الأحد الثاني بعد الصليب

Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin-top:0in; mso-para-margin-right:0in; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0in; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;}

الأحد الثاني بعد الصليب

الرسالة : 1 كور 15: 19-34

الإنجيل : مت 24: 1-14

معرفة المسيح حياة

يا إخوتي، إذا كان رجاؤنا في المسيح لا يتعدّى هذه الحياة، فنحن أشقى الناس جميعًا. لكنّ الحقيقة هي أنّ المسيح قام من بين الأموات وهو بكر من قام من رقاد الموت. فالموت كان على يد إنسان، وعلى يد إنسان تكون قيامة الأموات. وكما يموت جميع الناس في آدم، فكذلك هم في المسيح سيحيون، ولكنّ كلّ واحد حسب رتبته. فالمسيح أوّلاً لأنّه البكر، ثمّ الذين هم للمسيح عند مجيئه. ويكون المنتهى حين يسلّم المسيح الملك إلى الله الآب بعد أن يبيد كلّ رئاسة وكلّ سلطة وقوّة. فلا بدّ له أن يملك حتّى يضع جميع أعدائه تحت قدميه. والموت آخر عدوّ يبيده. فالكتاب يقول إنّ الله "أخضع كلّ شي تحت قدميه". وعندما يقول: "أخضع كلّ شيء"، فمن الواضح أنّه يستثني الله الآب الذي أخضع كلّ شيء للمسيح. ومتى خضع كلّ شيء للابن، يخضع هو نفسه لله الذي أخضع له كلّ شيء، فيكون الله كلّ شيء في كلّ شيء.

وإذا كان الأموات لا يقومون، فماذا ينفع الذين يقبلون المعموديّة من أجل الأموات؟ لماذا يتعمّدون من أجلهم؟ ولماذا نتعرّض نحن للخطر كلّ حين؟ فأنا أذوق الموت كلّ يوم. أقول هذا، أيّها الإخوة، بما لي من فخر بكم في المسيح يسوع ربّنا. فإذا كنت صارعت الوحوش في أفسس لغرض بشريّ، فما الفائدة لي؟ وإذا كان الأموات لا يقومون، فلنقل مع القائلين: "تعالوا نأكل ونشرب، فغدًا نموت".

لا تضلّوا: "المعاشرة السيّئة تفسد الأخلاق الحسنة". عودوا إلى وعيكم السليم ولا تخطأوا، لأنّ بعضكم يجهل الله كلّ الجهل. أقول هذا لتخجلوا.

الزمن الطقسيّ بعد الصليب، هو زمن النهاية، وعودة المسيح. ولكن قبل ذلك، تعرف الكنيسة الاضطهاد. وترى في كلّ ما يحصل لها وللعالم إشارة إلى الآخرة القريبة. فيخاف المؤمنون ويفزعون. بل هم ليسوا بمؤمنين، لا سيّما وإنّهم يسمعون كلمة من هنا وكلمة من هناك. يقولون لهم: المسيح هنا فيركضون أو هناك، فيسرعون. فأساسهم ليس في الإنجيل، ليس في المسيح الصخرة الثاتبة التي لا يؤثّر فيها المطر ولا الرياح ولا السيول (مت 7: 25).

1- لا تضلّوا

بدأ الرسول فنبّه المؤمنين. كلام كثير يُقال حولهم: لماذا الاهتمام بالآخرة؟ ونسيان الحياة الحاضرة؟ فالحكمة البشريّة معروفة: نأكل ونشرب اليوم. وحين تأتي ساعة الموت تأتي. ولكن الويل لنا إن كنّا غافلين. نشبه حينئذٍ جيل نوح، الذي رفض السهر، فجاء الطوفان واقتلعهم. هذه الحياة كافية، إجعلوا فيها همّكم كلّه. كدتُ أقول: إخضعوا لها ولمتطلّباتها واتبعوا أعرافها وعاداتها.

لا تضلّوا. الحياة لا تبقى حياة، المسيح مات ونحن نموت. ولكنّ يسوع لم يبقَ في الموت، بل قام. ولا بقي في القبر المغلق الذي عرفه الوثنيّون في الماضي، ويعرفه أهل هذا الدهر. قبر المسيح كان مفتوحًا. لا ظلمة فيه، بل نور. لا إبليس بقربه يحمل الخطيئة وبالتالي الموت. بل ملاكان متّشحان بالبياض، علامة النصر والنقاوة. إذا كان المسيح قام، فنحن نقوم. فإن انتهت حياتنا في الموت، شابهنا البهائم، كما يقول المزمور. والإنسان ما إن يترك هذه الحياة حتّى يكون في الآخرى، في منزل أعدّه له الآب السماويّ.

2- البعض يجهلون

الجهل في الأساس نكران وجود الله. "قال الجاهل في قلبه: ليس إله" (مز 53: 2). فدلّ على فساده ورجاسته. على الجور الذي يمارسه. رفض أن يعمل الخير لأنّه رفض أن ينظر إلى القريب وحاجاته، وعاش في أنانيّة قاتلة جعلته ينال توبيخ السيّد: "يا لك من خادم شرّير كسلان" (مت 25: 26).

والجهل لا معرفة. ماذا ننتظر لكي نتعلّم. أما وصلت إلينا البشارة بعد؟ فيجيب بولس: وصلت البشارة إلى أقاصي الأرض. صاروا من الخارج، الذين ينظرون ولا يرون، يسمعون ولا يفهمون. فلا سبيل لشفائهم إلاّ بمعجزة من عند الله.

والجهل يأتي إلينا من الذين حولنا. من المعاشرة السيّئة. من هم رفاقنا في هذه الحياة؟ هل يرفعوننا أم يحدروننا. يقودوننا في الأخلاق السيّئة؟ وماذا نقرأ؟ ماذا نشاهد على التلفزيون، ماذا نسمع؟ كلّ هذا يؤثّر فينا. ولا يقل أحد منّا: أنا قويّ. عندي خبرة. يقول الرسول: من هو واقف ليخفْ من السقوط. اليقظة مطلوبة هنا، والتمييز. فنعيش التقوى. وإلاّ كانت الخطيئة رابضة على بابنا، كما قال بطرس الرسول. فهل نستطيع حينذاك أن نهرب منها؟

3- نحن نعلم

نعلم أنّ المسيح يملك. في موته وقيامته صار الملك الذي يجعل الجميع تحت قدميه. وآخر عدوّ يبيده هو الموت. نعلم أنّ ملكوت الله تدشّن في بداية رسالة يسوع: اقترب ملكوت الله. توبوا وآمنوا بالإنجيل.

المسيح يملك ونحن نملك. ولكنّ الجنديّ الذي لا يحارب مع قائده، لا يمكن أن يكون في موكبه. حارب بولس، واجه الموت أكثر من مرّة، ولكنّه ما خاف، لأنّه علم أنّ الموت مع يسوع والحياة. بل كاد يُرمى للوحوش في أفسس، وما دافع عن نفسه ليكون بأسرع وقت "مع المسيح" (فل 1: 23). ولكنّ الربّ طلب منه أن يتابع الرسالة، فبقي "لأجل تقدُّم المؤمنين وفرحهم".

أنختار مُلك آدم وما حمل معه من موت؟ أم نطلب المسيح فيحيا فينا؟ عندئذٍ يصنع فينا وبواسطتنا المعجزات. يقودنا في طريق الحياة والنجاح، نحن معه. يقودنا في فشل يشبه فشل الصليب، نحن معه. بهذا الفشل انتصر. قتل الموت والخطيئة. عندئذٍ يصير الموت ربحًا، لأنّ الحياة عندنا هي المسيح: مات مرّة واحدة ولكنّه حيّ إلى الأبد. فما على حياتنا إلا أن تكون معه!

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM