الفصل 14: حضور المسيح في الخدمة الرسوليّة (5: 8-11) عند بشر بن سريّ

حضور المسيح في الخدمة الرسوليّة (5: 8-11) عند بشر بن سريّ[i]

1 لأنّا نعلم أنّه إن كان بيتُنا الذي في الأرض، هذا الذي للجسد، ينعدم، ولكنّ لنا بنيانًا من الله، بيتًا ليس بعمل الإيدي في السماء إلى الأبد.

يعني بالبيت الذي ليس بعمل الأيدي، الجسد إذا قام. لأنّه ليس يحتاج هناك إلى شيء يُعمَل بأيدي البشر لقوامه. أي، وإن نحن فارقنا هذه الحياة الإنسانيّة، فسوف نصير في الآخرة في أفضل منها. إذ نثوي في السماء خالدين.

2 مع أنّا أيضًا على ذلك نتزفّر (نئنّ)، ونحن مشتاقون أن نلبس بيتنا الذي هو من السماء.

قوله »يلبس« يدلّ أنّنا لسنا نلبس جسدًا آخر، بل هو بعينه يقوم بحياة أفضل من هذه.

3 إلاّ أن نوجد أيضًا إذا ما لبسنا عراة

أي، لا تظنّوا أنّه يكتفي بالقيامة فقط، بل اعلموا أنّ القيامة مشتملة على كلّ  أحد، فأمّا البهاء والمجد والقيم فللأبرار فقط. فاحذروا أن تكونوا في القيامة، عراةً بسبب الخطايا، من المجد والنور الذي يتجلّل به أجسام الصدّيقين.

4 لأنّا ما دمنا الآن في هذا البيت، قد نتزفّر من ثقله، ولسنا نهوى أن ننزعه، بل أن نلبس ما هو أعلى منه، لتُبتَلع ميتوتُه بالحياة.

أي، نحن نهوى أن نبقى. أي، أن نلبس جسدًا جديدًا بالقيامة أفضل من هذا المائت. أي، يجب أن تُرفَع عنّا الميتوتةُ التي في الجسد، بحياة القيامة، كالذين يُبدَّلون إذا لحقتهم القيامة.

5 والذي يسيِّر لنا هذه، هو الله الذي منحنا عربون روحه.

منحنا، أي أعطانا عربون روحه في المعموديّة، وفي القربان، وفي المجترحات والآيات.

6 فمن أجل أنّا عارفون، موقنون بأنّا ما دمنا حالِّين في الجسد، فنحن بائنون (= منفصلون) عن ربّنا.

إن نحن نعلم أنّنا ما دُمنا في هذه الحياة، فنحن بعداء عن ربِّنا، لأنّا بالإيمان أخذنا الوعود (ما وُعدنا به) بأمر (في شأن) الآخرة. ولم نَصِرْ بعدُ في الآخرة.

7 لأنّا إنّما نسير بالإيمان، لا بالعيان.

8 من أجل هذا نحن واثقون، تائقون أن نبين (= ننفصل) عن الجسد ونصير عند ربّنا.

يقول: بثقة جزيلة نؤثر أن نكون خارجًا من الدنيا ونصير إلى المسيح، لنكون أبدًا معه.

قوله »نبين« أن نفارق حياة الدنيا، وننتقل عن التصرّف فيها، ونصير عند ربّنا لتبريرنا (= لتحرّرنا) من الدنيا، ولِما وُعدنا أنّا في كلّ حين نكون مع ربّنا أو لصيرورة أنفسنا في الفردوس.



[i] راجع ما قلنا عن بشر بن سريّ في كلامنا عن كورنتوس الأولى، ص ٧٩.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM