الخاتمة

الخاتمة
تلك كانت مسيرتنا في الأيام البيبليّة الثانية التي جاءت في عنوان: وجه الإنسان وكلام الله. أما شعارها فكان: ما الإنسان حتى تذكره؟ نقّصته عن الإله قليلاً (مز 8: 4- 5).
انطلقنا من وضع من العنف يعيشه العالم اليوم، من حالة يُداس فيها الإنسانُ وحقوقه، ولا سيّما الضعيف، سواء كان امرأة أم ولداً، غريباً أم فقيراً. فالإنسان الذي لا يملك القوّة ولا الجاه ولا المال، يُسحق سحقاً. فهل يرضى الله بذلك وهو الذي يسمح صراخ المساكين ويأتي لنجدتهم؟ كلا. ولكن المؤمن يشتكي بعض المرات من تأخر الربّ. ماذا ينتظر لكي يفعل؟ ذاك هو سرّ الله. ولكنه سيفعل حقاً: هذا هو إيماننا العميق والرجاء الذي يملأ حياتنا.
حاولنا أن نقدّم ومضات في هذا المضمار، منطلقين ممّا نعيشه، فنقرأه على ضوء كلام الله. لا شكّ في أن ما قيل في الأيام البيبليّة لم يكن كافياً. لهذا أضفنا بعض المقالات. ومع ذلك، لم نستفد الموضوع. فنحتاج إلى أكثر من أيام بيبليّة. قد نعالج وضع المرأة ونستنير بوجه مريم العذراء التي هي المرأة في خط حواء المرأة الأولى. وقد نتحدّث عن الأرض في علاقتها بالإنسان، سواء على مستوى البيئة، أو العدالة الإجتماعيّة، أو التعلّق بالأرض. فمن انقطعت صلاته بالأرض، انقطعت وصلة حياته، فصار مقلوعاً. صار كشجرة بدون جذور لا تعتّم أن تيبس. وفي هذا الإطار، يمكن الكلام عن الرموز العديدة المرتبطة بالأرض، كالماء والهواء والتراب والنار، وأمور أخرى عديدة.
في كل هذا، يبقى الكتاب المقدس نوراً لخطانا وسراجاً لحياتنا. فكلام الله هو الذي يعطينا المعرفة الحقّة. وكل كلام آخر لا بدّ أن يكون منقوصاً، لما فيه من بحث عن رغبة دفينة أو مصالح شخصيّة. وتأتي كلمات البشر بقوّة، فنودّ، في شرّنا، أن نطفئ صوتَ الله بحيث لا نعود نسمعه. نودّ أن تجعل ضميرنا الذي هو صوت الله مكبّلاً. تودّ أن تخدّره بحيث تمنع عنه كل ردة فعل. من أجل هذا يدعونا الكتاب إلى ختانة الأذن فننفتح ونسمع. إلى ختانة العين بحيث لا تبقى عمياء. إلى خيانة القلب بحيث يفهم ويبحث عن الطريق التي يقدّمها الربّ، والتي لا تتّضح إلا إذا قبلنا أن نسير، فنترك أريحا ونذهب صعداً إلى أورشليم. أما هكذا فعل طيما ابن طيما؟
كان هذا الكتاب محطّة في فكرنا خلال الأيام البيبليّة الثانية. ونحن نرجو أياماً أخرى تحمل الفكر الكتابي إلى المؤمنين. ففي النهاية، كلام الله يقود إلى الحياة وإلى العمل. فيا ليتنا نتجاوب معه.


Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM