مدخل إلى رؤيا باروك في السريانية

رؤيا باروك في السريانية.

مدخل إلى رؤيا باروك في السريانية
تتألّف رؤيا سر من قسمين مختلفين. عُرف قسم منذ زمان طويل، والقسم الثاني منذ مئة وخمسين سنة تقريبًا. ونهاية الكتاب (ف 78- 87) هي "رسالة" بعث بها "باروك بن نيريا" إلى "تسعة أسباط ونصف السبط" الذين كانوا "في عبر النهر" أي إلى اسرائيليّي مملكة الشمال الذين كانوا ضحيّة السبي الأول سنة 722 - 721. حُفظت هذه "الرسالة" بشكل مستقلّ كحجز لا يتحجز أ من التوراة السريانيّة وُوجدت في مخطوطات عديدة. وقد طبعت في بوليفلوتة (متعدّدة اللغات) باريس سنة 1645، وفي بوليفلوتة لندن سنة 1657، وكان أول عمل نقدي قد تمّ سنة 1896، وقد انطلق من ثلاثة عشر مخطوطًا. وفي سنة 1973، نشرت هذه "الرسالة" انطلاقًا من تسعة وثلاثين مخطوطًا تتوزّع بين القرن السادس والقرن الثامن عشر.
أمّا جسم الكتاب أي الرؤيا بحصر المعنى، فظلّت مجهولة حتّى سنة 1866. كشفها كاهن إيطالي يعمل في المكتبة الامبروسية في ميلانا (إيطاليا). كشفها في بيبليا سريانيّة تعود إلى القرن 6- 7. كان هذا المخطوط في دير القديسة مريم، والدة الإله المعروف بدير السرياني، في صحراء وادي نطرون في مصر. وُجد في هذا المخطوط العهد القديم كلّه، مع رؤيا (أو 2 با) وكتاب عزرا الرابع (ع عز)، والكتاب السادس من الحرب اليهوديّة لفلافيوس يوسيفوس. هذا المخطوط هو الوحيد الذي يتضمّن "رؤيا باروك" مع "الرسالة" إلى المنفيين. ووردت الرسالة مرتين. مرة أولى قبل سفر باروك القانوني، ومرّة ثانية في موضعها العادي في نهاية الرؤيا. سنة 1861، ترجم هذا الكاهن النص إلى اللاتينية. ثم نشره سنة 1871. وبين سنة 1879 وسنة 1883، نشر المخطوط في صورة حجريّة. كان عمل هذا الكاهن الأساس لنشرة الرؤيا وترجمتها في الباترولوجيا السريانية سنة 1907.
مخطوط واحد لا غير. ولكن تقوّت سلطته حين اكتشف النصّ اليوناني الذي يشير إليه النص السرياني (12: 1- 13: 2؛ 13: 11- 14: 3) في بردية مصرية (بهلنسة) نشرت سنة 1903. كان التطابق تامًا بين السرياني واليوناني. كما اكتشفت مقاطع يونانيّة في كتابيّ قراءات مصريين يعودان إلى القرن الثالث عشر. استندت نسخة لا يدين إلى كل هذا. فأعطتنا نصًا نهائيًا هو أساس الترجمات الحاليّة.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM