الفصل الثالث عشر: الرب يفضح الضلال

 

الفصل الثالث عشر

الرب يفضح الضلال


1 مَن باسم ديصان(1) كنّى برديصان،

غرقَ في برديصان أكثر من ديصان.

ملؤه جرَفَ وأتى بالقطرب والزؤان(2).

ونظَّف (ديصان) مرقيون(3) وأكثرُ لكي يفسده.

حثَّه ليخفِّف معرفته بالتجديف،

وماني صار أداة تجعل ألبسته بالية(4).

اللازمة: أتونك يا ربّ، يفضح زيف برديصان.

2 ها كلاب(5) ماني تَعلَقُ بكلِّ إنسان

وتتحرَّش بكلِّ من تجد من أجل خبزها اليوميّ.

هي كلاب مريضة لا تقدر أن تكسر (الخبز)

»الخطايا والذنوب يغفرون«(6).

في هذا الأمر تكالبوا كثيرًا، فيجب أن يهشَّموا:

واحد (فقط) يقدر أن يغفر الخطايا للخطأة(7).

3 إلى إرادتهم اجتذبوا كلمة (الإله) الحقيقيّ:

سلَّط تلاميذه لمرَّة واحدة فقط

أن يغفروا خطايا البشر بيد المياه(8).

ووهبهم أيضًا أن يَحلُّوا ويربطوا(9).

فالذي رُبط يطلب (راكعًا) قدّام غافر كلِّ (الخطايا)(10).

فهو يرأف بالجميع وفي أَلَمَنا يرأف بنا.

4 من العدل أن يعذَّب من اطمأنَّ وخطئ

وإن هو (يسوع) يرأف بالجميع ففي ألمنا يرأف بنا.

أمزاحٌ هو أن يرأف بنا(11) بكسرات الخبز؟

النبيّ ابن بوزي(12) يقنعك.

العرَّافة(13) جرَّت الكسر ووهبتها للنجسات.

فبطُلت التوبة في رشوة البطون(14).

5 لا تتَّكلْ، أيُّها الطفل، لئلاّ يضربوك،

غفرانهم هذا قصبة مرضوضة(15)

يضيف المتراخي لنفسه خطيئة يراها حسنة.

هو خداع لوسيلته القذرة:

ما من إنسان يمضي إلى جهنَّم(16).

وأنا ارتضيتُ بهذه الوسيلة التي لا تعبَ فيها.

6 امرأةٌ(17) أخضعت أهل السبت(18) الذين رؤوسَهم

أحنوا قدَّام يدها على العرش الذي على البيما(19).

ترجمت في آذانهم (الكتب)، ضحكت على ذقونهم

لا الطبيعة زجرَتْها ولا الحشمة ردعتها.

فالجرَّة كانت للفخَّاريّ سرٌّا بواسطة اسمه:

صنع الجرار فارغة بتعليمه.

7 ها هو العجب! إذا يتساوون(20) ينقسمون.

الشرّير صنعهم شبيهين بالأبواق

فيُنشد فيهم الإلحانَ المبلبلة، المخاصمة.

ها هي كنّارة الذين يتناوشون،

أوتارها بأصواتهم لا تُكمِّل، في (لحن) واحد،

لحنَ الوفاق، لأنَّ صانع (الأوتار) ملعون هو.

8 كلُّهم أمسكوا الأقواس الماكرة

ارتووا (سكروا) بعكر (بنبيذ) واحد ملأوا (الكأس) ورمى الواحد على الآخر.

الكنيسة دعتهم، فخاف منها الشرّير،

رأى فيها الأعفّاء فارتعب.

وأوصد في الخصام آذان زؤانه (= الضالّين)

لأنَّه خاف أن لا يدوّي صوته في آذانهم.

9 جرفَهم الشرّير، ملأهم بكبريائه،

نسخهم، وطبعهم بطابع خصومته.

أفسدهم، صوَّر فيهم صورة الخلاف.

وإذ رأى كم كانوا جائعين، قطع ووهب

كلمات مسروقة فصاروا عميانًا، فما تعقَّبوا

رفاقهم ليطلبوهم بأعضاء مقطوعة.

10 من المعلوم أنَّه لا يستطيع أن يحبسهم (الشرّير) لديه،

لأنَّ الحقيقة كشفت وجهَها وبيَّنت حقَّ كلماتها.

رأت أسراها مرتوين بحبِّ الحقيقة.

من سفر الحياة قَطع، أخذ

كلمات تعزية ماكرة، تعزية تلاميذه

ليجمع بهذه (الكلمات) الأسرى في روافدها.

11 لا يمكن أن يُرى الكذبُ في أموره البغيضة،

زيفه في هذا الطبع الذي (يريد أن) يشابه الحقّ

ليلبس صورَهُ ويُضلَّ بأشباهه

ولأنَّه مسروق من الحقيقة،

لا كذَّب الكلَّ ولا صدَّق الكلَّ

سرقاتُه كافيةٌ، اتِّهاماته بلا خصام.

