الخاتمة

الخاتمة

تلك مواضيع كتابيّة أردنا أن نقدّمها في الجزء الثامن من محطات كتابيّة. وقد جاءت في أربعة أقسام: وجه الله. يسوع المسيح، موته وقيامته. الروح القدس والكنيسة. أسرار الكنيسة.
مواضيع كتبناها خلال بضع سنوات، وتأمّلنا فيها قبل أن ندوّخها في المجلاّت المختلفة، فجاءت عصارة صلاتنا وحياتنا الرسوليّة، وحصيلة الأحاديث الدينيّة والمحاضرات.
مواضيع متنوّعة تصلح للتأمّل والصلاة كما تصلح لأن تكون مادة لحديث نقدّمه في جماعاتنا. وقد سبق للبعض فلجأوا إليها من أجل دراسة شخصيّة أو بحث لاهوتيّ سريع.
مواضيع جمعناها من هنا وهناك، وهدفنا أن يستفيد منها أكبر عدد من القرّاء. كانت موزّعة في المجلات، فانضمّت بعضها إلى بعض في كتاب يسهل استعماله، وفي سلسلة تعوّدنا أن نرافق أجزاءها الواحد بعد الآخر.
مواضيع استقيناها من الكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد، وربطناها بحياة الكنيسة، بالليتورجيا وطرق الصلاة، كما أردناها غذاء لإيماننا المسيحيّ وسنداً لعقيدة طالما تلقّت الهجومات من هنا وهناك. يا ليت كل واحد منا يقرأها مستعيناً بالكتاب المقدّس الذي كان أساس انطلاقتها، فيغذّي حياته المسيحيّة وينعش تفكيره فلا يبقى طفلاً على مستوى التعليم لم يتحرّر بعد مات طعام الاطفال، كما يقول القديس بولس.
مع هذه المواضيع التي امتدت على ثلاثة وثلايّين فصلاً، تركنا بعض الشيء كتبَ الشرح والتفسير، وحاولنا أن نغتني باللاهوت الكتابي، باللاهوت الذي يتغذّى من الكتاب المقدّس. وكل همّنا أن لا يكون لاهوتنا نظريات فلسفيّة فقط، ولا عظات أخلاقيّة وحسب. بل يصبح مرتبطاً بكلمة الله ينبوع كل حياة. وإلاّ يصحّ فينا ما قاله الربّ بلسان إرميا: "تركوني أنا ينبوع الحياة واحتفروا لهم آباراً مشقّقة لا تحتفظ بالماء".
فيا ليت هذا الكتاب يساعدنا على أن ننهل من ذاك الماء الحيّ الذي طلبته السامريّة من يسوع فقال لها: "من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا، فلن يعطش أبداً، فإن الماء الذي أعطيه ينقلب فيه نبعاً يتفجّر حياة أبديّة".

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM