خاتمة

خاتمة
تلك كانت قراءتنا للرسالة الثانية إلى تيموتاوس. جاءت في الترتيب الكتابي بعد 1تم وقبل تي. ولكنها بدت سابقة لهاتين الرسالتين الأخريين. حملت أخبارًا سيّئة عن سجن بولس الذي يتألّم لأنه وحده بعد أن تخلّى عنه الجميع، ولأنه يحسّ أن أجله قريب وساعته دنت. ولكن وقوفه في المحكمة كان مناسبة لإعلان الانجيل أمام الملوك والحكّام.
قراءة جاءت في أربعة أقسام: مدخل الرسالة وبدايتها. توقّفنا فيه بشكل خاص عند موقع 2 تم بالنسبة إلى 1تم وتي. هي تختلف عن شقيقتيها. وكان عنوان القسم الثاني، تيموتاوس رسول المسيح وشهيده. أمامه قدوة يجدها عند بولس، عند أونيسفورس الذي لم يخجل من الانجيل، وأخيرًا عند يسوع المسيح الذي نعيش معه إن متنا معه، الذي نملك معه إن صبرنا معه. والذي يبقى أمينًا مهما كانت معاملتنا له، لأن لا يقدر أن يُنكر نفسه.
في القسم الثالث، فهم تيموتاوس أنه راعي القطيع. فعليه أن يتشبّه بيسوع، الراعي الصالح. والوظيفة الأولى للراعي هي السهر. فالخطر يتربّص بالكنيسة، من الداخل. من المعلّمين الكذبة الذين يتسلّلون إلى البيوت ويسبون النفوس البسيطة. والخطر الأكبر يأتي من الاضطهاد، بحيث يظنّ المؤمن أن الأيام الأخيرة جاءت. ولكن الرسول لا يخاف: يتمسّك بالتقليد الرسولي، أي بالانجيل كما حمله الرسل، ويتمسّك بالكتب المقدّسة، أي العهد القديم، ويتابع المسيرة ونشر الكلمة مهما كلّفه هذا العمل من تضحيات وصعوبات.
أما القسم الرابع فترجمة بين السطور، كما فعلنا في 1تم. هكذا نفتح الطريق أمام تعلّم للغة اليونانيّة، لغة أسفار العهد الجديد. والكلمات اليونانية الواردة في الكتاب تقدّم لنا »قاموسًا« يغتني يومًا بعد يوم، بحيث تصبح لغة الانجيل الاصليّة لغتنا، نحن الذين لا نكتفي من الأسفار المقدّسة بالقشور، بل ننتزح إلى العمق ونطلب الدرّة الثمينة.
توقّفت فصول هذا الكتاب، كما في الماضي، عند المقاطع القصيرة. فقدّمت دراسة شاملة، لاهوتيّة، اجتماعيّة أو تاريخيّة. وبعد ذلك، كانت دراسة النص دراسة حرفيّة مستفيضة، رجعنا فيها إلى كل آية وكل لفظ من أجل التمحيص والتدقيق. وأخيرًا، جاءت القراءة الاجماليّة تساعدنا على التأمّل الروحيّ في النصوص الكتابيّة، واستخراج التعليم من مقال يبدو بعيدًا عنّا في الزمن. فالقارئ يختار ما يحتاج إليه من فصول، ويختار في الفصول الناحية التي يحبّ. المهمّ أن نسمع كلنا النصيحة التي تلقّاها تيموتاوس من معلّمه بولس: قراءة الكتب المقدّسة: فهي تعلّمنا لأنها خرجت أول ما خرجت من فم المعلّم. وهي تؤدّبنا وترّبينا على ما كان يسوع يفعل مع تلاميذه في طرقات الجليل والسامرة واليهودية. وهي تقوّمنا إن نحن ملنا يمنة أو يسرة. لأنها في النهاية توصلنا إلى البرّ، إلى العمل بمشيئة الله. كما توصلنا إلى إله البرارة الذي يجازينا خير جزاء لأننا نعرف يومًا بعد يوم أن ننتظر ظهوره في العالم، وننتظر مجيئه في النهاية.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM