خاتمة عامة

خاتمة عامة

تلك كانت مسيرتنا برفقة بولس الرسول ورفيقيه سلوانس وتيموتاوس، حين كتبوا 1 تس. تعرّفنا إلى كنيسة تسالونيكي وما فيها من إيمان ورجاء ومحبّة. وما فيها من صعوبات جاءتها من الخارج بفعل اضطهادات اليهود عبر مجلس الشعب. وما فيها من صعوبات داخليّة بسبب
الخلافات بين المسؤولين والمؤمنين. تعرّفنا إلى عمل الله في هذه الكنيسة الفتيّة. كما تعرّفنا إلى عمل المرسلين الذي كان قصيراً بسبب القلاقل التي أثارها اليهود في المدينة. وتعرّفنا أخيراً إلى المسألة الهامّة التي أقلقت الكنيسة ألاولى ومنها كنيسة تسالونيكي: ماذا يكون مصير المسيحيين الذين يموتون قبل مجيء الرب، قبل عودته في المجد؟ والتحق بهذه المسألة كلام عن يوم الرب، وكيف ننتظره. لن يكون الجواب كاملاً متكاملاً إلا في 2 تس حيث يدعو الرسول المؤمنين إلى العمل يوماً بعد يوم، وانتظار عودة الرب في حياة عاديّة بعيدة عن الخوف والقلق.
رسالة في قسمين. في الأول، أفرغ بولس قلبه، فأبان عن حبّه لهذه الكنيسة الفتيّة، وقلقه لصعوباتها، وفرحه حين رآها تعيش إيمانها بعد أن عبرت المحنة وتغلّبت عليها. وفي قسم ثانٍ قدَّم الرسول تحريضات عمليّة جاءت في إطار مجيء المسيح ويوم الربّ. وهكذا تركّز فكر بولس على قيامة المسيح وعودته في المجد ليحمل الخلاص إلى الذين آمنوا به، حتى ولو ماتوا. فالجميع سيكونون معه على الدوام. وقد صُوّر هذا المجيء المجيد بحسب الاسلوب الجليانيّ كما عرفه العالم اليهوديّ والمسيحيّة الأولى، فشدَّد على أن هذا اليوم يأتي كالسارق فيفرض علينا السهر والاستعداد.
تلك هي الرسالة الأولى إلى أهل تسالونيكي. حاولنا أن نقرأها ونتأمل في نصوصها. فيا ليتنا نرافق بولس الرسول في ما ترك لنا من رسائل فندخل في عمق الانجيل. أما هكذا علّمتنا الليتورجيا؟ بعد قراءة رسالة بولس نقرأ انجيل ربّنا يسوع المسيح. فكلمات بولس خير مقدّمة لكلمات يسوع. هل نسينا أن رسائل بولس كلها قد كُتبت قبل الانجيل؟

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM