الأحد الثالث بعد الصليب

Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin-top:0in; mso-para-margin-right:0in; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0in; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;}

الأحد الثالث بعد الصليب

الرسالة : فل 3: 17-4: 1

الإنجيل : مت 24: 23-31

أصدقاء الصليب وأعداؤه

يا لإخوتي، إقتدوا بي، أيّها الإخوة، وانظروا الذين يسيرون على مثالنا. قلت لكم مرارًا، وأقول الآن والدموع في عينيّ، إنّ هناك جماعة كثيرة تسلك في حياتها سلوك أعداء صليب المسيح. هؤلاء عاقبتهم الهلاك، إلههم بطنهم، ومجدهم عارهم، وهمّهم أمور الدنيا. أمّا نحن، فوطننا في السماء ومنها ننتظر بشوق مجيء مخلّصنا الربّ يسوع المسيح. فهو الذي يبدِّل جسده الوضيع، فيجعله على صورة جسده المجيد بما له من قدرة يخضع بها كلّ شيء.

إذًا، أيّها الإخوة الذين أحبّهم وأشتاق إليهم وهم فرحي وإكليلي، أثبتوا على هذا كلّه في الربّ، يا أحبّائي.

في هذه الفترة من السنة الطقسيّة، بل طوال السنة، يبقى الصليب مرفوعًا أمامنا. كما هو على عدد من تلالنا وجبالنا. هل ننظر إليه وكأنّنا نتحدّى الآخرين؟ هل صار جزءًا من المشهد الذي تلقاه عيوننا كلّ يوم؟ صار جزءًا من الطبيعة. نحمله مرّة أو مرّتين في السنة: يوم الجمعة العظيمة، وعيد ارتفاع الصليب؟ وبكلمة واحدة: هل نحن أصدقاء الصليب أم أعداؤه؟

1- عدوّ الصليب

هو من يتطلّع إلى الوراء بعد وضع يده على المحراث، مثل الشعب العبرانيّ الخارج من مصر، والمتوجّه إلى جبل الربّ في سيناء، ليتعلّم الحرّيّة الحقّة في حفظ الوصايا. يا ليته يعود إلى مصر مع البصل والبطّيخ والسمك واللحم. المهمّ أن يملأ بطنه، لا أن يملأ قلبه. يقول عنهم الرسول: إلههم بطنهم. هو ما يفكّرون فيه، يهتمّون به، يتعبّدون له، لا نظر لهم إلى السماء، بل إلى أمور الأرض.

وضعوا يدهم على المحراث، وتطلّعوا إلى الوراء. لو نقدر أن نتراجع. وتأتي الأعذار: هناك أبي يجب أن أدفنه. ويقطع يسوع الطريق علينا. لا وقت للإهتمام بالموتى. فالموتى يهتمّون بالموتى. بهذا الدهر الزائل. عندك أهمّ: إذهب فبشّر بالملكوت. وعذر ثان: أريد أن أوّدع أهلي. ذاك كان وضع أليشاع مع إيليّا: "دعني أودّع أبي وأمّي ثمّ أتبعك" (1 مل 19: 20). لا وقت لوداع الأهل. فالرسالة متطلّبة. وأعداء الرجل أهل بيته. ومن أحبّ أبًا أو أمًّا أكثر منّي فلا يستحقّني.

2- صديق الصليب

من نظر إلى الوراء، عاد إلى الماضي، إلى العبوديّة، إلى الموت. وأخذ يملك السواد والمرارة. وفي أيّ حال، مهما كان الماضي، فهو ما عاد في أيدينا. صار في يد الله. فلماذا الحنين السقيم؟ ولكن من نظر إلى الأمام، منطلقًا من حاضر يعيشه، هذا يكون صديق الصليب. حين صعد يسوع إلى الجلجلة، ما نظر إلى الوادي، بل إلى أعلى الجبل. هناك سوف تكون القيامة. ومن هناك تنطلق الكنيسة بعد أن تنال الروح القدس.

لا عدوّ ليسوع. ولا عدوّ للصليب. بل هناك من يعادي الصليب. رفضه. لا يريد أن يحمله. فيصبح الصليبُ صليبين، ولا يعود نير المسيح ضعيفًا. أمّا صديق المسيح، فهو في سباق معه. أدركه يسوع وهو يريد أن يدرك يسوع. أمسكه يسوع فتمسّك بيسوع، واعتبر أن لا شيء يفصله عن محبّة المسيح: لا الضيق، ولا الشدّة، ولا الاضطهاد، ولا الجوع ولا العري ولا الخطر ولا السيف (روم 8: 35).

حياة المؤمن سعيٌ. والهدف هو يسوع. ويسوع على الصليب. لا أن يكون الواحد عن يمينه والآخر عن شماله في مجده، كما طلب يعقوب ويوحنّا. فعن يمين المسيح كان اللصّ المصلوب. وعن شماله أيضًا. هناك موضع التلميذ. وسأل يسوع التلميذان: "أتقدران أن تشربا الكأس"؟ وجوابنا بالإيجاب يجب أن يترافق مع استعداد للسير مع المسيح إلى النهاية، لا أن نبدأ في مشروع البناء ونتوقّف عن إتمامه.

3- ثبات مع المسيح

تحدّث بولس إلى أهل فيلبّي وهنّأهم على حياتهم المسيحيّة، وإن كان فيها بعض النقص. ولكنّه أضاف: "أثبتوا هكذا في الربّ". فالثبات أمر مهمّ جدًّا في الحياة الروحيّة. كثيرون يُدعَون، وقليلون يختارون. ما تابعوا الطريق، فما كانوا من خراف يسوع. بدا إيمانهم بدون جذور. تحمّسوا، اندفعوا. ثمّ خبوا مثل نار لا حطب فيها. هؤلاء نبهه يوحنّا في سفر الرؤيا؛ قال لأسقف أفسس: "تركتَ محبّتك الأولى. أذكر من أين سقطت" (2: 5). والويل لنا من الفتور بعد حرارة الإيمان.

إلى هذا الثبات دعانا يسوع في خطبة النهاية: "من يثبت إلى النهاية يخلص". وفي سفر الرؤيا، دُعي المؤمنون للاقتداء بصبر القدّيسين. ويقول الرسول: لا تتراخوا. ما بلغ بكم الجهاد بعد حتّى الدم إزاء الخطيئة. فالطريق طويلة أمامنا، ولكنّ الربّ يرافقنا، وإن لم نعرفه، وإن لم ندرِ به. أما هكذا كان مع تلميذَي عمّاوس. فلماذا لا يكون معنا، فيكلّمنا، ويكسر لنا الخبز؟ فيا لسعادتنا حين نعرفه. فماذا نعمل حينذاك؟

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM