الطريقة التاسعة الانجيل والحضارات

الطريقة التاسعة
الانجيل والحضارات

كما انطلق يسوع من التوراة، من العهد القديم، فقاد المرأة للتعرّف إلى المسيح وبالتالي إلى مخلّص العالم، نحن ننطلق من حضاراتنا، من "توراتنا" (وكتبنا الدينيّة) لكي نبلغ إلى يسوع المسيح.

* مسيرة الصلاة
1- البداية: نستقبل الاشخاص. ندعو الروح القدس في صلاة يتلوحا أحد الأشخاص أو في نشيد. فترة من الصمت.
2- الهدف: نفهم كيف أن الانجيل يوجد مسبقاً "كالبذار" في حضارة السامريين. وكيف صار واضحاً عبر كرازة يسوع ثم عبر كرازة المرأة السامريّة. فالسامريّة "أنجلت" (حملت الانجيل، بشّرت) مواطنيها منطلقة من ثقافتها الخاصة، من تقليدها، ومن خبرتها مع يسوع عند البئر.
3- المفتاح: خلال القراءة نتنبّه إلى الطريقة التي بها دخل الانجيل في حياة المرأة السامريّة، وفي حياة شعب السامرة.
4- النصّ: يو 4: 1- 42. يقرأه أحد الحاضرين. يلي ذلك فترة من الصمت.
5- اسئلة:
أ- ما الذي قاد المرأة إلى أن تبشّر شعبها بيسوع؟ ما هي البراهين التي استعملتها؟
ب- ما هي المحطات في انثقاف الانجيل (دخول الانجيل في حوار مع الثقافة. نقول أيضاً: مثاقفة) في حياة الشعب السامريّ؟
ج- ما الذي لفت انتباهك بشكل خاص في الطريقة التي اتّبعتها السامريّة لكي تحمل البشارة إلى شعبها؟
د- كيف يطرح النصّ علينا سؤالاً؟ أو كيف ينير طريقة دخول الانجيل في حضارة شعوبنا؟ هل هناك انثقاف ومثاقفة؟
6- مناجاة: نستلهم النصّ من أجل صلاة عفويّة.
7- مزمور: مز 128: 1: طوبى للرجل الذي يخاف الربّ ويسير في طرقه.

** إقتراحات واعتبارات
1- في أع 8: 5، أعلن فيلبس البشارة على السامريين. وفيلبس هو أحد السبعة الذين نالوا تفويضاً من الرسل ليحملوا الانجيل (أع 6: 1- 7). ولكن حسب ما جرى من حوار بين يسوع والسامريّة (يو 4: 1- 42)، لقد وصلت البشارة إلى السامريين بواسطة السامريّين أنفسهم. وبواسطة امرأة همّشها المجتمع لأنها امرأة. وهمّشها اليهود لأنها سامريّة. أما يوحنا فجعلها مبشّرة شعبها دون أن تنال تفويضاً من الرسل. هذا ما ستفعله المجدليّة حين تنشر خبر القيامة (20: 1 ي).
2- بشرَّت بيسوع على أساس خبرتها الخاصة: "هلّموا وانظروا رجلاً قال لي كل ما فعلت" (أ 29). وانطلقت أيضاً من تقليدها وحضارتها. "أما يكون المسيح"؟ هذا يعني أنها قدّمت الانجيل لمواطنيها كجواب على انتظاراتهم: ينتظرون ذاك "التائب" أو "الثائب" (تاب، ثاب، عاد). ذاك الذي يعود. لا شكّ في أن المرأة انطلقت من انتظارها وانتظار شعبها فوصلت إلى المسيح.
3- وثبّت يسوع حدْس المرأة السامريّة حين قال: "أفلا تقولون: بعد أربعة أشهر يأتي الحصاد؟ وها أنذا أقول لكم: إرفعوا أعينكم وانظروا إلى المزارع، فإنها قد ابيضّت للحصاد. فالذي يحصد يأخذ أجرة ويجمع الثمر للحياة الأبديّة، فيفرح الزراع والحاصد معاً. ففي هذا يصدق القول: واحد يزرع وآخر يحصد. أرسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه. آخرون تعبوا وانتم تجنون ثمر تعبهم" (آ 35- 38). وكان يسوع قد قال: "من يشرب من الماء الذي أنا اعطيه لن يعطش ابداً. فالماء الذي أعطيه يصبح ينبوعاً يتفجّر حياة أبديّة" (آ 14). هذا يعني إن بذار الانجيل كان قد زُرع في حضارة السامريّين. وهو بالتالي مزروع في حضارات العالم وثقافاته ودياناته.
4- لم تُفرض البشارة بفعل سلطة إكراهيّة، ولا بالتهديد بالعقاب. لقد ترك الانجيل للسامع الكلمة الاخيرة: أن يقبل أو لا يقبل. اكتفت السامريّة بالقول: "هلمّوا وانظروا" (آ 29؛ رج 1: 39). اكتفت بأن تدعوهم. وهم الذين يقرّرون. لم تجعلهم يرتبطون بها قسراً. وسوف يجيبونها: "لسنا بعد من أجل كلامك نؤمن. فلقد سمعناه نحن، وتأكّد لنا أنه حقاً مخلّص العالم" (آ 42).
5- ولم تكن النتيجة قطيعة بين المرأة (والسامريّين) وحضارتها، بل تثبيتاً لحضارتها. تمّت البشارة ووُلدت منطلقة من قيم حضاريّة خاصّة بالشعب: حوار، تقبّل، جماعة حميمة. وسوف يدعون يسوع كما دعاه تليمذا عماوس: "إبقَ معنا" (4: 40؛ لو 24: 29).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM