حبّ الله الأبويّ

حبّ الله الأبويّ

31: 7-9

بعد قسم أوّل حوى كلامًا على يهوذا يهدّدها بسبب خطيئتها وابتعادها عن الله، جاءت أقوال خلاص ليهوذا ولإسرائيل. فيصوّر ف 30-31 المستقبل العجيب لشعب الله. هو الآن مشتَّت، معذّب، ولكنّه سيعود إلى فلسطين ويجتمع حول صهيون، في ظروف جديدة كلَّ الجدّة. في الأصل، قيلت هذه "النبوءات" بالنسبة إلى مملكة إسرائيل (بعاصمتها السامرة) التي مضت إلى السبي سنة 722-721. وأعيدت قراءتها الآن بعد أن مضت مملكة يهوذا (بعاصمتها أورشليم) إلى بابل. أمّا الفكرة الأساسيّة: لا هرب من الألم الذي يؤمّن التربية الضروريّة لشعب معاند. هذا من جهة. ومن جهة ثانية، وفرة حبّ الله ونعمته، تطبع مشيئته في عمق أعماق الإنسان. في هذا الجدّ نقرأ 31: 7-9

7 وقال الربّ:

رنّموا لبني إسرائيل بفرح

هلّلوا لسيّد الأمم

نادوا وسبّحوا وقولوا:

الربُّ خلّص شعبه

أنقذ بقيّة إسرائيل

8 سأعيدهم من أرض الشمال،

وأجمعهم من أطراف الأرض،

والأعمى والأعرج فيهم،

والحبلى والوالدة جميعًا

حشدٌ عظيم يعودون إلى هنا

9 يجيئون وهم يبكون،

وأقودهم وهم يتضرّعون

أسيّرهم قرب أنهار المياه

وفي طريق قويم فلا يعثرون

أنا أب لإسرائيل،

وأفرائيم بكرٌ لي.

هذه المقطوعة التي تميّز تمييزًا خاصًّا نفس إرميا المحبّة والرقيقة العاطفة، تقع في قلب "كتاب التعزية" (30-31). أرسل هذا النبيّ "ليقلع ويهدم، ويهلك ويدمّر"، ولكنّه كلّف أيضًا بأن "يبني ويغرس" (1: 10) فيكون رسول الخلاص الآتي.

إنّ قراءة سفر إرميا تتيح لنا أن ندرك في العمق خاصّيّة كلّ دعوة نبويّة. تجعلنا قريبين من إرميا، تجعلنا نحبّه. فليس من نبيّ عاش وجهتَي دعوته بشكل عميق مثل هذا النبيّ. هو يتمزّق ويُصلب بين أمانة تجاه الله الذي سلّمه كلمته وبين تضامن مليء بالحنان تجاه أبناء شعبه.

كلمة الله أمسكت بإرميا، ولجت إلى أعماقه فكانت غذاءه: "حين بلغت كلماتك إليّ أكلتها: كانت كلمتك سروريّ وفرحة قلبي" (15: 16). فهذه الكلمة التي لا تقاوم قد استولت عليه: فهو لا يستطيع أن يقاومها، كما لا يستطيع أن يتهرّب من واجب إعلانها. فقال: "خدعتني يا ربّ فانخدعت. ألححت عليّ فغلبت..." (20: 7-9).

غير أنّ "رجل الله" (تث 33: 1؛ 1 صم 2: 27؛ 1 مل 13: 1) و"فم الله" (إر 15: 19)، ليس كذلك لأنّه يقف بجانب الله على مسافة لا يستطيع سائر البشر الخطأة أن يقفوها، فيجب عليه أن يُصلحهم. أعطي إمكانيّة كبيرة بأن يتألّم مع جميع الحزانى، فكان أوّل من تمزّق بسبب الشقاء الذي يهدّد شعبه.

وكان أيضًا أوّل من فرح بالخلاص الذي يهيّئه الله لشعبه المضايق، والذي يعلنه هو، رسول الربّ، وسط الكارثة. ففي كلّ "كتاب التعزية" وبشكل خاصّ في هذا المقطع الذي نقرأ (31: 7-9)، نشعر بنفس إرميا تهتزّ فرحًا وابتهاجًا. وإنّ آ 7-9 هذه توضح كلمة التشجيع التي نقرأها في بداية ف 31: "أحببتكِ (يا عروسي، يا شعبي) حبًّا أبديًّا. لذلك اجتذبتك اجتذاب الحبّ". أو "احتفظت لك بحبّي" كما في مز 36: 11؛ 109: 12.

إنّ "حبّ الربّ الغيور" (أش 9: 6؛ 37: 32) يحقّق هذا العمل العظيم، يعيد بناء شعبه: فاضرب يُعاد بناؤه. والأرض تستعيد خصبها وازدهارها الماضيين. والشعب العائد إلى بلده يحتفل من جديد بأعياده في الفرح. وسيأتي يوم تنتظم فيه قافلة الحجّاج المتوجّهين إلى معبد صهيون: "قفوا! لنصعد إلى صهيون، إلى الربّ إلهنا" (31: 6).

1- دعوة إلى المناداة بالخلاص (31: 7)

فالربّ الذي "أحبّ شعبه حبًّا أبديًّا" (31: 3؛ أش 54: 8) يسعد حين يبرهن له عن حنانه ويفرح حين يصنع له الخير (32: 41). وهذا الفرح لا يستطيع أن يحتفظ به في قلبه: هو يريد أن ينقله إلى الآخرين. لهذا، فهو يدعو جميع الشعوب المجاورة لكي تبتهج معه من أجل الخلاص الذي منحه لبني إسرائيل. "صيحوا صيحة الفرح ليعقوب، اهتفوا لأولى الأمم". الكلمة المستعملة هنا تدلّ على الفرح الذي نعبّر عنه بالحركة والإشارة. وهي تعني في الأصل صهيل الحصان (أش 12: 6؛ 54: 1).

إذا كان يعقوب، أي إسرائيل، يسمّى "أوّل الأمم"، "رأس الأمم" (رج عا 6: 1ب) فليس لأسباب حضاريّة واقتصاديّة واستراتيجيّة (تث 7: 6-8)، ولكن لأنّ الله اختاره اختيارًا مجّانيًّا مطلقًا (رج 1 كور 1: 26ي؛ يو 15: 16؛ 1 يو 4: 10، 19). فالربّ "قد جعل أورشليم وسط الأمم، وحولها أراضي الغرباء" (حز 5: 5). وهكذا يكون هذا الشعب الصغير "شبه الخاصّ"، الشعب المكرّس له تكريسًا مميّزًا (تث 26: 18-19). ولكن بسبب هذا الاختيار، وهذا الحبّ التفضيليّ، أجبر الله مثل أب يؤدّب ابنه الذي يحبّه (تث 8: 5؛ أم 3: 12؛ عب 12: 5)، على أن يعاقب أبناءه الذين صاروا خونة، بل تمرّدوا عليه ففاقوا بتمرّدهم الأمم المجاورة (حز 5: 6ي؛ رج عا 3: 2).

ولكن ها قد انتهى زمن العقاب. فالله خلّص شعبه، وهو يريد أن تعلن جميع الأمم هذا الخلاص. "إسمعوا! إمدحوا! أعلنوا: الربّ خلّص شعبه، بقيّة إسرائيل". هكذا نقرأ في الترجوم الأراميّ والسبعينيّة اليونانيّة. أمّا في النصّ العبريّ فنقرأ: "خلّص شعبك" (عندئذ نكون كما في اتبهال). في زمن المنفى البابليّ، ولّت عبارة "بقيّة إسرائيل" على مجموعة قليلة من العائدين من المنفى (إر 23: 3). إنّهم وارثو المواعيد المسيحانيّة وحاملوها بعد أن صارت وديعة في يدهم (34: 5-7). وسط الكارثة يحتفظ الله لنفسه بـ "بقيّة" أمينة سيدشّن معها حقبة جديدة في تاريخ الخلاص.

"الربّ خلّص شعبه". إنّ الفعل الذي منه تأتي كلمة "يسوع" (ه و ش ع) يدلّ على خلاص يحقّقه الله. يسوع أي الربّ يخلّص.

2- وعدنا بالعودة (31: 8-9أ)

فالربّ يشبه الراعي الذي يجمع قطيعه (31: 10). فهو يعيد جميع المنفيّين من بابلونية. والربّ بنفسه يقود المنفيّين، يسير في المقدّمة: يأتي بهم من "أرض الشمال"، من منطقة الشقاء التي ذكرها إرميا مرارًا (1: 13؛ 3: 12، 18). فيعودون إلى الجنوب، إلى أرضهم القديمة التي ما نسوها أبدًا، التي صارت موضوع أحلامهم وحنينهم (مز 137: 1-6). وعبارة "أقاصي الأرض" لا تعني بالضرورة اليهود المشتّتين في العالم (يهود الشتات)، بل "أرض الشمال" كما في إر 6: 22: "يأتي شعب من أرض الشمال، تنهض أمّة عظيمة من أقاصي الأرض".

إنّ مجمل "بقيّة إسرائيل" ستعود إلى أرضها (آ 8ب). فعمل الخلاص يصل إليهم كلّهم بدون استثناء. والله يدلّ على قدرته الساطعة في أضعف الضعفاء، في الأعمى والكسيح والمرأة الحبلى (1 كور 12: 9ي). فالأشخاص الذين يعدّدهم النصّ لا يستطيعون عادة أن يقوموا بمثل هذا السفر الطويل والمضني عبر الصحراء. ولكن بفضل عناية الله الأبويّة الخارقة، استطاعوا أن ينضمّوا إلى قافلة العائدين.

وهكذا تكوين "البقيّة الصغيرة": البقيّة الباقية، رغم كلّ شيء، "جمعًا عظيمًا من العائدين". لسنا هنا فقط أمام "عودة إلى فلسطين" (رجعون إلى هنا)، فإرميا ينظر إلى أبعد من عودة مادّيّة وجغرافيّة. إنّه ينظر إلى عودة إلى الله، إلى توبة القلب. فالفعل "ش و ب" (تاب، ثاب) الذي يعني عاد، ارتدّ، يلعب دورًا رئيسيًا في كرازة الأنبياء، في كرازة يوحنّا المعمدان، وفي كرازة يسوع (ميتانوياين، بدّل فكره، بدّل عقله وعقليّته من أجل تبديل أكثر من مادّيّ). وتفوّق إرميا في هذا المجال على سائر الأنبياء فتوسّع في هذا الموضوع. وتلاعب على كلمات تعود إلى جذر "ش و ب": "إرجعوا (ش و ب) أيّها البنون العصاة (ش و ب ب ي م)...". "إرجعوا أيّها البنون المرتدّون" (3: 14، 22؛ رج 25: 5؛ 35: 15).

والإعلان الذي أطلقه الأنبياء منذ هوشع إلى أشعيا وإرميا وحزقيال، يتضمّن توجيه حياة الإنسان نحو الله: الطاعة لمشيئته، الثقة البنويّة تجاهه، التنكّر للخطيئة، التخلّي عن كلّ سند بشريّ (ولا سيّما الأحلاف السياسيّة)، نبذ الأصنام. والربّ نفسه هو الذي يضع هذه "العودة". يعقد مع شعبه عهدًا جديدًا. يجعل شريعته في أعماق كيانهم ويكتبها على قلوبهم كما كتبت الوصايا على اللوحتين المقدّستين في سيناء (31: 31، 33). حينئذ يأتون إليه بكلّ قلوبهم (24: 7).

حين انطلق بنو إسرائيل إلى أرض المنفى، حين عادوا إلى فلسطين، كانوا باكين بعد أن خافوا من صعوبات السفر. والآن، فالربّ يعزّيهم ويعيدهم إلى أرض الوطن (آ 9أ). قال النصّ العبريّ: "يأتون باكين وأهديهم وهم متضرّعون". أمّا اليونانيّة فقالت: "مضوا وهم باكون. وفي التعزية أعيدهم". عاملهم الربّ برفق وحنان. اعتنى بهم. هيّأ لهم محطّات يقفون عندها قرب المياه الجارية، وهذا أمر مهمّ جدًّا في الصحراء.

قاد الربّ العائدين في طريق مستقيم لا يعثرون فيه: بدّل الطرق المليئة بالحجارة فجعلها سبلاً سويّة فيمشون عليها ولا يعثرون (أش 42: 16). تلك هي صورة الراعي الصالح التي ترد مرارًا في الكتاب: فالربّ يقود شعبه وكأنّه قطيع من الخراف، إلى المياه المريحة. يقوده عبر الطريق السويّة من أجل اسمه (مز 23: 2-3). هذا الاسم هو اسم "الأب". وحده يستحقّ هذا الاسم (تث 23: 9)، ومنه "تنبثق كلّ أبوّة في السماوات وعلى الأرض" (أف 3: 15).

3- حبّ الله الأبويّ من أجل شعبه (31: 9ب)

وتنتهي هذه المقطوعة بنظرة يلقيها النبيّ إلى عمق قلب هذا الإله الذي هو أبو شعبه، والذي كان حبّه الأبويّ ينبوع جميع الخيرات التي منحها لشعبه الذي هو "بكره".

إذا كان أفرائيم قد سمّي "الابن البكر" للربّ، فهذا لا يعني أنّ قبيلة أفرائيم قد فضّلت على سائر القبائل، ولا سيّما قبيلة يهوذا. فما عدنا في ذلك الوقت أمام تعارض بين مملكة الشمال ومملكة الجنوب، مملكة إسرائيل ومملكة يهوذا. فالشعب كلّه (بل الشعوب كلّها) هو شعب مختار، هو بكر الربّ. هو البكر بين سائر الشعوب. نقرأ في خر 4: 22: "ابني البكر هو إسرائيل".

لقد تأثّرت شخصيّة إرميا وكرازته تأثّرًا عميقًا بالنبيّ هوشع. وفي الموضع التي يتحدّث عن أبوّة الربّ بالنسبة إلى شعبه، نجد انعكاسًا لما في هو 11: الربّ هو أب يعلّم ابنه المحبوب كيف يمشي، يقوده بحبال الحبّ، يضمّه إلى وجهه، ينحني إليه لكي يُطعمه (هو 11: 3-4). وهو لا يستطيع أن يأخذ قراره بالتخلّي عنه رغم جميع خياناته. "انقلب فيّ فؤادي، واضطرمت مراحمي. لا أترك المجال لغضبي ولن أدمّر أفرائيم. لأنّي أنا الله، لا إنسان. أنا في وسطك القدّوس لا أحبّ أن أدمّر" (هو 11: 8-9). ونحن نسمع صدى لهذا النصّ الهوشعيّ في إر 31: 20: "أليس أفرائيم (وكلّ شعب من شعوب الأرض) ابنًا لي عزيزًا، ولدي المفضّل؟ فبعد كلّ تهديد له، أتذكّره فتتحرّك أحشائي فيّ. لذلك أرحمه رحمة واسعة" (إر 31: 20).

وهكذا عبّر إرميا بطريقة جدّ بشريّة عن دهشة الربّ تجاه عواطفه الخاصّة. هو أب وأمّ معًا. تعلّق قلبه تعلّقًا بابنه أفرائيم فما عاد يستطيع أن ينسيه أو يتخلّى عنه. حبّه ورحمته تغلّبا على غضبه وعقابه. وهكذا صوّر إرميا بصورة لا تُضاهى أعمق ما في الحبّ الإلهيّ من سرّ، فجعلنا نستشفّ في الوقت عينه إيمانه الحارّ بإله الحبّ الذي ملأ له قلبه فسحره وفتنه. أجل، أغرم إرميا بهذا الحبّ، بهذا الإله المحبّ.

مثل هذه اللهجة المؤثّرة نقرأها أيضًا في أولى فصول إرميا: تشكّى الربّ بمرارة لأنّ إسرائيل "أدار له ظهره، لا وجهه" (وكأنّه لا يريد أن يكلّمه، أو بالأحرى لأنّه يريد أن يكلّم غيره، يكلّم الأصنام). أجل، أدار إسرائيل ظهره لابيه الحقيقيّ ليقول لأصنام الحجر والخشب: "أنت أبي. أنت ولدتني" (إر 2: 27). إنّ حبّه الذي خاب أمله يعبّر عن حزنه فيقول: "ثمّ قلت: تدعينني: أبي. ولا تعودين تنفصلين عنّي. ولكن كما أنّ المرأة تغدر بخليلها كذلك غدر بي بيت إسرائيل" (3: 19-20).

إنّ فكرة الأبوّة في إسرائيل قديمة جدًّا. ولكنّهم لم يعبّروا عنها إلاّ نادرًا، لأنّهم خافوا من المناخ الجنسيّ الذي طغى عليها لدى الشعوب المجاورة. ولكن بعد المنفى، وبعد أن زال الخوف من كلّ عدوى وثنيّة، صار هذا الموضوع واردًا لدى الأنبياء (أش 63: 16؛ ملا 1: 6؛ 3: 17). واعتبر المرتّل في المزامير (27: 10؛ 103: 13) والمفكّر في العالم الحكميّ (أم 3: 12؛ سي 23: 1ي؛ حك 2: 13ي) أنّ الربّ هو أبو كلّ بارّ بمفرده. وهذا التطبيق على الفرد نجد أساسه في أسماء "تيوفوريّة"، أي تتضمّن اسم الله: ألياب أي إلهي هو أب (عد 1: 9؛ 1 صم 16: 10). أبيّا أي يهوه هو أبي (1 صم 8: 2). أبيئيل أي الله هو أبي (1 صم 9: 1). أبيهو أي هو (أي الله) أبي (خر 6: 26).

خاتمة

ما كان باستطاعة إرميا ولا نبيّ من الأنبياء الذين توسّعوا في موضوع أبوّة الله تجاه إسرائيل، أن يفكّروا بأنّ الله هو أب منذ الأزل، هو أب بشكل يعجز اللسان عن الكلام عنه. وحده المسيح الذي هو "الله والابن الوحيد الذي في حضن الآب قد كشف لنا" هذا السرّ (يو 1: 18). إنّه "عرّفنا اسم الآب" (يو 17: 6، 26)، لا حين يتكلّم عنه وحسب، بل حين أدخلنا في حياته الحميمة، وحين دعانا إلى أن نتوجّه إلى الله أبيه بالثقة ذاتها والدالّة ذاتها اللتين بهما يتوجّه إليه هو الابن الوحيد. فبفضل روحه نتجرّأ أن نقول لله هذه الكلمة المليئة بالحنان والدالّة، هذه الكلمة التي لا يمكن أن تترجم، والتي لا نجدها في أيّة صلاة يهوديّة: "أبّا" (روم 8: 5؛ غل 4: 6).

الله هو أب إلى حدّ لا تسمع به إذن ولا خطر على قلب بشر. هذا ما أفهمنا يسوع إيّاه في تعليمه بالأمثال، كما في حياته وأعماله. وتظهر أبوّة الله قبل كلّ شيء في غفرانه الذي لا يملّ لأبنائه الضالّين والتائبين، وفي حنانه اللامتناهي لأبنائه. هنا نتذكّر كلام ترتليانس خطيب قرطاجة الشهير في كلامه عن والد الابن الضالّ (لو 15: 11ي): "من يجب أن نرى في هذا الأب؟ الله. لا شكّ في ذلك. فليس من أبٍ أبًا مثله. وليس من صالح صالحًا مثله".

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM