خاتمة الكتاب

خاتمة الكتاب
تلك كانت مسيرتنا في أدب العالم اليهوديّ، الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعهد القديم، يواصل التأمّل فيه، ويعيد كتابة ما قرأه رداً على الظروف التي يعيشها المؤمنون. لا، لم يكن الكتاب المقدّس حرفاً ميتاً، يتلونه، يردّدونه دون أن يدخلوا في معناه العميق ويطبّقوه على حياتهم اليوميّة. فإن كان كذلك، صار صنماً، ولم يعد كلمة الله الحيّة التي تتوجّه إلينا في كل مكان وزمان.
عاش المصلّون في القرن الأول ق م، فعرفوا حالة داخليّة مزريّة، وتناحراً بين الأخوين يدفع ثمنها الشعب تعذيباً وقتلاً ودماراً. وعاشوا التسلّط الاجنبيّ والاستيلاء على مقدّرات البلاد. فهل تكون صلاتهم مجرّدة عن هذا الواقع الذي يشعرون به، أم تؤوِّنه، تقرأه في هذا الآن وفي هذا المكان.
ذاك كان المناخ الذي فيه كتُبت مزامير سليمان، وربّما تُليت شفهياً قبل أن تدوَّن كتابة. ونقول الشيء عينه عن الصلوات التي كانت تُتلى في المجامع. ولكن دخولها في كتاب مسيحيّ جعلها تخسر الإطار الأول الذي قيلت فيه. لكنها مع ذلك، تبقى شاهدة على هذا التنوّع في التعبير عن الايمان من خلال صلاة، تنطلق دوماً من الكتاب المقدس، فتجعله يضيء على الحياة اليوميّة في كل تفاصيلها.كتاب آخر يُضاف إلى سلسلة «على هامش الكتاب»، تقدّمه الرابطة الكتابيّة. وسوف يتبعه باذن الله، كتاب يضمّ موشحات سليمان مع النصوص المتنوّعة التي تُلقي ضوءاً على التاريخ الدينيّ، بعد أن غابت النصوص القانونيّة التي تدخلنا في نشاط أدبيّ جعل الكتاب المقدّس يخرج من القراءة الشخصيّة ويصل إلى العالم الذي يحيط به.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM