ذبيحة إبراهيم

ذبيحة إبراهيم
أُمر إبراهيم بأن يقدّم ذبيحة لله
9 (1) عندئذ جاءني صوت من السماء يقول لي مرّتين: "إبراهيم، إبراهيم"! فقلت: "هاءنذا"! فقال: "هذا أنا، لا تخف. فأنا إله قدير وسابق للدهر، الذي خلق في البدء نور الدهر. (3) أنا ذاك الذي يحميك ويعينك. (4) فامضِ وخذ عجلة عمرها ثلاث سنوات وعنزة عمرها ثلاث سنوات وكبشًا عمره ثلاث سنوات ويمامة وحمامة. (5) اصنع لي ذبيحة نقيّة، وفي هذه الذبيحة أضع أمامك الدهور وأشرح لك ما لاحظت. ترى أمورًا عظيمة ما رأيتها، لأنك أحببت أن تبحث عنّي، ودعوتك خليلي. (6) ولكن أمتنع عن كل طعام يأتي من النار. وامتنع أن تشرب خمرًا أو تدهّن بزيت خلال أربعين يومًا. (7) حينئذ تقدّم الذبيحة التي فرضتها في موضع أدلّك عليه على جبل عالٍ. (8) هناك أريك الدهور التي صُنعت بكلمتي وثبتت وخُلقتها وجُدّرتها. (9) وأعرّفك بما يحصل في هذه الدهور للذين اقترفوا الشرّ والبرّ في الجنس البشريّ".
أرسل الله ياوئيل إلى إبراهيم
10 (1) وحصل أني سمعت الصوت الذي أطلق هذه الكلمات، فنظرت هنا وهناك. (2) فلم تكن نسمة بشر فامتلأ روحي رعبًا. (3) وأفلتت نفسي مني. فكنت كالحجر وسقطت أرضًا، لأنه لم تعد لي القوّة لكي أقف على الأرض. (4) وإذ كنت أيضًا بوجهي إلى الأرض، سمعت صوت القدّوس يقول: امضِ يا ياوئيل يا حامل اسمي، وأقم هذا الرجل بواسطة اسمي الذي لا يُلفظ، وقوِّه واطرد منه الرعب". (5) فجاء الملاك الذي أرسله (الله) إليّ بشكل انسان، فأخذني بيدي اليمني وأوقفني على قدميّ. (6) وقال لي: "قم، يا إبراهيم، يا خليل الله الذي أحّبك، لا يضايقك الرعب البشريّ. (7) فها قد أُرسلت نحوك كي أقوّيك وأباركك باسم الله الذي أحبّك وخالق السماء والأرض، لا تخف، وأسرع إليه
(8) أما أنا فياوئيل. سمَّاني كذلك ذاك الذي جعل ما هو معي في المدى السابع يتحرك في الفلك. أنا قوّة بفضل الاسم الذي لا يلفظ الذي فيّ. (9) خُلقت حسب إرادته لكي أهدئ الأبعاد بين الخلائق الكروبينية. (10) علّمت الذين يحملون (الله) نشيد الساعة السابعة في الليلة البشرية. (11) خلقت لكي أحرس اللاويتانات، نبي تتمّ السيطرة على جميع الزحافات الهاجمة والمهدّدة. (12) وتسلّمت أمرًا بأن أحل قيود الجحيم وأوقرعابدي الأصنام. (13) وتسلّمت أمرًا بأن أضع النار في بيت أبيك وفيه لأنه يكرم الأصنام. (14) وأرسلت الآن إليك لأباركك أنت والأرض التي هيّأها لك الأزلي الذي دعوته فلأجلك سلكت طريق الأرض.
(15) قُم، يا إبراهيم، ولا تخف ابتهج كثيرًا وافرح. فأنا معك. هيّأ الأزليّ حصّة أبديّة. (16) أمضِ وأتمّ الذبيحة المفروضة. فقد عيّنتك لتكون معي ومع النسل الذي سيُولد منك. (17) ومعي يباركك مخائيل إلى نهاية الدهر. لا تخف. امضِ"!
وصف ياوئيل
11 (1) حين نهضت رأيت ذاك الذي أخذني باليد اليمنى وأوقفني على قدميّ. (2) كان منظر جسده كالياقوت ووجهه مثل الزبرجد، وشعر رأسه مثل الثلج وكانت العمامة التي على رأسه بشكل قوس قزح. (3) كانت ثيابه من الأرجوان، ويمسك الصولجان بيده اليمنى. قال لي: "يا إبراهيم"! فقالت: "ها هو عبدك"! قال: "لا يخف نظرك، ولا تُقلق كلمتي نفسك! (5) تعالَ معي. أنا أذهب معك منظورًا حتّى الذبيحة، و لا تعود تراني بعد الذبيحة حتى نهاية الدهر. لا تخف. امضِ"!
تعليم ياوئيل لإبراهيم حول الذبيحة التي يتمّها
12 (1)ومضينا كلانا وحدنا، خلال أربعين يومًا وأربعين ليلة. (2) ما أكلت خبزًا ولا شربت ماء، لأن طعامي كان رؤية الملاك الذي كان معه، وشرابًا كان الحديث الذي يقوم به معي. (3) وصلتُ إلى جبال لله، إلى حوريب المجيد. (4) فقلت للملاك: "يا مُنشد الأزليّ، ها أنا بدون ضحيّة، ولا أعرف مذبحًا على الجبل. فكيف أتمّ ذبيحتي"؟ (5) فقال لي: "التفت" فالتفتُّ، فإذا جميع الحيوانات المفروضة للذبيحة تتبعنا: الثور الصغير، العنزة، الكبش، اليمامة، الحمامة. (6) فقال لي الملاك: "إبراهيم"! فقلت: "هاءنذا". فقال لي: "كل هذه الحيوانات، اقتلها واقطعها وضع النصف تجاء النصف الآخر. أما العصفوران فلا تقطعهما (7) أعطِ القطع للبشر الذين أدلّك عليهم والذين يكونون واقفين بقربك، فهم المذبح على الجبل حيث تقدَّم ذبيحة للازليّ. (8) أما اليمامة والحمامة، فتعطيني إياها فأصعد على أجنحة الطيور لأريك ما في السماء وعلى الأرض، في البحر والغمار، في أعماق الأرض، في جنّة عدن وأنهارها، في ملء العالم. فترى دائرة (العالم) كلها.
إبراهيم وعزازيل
13 (1) أتممت كل شيء حسب فريضة الملاك وأعطوا الملائكة الذين جاؤوا إلينا قطع الحيوانات. أما الطيران فأخذهما الملاك. (2) وانتظرت ذبيحة المساء. نزل طير نجس على الأجسام فطردته. (3) فتوجّه إليّ الطير النجس وقال: "ماذا تصنع يا إبراهيم، على المرتفعات المقدّسة حيث لا يأكل أحد ولا يشرب؟ ليس هناك طعام بشريّ، أما جميع هذه القطع فتشتعل فيها النار فتحرقك. (4) أترك الإنسان الذي معك، لأنك إن صعدت إلى المرتفعات أخذتك المرتفعات. (5) وحصل أني رأيت الطير الذي كان يكلّمني. فقلت للملاك: "ما هذا، يا سيّدي"؟ (6) فقال: "هو الكفر، هو عزازيل". وقال: "عيب عليك، يا عزازيل، لأن حصّة ابراهيم هي في السماوات وحصّتك على الأرض. (7) فقد اخترت الأرض واحببتها في مسكن نجاستك. لهذا أعطاك الرب الأزليّ القدير سكّان الأرض. (8) منك يأتي روح الشرّ والغشّ. منك يأتي الغضب والشرور على أجيال البشر الكافرين. (9) فالأزلي والقدير لم يسمح أن تكون أجسام الأبرار بين يديك، لكي تثبَّت بهم حياة البرّ ودمار الكفر. (10) اسمع، أيها المشير وابتعد عني في العار، لأنه لم يُعطَ لك أن تجرّب جميع الأبرار. (11) إبتعد عن هذا الرجل. لا تستطيع أن تطغيه، لأنه عدوّك وعدوّ جميع الذين يتبعونك ويحبّون ما تريد. (12) ها إن الثوب الذي كان في الماضي ثوبك في السماوات قد أعطي له، والفساد، الذي كان عليه انتقل عليك".
14 (1) فقال لي الملاك: "إبراهيم": فقلت: "هاءنذا خادمك"! فقال: "إعلم إذن أن الأزلي الذي أحببته قد اختارك. (2) فلا تخف وأتمّ هذه الوصيّة، كما آمرك بها، في مكان ذاك الذي يسخر بالبّر. فأنا لا أستطيع أن أعاقب ذاك الذي وزّع على الأرض أسرار السماء، ووقف بوجه القدير. (3) قل له: "كن حجرة أتون النار. إذهب، يا عزازيل، إلى أماكن الأرض التي لا يصل إليها أحد. (4) فميراثك يقوم بسلطانك على الناس الذين معك، الذين ولدوا مع النجوم ومع السحاب. فأنت حصّتهم ومنك وجودهم. لهذا، اختفِ من أمام نظري بسبب الخسارة التي تحملها في داخلكّ" (5) فقلت الكلمات التي علّمني إياها (الملاك). فقال عزازيل: "إبراهيم"! فقلت: "هاءنذا عبدك". فقال لي الملاك: "لا تُجبه". (6) ووجّه إلى عزازيل الملاك مرّة ثانية، فقال الملاك: "إن كلّمك الآن، فلا تجبه بشكل خاص، لأن سلطانه يتعلّق بك. فالله أعطاه سلطانًا على الذين يجيبونه". (7) فصنعت ما أمرني به الملاك وكل مرّة وجّه إليّ عزازيل الكلام لكي أنزل، لم أجبه".

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM