الصلاة اليوميّة في زمن يسوع والأبانا

الصلاة اليوميّة في زمن يسوع والأبانا

انتمى يسوع إلى شعب احتلّت فيه الصلاة مكانة واسعة، سواء على مدى السنة، ولا سيّما في الأعياد الكبرى، الفصح والعنصرة والمظال، أو في الحياة اليوميّة حيث يرافق الدعاء أو المباركة كلَّ نشاط الإنسان.

وما يؤسّس الصلاةَ شعائرُ العبادةِ في الهيكل: في الصباح والمساء، أو بعد الظهر، يقدّم الكهنةُ الذبيحةُ الدائمة. وفي الوقع عينه، يتجمّع الناسُ للصلاة. أو يصلّي كلُّ أحد وحده.

·        قال دانيال (دا 9: 20-21): "وبينما كنتُ أتكلّمُ وأصلّي وأعترفُ

بخطيئتي وخطيئة شعبي، وألقي تضرّعاتي أمام الربّ

لأجل جبله المقدّس، إذا بالرجل جبرائيل

الذي رأيتُه في بداءة الرواية، طار سريعًا

ولمسني في وقت تقريب التقدمة لله عند المساء.

·        قال عزرا (عز 9: 5): "ولمّا حانت ذبيحةُ

المساء، قمتُ من معاناتي وركعتُ على ركبتيّ

بثوبي وعباءتي الممزَّقين، وبسطتُ يديَّ إلى الربِّ إلهي".

والصلاة الجماعيّة تُعتبر عبادةً كتلك التي تُقامُ في الهيكل. ترافقها الفعل الإيمانيّ اليوميّ: "إسمعوا، يا بني إسرائيل، الربُّ إلهُنا ربٌ واحد. فأحبّوا الربَّ إلهكم بكلِّ قلوبكم وكلِّ نفوسكم وكلِّ قدرتكم. ولكن هذه الكلمات التي أنا آمركم بها اليوم في قلوبكم" (تث 6: 4-6).

وقال الربّ لشعبه بلسان موسى، في سفر التثنية (11: 13-20): "فإن سمعتم لوصاياي التي أنا أمرتكم بها اليوم، فأحببتم الربَّ إلهَكم وعبدتموه بكلِّ قلوبكم وبكلِّ نفوسكم. أنزلتُ على أرضكم مطرًا... فاجعلوا كلامي هذا في قلوبكم وفي نفوسكم، واجعلوه وشمًا على أيديكم وعصائب بين عيونكم، وعلّموه بنيكم، وتحدّثوا به إذا جلستم في بيوتكم، وإذا شئتم في الطريق، وإذا نمتم، وإذا قمتم".

ويقول المؤرّخ فلافيوس يوسيفوس عن هذه الممارسة: "مرّتين كلّ يوم، في بداية النهار، وحين تقترب ساعة النوم، نسترجع أمام الله، في الشكر، ذكر العطايا التي أعطانا بعد الخروج من مصر".

*      *      *

ونحن نذكر بشكل خاصّ ما يرتبط بالصلاة الربّيّة

·        أبّا الذي في السماوات

أرجعنا يا أبانا إلى شريعتك، إلى توراتك، اغفر لنا، يا أبانا.

أشفق علينا، يا أبانا، يا ملكنا... يا أبانا، يا أبا المراحم، أيّها الرحيم ارحمنا.

لترتفع صلوات كلِّ شعبك وتوسّلاتهم وليتقبّلها الآب الذي في السماوات.

·        ليتقدّس اسمك

أنت قدّوس، واسمك قدّوس، والقدّيسون كلَّ يوم يمدحونك. مبارك أنت، يا ربّ، الإله القدّوس. نحن نقدِّس اسمك في العالم. كما تقدِّسه الأعالي السماويّة.

·        ليأتِ ملكوتك

ليقم مُلكُه وأنتم أحياء، في أيامكم وفي أيّام كلّ بيته. الآن، وفي زمن قريب.

أشعَّ علينا من مقامك، يا ملكنا، واملك علينا  لأنّنا ننتظر أن تملك في أورشليم.

أعدّ إلينا من يقضي فينا، واملك علينا. مبارك أنت أيّها الربّ، يا ملكًا يحبّ البرّ والحقّ.

·        لتكن مشيئتك

يا ليت مشيئتك تكون يا ربّ، أن تقودَ خطواتنا في شريعتك، وأن تربطنا بوصاياك.

·        خبزنا اليوميّ

بحبّك تطعم الأحياء، وتقيمُ الموتى برحمتك العظيمة. تُسند الساقطين، وتشفي المرضى وتخلّص الأسرى. من مثلك يا سيّد القوّات:

بارك، من أجلنا، أيّها الربّ إلهنا، هذه السنة وجميع غلاّتها من أجل الخير. وأشبعنا من حنانك.

·        اغفر لنا ذنوبنا

إغفر لنا، يا أبانا، لأنّنا خطئنا. تحنّن علينا، يا ملكنا، لأنّنا سقطنا. فأنت من يتحنَّن ويغفر. مبارك أنت يا ربّ: تتحنّن وتُكثر الغفران.

إغفر لنا خطايانا، كما نحن نغفر لمن أساء إلينا.

·        لا تدخلنا في تجربة

لا تسلِّمنا إلى سلطة الخطيئة والمعصية الذنب والتجربة والعار. ولا تسمح بأن يسيطر علينا الميلُ إلى الشرّ.

·        نجّنا من الشرّ

أنظر إلى شقائنا، وقاتل قتالنا. نجّنا ولا تتأخّر، من أجل اسمك لأنّك المحرِّر القدير. مبارك أنت يا ربّ، يا محرِّر شعبه.

*       *       *

ونذكر صلاتين في المجمع. الأولى سابقة لزمن المسيح. والثانية تعود إلى القرن الأوّل المسيحيّ.

·        يا ربّنا، يا ملكنا!

من أجل آبائنا الذين وثقوا بك،

والذين علّمتهم شرائع الحياة

إرحمنا وعلّمنا.

يا أبانا، يا أبا المراحم،

أيّها الرحيم، إرحمنا.

 

·        يا أبانا، يا ملكنا،

لا ملك لنا سواك.

يا أبانا، يا ملكنا،

من أجل اسمك، ارحمنا.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM