الفصل السابع: الفصول أو الفقاهة في كنيسة ماني

 

الفصل السابع

الفصول أو الفقاهة في كنيسة ماني

المانويَّة غنوصة ثنويَّة تجعل في أصولها مبدأين أزليّين ومتعارضين تعارضًا جذريٌّا الواحد تجاه الآخر: النور والظلمة. قدَّم مؤسِّسها ماني (216-277) نفسه على أنَّه الموحي الأخير وخاتمة الأنبياء، الذي كلَّفه الرسول الإلهيّ أن يكوِّن كنيسة نهاية الأزمنة، كنيسة ملكوت النور. هي غنوصة ثنويَّة أوحى بها البارقليط الذي وعدَ به يسوع، وغنوصيَّة تحمل كلَّ المعرفة وكلّ الحياة، وتضمُّ كلَّ شيء فيها. وهكذا صارت المانويَّة كنيسة نظَّمها ماني نفسُه، ومهرها بكتاباته، بأطُره، بنظُمه(1).

1. الكتابات(2) المانويَّة

نسب ماني فشل زرتوسترا وبودا ويسوع إلى سبب أساسيّ: هؤلاء الأنبياء الثلاثة لم يدوِّنوا بأنفسهم كتاباتهم(3). وإذا انطلقنا من كودكس ماني(4) الذي وُجد منذ زمن قريب، نعرف أنَّ ماني عاش، منذ سنته الرابعة إلى سنته الرابعة والعشرين، مع والده فتك في جماعة الكسائيّين(5) في دستوميسان(6)، في مستنقعات وادي الرافدين الواسعة(7). في سنته الثانية عشرة، تلقّى زيارة سماويَّة والوحيَ الأوَّل. بحسب فهرست ابن النديم، رسولُ هذا الوحي كان ملاكَ »التوم« أو »التوأم« كما في لغة الأنباط. وتحدَّث كوم أيضًا عن التوأم(8) السماويّ. هو البارقليط الذي أتى ليكوِّن النبيَّ العتيد. عاد هذا الوحي إلى 14 نيزان سنة 539 (حسب اليونان، يقابل 7 نيسان 228). وظهور الملاك الثاني يكون مناسبة قطيعة مع الكسائيَّة، وتأسيس كنيسة النور، في 24 نيسان 240: في ذلك الوقت دخل ماني في سنته الخامسة والعشرين(9).

سنحت الظروف باكرًا لماني أن يتعرَّف إلى عدَّة كتابات مقدَّسة، بفضل وسطه الاجتماعي(10). ففي القرن الثالث، عرف الشرقُ الأوسط ترجمة أراميَّة لكتابات العهد الجديد، كما عرف دياتسّارون (الإنجيل الرباعيّ) تاتيان السريانيّ. وفي وسط الكسائيّين قرأوا أسفار رؤيا آدم، شيت، أخنوخ، نوح، وكتاب إيحاءات الكسائيّ. وانتشرت انتشارًا واسعًا منحولات عديدة مثل أعمال يوحنّا، أعمال بطرس، أعمال بولس، أعمال أندراوس، أعمال توما. وظنَّ ميشال ترديو أنَّ »رؤية توما حتَّمت خبر ماني«. فماني هذا أخذ لنفسه فكر برديصان في مقالاته الفلسفيَّة والمجموعات الشعريَّة والأناشيد المقدَّسة. ولكنَّه مال عن البيبليا اليهوديَّة.

وإذ أراد ماني أن ينقل تعليمه، احتاج إلى كتابة واضحة، قادرة على جعل الآخرين يُدركون فكره، وعلى نقل النصوص الهنديَّة والبوذيَّة. فاستنبط كتابة دُعيَت »الألفباء المانويّ« الذي حقَّقه إذ أحلَّ الألفباء السريانيّ (22 حرفًا) محلّ الكتابة الفهلويَّة (الفارسيَّة). فصارت ديانته ديانة الكتاب(11).

وماذا نعرف عن كتابات ماني؟ في زمن أوغسطين، أسقف عنّابة في الجزائر الحاليَّة، كان كلام عن البنتاتوكس أو اللفائف الخمس. في آسية، عُرف الهبتاتوكس أو اللفائف الستّ. سنة 1918 تحدَّث بروبسبار ألفاريك(12) عن مجموعات أربع كبيرة: الأسرار، المبادئ، الإنجيل، الكنز. وتوافق الموجز(13) الصينيّ مع اللائحة التي كُشفت سنة 1930 في مدينة ماضي: ورد سبعة كتب لماني، ونحن نجد في هذا القانون (أو: اللائحة) الرسميّ الإنجيل، الكنز، الأسرار، الروايات، الجبابرة، الرسائل، الأناشيد والصلوات. كلُّ هذه النصوص دوَّنها ماني في السريانيَّة أو في الأراميَّة الشرقيَّة. ونضيف إلى هذا القانون الرسميّ كتابين. الأوَّل هو شهبوراغان(14). دُوِّن مباشرة في اللغة الفهلويَّة وقُدِّم إلى شهبور الأوَّل. وصلَتْ إلينا مقاطعُ هامَّة من هذا المؤلَّف بفضل مخطوطات طورفان(15). في هذا المؤلَّف بدأ الكاتب فأكَّد تواصلَ الحكمة من آدم إلى ماني، وفي النهاية قدَّم نفسه على أنَّه خاتمة الأنبياء. ذاك كان الكتاب الثامن. والكتاب التاسع الذي حُفظت لنا منه بقايا، اسمه في اللغة الفراتيَّة، أرزانغ ماني، أردهنغ(16)، وفي الموجز الصينيّ تا-من-هو-ي(17) وفي اليونانيَّة إيقونة .eikwn نحن أمام ألبوم يتضمَّن عددًا من اللوحات تقرِّب التعليم المانويّ من النظر. استُعمل هذا الكتاب بلا شكّ ليساند الفقاهة والتعليم. عرف نجاحًا كبيرًا. ماني كان فنّانًا عبقريٌّا، ونحن نمتلك وثائق مصوَّرة وُجدت في طورفان، ولكنَّنا لا نمتلك أردهنغ ماني(18).

في 31 آذار سنة 302، أعلن الإمبراطور ديوكليسيان قرار اضطهاد على المانويّين، »فأمر بأن يُسلَّم إلى النار المحرِّضين والقوّاد مع كتبهم«(19). أراد الإمبراطور أن يضع حدٌّا »لخرافة باطلة، سافلة«(20) وبدأت ملاحقةُ الهراطقة ملاحقةً حقيقيَّة، وأعطيَت الأوامر بتدمير جميع الكتب المانويَّة تدميرًا ممنهجًا(21). وما عاد الإمبراطور أبدًا عن قراره. هذا الواقع يفهمنا الزوال السريع للنصوص المانويَّة ولكلِّ الوثائق التي امتلكتها جماعاتُ ماني والمؤمنون. فوجب أن ننتظر القرن التاسع عشر لكي نكتشف عددًا محدودًا من الوثائق، في آسية الوسطى أوَّلاً، على طريق الحرير، ثمَّ في مصر وفي أمكنة أخرى. ففي نهاية القرن التاسع عشر وفي بداية القرن العشرين، كشفت بعثات روسيَّة وألمانيَّة وإنكليزيَّة وفرنسيَّة، في طورفان، شماليَّ غربيّ التركستان الصينيّ، وفي كان-سو(22) إلى الجنوب الشرقيّ من توان - هونانغ(23)، كشفت نصوصًا مانويَّة مدوَّنة في اللهجات الإيرانيَّة (الفارسيّ الوسيط، الفراتيّ، السغديانيّ(24))، في الويغور(25) (التركيَّة القديمة)، في الصينيَّة. وتبعتْ هذه اللقيات اكتشافاتٌ أخرى. فبعد كشف مخطوط مانويّ في اللغة اللاتينيَّة، في الجزائر، في تبسَّة، وَجَد كارل شميدت من برلين، سنة 1930، لدى بائع العاديات في القاهرة، رزمةً من البرديّات المانويَّة مدوَّنة في القبطيَّة الأخميميَّة، وآتية من مدفن في الفيّوم. واغتنت هذه الوثائق منذ فترة قصيرة، فذُكر بشكل خاصّ كودكس ماني وهو سيرة المؤسِّس منذ إقامته لدى الكسائيّين حتّى سنِّه الرابع والعشرين(26).

2. فصول (كافلايا) المعلِّم

أ- النصُّ وأصله

أكبر المؤلَّفات المانويَّة التي كُشفت في الفيّوم سنة 1930، وهي فصول(27) المعلِّم، يستعيد للوهلة الأولى حوارات رسول النور مع جماعته. نُشر قسمٌ من النصِّ سنة 2000. هذا العمل الذي بدأ سنة 1940، يسير سيرًا بطيئًا. ظنَّ كارل شميدت(28) أنَّ نصوص الفقاهة هذه تشكِّل مؤلَّفًا أصيلاً لماني، واستند إلى إشارة في الفصل (كافلايون) 148، ولكن بان أنَّه إضافة متأخِّرة. فالمؤلَّف لا يردُ اسمه في أيَّة لائحة مؤلَّفات.

وحلَّل ألكسندر بوهليغ(29) عدَّة مقاطع من هذا النصِّ القبطيّ، فقادته الدراسة إلى استنتاج بأنَّ الأصل هو يونانيّ، بل سريانيّ(30). فتحليل بنية الفصول يقدِّم بعض الاستنتاجات التي تَهمُّنا. فالسياق يجعلنا نرى سلسلة من التفاصيل عن الطبيعة في وادي الرافدين: شروق الشمس، فيضان المياه، قنوات الريّ، أنهر جفَّت مياهها. وفي إطار الحوار بين المنوِّر وتلاميذه، نجد عبارة مختلفة مأخوذة من فنِّ الكرازة لدى ماني. ومجمل هذه الفقاهة يجعلنا في تقليد قريب من المؤسِّس. فنحن أمام تفسير منهجيّ لقولات (لوغيا) ماني، وتقديم مرتّب للميثة المانويَّة حول نفس العالم وسقوطها في المادَّة المظلمة (فالنفس الحيَّة التي هي جزيئة parcelle من الألوهة تبقى سجينة)، حول حرب النور على الظلمة من أجل تحرير النفس وعودتها إلى الملكوت السماويّ.

ب- شكل الكتاب ومضمونه

يرد كلّ كافلايون (فصل) في شكل مماثل. »فالفوستر«(31) أي ماني المنوِّر، يجلس في »الكاتدرا«(32). يتوجَّه إلى تلاميذه المجتمعين أمامه، ويعرض نقطة من نقاط التعليم. بعض المرّات يطرح عليه تلميذٌ منذ البداية سؤالاً. ويحصل أيضًا أن يطرح تلميذٌ سؤالاً خلال الجلسة. فيجيب المعلِّم ويستفيد من السؤال يتقدَّم في عرضه. أما طول كلِّ فصل فيتكيَّف مع أهمِّيَّة المادَّة المعالَجة. وبما أنَّ التعليم متدرِّج، فالتماسك داخل كلِّ فصل والرباط بين مختلف الفصول، يرتبطان بتوسُّع التعليم الثنويّ الذي يُعرَض على التلاميذ: كشفُ الأسرار، الكوسموغونيّا (نشأة الكون)، الأنتروبوغونيّا (نشأة الإنسان) مجيء البارقليط، ماني كاشفُ الغنوصة، تصرُّفات تجاه هذا الكشف، تحرير الجزئيّات المستنيرة، خلاص النور العائد إلى الملكوت. في النصوص التي هي في متناولنا اليوم، نجد مضمونًا تعليميٌّا ثنويٌّا يعكس غنوصة ماني. إلاَّ أنَّ هذا التعليم الثنويّ الذي فيه تزخر الوجوه الميثيَّة كما في الديانات الكونيَّة (كوسموس) في الشرق الأوسط، يُبنى بمساعدة فكر فلسفيّ لكي يتماهى مع حضارة العالم القديم.

وهكذا نرى في تدوين النصِّ استعمالاً كبيرًا لاستعارة (أليغوريا) الأرقام. الرقم 1 يمثِّل ماني. الرقم 2 هو عدد التعليم الثنويّ. الرقم 3 يربط بين الألوهات. الرقم 4 يُستعمل للكلام عن أجزاء الكون والملكوتات. الرقم 5 هو رقم العناصر التي تكوّن كلّ مملكة، نور- ظلمة. يبدو أنَّ كلَّ هذا يعود إلى المؤسِّس نفسه، الذي ورث الكثير من برديصان الرهاويّ، دون أن يُهمل رِفدًا جاءه من البوذيَّة ومن المسيحيَّة. كان بوهليغ قريبًا من الكافالايا فكتب (وما تردَّد) أنَّ المؤلَّف يعكس فكر ماني وعقيدتَه وتعليمه(33).

ج- الأسرار الغنوصيَّة والخلاص الكونيّ

منذ الكلمات الأولى، يقدِّم الفصل (كافلايون) الأوَّل موجزًا واضحًا جدٌّا عن النؤمن الغنوصيّ، أي جدول الأسرار الاثني عشر التي كشفها البارقليط: الملكوتان، النور والظلمة، صراعهما، امتزاج النور بالظلمة، تركيب الكون، تحرير النور أو سرّ الخلاص، خلق آدم، سرّ المعرفة، مهمَّة المرسَلين، أسرار المختارين والموعوظين والخطأة (ك 1، ص 15: 1-20). في هذا النؤمن تتداخل التعاليم الثنويَّة وتاريخ الخلاص الغنوصيّ، الموزَّعة على ثلاثة أزمنة، فتعرضها الفصول بشكل منهجيّ، وتحاول سلسلةٌ كبيرة من الفصول أن تشرح ما يشكِّل المحور الذي يحمل البناء الثنويّ كلِّه: الملكوتان والأزمنة الثلاثة:

- ما يركِّب الزمنَ الأوَّل هو فصلٌ جذريّ بين الملكوتين.

- ويضمُّ الزمنُ الثاني الأحداث الكونيَّة في تواجهها، سقطة جزء من النور في المادَّة (هذا النور السجين يُصبح نفس العالم)، الكوسموغونيّا، السوتيريولوجيّا (تعليم الخلاص)، الإسكاتولوجيّا (تعليم حول النهاية). هو الزمن المتوسِّط، زمن المزج.

- ويكونُ الزمنُ الثالث العودةَ النهائيَّة إلى البدايات، تحرير كلِّ جزيئات النور التي تقيِّدها المادَّة وتأسرها، دخول جميع النفوس المختارة في ملكوت الآب، سقوط المادَّة والهالكين في جهنَّم المظلمة.

وعى ماني أنَّه يأخذ مكانته في خطِّ المبلّغين messagers الغنوصيّين، على أنَّه خاتمة الأنبياء، والبارقليط الذي أرسله يسوع. وهكذا، بجانب نؤمن الوحي الغنوصيّ الذي يتضمَّن الأسرار الاثني عشر في التعليم الثنويّ (ك 1، ص 15: 1-20)، نجد نؤمن الرسالة الغنوصيَّة: اثنا عشر بندًا تجعل ماني في مكانِه ككاشف للأسرار (ك 1، ص 12: 21-34؛ ص 13: 1-35؛ ص 14: 1-10). وبالرغم من هذه الفجوات، فهذا النصّ هو شاهد ثمين للإيمان الكرستولوجيّ المانويّ. فيسوع يُقدَّم في وجوه ثلاثة.

- الوجه الأوَّل: وجه يسوع البهاء(34)، عظمة النور الخامسة في الملكوت. كلَّفه أبو الأنوار بأن يستعيد النور ويحتلّه. خلال هذه المهمَّة، ينقل يسوع إلى آدم البلاغ المحرِّر ويجعل هذا البلاغ منظِّمًا للخلاص: تلك هي الفكرة العظمى والغنوصة مع قائدين يخلفانها: نداء وإصغاء، جهاز سوتيريولوجيّ (خلاصيّ).

- الوجه الثاني: وجه يسوع المتألِّم(35). هو نفس العالم المكوَّن من كلِّ جزيئات النور المسجونة. هذان الوجهان في ميثة يسوع ينقلان الميثة الإيرانيَّة »المخلِّص الذي يجب أن يخلِّص«(36).

- الوجه الثالث: أُخذ من الأناجيل المنحولة: وجه يسوع، ابن الآب، الذي جاء في جسم روحيّ. هذا ما يفسِّر التذكُّرات الروحيَّة العديدة واعتداد ماني بأن يكون هو البارقليطَ الذي وعدَ به يسوعُ (ك1، ص 16: 3-4)(37).

ماني، خاتمة الأنبياء والبارقليط، يكشف ويشرح مجمل الأسرار: »إنَّ الكتب المقدَّسة، الحكمات، الرؤيات، الأمثال ومزامير الكنائس السابقة، انضمَّت من كلِّ جهة، في كنيستين، إلى الحكمة التي كشفتُها لكم. مثل نهر ينضمُّ إلى نهر آخر ليكوِّنا تيَّارًا قويٌّا، هكذا انضمَّت الكتب القديمة إلى كتبي وكتاباتي فكوَّنت حكمة عظيمة لم يكن لها مثيل في الأجيال السابقة«(38).

ويشكِّل الملكوتان والأزمنة الثلاثة في الوقت عينه أساس الميثة الثنويَّة ومفاصلَها. فالثنويَّة الجامدة في البدايات تتبعها ثنويَّة متحرِّكة، قتال الظلمة ضدّ النور مع نتائجه الذي هو المزج. في نظر ماني، لا خلق في هذا »التكوين«(39) يشرح الكوسمولوجيّا والكوسموغونيّا، لأنَّ السيرورة كلَّها تتحقَّق عبر إصدارات متتالية، ممّا يقود إلى تداخل الأشخاص الميثيّين ووضع الأداة الحقيقيَّة، الكونيَّة والسماويَّة، في موضعها من أجل تحقيق خلاص الجزيئات النوريَّة المحفوظة في السجن. وكُرِّست قرابة خمسين فصلاً (كافالايا) لشرح هذه الكوسموغونيّا الثنويَّة ولخلاص النور. وتُعالَج في الفصول 3-54(40) هذه الكوسموغونيّا المانويَّة والخلاص المسيحانيّ. ويُظنُّ أنَّ الكتاب المصوَّر المدعو أردهنغ في الفراتيّ، إيقون في اليونانيّ، حدَّد بالصورة مشاهد مفاتيح في هذا المؤلَّف الذي يضمُّ الصورَ الغنوصيَّة. والقدّيس أوغسطين الذي اهتدى إلى المسيح بعد تسع سنوات اعتنق فيها التعليم الغنوصيَّة، قابِلَ مع أقوال العلماء هذه الشروحَ لماني »الذي كتب حول هذه المواضيع أمورًا كثيرة ممتلئة هذيانًا«(41).

3. الأنتروبولوجيّا الغنوصيَّة والخلاص الفرديّ

إنَّ المنظار النهائيّ للميثة الكونيَّة الموسَّعة بإلحاح في الفصول حول بدايات الكون وتركيبه ومصيره، تصل بنا إلى خلاص الجزيئات النوريَّة التي تسجنها المادَّة. وفي قلب هذا الخلاص نجد الإنسان.

أ- خلق الإنسان والتصاقه بالأسرار

يقدِّم لنا الفصل 55: 133-137 الشرحَ عن نموذج الإنسان الآدميّ. فالمرسل الثالث يكشف للأراكنة صورته (إيقون) كعذراء النور. وعلى هذا النموذج، نموذج الصورة (مورفي)(42) خلق الأراكنةُ آدم وحوّاء (ك 55/133: 12-15). إذًا، سرقوا صورةً إلهيَّة. هو ساكلاس، الدايمون(43) الخالق الذي يعاونه الأراكنة، فيخلق الأجساد ويضيف الأعضاء الخارجيَّة والداخليَّة. ويشرح فصل 56 مطوَّلاً الأنتروبولوجيّا الفيزيائيّة لهذا الجسد الذي هو عمل الشياطين. وبعد خلق الزوجين الأوَّلين، آدم وحوّاء، يجب ترتيب خلاص النفوس التي هي جزيئات النور المقيّدة (المسجونة) في الأجساد(44).

بواسطة يسوع البهاء، الشخص المتسامي والكونيّ، نال آدمُ البلاغ المحرِّر الذي جعله هنا العقلُ(45) الكبير. هذا البلاغ هو الغنوصة، التي انتقلت منذ آدم بسلسلة من المبلِّغين(46) وآخرهم ماني. إذًا بالغنوصة تتحرّر النفس وتقدر أن تعود إلى ملكوت النور. والإنسان الذي هو من جوهر(47) العالم الإلهيّ بنفسه، يبقى خاضعًا للأراكنة بجسده. فالإنسان الذي هو عالم صغير (مكروكوسموس) يعمل من أجل خلاصه الخاصّ، فيصبح حلقة فاعلة في تحقيق خلاص الجزيئات النوريَّة، سجينات المادَّة. والنفس التي هي شرارة إلهيَّة، انحطَّت حين سقطت في المادَّة. ولكنَّها ما زالت تنعم بمشاركة حقيقيَّة في الطبيعة(48) مع الأمور السماويَّة لأنَّها من نسل إلهيّ. هذه المساواة في الجوهر الإلهيّ تمتدّ إلى وسائل الخلاص الآتية من الملكوت والتي هي حاضرة في الإرث الغنوصيّ الذي نقله ماني البارقليط إلى كنيسته. فماني هو خاتمة المستنيرين في البشريَّة. سمع النداء(49) إلى الخلاص الذي انطلق من الملكوت، وجعله في قلب كنيسته، وهي بدورها تجعله يصدح عبر العالم. والجزء السامي من النفس nouV يلامسُه هذا البلاغ، فيستيقظ ويعي وضعه المأساويّ فيطلب التنشئة الغنوصيَّة التي هي توطئة إلى الخلاص(50).

تخرج النفس من النسيان الذي أمسكها فيه سكرُ المادَّة والجزء الأسفل(51) الذي جرحَه الانغماسُ الطويل في المادَّة، فشرع يصرخ ضيقه. ففي الصلاة اليوميَّة، خمس مرّات في النهار، يتوجَّه المانويّ نحو الشمس في النهار ونحو القمر في الليل، فيتوسَّل إلى مخلِّصَيه يسوع وماني. وهكذا يتمُّ فيه تطهير(52) حقيقيّ يفصله عن شباك المادَّة. من هذه الوجهة، الغنوصة هي جواب(53) ولقاء مع وحي ماني والتصاق بالأسرار. والفصول 55-79 توضح هذه الأنتروبولوجيّا الغنوصيَّة، وهي وثائق ثمينة لدراسة الإنسان الغنوصيّ(54) وهويَّته وأصالته ونظرته إلى الوجود البشريّ، والمصير والخلاص(55).

ب- وصيَّة البرّ والحياة المانويَّة

يعيش مؤمنُ كنيسة ماني في عالم يسيطر عليه مزيجُ النور والظلمة، فيُدعى إلى أن يقوم بخيار متواصل، ممّا يفترض معرفة تامَّة بعلامات الخلاص، فينبغي عليه أن يعرف لكي يميِّز ويفصل ويختار. وسيكولوجيَّتُه هي سيكولوجيَّة منشَّأ يتَّصل اتِّصالاً مستمرٌّا بملكوت النور بفضل الغنوصة(56). واهتمَّ ماني بأن يصوغ وصايا نجد موجزًا عنها في مجموعة الفصول (79، 80، 81، 84، 85، 87، 93)، بعد أن جُمعت في لفظ واحد: البرّ(57). هذا المفهوم يظهر في البند الثاني عشر من نؤمن الرسالة (ك1، ص 14/9-10). فالمعلِّم (ماني) يستعيد فيه أقوال يسوع في يو 16: 8-11 بعد أن بدَّل في معناها: »حين أمضي أرسل إليكم البارقليط، وحين يأتي البارقليط يوبِّخ العالم في شأن الخطيئة: معكم يتكلَّم عن البرّ... وعن الدينونة«. عند يوحنّا، الموضوع هو برُّ المسيح الذي هو ينبوع برِّ المؤمنين. أمّا عند ماني، فالبرُّ هو علامة الوجود المانويّ.

أوَّلاً: برُّ المختارين

هم القدّيسون، الكاملون، المرسَلون الذين يشكِّلون نخبة الكنيسة. ويرتدي برُّهم أوَّل ما يرتدي وجهة الزهد: هو برّ الجسد الذي يُرى بواسطة ثلاثة ختوم(58).

فختمُ الصدر يفرض العفَّة التامَّة، بل يمضي إلى منع الإنجاب الذي يصل إلى أجساد مادّيَّة، أجساد النفوس النوريَّة. ويأمر هذا الختم أيضًا بصوم يوميٍّ معَدٍّ لسيطرة على الأراكنة. وختمُ الفم يمنع التلفُّظ بكلِّ كلمة مضرَّة ترجع إلى التجديف والحسد والغضب والكذب. هو يحرِّم اللحم والدم والكحول والخمر، ويحصر الطعام في وجبتين نباتيَّتين في اليوم يهيِّئها السامعون. وختم اليدين يفرض احترام صليب النور، أي الجزيئات النوريَّة المسجونة في النبات، التي تشكِّل نفس العالم. لا يقطفون ثمارًا، ولا يقتلعون نبتة، ولا يمشون على الأعشاب.

وهناك وجهة أخرى من برِّ المختارين، يُوجَّه نحو مثال الكنيسة وحاجاتها، نحو انتشار الغنوصة ومعرفة الأسرار. فبحسب فصل 80 ص 192: 17-21، يتميَّز هذا البرّ بثلاثة ألفاظ: اللفظ القبطيّ نختي (الإيمان)، واللفظان اليونانيّان خاريس (النعمة المحسنة)، أغابي(59) (المحبَّة التي تنسج الروابط). ذاك هو العمل الإرساليّ لكلمة الغنوصيَّة المعلَنة في مناخ الجماعات الأقوى. وهكذا كانت مهمَّةُ المختارين خلقَ جوٍّ من الحرارة في كلِّ جماعة يمرّون.

ثانيًا: برُّ الموعوظين المدعويّن أيضًا السامعين

هم المؤمنون العاديّون، المدعوّون لأن ينموا ويكونوا متَّحدين بالمختارين ويُدعَون لأن يعينوهم. فبرُّهم هو مشاركة في برِّ المختارين. وجدِّد الفصل 79، ص 192: 1 هذه المشاركة بثلاث مفردات: الصوم، الصلاة، الصدقة. والمشاركة في ختم الصدر تتمُّ بالصوم يوم الأحد. والمشاركة في ختم الفم تتمُّ بالصلاة يتلونها أو يُنشدونها مرَّات عديدة في اليوم. وختم اليدين يطلب من الموعوظين أن يعدُّوا وجبات الطعام النباتيَّة للمختارين، كما يوصيهم بأن يحصروا قطف الثمار واقتلاع الخضار في الضروريّ الضروريّ.

ويَخضع الموعوظون أيضًا لبرِّ العطاء في شكلين اثنين. من جهة، يُطلَب منهم أن يشاركوا في إنماء الكنيسة، فيجنِّدوا مؤمنين ويمارسوا الرحمة تجاه المتألِّمين. ومن جهة ثانية، يكلَّفون بتأمين مبيت للمختارين وقاعات للاجتماعات، ويُنصَحون بأن يضعوا بيتًا بتصرُّف الكنيسة(60).

نكتفي هنا ببعض الإشارات إلى الشرعة الخلقيَّة وإلى تنظيم كنيسة ماني. وهناك تفاصيل مفيدة حول الاعتراف بالخطايا، حول العمل الزراعيّ، حول تكاثر الكائنات الحيَّة، حول الفقر، حول الصلاة والصدقة. في هذا المجال نمتلك الوثائق، ولكنَّنا خرجنا من إطار الفصول، الكافلايا(61).

الخاتمة

بعد لمحة إلى مسألة كتابات ماني، عالجنا الفصول وهو مقالٌ فقاهيّ في الكنيسة المانويّ الأولى، أو خلاصة تعليميَّة حقيقيَّة مرتَّبة ومبنيَّة بناء محكمًا. والكافلايون الأوَّل (ص 9-16) وعنوانه »حول مجيء الرسول«، يعطي مفتاحًا لقراءة المؤلَّف وتفسيره. فيه يشرح ماني أصل رسالته: »نزل البارقليط الحيّ عليّ، وتكلَّم معي. كشف لي السرَّ المخفيّ كلَّ الإخفاء، سرَّ العوالم والأجيال، سرّ العلوّ والعمق. كشف لي سرَّ النور والظلمة، سرّ الصراع والقتال والحرب الكبيرة« (1: 14-32؛ 15: 15). وأضيفت مرحلةٌ ثانية إلى هذه المرحلة من الكشف: تسليم(62) البلاغ الغنوصيّ بيد ماني إلى تلاميذه، ويُعتبَر هذا التسليم تنشئة حقيقيَّة لفهم الأسرار. وهناك مرحلة ثالثة: يكلَّف المتدرِّج بأن ينقل هو أيضًا هذه الأسرارالتي أنارت عقله nouV وفنحته استنارة باطنيَّة تجعله يشعّ. هذه المراحل الثلاث هي جزء من الوحي، من الكشف. مثلُ هذه المعطيات تتيح لنا أن نحدِّد موقع الفصول في سياق الوحي الذي وصل إلى ماني المنوِّر jwster وحول قولات (لوغيا) ماني، صاغها تلاميذه الأوَّلون، بعد أن نشَّأهم المؤسِّس، فصولاً هي حلقة في سلسلة يتواصل انتقالُها »إلى العوالم والأجيال«، حلقة الأسرار التي كشفها البارقليط. فالكافلايا ليست فقط يدويّ فقاهة(63). بل هي تشكِّل لكنيسة ماني كتابًا مقدَّسًا في خدمة تسليم الأسرار الغنوصيَّة(64).

1 ،.لة ؛1949 ،َّىْفذ ،مَىُّْكُل فَّ ،ِّْمُّفلَُن ََُّ ،مٍَّىبروكىَفٍ مج ،بصذ .و .ب «مٍَّىبروكىَفٍ مج», ََُّىهىٌمز َّمل مْىَُُّّىب ََّفل (زب :برُّىك), صةزءش .ح ؛1974 ،َّىْفذ ،مََمبروكىَفٍ َُىُّىلفُّْ فٌ ُّم ىَفح ،شز .ئ ؛1965 ،َّمْلَُج ،ٍَّىمفوكىَفح لَف ىَفح ،لة ؛1961 ،ُّْفهُُُِّّّّس ،ٍََِّّّى؟وكىَفح ْمل لَِّ ىَفح ،خزاخةط .ا ؛1979 ،َّىْفذ ،َّىفََّّم َّمُِّّْف ُّم مٍَّىبروكىَفٍ مٌ ِّْس ،لة ؛645-523 .ِ ،1972 ،ةة ،َّىْفذ.1988 ،ُ«َمَُّ ،ُْْفَِّفا ىَمٍفنس .ا ىل .لَُُّْة .لفْش ،ٍَُّىموكىَفٍ ٌة ،.لة ؛1981 ،َّىْفذ ،مٍَّىبروكىَفٍ مج ،

2 .َّمُِّّْىْك هي الكتابات المقدَّسة. دوَّنها ماني قبل موته خوفًا من التحريف كما حصل للكتابات اليهوديَّة والمسيحيَّة، على ما قال هو نفسه.

3 لَُّْىحٌ مل ُّىهفحَّ ٌة .11-10 ،6-4 ،8 .ِ ؛34-30 ،7 .ِ ،1942 ،ُّْفهُُُِّّّّس ،ُّلىٍوكس ٌْف .لبر ،فىفٌفوِبرث

4 في اللغة العلميَّة: .ح نقول نحن: كوم.

5 ،سةز .ت 'مٍَّىفَّفوكٌب ََُّىهىٌمز َّمل .ُّكى َى (زل :برُّىك), ،ة (1993 ،َّىْفذ), .1935 ،ٌٍُِّّقٍما ،مىٌّْس َم ُّم مَىَُّّمٌفذ َم مَُّّىُِّفق َُّمٍمٌٍُِّّ مج ،سءحدبش .ت ؛19712 ،ٍفلْمَُّّمٍء ،1912 ،هى«ِىمج ،ًْمط َىمَّ لَِّ ْمُّنىََُُّّىهىٌمز َىم ،نرفَّفوكٌ ،شخءز .ط .مََمىُّبرْوك-ُبرلِّي مَُّّىُِّفق مُّكمَّ مَِّحل ُّىهفحَّ ٌة .612-611 .ِ

6 َفَّىٍفَُّّف

7 ،خخدث .ج ف سبةزخب .ء 'ٍّملُ-ىَفح ْموكَّىوكمىْا َىب, 5 ذغ (1970) 97-216

ةججسدز .ء ف دججةزة .ج (َّلم), .1988 ،ََُ-َملفٌِد ،َُىُّىل ٍّملُث-ىَفح ْمٌَ؟ث ْم ،زحدز . ف خخدث .ج ؛1986 ،ف«َمَُّ ،1984 ،فمَُّفٍء-ملَمز ُىٍَُِّىس ٌمل ىققء ،َّىََّمَمىٌَُُ ٍَّمىفوكىَفح ٍّملُ

8 في اليونانيّ .؟؟؟؟؟؟؟ وفي النصوص القبطيَّة .وَّنرفَّ

9 ،سةز .ء ؛1967 ،َملىمج ،ٌُّّىٌفََُّْمذ َّىو نُ َُىُِّىْكَّم ٌفكىَُُّّْىب ُىهىٌمز ء :ىَفح ،شزد.ز.ت .ج ؛1962 ،مِّهفْذ ،َمقمج لَِّ ُّىمغ َّىَفح ،ءحةجث .د 'ىَفحب .1226-1224 .ِ ،زل َى

10 ،دججةزة .ج ؛45-41 .ِ ،مٍَّىبروكىَفٍ مج ،صةزءش «ىَفح ىل ىَُّّىُُّّف م ىُّىفَّفوك» .139-91 .ِ ،ُىٍَُِّىس ٌمل ىُُّّء ََّفل

11 ُّمٌّْىج ِّل َُىهىٌمْ فج

12 ةزءئجء ْمَُِّْذ

13 ٍِّىلَمٍُِ

14 َفهفِّْقفوس

15 واحة في الصين .هَفىهىْىظ محطَّة على طريق الحرير، قريبة من مغاور 'ألف بوذاب.

16 هَفوفلْء ،ىَفح هَف«ْء

17 ى-ُو-َمٍ-فش

18 1925 ،َىٌْم ،ََّمىََّّء-ٌمُُّّىح ،مُّوكىوكَّمهٌُِِّّّْث لَف ََُِّّّث ِّْ« َّفٌُّفْملٌى ،رد ج ٌَُّ .ء ؛71-45 .ِ ،مٍَّىبروكىَفٍ مج ،صةزءش ؛5 .ِ ،1940 ،ُّْفهُُُِّّّّس ،فىفٌفوِمث ،شةحبس . ؛1918 ،.ٌٌُّ 2 ،َّىْفذ ،َّمََمبروكىَفٍ َّمُِّّْىْك َّمج ،ةزءئجء .ذ (1977 ،«فْا).1988 ،مٌُِّّخ-فٌ-َىفٌُِّّج ،مٌكيمىَّ مظظ ِّل َّمُّْمٌُِّّكبرل ٍِّّف مٍُْنبرز فٌ مل َّمَّْمٌَُُُّّْك َّم .َّمََمبروكىَفٍ َّملُِّّ؟ َّمج ،سةز .ت ؛

19 في اللاتينيَّة َّمِىكَىِْ كف ٍملىِّّ َّمُُّْكِّء

20 ُىُّىَُّّْمَِِّّ فٍىََّّىُِِّّْ كف فٍىََّّىَفٍة

21 مََمبروكىَفٍ مِّّىْنءحج ،شز .ْئ (َّمٌكيمىَّ مض-مضة). ،سةز .ت ؛173-162 .ِ ،ة ٌٌُّ ،1978 ،َّىْفذ ،مٌفَىُّْكُل ُّم مِّّىَُُّّْىو ملُِّّ «َىفٍُْ مٍَّىَفهفِ ُّم مََمبروكىَفٍ مىهٌُُىْبرُُّس» خزسءحزض .ت .ح ف ةبخءة .ص ََّفل (َّلبر), .777-762 .ِ ،1982 ،َملىمج ،َُفٍُْ ُْمٍِىحٌٌمَ ىٌفَُّمىُْ ىٌُِّّك ىمل فىهٌُُىْمَُُّّ فج

22 َُِّّ-َفث

23 هَفَُو-َمُِّش

24 لهجة منطقة .مَفىلهُس في آسية الوسطى. تقابل أوزباكستان (المدينة الرئيسيَّة: سمرقند).

25 لغة .َُِّّْهىِّد شعب تركيّ عاش في الصين.

26 ،سةز .ت «مََمبروكىَفٍ مبرََّمِ فٌ مل َُىُّفٍُْن فج», .339-328 .ِ ،1989 ،َمٌَّمج ،19 ،فكىَُّّىُّْفذ فىلُِّّس ََّفل

27 فٌُِّّىِف في اللاتينيَّة. ؟؟؟؟؟؟؟؟ في اليونانيَّة. َّمُّْىِفو

28 مُّنٌ؟ب ،1 ،فىفٌفوِمً ،ششةحبس . (1-10), 1940 ،ُّْفهُُُِّّّّس

29 مُّنٌ؟ب ،2 ،فىفٌفوِمث ،اةجب؟ .ء (11-12), مُّنٌ؟ب ،2 ،فىفٌفوِمث ،ثخصئ .ذ .ط ؛1966 ،َىٌْم ،ُّْفهُُُِّّّّس ،291-245 مُّىمس (15-16), 291-366, 2000 ،مَهٌُُ/َىٌْم/ُّْفهُُُِّّّّس

30 كرَّس اةجب؟ .ء القسم الثالث من كتاب ُّىموْوفط لَِّ َُىْمٌَُّّّح (لايدن، 1968) لدراسة المانويَّة: ٍََِّّّى؟وكىَفح ٍِّ« مه؟ُّْىمب, ..266-275 .ِ

راجع بشكل خاصّ: 'فكىفوكىَفح َموكَّىُُِّث َمل ِّف ُّىمقْء مىب, .187-177 .ِ ثمَّ 'َّمهفٌَُُّّّْْومج َِّّوكَّى؟وكىَفٍ َّمل مٍمٌقُْذب, .244-228 .ِ

31 .؟؟؟؟؟؟ من النور .؟؟؟

32 .؟؟؟؟؟؟؟ الكرسيّ الأسقفيّ. وتعليمه له سلطان كبير.

33 .244 ،ُّىموْوفط لَِّ َُىْمٌَُّّّح ،اةجب؟

34 :َِّّمَمُّىلَمٌَِّ ََِّّّمت يسوع الماسك البهاء.

35 .َّىٌىقفُّفِ ََِّّّمت من فعل ُْىُّفِ اللاتينيّ: ْمَُُِِِّّّْ ،ْمٌُِِّّْبر ،ْىْننَُِّّ

36 َِّّلَفٌّفَّ ُُّْفٌٌّفس

37 ،اةجب؟ .ء ؛1979 ،َملفقَّمىط ،مىهٌَُُُّّىْو موكَّى؟وكىَفٍ مى ،سدز . 'ٍََِّّّى؟وكىَفح ٍى َمٌم«ْجط موكىٌَُّّىْوب .227-202 .ذ ،ُّىموْوفط لَِّ َُىْمٌَُّّّح ََّفل

38 ،بصذ .ب .ب ُّم ؛41-40 .ِ ،1933 ،َىٌْم ،َمٌُِّّه؟ ة لَِّئ ىَفح َى :ََّفل مُّىك مٍُّّمُّ ،154 ،َُىفٌفوِمث «مٍَّىبروكىَفٍ مج» .551 .ِ ،زلب ََّفل

39 مَّيمَمه

40 .133-23 ،فىفٌفوِمث ،شةحبس

41 الاعترافات 5/3: 6. في اللاتينيَّة َِّّفْىٌمل مٍىََّّىَُُِّك ،فٌٍُِّّ ُّىَِّىْكَّ

42 هي .؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ثمَّ .؟؟؟؟؟ وأخيرًا ؟؟؟؟؟؟

43 ؟؟؟؟؟؟ هو قدرة إلهيَّة قبل أن يصير 'شيطانًاب.

44 كافلايون 56/138: 23-32؛ 139: 1-31؛ 140: 1-32؛ 141: 1-31.

45 في اليونانيَّة .؟؟؟؟ في السريانيَّة .؟؟؟؟

46 .َّْمهفََّّمٍ والبلاغ .مهفََّّمٍ ميَّزنا هذا اللفظ عن المرسَل .برٌٌَُّّم فالفعل 'بلَّغب يحمل معنى دينيٌّا: أوصل الوحي من لدن الله.

47 ٌمىَُّفَُّّقََُِّّك

48 مٌٌمُِّّْفََُك

49 ؟؟؟؟؟

50 ،سةز .ت 'ىلنجح ُّفَىلبرح مل َّمُُِّك فىفٌفوِمث َّمٌ ََّفل ََُّىُّفٌّىٍُُّ َّمٌ ُّم فىمُّفًَْمحج» ىوكَفى .ص ََّفل (لم), .624-614 .ِ ،1984 ،مٍُز ،1982 ،َفٌىح مل مٌٌُُِّّ ،فىمُّفًَْمحٌٌمل مَُى«ىلفُّْ فج

51 ؟؟؟؟؟

52 ؟؟؟؟؟؟؟؟

53 ؟؟؟؟؟

54 في اللاتينيّة َِّّكىََُُّّهٍُُو

55 ،سةز .ت 'َّمُُِّك ََّمبروكىَفٍ ٍَُّّّمُّ َّمٌ ََّفل ٌُِّّفَّ ِّل مِّّىََُُّّه مِّهٌُفىل مجب مُُّهْمض وِمَُّت فكَفٌٌمكَّىح ََّفل (.112-106 .ِ ،مََمبروكىَفٍ َُىُّىلفُّْ فٌ ُّم ىَفح ،شز ؛520-509 .ِ ،1975 ،َىفٌُِّّج/7/6 فكىلُىْمذ فَفىَُّّىْو فىٌفَُّمَد

56 ،سةز .ت 'مُُِّك ََّمبروكىَفٍ َّمِّّىهُِّّْىٌ ٍَُّّّمُّ َّمٌ ََّفل مََُّه فجب ىوكَفى .ص ََّفل (لبر), ٍَُّىكىََُُّّه ٌٌُمل مَىهىُْ مج (َُِّّىهىٌمز نُ ٌَُُّّّْىب موُّ َى َّمىلُِّّس), .624-614 .ِ ،ةةظ ،1967 ،َملىمج

57 191-133 ،فىفٌفوِمث ،شحةبس ْىُض .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بين هذه الفصول المتعلِّقة بالوصايا، أدرجت أبواب -_ تشكِّل شروحًا لهذه الوصايا: هي أجوبة المعلِّم على أسئلة طرَها السامعون.

58 في اللاتينيَّة: فٌِّكفَهىَّ

59 برُّوكفَ ثمّ ؟؟؟؟؟ ، .؟؟؟؟؟

60 ،سةز .ت 'ىَفح مل مَّىٌه؟حٌ ََّفل مْىفََُىََّّىٍ مىٌّ ُّم مكىُّكَِّّي فٌ مل ََُّّمٍملَفٍٍُب, سصءزث .ح ََّفل (.لبر), ٍَّىكىََُُّّا لَف َّىََُّا (8 َّمىلُِّّس ىلفٍٍفب هفخ), .106-93 .ِ ،1977 ،َملىمج

61 .121-113 ،مََمبروكىَفٍ َُىُّىلفُّْ فٌ ُّم ىَفح ،شز ؛93-72 .ِ ،مٍَّىبروكىَفٍ مج ،صةزءش

62 َُىُّلفْش

63 مَّيموكبرُّفك مل ٌمَِّفح

64 ،سةز .ت 'ىَفح مل مَّىٌه؟حٌ مل مَّيموكبرُّف فج .فىفٌفوِمث َّمج» .153-143 .ِ ،2004 ،َمٌِّّمج/مٌِّّمخ-مٌ-َىفٌُِّّج/مٌٌمٍِّّْ ،قنجُّىث-ٌء ََّفل

-_______

______________________________

-_______

______________________________

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM