تقديم

يتضمّن هذا الكتاب رؤيا باروك السريانية، رؤيا باروك اليونانية رؤيا ابراهيم رؤيا ايليا.
أما رؤيا باروك السريانية (2 با)، فقد دوِّنت ثلاثين (أو خمسين) سنة بعد دمار الهيكل سنة 70 ب،م. فدلّت على أن اليهوديّة ديانة مؤسّسة على الشريعة، وأن ضياع الهيكل سببه خطيئة الشعب المختار الذي رفض أن يطيع الله وشريعته. أما التعليم الأساسيّ فهو متابعة الطاعة لهذه الشريعة.
جعلنا الكتاب في ستة أقسام ورسالة: خراب أورشليم (ف 1- 12) دينونة الأمم (ف 13- 20) صلاة باروك (ف 21- 34)، رؤية الغابة والكرمة (ف 35- 47)، صلاة باروك (ف 48- 52) كما في القسم الثالث. أما القسم السادس (ف 53- 77)، فعنوانه رؤية السحابة والماء. أما الرسالة (ف 78- 87، وفي النص المستقل ف 1- 10) فهي موجز لما في 2 با بحصر المعنى.
ماهي الكاتب في رؤيته بين دمار أورشليم الأول سنة 87 ق م، ودمار أورشليم الثاني سنة 70 ب.م. واتخذ اسم باروك الذي هو شخص عاصر الدمار الأول، فدلّ على عناية الله الحاضرة في الدمار الثاني. إن الملائكة هم الذين فتحوا الطريق للكلدائيين أي للرومان. وهكذا اتخذت المحنة معنى على ضوء الإيمان، ساعة زالت الذبائح من أورشليم. الله واحد، والعالم واحد. فلا يبقى للمؤمن إلاّ الشريعة الواحدة التي تربط العالم بالله.
ورؤيا باروك اليونانيّة دوِّنت في القرن الثاني ب.م. بيد يهوديّ انطبع بالفكر الهليني والشرقيّ في عصره ، فصوّر سفر باروك، تلميذ إرميا عبر السماوات بقيادة ملاك. عندئذ اكتشف الكون وأسرار الله. واكتشف الجحيم مع التنين الذي يبتلع أجسام الهالكين. ورأى الكواكب وحركتها وموطن المختارين والملائكة الذي يتشفّعون إلى الله.
كتبت رؤيا إبراهيم في البريّة في نهاية القرن الأول ب.م، ولكنّها لم تحفظ إلاّ في السلافيّة القديمة والرومانيّة. تألّف الكتاب من قسمين: مدراش إخباري تأسّس على تك 15: 9- 17 فصوّر شباب إبراهيم واتصاله بالأصنام (ف 1- 8). سمع رؤى في السماء حيث أدخل إبراهيم .
وجاءت رؤيا إيليا كتابًا مسيحيًا كُتب في مصر، في اليونانيّة، في القرن الأول ب.م تضمّن حضًا على الصوم والصلاة، صورة عن الأحداث التي تسبق المناوئ للمسيح، وصورة عن الأحداث المرتبطة بمجيء المسيح: ظهور المناوئ للمسيح، استشهاد طابيتة وإيليا وأخنوخ وستين بارًا، سقوط المناوئ للمسيح وملك المسيح إلى ألف سنة. فإلى هذا الكتاب السادس من سلسلة "على هامش الكتاب" فدعو القارئ لكي يتعرّف إلى أدب ما بين العهدين ولا سيّما في عالم الرؤى. فبعد المقدّمة القصيرة، يرد النصّ مع الحواشي. وينتهي كل كتيبّ بدراسة عامّة تساعدنا على التعرّف إلى غنى هو امتداء لما في العهد القديم الذي يتجذّر في حضارات الشرق منذ الألف الثالث ق.م.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM