القسم الأول

مرقيــــون والمــرقيـــونيـــّة

مرقيون هو ابن الجيل الثاني المسيحي. لم يصلنا من كتابته سوء النزر اليسير. ولكن كَتَب عنه وأورد بعضَ نصوصه يوستين النابلسي في دفاعَيه، وترتليان في الردّ على مرقيون، وإيرينه على الهراطقة، وآخرون غيرهم. هو ابن سينوبي، على الشاطئ الجنوبي للبحر الأسود. ذاك المسيحي الذي كان غنيًا لأنه صاحب سفن عديدة، مضى إلى رومة، وتبع تعليم قردون الغنوصي. في شهر تموز سنة 144، مَثُل أمام مجلس كنيسة رومة وحُرم. حينئذ أسّس كنيسته الخاصّة، وامتدّت المرقيونية حتى إيران وآسيا الوسطى، ولبثت حاضرة حتى القرن التاسع. قابل مرقيون بين الاله العادل، إله العهد القديم، والإله الخيّر إله العهد الجديد. وهكذا رفض العهد القديم كله، وأزال من العهد الجديد كلَّ ما له علاقة بالعهد القديم، بحيث لم يقبل أصلاً من الأناجيل سوى إنجيل لوقا. واحتفظ بالرسائل البولسيّة بعد أن نقّاها.

أما فصول هذا القسم فجاءت كما يلي:

1- مرقيون في قراءة الكتاب المقدس

2- التناقضات عند مرقيون

3- ترتليان القرطاجي في ردّه على مرقيون

4- المرقيونيّة في عالم الهرطقة الاسلامي.