12 وخمير (مت 13: 33) الحياة الذي منّا سلب وخطف،

وطمره داخل كلماته، خاف له أن يطير.

قوَّة سيرته في نفس سامعيه،

الكلمات التي سرق بدَّل قوَّتها

لأنَّه جهَّز للبنَّائين أساسًا من الرمل.

الذين عملوا (تعبوا) بنوا الكذب برجًا معدٌّا للسقوط(21).

13 لا تعترف الكنيسة أبدًا بأسفارهم

أمّا هم فيشهدون للأسفار التي وُضعَتْ فيها.

اعترَفوا بوجود موسى، فاتَّهموا أنفسهم

إذ كفروا كلُّهم الواحدُ بالآخر.

كذبت كتبهم فوهبت، دون أن تدرك،

إكليلاً للحقيقيّ الذي اعترفت بكارزيه.

14 إذ ظنُّوا أنَّهم وجدوا شيئًا عظيمًا جدٌّا،

بالحكمة غلبتِ الحقيقةُ (مت 11: 19) وهم يدينون كلماتها.

صنع الشهود مسكنًا لأقواله

وإذ يوبِّخ الواحد الآخر

شابهت الحقيقة جدعون، حين قتل الجهّالُ

الواحدُ الآخر. بسيوفهم(22) قُهروا فكلَّلوه.

15 كلُّ أبناء الضلال يعترفون بوجود الحقيقة.

ماني أنكر كثيرًا واصطيد بيد القليل.

فلو ضلُّوا وظنُّوا أنَّ لا وجود للحقيقة

ربَّما لنا أن نفكِّر بأنَّهم ما عرفوا(23).

اتَّهموا بعضُهم بعضًا بأنَّهم شقُّوا الأسفار، أتلفوها.

وعزلوا الكلمات التي قصدُها واحدٌ هو.

16 إن تجرَّأ إنسان وقطع عضوًا،

يفتقده جمعُ الأعضاء ويطلبونه،

وموضعُ العضو يصرخ أيضًا.

وإذ يُقطَع هذا القول

فالحيُّ ومحيي الكلِّ يأتي به إلى جانبه.

وحين يُثبَّت في مكانه يحييه حين يدعوه(24).

17 هذا هو جسم الحقيقة. الهائجون والضالُّون

قطَّعوا أقوالها كما يُفعَل بالأعضاء.

وبما أنَّه روحيّ (لا جسديّ)، وُجد كلُّه سالمًا.

ولدى الناقصين الذين قطَّعوها،

هناك ناقصٌ لا يمتلئون منه

داخل كنيسة الحقيقة، هو الكامل الذي يكمِّلها.

18 كنيسة (الإله) الحقيقيّ العظيمة، التي حضنُها يكفي

لملء العهدين الاثنين(25).

وآبار مشقَّقة حُطِّمت فما عادت كافية (إر 2: 13).

لتستقبلَ في داخلها فيض (المياه).

فالزقاق البالية تمزَّقت (بخمرتها) الجديدة(26)

فالخمر بقساوتها تخفِّف الأشياء الجديدة.

19 أبناء الضلال رأوا العهدين الاثنين:

مُزجا، رُكِّبا، صارا جسم الحقيقة

منهما قطفوا وأخذوا، وألصقوا وصنعوا أسفارًا.

قطعوا، أخذوا الأخبار التي تفيدهم.

يا للبشاعة! أرادوا جسمًا تامٌّا

فركَّبوه من هذه الأعضاء المقطوعة(27).

20 لا بداية لسفر يقرأون فيه.

وكيف صنعوا جسمًا لِما لا رأس له،

ولا له يدان، العهدان الاثنان (القديم والجديد)؟

من رأى جسمًا بشعًا

لا يَدان له، ورجلان ليس له.

جسم صوَّره العميان والمتخاصمون.

21 العينَ بدلَ الأذن صوَّروا وهذروا،

الجهّال قطعوا يد الشمال، رفعوها،

وقبالتها ثبَّتوا الرِجل الأخرى، رِجل الشمال.

تركيبتهم تشهدُ كم أفسدوا.

فبدل هذا الجسم المجيد، جسمَ الأقوال

بلبلوا، صنعوا سفرًا يُزعج مَن يقرأه.

22 إيّاكِ أيَّتها الكنيسة، يُبهج جسمُ الحقيقة هذا!

مرتَّبٌ في أعضائه، مكمَّل في أقواله.

مؤمَّنٌ في مواعيده، مكلَّل في مآثره.

الحقيقة هي رأسه المرفوع

والعهدان الاثنان(28) يداه المنبسطتان.

الرسل كانوا حرّاسه والأنبياء أعضاءَه.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM