يتضمّن هذا التوسّع الأول في سفر اللاويين، المواضيع التالية:
1- تكريس الكهنة
2- تعليم حول الطاهر والنجس
3- يوم الغفران العظيم.
الصورة التي يعطيها سفر اللاويّين عن الكهنوت هي نتيجة تطوّر دام قروناً عديدة، تجلّت فيها تأثيراتٌ مختلفة دينيّة وخلقيّة واجتماعيّة وسياسيّة. في الحقبة القديمة، كانت الوظيفة الكهنوتيّة التي تؤمّن الوساطة بين الانسان والله، عَبْرَ الطقوس وإيصال ارادة الله، كانت تمارس في القبيلة. رئيسُ القبيلة هو الكاهن الذي يقدّم الذبيحة. كما كان الوضع بالنسبة إلى نوح (تك 8:20) أو ابراهيم (تك 15:9 - 10؛ 22:1 - 14)، لا طبقة من الأخصائيين، كما سيكون الأمر بالنسبة إلى قبيلة لاوي وفرع هرون. ولكن حول أماكن العبادة مثل شيلو ودان، أقامت عائلات كهنوتيّة، فأمَّنت خدمة المعبد وحافظت على التقاليد والطقوس. وفي أورشليم وجد داودُ في أورشليم صادوق الكاهن الذي قد يكون ارتبط بملكيصادق، ذاك الملك الكاهن الذي التقى به ابراهيم. واجتذبت أورشليم، بسبب أهمّيتها، عدداً من الكهنة، بانتظار إصلاح يوشيا. بعد العودة عن المنفى، وزوال الملكيّة، أخذ الكهنوت في يده مصير الشعب، فأخذ عظيمُ الكهنة وظيفة الملك، ولبس التاج مثله ونال المسحة. ولكن ما لبث ثابتاً في كل هذا التطوّر، هو أن الكاهن وسيط دخل بالتكريس في حلقة القدس ليلعب دور الوساطة بعد أن نال سلطاناً بذلك.
عن الكهنوت في سفر اللاويين، في قسمه الثاني، نتحدّث، فنتوقّف عند ثلاث محطات: تكريس هرون وأبنائه (ف 8 - 10). تعليمات تلقّاها الكهنة حول الطاهر والنجس (ف 11 - 15). وأخيراً، دور رئيس الكهنة في يوم الغفران العظيم (ف 16). كل هذا دُوّن بعد المنفى انطلاقاً من تقاليد خطيّة وشفهيّة تعود إلى ما قبل المنفى (587 ق م)، في المدرسة الكهنوتيّة، ونحن نتعرّف إليه.