الفصل السابع: الأساقفة

الفصل السابع
الأساقفة
3: 1- 7
إذا كان الحفاظ على التعليم (ف 1) وتنظيم العبادة (ف 2) هما الواجبين الأوّلين اللذين يقوم بهما تيموتاوس، فالموضوع الأهمّ في رسالته، هو تأمين خدّام يمثّلون هذه الكنيسة، يجعلون النظام في جماعات المؤمنين، يحاربون الذين يضعون البلبلة من هراطقة وغيرهم. إذا كانت صفات المسؤولين تؤثّر على حياة الجماعات الدينيّة، فمثلُ هذا الدور ملحّ جدًا ساعة يتفشّى الضلال، ويعشّش الكفر، ويسود الاضطهاد. لهذا كانت التوصيات الرسوليّة حول صفات الأساقفة (آ 1 - 7)، صفات الشمامسة والشمّاسات (آ 8 - 17): يجب أن يشهد لهم الذين هم من داخل الكنيسة ومن خارجها.
في فصل أول (3: 1- 7) نتوقّف عند الأسقف بوظائفه التعليميّة والليتورجيّة: يحافظ على العقيدة، ينظّم الصلاة في الجماعة. لا تقدّم الرسالةُ لوحة مثاليّة عن الأسقف، بل تورد الصفات المطلوبة لهذه المهمّة النبيلة.

1- الخدم وأوّلها الأسقفيّة
حين نقرأ أسفار العهد الجديد، نرى أن الرسائل الرعائيّة تتميّز بمعلومات غنيّة حول تنظيم الجماعات المسيحيّة. ولا سيّما حول الخدم، خدمة الأسقف، خدمة الشمّاس والشمّاسة.
بمَ يقوم عمل الخدّام هؤلاء في الكنيسة؟ المثال هو تيموتاوس وتيطس اللذان شاركا بولس مشاركة قريبة في الرسالة. اعتُبرا ابنين حقيقيّين في الايمان (1: 2؛ تي 1: 4)، ووارثين روحيين للرسول. وقد كُلِّفا بمهمّتين رئيسيتين: محاربة المعلّمين الكذبة، تنظيم الجماعات المسيحيّة. تحدّث النصّ مرّتين عن وضع يدي بولس على تيموتاوس (4: 4؛ 2تم 1: 6)، للدلالة على مسؤوليّة في الكنيسة (أسقف، شيخ أو كاهن، شمّاس). ولكن تيموتاوس لا يُسمّى رسولاً، ولا تيطس، كما لا ينالان لقب "إبيسكوبوس" ولا "براسبيتاروس". فكأني بهما خارج التقليد العاديّ. ومع ذلك، فهناك تسلسل رسوليّ، لأن تيموتاوس اُمر بأن "يسلّم ما تعلّمه من بولس، إلى أناس أمناء، وكفاة بأن يعلّموا آخرين" (2تم 2: 2). لم نعد هنا على مستوى انتظار المسيح الآتي قريبًا، بل على مستوى كنيسة تعيش في الزمن، ولا بدّ أن تتنظّم. لهذا، كانت التعليمات لتيموتاوس وتيطس.
وأول التعليمات تشير إلى الأسقف (ابيسكوبوس). "من يرغب في الأسقفيّة، يشتهي عملاً نبيلاً". نلاحظ أن الرسول يحثّ المؤمنين على القبول بهذه المهمّة. هذا يعني أن الكثيرين كانوا يتهرّبون عن خوف أو عن اعتقاد بأنهم غير أهل، والصفات المطلوبة من الأسقف هي على ما هي.
"ابيسكوبوس" هو الذي يسهر على. نحن أمام وظيفة تختلف باختلاف الفئات والمجموعات. في السبعينيّة، نقرأ أش 60: 17: "أقيم رؤساءك في السلام، وأساقفتك (رقباءك) في البرّ". ولا ترد اللفظة سوى مرّة واحدة في سفر الأعمال، وذلك في خطبة وداعيّة وجّهها بولس إلى شيوخ أفسس الذين دعاهم إلى ميليتس: "فانتبهوا لأنفسكم، ولجميع القطيع الذي أقامكم فيه الروح القدس أساقفة، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه الخاص" (20: 28). بما أن خطبة الوداع هذه تتوجّه إلى الشيوخ (الكهنة، القسس) (أع 20: 17)، فهذا يعني ترادفًا بين الشيوخ والأساقفة في نظر لوقا، صاحب سفر الأعمال. وإذا تركنا العامل البشريّ، يبدو الروح القدس ينبوع هذا النظام: فهو يقيم الأساقفة بشكل ثابت، من أجل خدمة الكنيسة. يبدو دورُه واضحًا على مستوى الليتورجيا في الصلاة التي ترافق وضع اليد. وحسب صورة القطيع ورعايته، نرى أن الشيوخ (= الأساقفة) يوجّهون الجماعة، ويحافظون على تماسكها، ويؤمّنون لها الطعام الروحيّ الذي يحميها من ضلال ينشره أناس نواياهم شريرة.
لا نجد لفظة "ابيسكوبوس" مع "دياكونوس" (شمّاس) عند بولس، إلاّ في فل 1: 1. وفي الرسائل الرعائيّة، تستعمل لفظة "براسبيتاروس" (ما عدا في 5: 19) في صيغة الجمع. هذا يعني أننا أمام حلقة تلتئم حول الأسقف (يرد دومًا في صيغة المفرد). هل نستطيع القول إن الأسقف يرئس جماعة الشيوخ أو الكهنة؟
أما الشيوخ (براسبيتاروس) فهم في العالم الساميّ، رؤساء العشائر والبيوت الكبيرة. كانوا يلعبون دورًا رئيسيًا في المدن كما في القرى، دور المستشار. حسب أعمال الرسل، وُجد شيوخ في جماعة أورشليم السماويّة، دون أن نعرف متى أو كيف عُيّنوا (أع 11: 30؛ 15: 2، 4، 6). لا تتحدّث رسائل بولس (ما عدا الرعائيّة) عن الشيوخ. ولكن لوقا يقول إن بولس أقام شيوخًا في مدن لسترة وإيقونية وأنطاكية بسيدية (أع 14: 23). نشير هنا إلى أن هذه المدن الثلاث مذكورة في 2تم 3: 11. وهكذا يكون تقارب بين ما قاله لوقا وما نقرأ في الرسائل الرعائيّة.
في إطار تنظيم الخدم هذا، يرد كلام عن وضع الأيدي (4: 14؛ 5: 25؛ 2تم 1: 6). إن لهذه الفعلة أكثر من مدلول. ففي الأخبار الانجيليّة، هي فعلة شفاء (مر 8: 23ي؛ لو 13: 13). في سفر الأعمال، تدلّ على عطيّة الروح القدس (أع 8: 17؛ 19: 6)، كما تبدو عملاً به نكلّف انسانًا بمهمّة (أع 6: 6). لا نجد هنا هذا العمل في الرسائل الكبرى. أما في الرسائل الرعائيّة، فهو فعلة به ننقل سلطة إلى شخص ما. هل هناك علاقة مع ما يفعله المعلّمون اليهود؟ ما زالت المسألة موضوع جدال.
حسب 1تم، 2تم، تي، بولس (أو تيموتاوس) يضع يديه لينقل وظيفة. وهكذا تتوخّى هذه الفعلة أن تعطي موهبة ثابتة: على بولس أن يُذكيها، أن يُشعلها، لأنها بدت وكأنها نار تحت الرماد (2تم 1: 6). هي تعطي القوّة: "ليست روح فزع، بل روح قوّة ومحبّة وامتلاك للنفس" (2تم 1: 7). وهي تدفع صاحبها إلى العمل، إلى الشهادة: "فلا تخجل اذن بتأديّة الشهادة لربنا" (2تم 1: 8). وأخيرًا، تتمّ هذه الفعلة بنبوءة (4: 14). هناك نبيّ يُسمّي شخصًا من الأشخاص، كما حدث بالنسبة إلى شاول وبرنابا في أنطاكية (أع 13: 1- 3). ولكن الرسائل الرعائيّة لا تتحدّث عن أنبياء مسيحيين، بل عن "كلمة نبويّة" (4: 14). هي كلمة تحمل الروح. فالصلاة التي ترافق هذه الفعلة، تطلب من الروح أن ينزل على هذا الشخص الذي يتقبّل الرسامة، فيصبح من مصاف "الأساقفة" أو "الشيوخ"، على مثال ما حدث لمتيا الذي "أحصي مع الرسل الأحد عشر" (أع 1: 26).

2- دراسة النصّ
نبدأ بالدراسة النقديّة. في آ 1، "انتروبينوس" مكان "بستوس" في البازي وغيره، كما في 1: 15.
ما هي الصفات المطلوبة من الأسقف؟ بغير مشتكى، رزين، مهذّب، مضيف الغرباء...

أ- الرغبة في الأسقفيّة (3: 1)
"بستوس"، صادق، يجب أن يصدّق. هذا القول (لوغوس). رج 1: 15. نحن هنا أمام انتقالة، أو مقدّمة لموضوع جديد يجب أن نهتمّ له. الأسقفيّة أمر نبيل. هذا ما لم يقتنع به الأفسسيون. فبين مواهب الكنيسة الأولى، اهتمّ المؤمنون بالتعليم (رسل، أنبياء، معلّمون) وأعمال القوّة (المعجزات، الأشفية). رج 1كور 12: 8ي. وتأتي موهبة "التدبير" في النهاية تقريبًا. في روم 12: 6- 8، يأتي المدبّر في المركز الأخير. وفي أف 4: 11 يُذكر الرعاة والمعلّمين في آخر السلسلة. فما هو "المراقب" (ابيسكوبوس) تجاه المعلّم والنبيّ؟ لهذا، احتاج بولس أن يعيد اعتبار هذه المهمّة الصعبة (1تس 5: 12: يتعبون بينكم؛ عب 13: 17: يتألّمون؛ 1تم 3: 2: يجبر على إضافة الناس، وهذا ما يكلّفه غاليًا)، بعد أن أهملت.
نقرأ هنا "ابيسكوبي": لفظ يهوديّ. هي وظيفة السهر والمراقبة والتحقّق من الأمور. هي مهمّة روحيّة لسياسة المؤمنين، ورئاسة الجماعة (أع 1: 20؛ 1بط 2: 25). تدلّ على وظيفة نقوم بها، لا على كرامة نتمتّع بها. أما الرغبة (إبتيميو) فهي التمنّي بأن نقوم بمتطلّباتها (مت 13: 17؛ لو 22: 15).

ب- يكون بلا مشكتى (3: 2- 3)
"الأسقف" (إبيسكوبوس). في صيغة المفرد. لا يقال أنه وحده في أفسس، مع العلم أن الشمامسة عديدون والشماسات (آ 8، 11). وظيفته محدّدة. عمله معروف. ينتمي إلى فئة في الكنيسة، ويقف بين سائر الخدّام. بل هو أوّلهم. لهذا، يجب أن يمتلك عددًا من الصفات.
"أون" (من ثمّ، إذن). بما أن الأسقف هو ما هو، ماذا يطلب منه؟ يكون اسمه فوق كل شبهة، من قبل المؤمنين الوثنيين. "أنابيليمبتوس". يُشرف على سائر الفضائل: كيف يكون بلا مشتكى؟ يرتبط بفعل "ابيلمبانو"، من نستطيع أن نأخذه في زلّة، أن نهاجمه. لا نستطيع أن نهاجمه. فمن يرئس يجب أن يكون مثالاً للمؤمنين (1بط 5: 3؛ 2تس 3: 9؛ فل 3: 17؛ عب 13: 7).
اهتمّ لا 21: 14 بزواج الكهنة. وكذلك فعل بولس: من تزوّج مرّة واحدة. وهذا ما سيقوله عن الشمامسة (آ 12) والشيوخ (تي 1: 6). ثم يُطلب منه أن يكون "صاحيًا"، أي لا يسكر. يكون معتدلاً في الطعام والشراب. لا يشرب خمرًا. شربُ الخمر أمر معروف في أم 20: 1؛ 23: 29- 35؛ 31: 6. "رصين" (سوفرون). مضيف الغرباء. فالاخوة ينطلقون من مدينة إلى مدينة، فيحتاجون إلى من يضيفهم. رج روم 16: 2؛ 1كو 16: 9... وأخيرًا، وهذا الأهم، يجب أن يكون الأسقف قادرًا على التعليم (ديدكتيكوس، 2تم 2: 24). رج 1كور 12: 29. يعرف الانجيل، يعرف التعليم، يحلّ الاسئلة الصعبة، يعرف كيف يُوصل الحقيقة.
ونعود في آ 3 إلى صفات ذكرناها في آ 2. "غير سكير" (باروينوس، تي 1: 7؛ 2تم 3: 8). هو وكيل يعمل لدى الله ومن أجل إخوته. لهذا، يترك العنف والضرب (لو 12: 42- 48). يكون مسالمًا، أي يكره الخصام. وفي النهاية، لا يكون محبّاً للمال (أفيلرغيروس). هذا يعني الصدق في التعامل مع المال، والشفقة على الفقراء.

ج- تدبير الكنيسة (3: 4- 5)
الكنيسة هي عائلة. الله أبوها، والمسيحيون أبناؤه، يقيمون في بيت الله (آ 15؛ أف 3: 15). "برواستيمي"، دبّر، ترأس. رج روم 12: 8؛ 1تس 5: 12. لا يكتفي بالتدبير، بل يمارس سلطة حازمة ومهمّة تجاه أولاده (تي 1: 96. هذا يفترض مواهب على مستوى التربية والإقناع... ويجب أن ينجح على المستوى الدينيّ، لا على المستوى البشريّ فقط وهكذا يصبح بيته كنيسة. وهذا ما يهيّئه لإدارة كنيسة الله. "سامنوتيس"، أدب، كرامة.
فالأب الذي لا يحترمه أولاده، يكون وكأنه غير موجود. لا يمكن أن يتسلّم مسؤوليّة. من لا يُحسن تدبير بيته، لا يُحسن تدبير الكنيسة. برهان من الأقل إلى الأكثر. جاء بشكل سؤال (بوس، كيف) يفترض الجواب بالنفي.

د- حديث العهد في الايمان (3: 6- 7)
قد يكون الأسقف شابًا أو كهلاً. لا يقال شيء عن عمره. ولكن لا يكون مسيحيًا جديدًا. "نيوفيتوس"، نبتة طريّة. الكنيسة هي حقل الله (1كور 3: 9) والمؤمنون غرسه. فكيف يستندون إلى شخص غير بالغ، غير ناضج. ثم إن هذا المسيحيّ الجديد، قد يتكبّر فيخسر الحكمة المطلوبة من أجل تدبير الكنيسة. "ينتفخ" "تيفوو" (6: 4؛ 2تم 3: 4). »تيفوس« هو الدخان والبخار الذي يصعد إلى الرأس.
"يقع في قضاء ابليس". يلقى العقاب الذي لقيه إبليس بسبب كبريائه. أو هو بانتفاخه يلعب لعبة إبليس في الضرر الذي يصيب إخوته. يمكن أن يكون السببَ في انحرافات تعليميّة (1: 15؛ 6: 21) أو أخطاء إدارية. ذاك هو وضع الآتي حديثًا إلى الايمان.
شهادة من الداخل. شهادة من الخارج. إذا كان على المسيحيّ أن يكون مسلكُه لائقًا في نظر الذين هم في الخارج (1تس 4: 12)، فماذا نقول عن الأسقف الذي يمثّل التعليم والأخلاق في الكنيسة. يجب أن تكون حياته بلا لوم. بل يجب أن يتوافق الجميع على إنشاد صفاته، يشهدون له الشهادة (مرتيريا) الحسنة (كالوس).
"أونايديسموس" (العار). يُنظر إليه باحتقار. وحين يكون من هذا النوع، يقع في فخّ إبليس، أي يصير تحت سلطة إبليس الذي يوجّهه كما يشاء. فالحياة السابقة التي اعتادت على الخطايا، لا يمكن إلاّ أن تعود. هذا ما يقول الانجيل: يخرج الروح من انسان. وإذ يعود إليه فيجده فارغًا، "يجيء بسبعة أرواح شرّ منه، فتدخل وتسكن فيه" (لو 11: 24- 27).

3- قراءة إجماليّة
يبدأ التوسّع حول الأسقف بشكل احتفاليّ. فالأمر جديّ. اعتاد المسيحيون أن يهتمّوا بمواهب الكلام والنبوءة، فيعتبروا مثل هذه الوظائف من الدرجة الثانية. قالت الديداخي: "إن الأساقفة والشمامسة يقومون تجاهكم بخدمة الأنبياء والمعلّمين. فلا تحتقروهم لأنهم ذووا اعتبار" (15: 1- 2). وهكذا اعتبر بولس الأسقفية وظيفة نبيلة، تستحقّ الاكرام. هي خدمة نبيلة يتقدّم إليها الانسان طوعًا، وهي بعيدة كل البعد عن المجد البشريّ، المجد الباطل.
أما الصفات المطلوبة فهي صفات عامّة. نستطيع أن نجدها عند جميع المسيحيين: الاعتدال، الرزانة، الحياة الاجتماعيّة، الضيافة، المحبّة، احتقار المال (رج روم 12: 9- 21؛ أف 5: 12- 17؛ كو 3: 5- 17). غير أن هناك صفات ضروريّة للاهتمام بالجماعة: القدرة على التعليم (آ 2)، على التدبير (آ 4). الهمّ الرعائيّ (آ 5).
إثنان يُبعَدان عن الأسقفيّة: حديث الايمان. الذي تزوّج أكثر من مرّة. أما سائر المزايا فترتبط بطبيعة الوظيفة. هناك ما يقال بشكل سلبيّ: أصحاب الغضب. الذين يشربون فيسكرون. محبّو المال، الشخص المتهوّر. كل هؤلاء يُبعَدون. وهناك ما يُقال بشكل إيجابيّ: يكون الأسقف مضيافًا. قال بولس للمؤمنين في رومة: "ساعدوا القديسين في حاجاتهم، وداوموا على ضيافة الغرباء" (روم 12: 13). هو نفسه نعم بضيافة ليدية في فيلبي (أع 16: 15 ي)، وضيافة تيسيوس يوستوس وكايوس في كورنتوس (أع 18: 7؛ روم 16: 23). في هذا قال راعي هرماس (التشابهات 9: 27): "هؤلاء الأساقفة كانوا رجالاً مضيافين. استقبلوا دومًا بمحبّة صادقة، فرحة وحقيقية، في بيوتهم، خدّام الله. هؤلاء الأساقفة جعلوا من خدمتهم ملجأ دائمًا للبائسين وللأرامل". أما إمكانيّة التعليم لدى الأسقف فتكون في ثلاثة أمور: أمانة للتقليد. غيرة في نقل الانجيل. مهارة في إقناع المعاندين.
ويتجرّد الأسقف عن المال، عن مال الظلم (لو 16: 13). وإلاّ ليس تلميذًا حقيقيًا ليسوع. لقد قال لنا المعلّم: "لا تقدرون أن تعبدوا الله والمال". وقال: "طوبى لكم، أيها الفقراء، فلكم ملكوت الله" (لو 6: 20). تجرّدٌ سابق للأسقفيّة. تجرّد لاحق في تدبير مال الكنيسة. لهذا، من لا يحسن تدبير بيته، لا يحسن تدبير كنيسة الله.

خاتمة
كيف يكون الأسقف؟ هناك أمور عامّة. والأسقف، كما قال أوغسطينس، هو من جهة، مؤمن بين المؤمنين. فيُطلب منه ما يطلب من المؤمنين: سمعة حسنة في الداخل. سمعة حسنة في الخارج. وفوق كل هذا، هناك الناحية الروحيّة التي تتلخّص في ثلاثة أمور: استقامة التعليم. يجب أن يحافظ على وديعة الايمان التي تسلّمها. يجب أن يواصل مهمّة التعليم دون أن ييأس من المعارضين. يجب أن يغذّي إيمانه يومًا فيومًا من الكتاب المقدّس: يواظب على قراءته فيأخذ منه زاده اليومي من أجل التعليم والتفنيد والتقويم والتأديب. هكذا يكون رجل الله كاملاً، مستعدًا لكل عمل صالح (2تم 3: 15- 17).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM