توطئة

  توطئة

يقدّم هذا الكتاب حصيلة المداخلات التي تمّت في الأيام البيبليّة الثانية التي انعقدت أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء، 27- 28 و29 كانون الأول 1999، في ثانويّة مار أنطونيوس للراهبات الأنطونيّات، الخالديّة، زغرتا، لبنان الشمالي، وكان موضوعها اليوبيل وفرح الخلاص.
بعد كلمة الاستقبال لرئيسة الثانوية التي استضافت هذه الأيام البيبليّة، كانت كلمة سيادة المطران يوحنا فؤاد الحاج، رئيس أساقفة طرابلس على الطائفة المارونية، ثم كلمة سيادة المطران الياس قربان، متروبوليت طرابلس والكورة وتوبعهما.
وتوالت المحاضرات حسب ورودها في البرنامج المحدّد. في اليوم الأول، الكنيسة الأولى تعيش اليوبيل. من السبت إلى السنة السبتيّة واليوبيل. اليوبيل وتحرير الإنسان في المسيح. وبعد الظهر كانت قراءة روحية في لو 18: 35-19: 10. وفي اليوم الثاني، عاموس والعدالة الاجتماعيّة أو عاموس نذير خلاص الربّ. العظة البرنامج في مجمع الناصرة (لو 4: 26-22). توبة الخاطئة (لو 7: 36-50). الليتورجيا عيش وتحقيق الخلاص. وبعد الظهر، كانت قراءة لنصّ لو 24: 13-35 وتلميذي عماوس. في اليوم الثالث، غابت مداخلات وحلّ محلّها صوت لم يشارك مشاركة فعليّة في الأيام البيبليّة، فأرسل مقاله بعنوان: الحقيقة في الانجيل والرسائل اليوحناويّة. وكانت محاضرتان: "اليوم" في الرسالة إلى العبرانيين. قراءة روحيّة لمفهوم اليوبيل.
مواضيع متنوّعة ترجع إلى العهد القديم وإلى العهد الجديد، ولا تنسى عالم اللاهوت والليتورجيا. فالكتاب المقدّس مجال واسع أراد المحاضرون أن يجولوا فيه سنة 2000 فيكتشفوا غنى ما نادت به المسيحيّة بعد ألفي سنة على ولادة المخلّص.
أما عنوان الكتاب فهو نداء الفرح والخلاص في إطار اليوبيل. واليوبيل هو اعلان سنة مقدّسة، وقد تحدّث عنه العهد القديم في عدد من المناسبات. وأعطاه العهد الجديد معناه الروحيّ دون أن ينسى الوجهة الدنيويّة فيه بعد أن كانت مطالبة عالميّة بتخفيض ديون البلدان الفقيرة. إنما يبقى المعنى الروحيّ هو الأهم، وهو الذي يوجّه تصرّفاتنا كأفراد وجماعات.
فاليوبيل هو دعوة إلى الفرح رغم الأزمات التي يعرفها العالم، ورغم الصعوبات التي تنتابنا. ولماذا هذا النداء؟ لأن المخلّص هو هنا. بدأ يعمل مند تجسّده في حشا مريم ومولده في بيت لحم حيث أنشدت الملائكة للرعاة، وعبرهم للبشرية: "أبشّركم بفرح عظيم: وُلد لكم مخلّص وهو المسيح الربّ". أجل، نحن نفرح بهذا الخلاص الذي أعطي للبشريّة. وجاء اليوبيل مناسبة نتذكّر فيها مشروع الله العظيم في شخص ابنه. يبقى علينا أن ندخل في هذا المشروع الذي هو حاضر "اليوم" وفي كل يوم. هذا المشروع الذي تحدّث عنه بولس في رسالته إلى أفسس، جاء في عبارة رائعة: إن الله يريد أن يجمع في المسيح كل شيء، كل ما في السماوات وما على الأرض. من أجل كل هذا، كان موضوع الأيام البيبليّة هذا النداء إلى فرح الخلاص الذي لن يمتدّ سنة وحسب، بل يقودنا إلى مجيء المسيح الثاني.
الخوري بولس الفغالي

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM