحوَّلت إلى رماد،

125 على سورية العظمى وفينيقية بشعوبهما المتعدِّدة.

ويل لك، يا لوقية(50)! كم من الكوارث يهيِّئ لك

البحرُ الذي بتحرُّكاته الخاصَّة يَصعدُ على أرضك التعيسة،

ويغمرك بزلزال مرعب وفيض مياه مرَّة!

أرض لوقية التي خسرت عطورها وهي التي كانت ذات رائحة بفيض من العطور(51).

130 حُفظ لفريجية غضبٌ مرعب، بسبب(52) الألم

الذي يثير أمّ زوش، رايا، لتأتي وتقيم فيها.

يُهلك البحرُ نسلَ التاوريّين وأمَّتهم الهمجيَّة.

والعدوّ يلتهم فيفني اللابيتيّين في كلِّ أرضهم.

تدمَّر تسالية بنهر دواراتُه عميقة:

135 بينيه بتيّاره العميق الذي يزيل من الأرض أجناس الحيوان.

]أبيدانوس يعلن أنَّه ينتجُ، يومًا، أجناس الحيوان[.

عودة نيرون

يسترسل الشعراء في رثاء اليونان التعيسة ثلاث مرّات،

حين يأتي رجلٌ من إيطالية ويضرب قمَّة المضيق،

ملكٌ عظيم في رومة العظيمة، مائت متساوٍ مع الآلهة،

140 الذي قيل عنه إنَّه وُلد من زوش نفسه وهيرا الرفيعة(53).

أنشد أناشيد عذبة بصوت متناسق جدٌّا،

فطلب التصفيق في المسرح، ساعة كان يُهلك الضحايا العديدة ومنها أمُّه التعيسة.

هذا الملك المرهوب والذي لا ضمير له، يهرب من بابل(54)،

بعد أن يُبغضه جميعُ المائتين وأفضل البشر،

145 لأنَّه أهلك ضحايا عديدة ورفع يده على الصدر الذي ولده

لأنَّه خطئ تجاه نسائه وخَرج من سلالة نجسة(55).

يمضي إلى المادّايين وإلى ملوك فارس(56)،

وهم أوَّل من أحبَّهم وحمل إليهم المجد.

يختبئ لدى هؤلاء الأشرار ليتآمر على أمَّة الحقّ،

150 وهو الذي أخذ هيكلاً بناه الله وأحرق أهل المدينة،

الشعبَ الصاعد إليها، جميع الناس الذين أنشدتُهم انشادًا.

لأنَّه حين يظهر ترتجُّ الخليقة كلُّها بعنف(57).

ملوك يهلكون. والذين يظلُّ السلطان في أيديهم،

يُفنون المدينةَ العظيمة والشعبَ البارّ.

عقاب رومة - بابل

155 ولكن، بعد أربعة أعوام، حين تشعُّ نجمةٌ كبيرة(58)

تدمِّر وحدها الأرض كلَّها، من أجل إكرام

أدُّوه أوَّلاً لبوسيدون، إله البحّارة(59)،

من أعلى السماء تهبط نجمة كبيرة على البحر الإلهيّ.

تحرق البحر العميق، وبابل نفسها

160 وأرض إيطاليا التي بسببها هلك عدد كبير

من العبرانيّين القدّيسين والأمناء، ومن شعب الحقّ.

في وسط المائتين الأشرار تتألَّمين من الشرور(60)،

وفيما بعد تكونين قفرًا خلال أجيال عديدة،

(تكون وتبقى إلى الأبد خربة خربة)(61)

165 أبغض أرضك لأنَّك تعلَّقت بالسحر(62)،

لأنَّهم يرون عندك زواج زنى وعلاقات شرٍّ مع الصبيان.

يا مدينة فاسدة، مخنَّثة وجائرة، يا مدينة مصيرها أقصى مصير!

ويل لك يا مدينة نجسة جدٌّا في أرض اللاتين،

يا فاجرة، يا صديقة الأفاعي، تجلسين أرملة على تلالك(63)

170 ونهر تيبر يبكي عليك، وأنت رفيقته

بروح القتل والقلب الكافر!

جهلتِ ما يستطيعُه الله وما يهيِّئ لكِ (إش 47: 11).

ولكنَّك قلت: »ما من أحد سواي، ولا أحد يغلبني« (إش 47: 9؛ رؤ 18: 7).

وها هو يدمِّرك أنت وأخصّاءك، الإلهُ الموجودُ على الدوام

175 فلا يبقى بعد، على هذه الأرض، أقلُّ أثر عن وجودك(64)،

كما سبقَ الإلهُ العظيم ونال كراماتك.

فابقَيْ وحدك، يا مجرمة، والتحفي بنار ملتهبة!

امضي إلى الجحيم وأقيمي في الأعماق، مسكنِ المجرمين.

أقوال على مصر والقيروان

والآن، يا مصر، أبكي أنا أيضًا على كوارث تحلُّ بك.

180 تصابين في كلِّ عضلاتك، يا ممفيس، ينبوعَ عذاب(65).

في صدرك تُسمِع الأهرامُ صوتًا وقحًا.

يا بيتون التي سُمِّيت في الماضي، وبحقّ، مدينتين(66)،

اصمتي قرونًا من الزمن لكي توقفي شرَّك!(67)

عنفٌ، كنزُ آلام وأوجاع، يا ميناد الغنيَّة بالمراثي(68)،

185 فريسة شرور مرعبة، تظلِّين أرملة على الدوام، ودموعك تسيل،

أنت يا من سُدتِ الكون كلَّه، السنوات الطويلة.

وحين تجعل برقة على ثيابها الوسخة قميصها(69)

البيضاء، هل يمكن أن لا أكون، أو لا أولَد!

تيبة، أين صارت قوَّتُك العظمى؟ رجلٌ وحشيٌّ(70)

190 يُفني شعبك، وأنت تأخذين ثياب الحداد

وتندبين، يا تعيسة، في العزلة، وتكفِّرين معاصيك كلَّها

التي اقترفتِها في الماضي، في وقاحة قلبك،

ويرون الضربات التي بها تَضربين صدرَك بسبب أعمالك المجرمة.

سيّان (أسوان)، بطلٌ من الحبشة يدمِّرها.

195 والهنديّون بجلدهم الفاحم يقيمون بالقوَّة في تويخيرا(71).

يا بنتابوليس(72)، ستبكين: بطلٌ قدير يدمِّرك.

من يصوِّر شقاءك، يا ليبيا التعيسة؟

أيُّ مائت، يا قيرين، يذرف الدموعَ شفقةً عليك.

لن تتوقَّفي عن النحيب إلى أن تدمِّرك الكارثة.

أقوال على شعوب الغرب

200 عند البريطانيّين وعند الغاليّين الأغنياء بالذهب(73)،

يُرعد المحيطُ (الاوقيانوس) وقد امتلأ دمًا.

هم أيضًا أساؤوا إلى أبناء الله،

حين أتى ملكُ أرجوانيّ، من سورية إلى الصيدونيّين(74)،

بمجموعة غاليَّة كبيرة. ويقتلكِ أنتِ،

205 يا رافانا، ويحكمك من أجل القتل.

على الهنود والأحباش(75)

يا هنود، تخلُّوا عن ثقتكم، وأنتم يا أحباش ذوي القلوب الشجاعة!(76)

حين يحمل برجُ الجدي سيرَ مداره حول هؤلاء الشعوب،

وحين برج الثور يضمُّ السماء في وسطها(77)،

حين يصعد برج العذراء وحين الشمس، حول جبينها(78)،

210 تثبِّت حزامها وتسود الفلك كلَّه،

يحصل على الأرض انقلابٌ سماويّ عظيم،

وبالنجوم المحاربة تظهر طبيعة جديدة بحيث تهلك(79)

في النار والنحيب، كلُّ أرض الأحباش.

قول جديد على عودة نيرون

وأنتِ أيضًا يا كورنتوس، ابكي الدمار المشؤوم الذي تحملينه فيك(80)!

215 فحين تكون الشقيقات(81) الثلاث المشؤومة نسجت خيوطَها المشبَكة

ويهرب الرجل، بالحيلة، إلى ضفاف المضيق، تُعيدُه

وتعلِّقه في الأهوية لكي يشاهده الجميع(82)،

هو الذي في الماضي فتح الصخر بالبرونز اللدن،

يضرب بلاده كلَّها فيدمِّرها كما قُرِّر.

220 فالله أعطاه القوَّة ليقوم

بأعمال لم يقُمْ بها أحدٌ قبله من جميع الملوك (366).

يبدأ فيقطع بضربة منجلٍ جذور الرؤوس الثلاثة (دا 8: 8)

ويترك الاخرين يأكلونها أكلاً(83)

بحيث يأكلون لحم والدَي الملك المنجَّس.

225 فقد أُعدَّ القتل والرعب لجميع البشر

بسبب المدينة العظيمة والشعب البارّ

الذي سيَخلُص إلى الأبد وتحفظه العناية حفظًا خاصٌّا(84).

الويل لرومة

متقلقلة وفاسدة، تحيط بها الكوارث والضربات(85)،

ينبوع الشرور والنهاية الكبيرة للبشر(86)

230 بخراب يصيب الخليقة التي تخلِّصها.

عنف(87)، ينبوع الشرور، وضربة كبيرة للبشر،

مَن بين البشر اشتهاك، ومن في داخله ما عاداك؟(88)

فيك، أيُّ ملك دمَّر حياته المترفِّعة بعد أن رُذل؟(89)

قلبتِ كلَّ شيء، بسطت الشرَّ كلَّه،

235 بك تشوَّهت أعماق العالم الجميلة.

أنتجي لنا أيضًا بذور الخلاف هذه، وقد تكون الأخيرة!(90)

ماذا تقولين؟ سوف أُفحمك وأقول ما به أتَّهمك.

نور الشمس الساطع أشرق من قبلُ لدى البشر(91)،

ساعة نشر الأنبياء أشعَّتهم المعطاة(92).

240 لسان يقطر شرابًا جميلاً لجميع المائتين(93)،

ظهر ونما وأنتج للجميع ثمارًا حلوة.

لهذا، فأنتِ بمشورتك الضيِّقة، أنت ينبوع الشرور العديدة(94)،

السيف والحداد يأتيان في ذلك اليوم عليك(95).

ينبوع الشرور والنهاية العظيمة للبشر

245 من خراب يصيب الخليقة التي تخلِّصها ربّات الحياة.

أميلي أذنك للشهرة المرَّة والصاخبة، كارثة للبشر!(96)

إعادة بناء أورشليم والهيكل

ولكن حين تتخلَّص أرضُ فارس من الحرب(97)

ومن الوباء ومن العويل، في ذلك اليوم يُوجد

النسل الإلهيّ والسماويّ، نسل اليهود الطوباويّين (3: 573)

250 الذين يسكنون مدينة الله الواقعة في قلب الأرض(98)

والتي يستدير سورها المحصَّن حتّى بافا.

هم يُعظَّمون حتّى الغمام المظلم(99).

لن يُسمع بعدُ صوتُ البوق يدعو إلى القتال(100)،

ولن يفنوا بيد عدوٍّ مزمجر،

255 بل ترفع (يدهم) أسلابًا أبديَّة مع أسلاب الأشرار (3: 727-730).

ويرون بعدُ رجلاً عظيمًا آتيًا من السماء(101)

يمدُّ يديه نحو خشب خصيب جدٌّا،

هو أفضلَ العبرانيّين الذي سيوقف الشمسَ في يوم من الأيّام(102)

فيتلفَّظ بعبارة حلوة، بشفتين نقيَّتين.

عزاء إسرائيل، دينونة الله

260 لا تعذِّبي بعدُ قلبَك في صدري، يا مغبوطة!

يا بنت الله، المغمورة بالغنى، وزهرة الحبِّ الوحيد(103)،

يا نورًا ساميًا، يا تتمَّة رفيعة وفرعًا مرغوبًا(104)،

يا يهوديَّة الساحرة والمدينة البهيَّة بالأناشيد الملهمة،

لن نرى بعدُ في أرضك أرجلَهم النجسة تدور دوارًا جنونيٌّا(105)،

265 وأرجلَ اليونان الذين يتحرَّكون بقلب واحد،

بل أولادٌ مشهورون يغمرونك بالكرامات(106)،

مع أناشيد مقدَّسة يقفون قرب المائدة(107)،

مع كلِّ أنواع الذبائح والصلوات تسبيحًا لله.

جميع الأبرار الذين عرفوا أوجاع ضيق قصير(108)

270 يمتلكون خيرًا أكبر وأحلى (من كلِّ خير).

أمّا الأشرار الذين وجَّهوا على السماء لسان الشرّ(109)،

فيتوقَّفون عن الكلام، الواحد تجاه الآخر(110)،

ويختبئون إلى أن يتحوَّل العالم(111).

من السحب ينزل مطرُ نار محرقة(112)،

275 والأرض لا تعطي بعد للمائتين، حصاد السنابل المزدهرة (3: 536-543).

كلُّ شيء يكون بورًا، بلا زرع ولا فلاحة، إلى أن يعِيَ المائتون

سيِّدَ الكون، الإله الخالد والموجود منذ الأزل (3: 557)،

ولا يعودون يُكرمون أغراضًا مائتة،

لا الكلاب ولا العقبان التي تعلَّمت مصر

280 أن تكرِّمها بأفواه باطلة وشفاه بلهاء (3: 30؛ 5: 77).

وحدها تحمل كلَّ هذه الأشياء، الأرضُ المقدَّسة، أرض الأبرار(113).

الصخر والنبع يقطران ساقية عسل،

ونهرَ حليب إلهيّ لجميع الأبرار (خر 3: 8، 17).

فهم في الآب الوحيد، فقط، في الإله الذي هو عظيم وحده،

285 وضعوا آمالهم، في عظمة تقواهم وإيمانهم.

أقوال على بلدان آسية

ولكن لماذا يمنحُني عقلي، في حكمته، هذه الإيحاءات؟

فعليكِ الآن، يا آسية التعيسة، أَبكي وأشفق،

وعلى نسل الأيّونيّين والكاريّين واللوديّين الأغنياء بالذهب.

الويل لك، يا سارديس، الويل لك يا تراليس الساحرة (3: 459)

290 الويل لك يا لاودكيَّة، المدينة الجميلة، ستهلكْنَ (3: 471)

تُدمَّرن، تتحوَّلن إلى رماد بالزلازل

في آسية الحادَّة (في الحداد)، وفي أرض اللوديّين الغنيَّة بالذهب!

هيكل أرطاميس العظيم في أفسس(114)

بفعل الهزّات التي تحرِّك الأرض وتفتح فيها فجوات، يسقط يومًا في البحر الإلهيّ

295 كما تغمر العواصف السفن.

تسقط أفسس على ظهرها فتتأوَّه وتبكي على شواطئها

وتطلب هيكلاً لم يعُد موجودًا.

يغضب الإله الخالد الذي يسكن الأثير(115)،

فيطلق من السماء عاصفة قاصفة على الرأس المنجَّس،

300 فيحلُّ الشتاء محلَّ الصيف، في ذلك اليوم(116).

وبعد ذلك، يحصل مثلُ هذا للبشر المائتين،

لأنَّ الذي يُرعد في الأعالي يُفني جميع الوقحين

بضربات الرعد، بالبروق، بسهامٍ صاعقة، محرقة،

بسيف الأعداء. فيُهلك الأشرار إهلاكًا

305 بحيثُ تغطّي جثثُهم الأرض أكثر من حبّات الرمل.

وتجيء إزمير وهي تبكي رئيسها(117)

عند أبواب أفسس، وهناك تموت موتًا.

البليدة كومس مع مجاري مياهها الملهَمة(118)

تقلبها يدُ رجال (لا يعرفون) الإله، لا عدل لهم ولا شرائع،

310 فلا تعود تُصعد إلى السماء صرخاتِ فرح مثل هذه،

بل ترقد ميتة في مجاري مياه كومس.

وحينتئذٍ ينتحبون معًا بانتظار الكارثة.

الشعب العنيف وقبيلة كومس الوقحة(119)

يعرفون أنَّ هذه علامة عقاب للأعمال التي فعلوها.

315 وحين ينتحبون على أرضهم الفاسدة التي تحوَّلت إلى رماد،

تكون، لبسوس، عبر أريدان(120)، دُمِّرت إلى الأبد تدميرًا.

يا مدينة كورسير الجميلة، توقَّفي عن أناشيد العيد.

وأنت، يا هيرابوليس، التي ما تعاطيت مع بلوتون(121)

تنالين المكان الذي تمنَّيت نواله، ولكن في وسط دموع كثيرة،

320 حين تتحوَّلين إلى تلَّة تراب بجانب مجرى ترمودون(122).

وأنت، يا طرابلس(123)، يا من آمنت بالصخور قرب مياه مياندر،

عناية الله، يومًا، تدمِّرُك من الأساس تدميرًا،

فتكونين حصَّة الأمواج الليليّة تحت الشاطئ(124)

أوّاه! ليتني لا أختار منطقة فيبوس القريبة!(125)

325 تنزل عاصفة قاصفة، يومًا، فتدمِّر ميليتس النحيفة

لأنَّها اختارت نشيد فيبوس وما فيه من زخارف

والاهتمام بالعلم لدى الناس ونصيحتهم الفطنة(126).

كن راضيًا، يا ربَّ الكون، عن أرض عذبة، خصبة،

عن اليهوديَّة العظيمة، لكي نعرف أفكارك(127).

330 فأنتَ أوَّل من عرفتها، يا الله، برضاك(128)،

لكي تكون هديَّتك الأولى إلى جميع البشر،

وينتبهوا إلى عطيَّة أعطاها الله.

أَرغبُ، أنا التعيسة ثلاث مرّات، أن أرى أعمال التراقيّين(129)،

والسور الذي يغمرُه البحران، تحوَّل إلى تراب بمعمعة الحرب(130)،

335 مثل نهر وطيوره الصائدة.

يا دردانيل التعيس، أبناء أشورية يجعلون النير يومًا عليك(131).

تصل إليك حرب التراقيّين وتدمِّر قوَّتك العظمى(132).

ومكدونية يستولي عليها ملكُ مصر(133).

ومنطقة همجيَّة تحطِّم عزم رؤسائها.

340 اللوديّون والغلاطيّون والبمفيليّون مع البسيديّين

يقفون كتلة واحدة في وجه جيش يقاتل بضراوة.

دمار إيطالية ودينونة الله

يا إيطالية، يا من أنت تعيسة ثلاث مرّات، سوف تنتظرين حزينة ولا من يبكيك(134).

تهلكين مثل وحش مشؤوم في أرض مزدهرة.

في الأعالي، عبرَ السماء الفسيحة، يسمعون

345 في ضجيج صاخب، صوتَ الله (3: 669؛ 4: 175).

حتّى لهب الشمس التي لا تَفنى تختفي(135)

ولن يُرى بعدُ نورُ القمر المضيء

في الحقبة الأخيرة(136)، حين يملك الله.

كلُّ شيء يصبح سوادًا، والظلمة تكون على الأرض (خر 10: 21؛ حك 17: 5)

350 المائتون يصيرون عميانًا وتكون الوحوش المفترسة (لا 26: 22) هناك والشقاء.

ويمتدُّ هذا اليوم امتدادًا طويلاً لكي يعلم البشر

أنَّ الله هو ملك، ويسهر على الجميع من أعلى السماء.

لن تكون عنده رحمة لأعدائه (4: 159)،

لأناس ذبحوا قطعان الحملان والنعاج والثيران بخوارها القويّ (3: 564)،

355 والعجول الكبيرة بقرونها الذهبيَّة،

إلى هرمسات لا حياة لها، إلى آلهة الحجر.

لتكن الشريعةُ موجِّهة، والحكمةُ ومجد الأبرار(137)،

لئلاّ يدمِّر اللهُ الخالد، يومًا، في غضبه

كلَّ نسل البشر، كلَّ حياة، كلَّ قبيلة وقحة!

360 يجب أن نحبَّ الله، الآب، الحكيم، الذي هو على الدوام.

بعد الحرب السلام(138)

في الحقبة الأخيرة، ساعة يصل وجود القمر إلى نهايته (348)،

تسودُ حربٌ في العالم كلِّه، مليئة بالحيل والخيانات.

من أقاصي الأرض يقوم إنسان قَتَل أمَّه(139)،

يهرب ويولّد في عقله أفكارًا حادَّة قاطعة.

365 يدمِّر كلَّ الأرض ويُخضع المسكونة.

تكون جميع أفكاره أفطن من أفكار سائر البشر كلِّهم.

تلك التي لأجلها خسر حياته، يحتلُّها على الفور (= رومة).

يُفني البشر الكثيرين والطغاة الأقوياء،

ويُحرق جميع البشر كما لم يفعل أحد قبله.

370 والآخرون الذين سقطوا من قبلُ يرفعهم حبُّه.

من المغرب تنصبُّ حربٌ كبيرة على البشر،

يسيل الدم حتّى جُرُف الأنهار والإعصارات العميقة.

يسيل الغضب في سهول مكدونية(140)

]-[ عهد الغرب وللملك الكارثة(141).

375 حينئذٍ تهبُّ هبَّة عاصفة على الأرض(142)،

وتمتلئ السهل أيضًا من الحرب القاسية.

لأنَّ سقفيَّة السماء تُمطر النار على المائتين.

نارٌ ودم وماء، عاصفة قاصفة، ظلمة وليلٌ سماويٌّ،

اختفاء في الحرب وضباب على القتل،

380 (كلُّ هذا) يدمِّر الملوكَ (3: 667) والشجعان معًا.

ثمَّ يتوقَّف هكذا خراب الحرب المدمِّرة (3: 807)،

ولن يقاتل بعدُ أحدٌ بالسيوف والحديد

أو بالسهام، فهذا أمر لن يُسمَح به بعد الآن (253ي).

ولكن ينعم الشعب الذي بقي، بالأمان،

385 وهو الذي لم يعرف محنة الشقاء إلاّ ليذوق بعدها الفرح (269-270).

اللعنة على رومة ودينونة تيطس

يا قاتلي أمِّكم، ضعوا حدٌّا لعجرفتكم وتهوُّركم في أعمال الشرّ!(143)

في الماضي، أقمتُم لنفوسكم تجامعًا نجسًا مع الصبيان(144)،

واستبحتم في أماكنكم الشرّيرة صبايا كنَّ عفيفات،

فأسلمتوهنَّ للعار واعتديتم عليهنَّ في قلَّة حشمة مؤلمة

390 ]-[ فعندكِ الأمّ تتجامع مع ابنها في رباط منتهك الأقداس،

والبنت تصبح زوجة أبيها.

عندكِ الملوك أنفسهم ينجِّسون فمهم الحزين.

عندكِ رجال أشرار يتخيَّلون التجامع مع البهائم.

يا للمدينة الشرّيرة، يا للمدينة التعيسة، توقَّفي عن أناشيد عيدك!

395 عندكِ العذارى الصبايا(145) لا يتعهَّدن

النار المقدَّسة بحطب يغذِّيها.

انطفأ عندكِ البيت الذي كان عزيزًا عليك في الماضي،

حين رأيتُ، أنا، للمرَّة الثانية، سقوط البيت(146)

وقد رمته يدٌ نجسة في نار آكلة،

400 البيت المزدهر دومًا، الهيكل الأمين لله(147)

الذي بناه القدّيسون والذي نفسه وجسده

جعلا الناس يستبشرون بأنَّه يدوم سالمًا إلى الأبد،

لأنَّه لا يمدح، ولا يكرِّم، إلهًا مغمورًا صُنع من التراب(148).

عند الرجال، لا يفعل صانعٌ ماهر إلهًا من حجر،

405 ولا هم عبدوا غرضًا من ذهب ليضلُّوا النفوس،

بل كرَّموا أبا جميع الذين نالوا النسمة الإلهيَّة، الإله العظيم

بذبائح مقدَّسة وبمحرقات عديدة(149).

وها ملك بشع ونجس صعد عليها (= تيطس)،

فهدمها وتركها خرابًا

410 تحت ضربات جيش عديد من المحاربين المشهورين.

ولكنَّه هلك، هو، حين نزل من السفينة عائدًا إلى الأرض الخالدة(150).

لم تحصل بعدُ علامةٌ شبيهة لدى البشر(151)

بحيث يقدر آخرون أن يفكِّروا في تدمير المدينة العظيمة.

المسيح الملك وبناء صهيون(152)

نزل إنسان مغبوط من سهول السماء(153)،

415 تحمل يداه الصولجان الذي سلَّمه الله إليه.

أقام سلطانه السامي على الجميع، وردَّ لجميع

أهل الخير الغنى(154) الذي سلبهم إيّاه البشر في الماضي.

دمَّر تدميرًا تامٌّا، تحت أمواج النار، كلَّ مدينة،

وأحرق شعوب البشر الذين كانوا سيِّئين في الماضي (إش 14: 5-6، 20).

420 ولكنَّ المدينة التي فيها وضع الله حبَّه، جعلها

أكثر إشعاعًا من النجوم، من الشمس ومن القمر (250ي).

زيَّنها وجعلها مقدسًا (مجسَّمًا)

بموادّ مجيدة إلهيَّة، وبنى

على غلوات عديدة، برجًا كبيرًا، عظيمًا(155)

425 يصل إلى السحاب، ويظهر لعيون الجميع

بحيث إنَّ جميع المؤمنين، إنَّ جميع الأبرار، شاهدوا

مشاهدة عذبة، مجدَ الإله الأزليّ.

المشرق والمغرب أنشدوا مجدَ الله(156)،

فلم يعد يُوجد لدى المائتين الضعفاء أعمال بشعة،

430 ولا سلب السرير الزواجيّ، ولا الحبّ المجرم مع الصبيان (3: 38، 185، 764)،

ولا القتل، ولا معمعة الحرب. كلُّهم يتبارون على مستوى البرّ (3: 566)،

هي حقبة القدّيسين الأخيرة، حين يُتمُّ الله هذه الأشياء،

الإله الذي يُرعد في الأعالي، خالقُ الهيكل العظيم العظيم.

قول على بابل

ويل لك، يا بابل، بعرشك الذهبيّ ونعالك الذهبيَّة(157)،

435 أنت يا من سُدت الكونَ وحدك، السنوات العديدة (إش 47: 5)

أنت يا من كنت، في الماضي، المدينة العظيمة، المدينة المدينة، لن ترقُدي(158)

بعدُ على الجبال المذهَّبة، وقرب مياه الفرات!(159)

فتحرُّكات الهزّات الأرضيَّة تمدِّدك على الأرض. والفراتيّون الهائلون

جعلوك تسودين الكون. ليُغلَق فمُك، أيتها النجسة.

440 يا نسل الكذابّين، لا تسألي، لا تهتمّي، لا تتخيَّلي

كيف تسودين الفرس، أو كيف تسودين المادّايين

فبسبب السلطان الذي مارسته، ترسِلين إلى رومة(160)

رهائن كانوا عبيدًا في آسية!

لهذا أنتِ أيضًا، أيَّتها الملِكة المتكبِّرة، ستصيرين إلى دينونة

445 خصومك الذين بسببهم أُرسلتِ فدية.

ستؤدّين حسابًا مرٌّا لأعدائك، جزاء أقوالك المعوجَّة(161).

الغمرات المسيحانيَّة المرعبة

في يوم من الأيّام، في الحقبة الأخيرة، سيجفُّ البحر(162)

فلا تعود السفن تمخر إلى إيطالية.

وآسية العظمى التي تُنتج كلَّ شيء، تصبح ماء،

450 وكريت تكون سهلاً. وتلقى قبرص شقاء عظيمًا،

وتنتحب بافوس على مصيرها المريع بحيث ترى

سلامينة نفسها، المدينة العظيمة، تلقى شقاء عظيمًا.

حينئذٍ تكون الأرض اليابسة أيضًا عقيمة، حتّى الشاطئ.

وتجتاح كتلةُ الجراد أرض قبرص (4: 128).

455 فيا رجال المصير المشؤوم، ستبكون حين ترون صور (حز 28: 30-31).

ويا فينيقية، حُفظ لك غضبٌ هائل بحيث تسقطين(163)

سقطة قاسية فتبكي بكاءً عرائسُ البحر(164).

ويكون زمن في الجيل الخامس حين يتوقَّف دمارُ(165)

مصر، ويَعقد الملوك زواجات وقحة(166).

460 أنسال البمفيليّين يقيمون في مصر.

في مكدونية، في آسية، ولدى اللوقيّين،

تنشر حربٌ كونيَّة أمواجَ دم في التراب،

قبل أن يُوقفها ملك من رومة وأمراء من المغرب.

ما إن تسقط هبَّة الشتاء المليئة بالثلج(167)،

465 ما إن يتجمَّد نهرٌ عظيم ومستنقعات كبيرة جدٌّا،

حتّى تنطلق إلى أرض آسية زمرةٌ همجيَّة

وتدمِّر نسل التراقيّين الرهيبين كعدوٍّ يسهل سحقه.

حينئذٍ يأكل المائتون المروَّعون والديهم(168).

يؤلمهم الجوع فيلتهمونهم طعامًا.

470 وفي كلِّ بيت يفترس وحش البرّ طعامه،

وطيور السماء تأكل جميع المائتين.

تملأ الأنهارُ الأوقيانوس، بأشياء مرعبة،

فيحمرُّ من الدم ويتلقّى لحمَ البلداء ودمَهم (201)

ثمَّ تأتي كآبةٌ ثقيلة على الأرض،

475 بحيث نقدر أن نعرف عدد الرجال وكميَّة النساء (إش 13: 12).

ويُطلق الجيلُ التعيسُ آهات عديدة في الزمن المحدَّد،

حيث تغيب الشمس ولا تعود تشرق،

حيث تتوقَّف لكي تغتسل في أمواج الأوقيانوس(169)،

بعد أن شاهدتْ رذائل النجاسة لدى البشر العديدين.

480 ويقيم الليل المظلم في السماء العظيمة نفسها(170).

ويغطّي ضبابٌ كثيف أعماق الكون (349)،

من جديد، ولكنَّ نور الله يسود(171)

أهلَ الخير الذين امتَدحُوا الله بأناشيدهم.

اهتداء مصر

يا إيزيس، الإلاهة التعيسة ثلاث مرّات، ستظلّين عند مياه النيل (5: 53)

485 وحدك -_ بدون صوت على رمال الأكيرون(172)،

ولن يبقى ذكرٌ لكِ في الأرض كلِّها.

وأنتَ، يا سيرابيس، المغطّى بعدد من الحجارة الباطلة(173)،

ترقد، مثل جثَّة عظيمة، في مصر التعيسة التعيسة التعيسة.

كلُّ الذين في مصر جعلوك موضوع حبِّهم،

490 فيبكونك لأنَّهم لم يعرفوا الإله الخالد، معرفة كافية،

غير أنَّ جميع الذين أنشدوا الله بالمدائح (شعب الله)، يعلمون أنَّك عدم (483)

وفي يوم من الأيّام، يقول رجل بثوب الكتّان، أحد الكهنة(174):

»تعالوا نشيِّد هيكلاً جميلاً للإله الحقيقيّ،

تعالوا نترك الشريعة المقيتة التي جاءتنا من آبائنا،

495 والتي بسببها، فقد الحسُّ، أولئك الذين احتفلوا بالأعياد في تطوافات فخمة

إكرامًا لآلهة الحجر والطين.

يا ليتنا نميل عنها قلوبنا وننشد الإله الخالد،

فهو الآب وهو الموجود منذ الأزل،

مدبِّر الكون، الإله الحقيقيّ، الملك

500 الآب الذي يحفظ الحياة، الإله العظيم الذي هو إلى الأبد« (3: 716-731).

حينئذٍ يكون في مصر هيكلٌ عظيم منزَّه عن النجاسة(175)،

والشعب الذي خلقه الله يحمل الذبائح(176)،

فيعطيه الله الحياةَ الأبديَّة(177).

اجتياح مصر(177)

ولكن ساعة يترك الأحياشُ قبائل إيلليرية(179) الوقحة،

505 يأتون فيُلقون الزرع في مصرهم(180)،

يبدأون اقتراف الشرِّ لكي تحصل كلُّ الأحداث التي ستلي(181).

يدمِّرون الهيكل العظيم، في أرض مصر،

والله يُمطر عليهم غضبًا هائلاً، على الأرض(182)،

بحيث يدمِّر جميعَ الأشرار والكافرين كلَّهم،

510 فلا يُفلت شيء في هذه الأرض

فيعاقبهم لأنَّهم لم يسهروا على ما الله أعطاهم.

قتال الكواكب ونهاية العالم

رأيت تهديد الشمس المحرقة على النجوم(183)

وغضب القمر الهائل تحيط به البروق.

النجوم تتمخَّض للحرب والله أمرها بالقتال.

515 تحرَّكت على الشمس لهبٌ عظيمة(184)،

وتبدَّلت دورة القمر بقرنيه.

وركب لوسيفور(185) ظهر أسد وبدأ القتال

الجدي، ضرب الثور(186) الشابَّ على رقبته،

والثور سرق من الجدي يوم العودة (5: 91).

520 أوريون منع الميزان من البقاء في محلِّه.

وبدَّلت العذراء دائرتها لدائرة الجوزاء في الكبش(187).

لم تعد المجرَّات تشعّ. والتنّين رفض حزامه.

وتغلغل السمك في حزام الأسد(188).

لم يحتفظ السرطان بمرتبته، لأنَّه خاف من أوريون.

525 العقرب رفع ذنبه بسبب الأسد الهائل.

ارتخى الكلب أمام نار الشمس.

وحرارة لوسيفور الشجاع، أحرقت الدلو.

السماء نفسها قامت وبتحرُّكاتها هزَّت المقاتلين(189).

غضبت فأسقطتهم ورؤوسهم على الأرض

530 وحين سقطوا بسرعة على مياه الأوقيانوس،

أشعلوا الأرضَ كلَّها، فلبث الأثير بلا نجوم

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM