الفصل الرابع عشر: الكتب تردع الضلال

 

الفصل الرابع عشر

الكتب تردع الضلال

1 نردع الكافرين كما نردع السارقين،

لأنَّ الغنى، وهو المدَّعي، الذي سرقوا يصرخ عليهم،

سرقوا الأسماء وألبسوها لما ليس هو الكائن (الأزليّ)(1)

اسمَ(2) الله لبَّسوا مرارًا

الأصنامَ التي وُقِّرت. وهكذا بألقابه

سجدوا لكائنات ليست بكائنات فعُرفت أسماؤها.

اللازمة: مبارك من بكتبه ردعَ أبناء الضلال.

2 ما خلق الكائنُ (الأزليّ) كلَّ شيء من الكائنات،

إذ لا يُوجدُ كيانًا حتّى يأتي إلى الوجود

اسمه الكائن والكائنات لها سيِّدها

اسمه منذ الأزل، لا ينقسم.

بالكائنات المصنوعة، مزَّقوا اسمه، قسَّموه

قسَّموا الكيان بين خمس قوّات(3).

3 »يتساوى اسمُ الكائنات لأنَّ ليس فيها

من هو شيخ أو طفل. الاسم اللائق

ساوى كلَّ شيء في كلِّ شيء.

أو كلُّهم صلاَّح أو كلُّهم أبرار.

ولا يقدر الواحد أن يكون مصنوعًا وصانعًا(4).

4 ربط برديصانُ بيد مرقيون وحلّ (كما الرسل):

»إلهان اثنان(5) لا يمكن أن يكونا،

فاسم أقنومه واحد، هو الله«.

ضلَّ، وبسلاحه الخاصِّ غُلب

فإن لم يكن إلهان غُلب لأنَّه لا يوجد كائنان (أزليّان)

فاسم أقنومِه واحد، هو الكينونة (الجوهر الإلهيّ).

5 إن هو(6) كرز بإله واحد، فليكرز بكائن واحد

فالله واحد فقط، والكائن أيضًا هو واحد.

واحد في اثنين، الكائن والإله

وفي اسم واحد يُدرَك كلُّه.

لا يُوضَع إلهٌ آخر مع الله

والجهالةُ تكون حين نضع (العناصر) الخمسة مع الكيان.

6 بسبب ستِّ جهاتٍ حسب ستَّةَ كائنات،

وضع أربعة كائنات نسبة إلى أربع جهات.

وضع واحدًا في العمق، وآخر في العلوّ.

ومرقيونُ حسَب إلهَين اثنين،

الكائنات والآلهة أُقحمَت في قوَّة واحدة.

تنكَّروا للاهوته ومزَّقوا كيانه.

7 ببرديصان طار ضلالُ اليونان

فعلَّم أنَّ (الله) خلق كلَّ شيء من الكائنات وأتقن كلَّ شيء،

وحكم بواسطة ماني أنَّ الكذب أتى من الهند.

فأدخل قوَّتين اثنتين تتحاربان.

سمّى مرقيونَ أيضًا ثلاثة جذور:

أكثروا الآلهة ليكونوا بلا إله.

8 رُدعوا بيد واحد فأبناء الضلال سرقوا

الأسماء التي ألبسوها لشيء لا وجود له

بابنه مزجوا أسماءه التي بلا انقسام.

فمرقيون وبرديصان شاهدان

إذ هما انقسما تساويا في مولده.

اعترفا أنَّه الله وما أنكرا أنَّه الابن.

9 من لا يعترف بابن الحقِّ هذا؟

فالأكثر منهم زؤانًا (= خبثًا) يكرزون بولادته.

نخجل من الكافرين الذين ما كفروا بميلاده.

من لا يبكي ويتأسَّف

حين يرى »البرّانيّين«(7) يؤمنون ولا يبصُّون

وينظر »الجوّانيّين« الذين يجنّون ولا يشبعون

10 فاليهوديّ ما بصَّ في الأمور المستورة،

مع أنَّها حقٌّا مطمورة في أسفاره، صافية.

ونسأل: بحث عنها فأعمته بدخانها.

يعترف بالروح القدس ولا يجادل.

إن هو تتبَّع كَفَرَ، وإن ظفر حقٌّا جَدَّف.

إكليلُهم هو موت، وسلاحهم هو قطع الرجاء.

11 فحين كفر بالابن، خرج المقبورون من قبورهم

وردعوه هناك. والآنَ إن هو كَفَرَ

وقال عن الروح إنَّه غير موجود، أرعبته الكتب.

فالروح هو روح فم الربِّ،

وروحه لديه هو. وإن كان مجال

أن يكون (الله) بلا روح، ليبيِّنوا لنا بدون خصام.

12 وبدلَ أن يخلق (الآب) بيد الابن، كما يليق،

بيَّنوا أنَّه حين خلق (فالحكمة) التي معه

هي أتقنت معه السماوات والبرايا(8).

جنّوا، كفروا بالابن، جعلوا الناس يكفرون به

وبصنيعة أخرى تباهَوا أنَّها ساعدته.

وإذا تركوا الحقيقة وألقوها (جانبًا) وجدوا الهوان.

13 علمتُ وآمنتُ أنَّك واحد في جوهرك الإلهيّ(9)

سمعتُ وتأكَّدتُ أنَّك أبٌ بوحيدك.

عُمِّدتُ ثلاث مرّات باسم الروح القدس

علمتُ أنَّ (الثلاثة) كلَّهم حقيقيّون

إذ يُبذَر غناك لا يُبحث عن كنزك

لك التسابيح من كلِّ من شَعَرَ بأنَّه إنسان.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM