الفصل الثالث عشر:إفرام السرياني في تفسيرأشعيا 49

 

الفصل الثالث عشر

إفرام السرياني في تفسيرأشعيا 49

ارتبط بافرام عددٌ من التفاسير الكتابيّة، وما زال البحث قائماً لكي نعرف إذا كانت هذه المؤلّفات من نتاج معلم نصيبين والرها، أو من نتاج تلاميذه ولكن الخطّ الذي يمكن الكلام عنه، هو أن تفسير أشعيا مثلاً، يعود إلى يعقوب الرهاوي (633-708) وها نحن نقدّم النصّ([1]*).

1- أصغوا أيّها الجزر، وأنصتي أيّها الأمم. من بعيدٍ الرب دعاني. هذا يتمّ في جسد ربّنا. لأن بإبراهيم وبزرعه انتقل حتى حشا أمّه. وذُكر اسمه بيد الملاك ودُعيَ يسوع.

2- صنع فمي مثل سيف حاد. في وقت يدين الأموات والأحياء. صنعني مثل سهم مختار وفي جعبته خبّأني، أي في ملكوتهم أُخفيَ، وتجلّى في الأسرار وفي الصور. هو سهم مختار لأن به ضُرب ذلك الذي جرح كل الشعوب بسهامه.

6،3 عبدي أنت. بك مُمجّد أنا. أنت أصغر من أن تكون لي عبدًا، وتقيم سبط يعقوب، وتردّ فرع إسرائيل. بواسطة الناسوت التي أخذ، وشبه العبد الذي ارتدى، مَرّ فوق كل شيء مجدُ اللاهوت. دُعيَ من لدن الآب ابنه عبداً، لأنه أخذ شبه العبد، ولأنه أُرسل من لدن الآب لخلاص العالم، وليردّ يعقوب وإسرائيل الله.

6،8 وهبتُك عهدًا للشعب ونورًا للشعوب، كي تكونَ خلاصي حتّى أقاصي الأرض. قال هذا فوق ما قيل، لثبات هؤلاء: وهبت نور الشعوب...

7- للمهان النفس. هذا أيضًا يتمّ في ربّنا. هو احتُقر من قبل الشعب، وطُرد من بين الفرّيسيين والكهنة الحاسدين، كتجاوز للناموس. رآه الملوك وقاموا، أي المجوس رأوا كوكبه (نجمه) فقاموا من موضعهم. وهبتُك عهدًا للشعب، لكي تُقيم الأرض، وترث ميراث البراري، أي لتقيم الخلائق كما الأرض التي داسها الشرير، والنفوس التي حُرمت من معرفة الله، اقتناهم ميراثًا لهم حين خلّصهم.

9- لتقول للأسرى: أخرجوا، أي أخرج الذين أسروا بيد الضلال وبعبوديّة الثلاب استُعبدوا، وللذين هم محبوسون، أظهروا للمحبوسين في مصيدة الثلاب قال: إظهروا. على كل الطرقات يرعون، أي من كل الطرقات، يأتون إلى طريقه ويفرحون. وفي كل سبل المراعي، أي يؤخَذون من كل سبيل الأصنام، ويبلغون إلى المسيح.

10- لا يجوعون ولا يعطشون، أي لا يجوعون لعبادة الأصنام. ولا يعطشون بعد للسجود للتماثيل. لا يضربهم الحرّ ولا الشمس، أي في القديم دعوا الحرّ والشمس آلهتهم، ولها سجدوا. فالتجارب والعقابات التي تأتي علينا بسبب خطايانا، دعاها بأسماء مثل هذه. لأن راحمهم يدبرّهم وإلى ينبوع المياه يأتي بهم، أي يأتي بهم إلى الإنجيل (البشارة) المُحيي. هذا ما دعاه ينبوع المياه الحيّة.

11- أجعل من كل الجبال طرقًا، أي الشهوات والعادات القديمة تُداس تحت أرجل المتنسّكين.

12- هؤلاء يأتون من الشمال، وهؤلاء من بحر سينيم (أسوان). هؤلاء يُشاهدون في العمل، ولا يقدرون كيهود أن ينكروا ما رأت عيونُهم.

13- سبّحي يا سماوات، وارقصي يا أرض، أي في اليوم الذ   ي تكون هذه للشعوب. وابتهجي يا جبال بالتسبيح، أي بتسبيح يصعد من ساكنيكم. لأن الربّ عزّى شعبه، أي شعبه الذي من الشعوب، لأنه عزّاهم داخل بيعته.

14-   تركني الربّ، والربّ نسيَني، أي حين رأى النبيّ الذين يكونون محفوظين للبيعة (4 دت1)، ويئنون باسم المجمع (ك ن و ش ت ا)، قال: تركني الربّ ونسيني.

15-   إن نسيَت امرأةٌ طفلها وما رحمت ابن حشاها، فأنا لا أنساكِ إذا كنتِ لا تصلبين المسيح.

16-   في كفّي يديَ رسمتُك، وأسوارُك هي قبالتي على الدوام، أي رُسمت بيعةُ الشعوب، وأنا استعدّ لبناء أسوار مدينتكم.

17-   في عجلة، بنوك هادموك، مخرّبوك، منك يخرجون، أي بعجل بنوك بواسطة الخطيئة التي خطئوا في الصليب، يكونون هادميك ومخرّبيك. الصالبون منك يخرجون.

18-   إرفعي عينيك وانظري حواليك. كلهم يجتمعون إليك. أي عادت إلى اتحادها ببنيها الحسان الذين كانوا لها في أيام زربابل.

19-   تلبسينهم كلّهم كالزينة وتتكلّلين مثل عروس، أي جعل ختمه على الذين يكونون لها في العودة من بابل. لأن خرائبك وبراريك وأرض دمارك، أي بدل الخجل من القدماء الذين خرّبوك بخطاياهم. ويهرب بالسلوك، أي الشعوب مبغضوك.

20-   ها أنا رافع يديّ على الشعوب، وللشعوب أرفع آية. لا ليأتوا إلى السبي ببنيك، بل ليأتوا ببنيك وببناتك على أيديهم وعلى أكتافهم، لكي يُتموا في عودتهم كلَّ المواعيد الحسنة. فالذين أنزلوهم في الذلّ، يرجعهم (الرب) في الوقار. لهذا، تضيق من ساكنيها.

21-   عقيمة أنا ومتوحّدة، صارخة ومطرودة. هؤلاء كيف كانوا، أي تتمّ في البيعة. سواء سجدوا له، وسواء اضطهدوها. تعظيمًا يعظمون ويكثرون لها، ويتتلمذ منهم الملوك.

22-   على وجوههم، على الأرض، يسجدون للعذراء، أي للكهنة، الذين في داخلها. يكون مربّوك ملوكًا، ويلحسون تراب رجليك، أي أرجل الرسل، صانعي العجائب، وتلاميذهم الذين يكرزون بالحق، فوُهبت لهم موهبة الشفاء.

23-   لماذا تُغنَم غنيمة الجبار. هذا يتمّ في ربّنا، الذي أعاد سبيَ الشعوب من الشيطان الذي يتجبّر على الجميع. سبية الشيطان الجبّار تنجو.

24-   وأحكامك أنا أحكم. وأحكامك من الشيطان أنا أحكم.

25-   وأطعم مضايقيك لحمَهم، أي أولئك الذين رمى منهم في البحر بواسطة الخنازير. ومنهم الذين تضايقوا، فسألوا الحنان قائلين: ''أطلب منك، لا تعذّبني (مر 5:7).

 



[1] (*) ميامر ومدارش الطوباوي مار أفرام الملفان.

Th. J. LAMY, Hymni et Sermones, t. 2, Mechliniae, 1886, p. 127.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM