الطريقة السادسة جماعة متعددة

الطريقة السادسة
جماعة متعددة

ونصل إلى جماعة متعدّدة ومتعايشة. تعرف أن تتقبّل الآخر وان اختلف عنها. مثل هذه الجماعة تعمل على نموّ الحياة.

* مسيرة الصلاة
1- البداية: استقبال الاشخاص. دعوة الروح القدس في صلاة أو نشيد. فترة من الصمت.
2- الهدف: نودّ أن نصل إلى خط جديد من العلاقة البشريّة، نستطيع فيه أن نتقبل الرجال والنساء أياً كانوا، وأن نعيش في جماعة واحدة مع أشخاص يختلف بعضهم عن الآخرين. والجماعة التي نكتشفها في حدث المرأة السامريّة، وفي سياق الانجيل الرابع بشكل عام، تدعونا إلى المسكونيّة، تدعونا إلى العمل مع سائر الكنائس، بل مع جميع البشر.
3- المفتاح: خلال القراءة، نتنبّه إلى اكتشاف الجماعة التي نستشفّها في هذا النصّ: هي جماعة تعرف كيف تنفتح من أجل نموّ الحياة.
4- النصّ: يو 4: 1- 42. بعد القراءة فترة من الصمت.
5- اسئلة:
أ- ما الذي يميّز جماعة يوحنا في نهاية القرن الأول المسيحيّ، على ما نجد في هذا النصّ؟
ب- ما هي لحظة الاستقبال الأكثر حرارة؟
ج- كيف نبتت الحياة الجديدة من موقف يسوع المسكونيّ وموقف السامريّة؟
د- نقابل بين جماعة يوحنا وجماعتنا.
6- مناجاة: نحوّل هذا النصّ إلى صلاة عفويّة.
7- مزمور: مز 125: 2: الرب يحيط بشعبه (كالسور ليحميه) من الآن والى الأبد.

** إقتراحات واعتبارات
1- كُتب انجيل يوحنا في نهاية القرن الأول. ونحن نكتشف في سطوره وبين سطوره أثار جماعة مسيحيّة منفتحة على الآخرين، وتعرف كيف تستقبل الآخرين وإن اختلفوا عنها في تعدّدهم. ونحن نحاول أن نتفحّص هذه الجماعة.
2- إن الجماعة التي تظهر في هذا النصّ، تعتبر أنه من الطبيعيّ أن يكون للنساء دور الريادة والقيادة. أن يحملن البشارة بالانجيل ويكون لهنّ نجاح لا يعرفه الرجال. مثلاً، ذهب الرسل إلى المدينة فلم يحدث شيء (آ 8، 27). عادت المرأة إلى المدينة فارتدّ عددٌ من الناس "من أجل كلام المرأة التي شهدت" (آ 39).
3- يعتبر انجيل يوحنا أنه من الطبيعيّ أن يشارك السامريّون في حياة الجماعة، وأن يستقبلوا يسوع على أنه المسيح (آ 26- 29). فالمسيح ليس في نظر هذا الشعب إله السامرييّن وحدهم ولا إله اليهود وحدهم، بل هو "مخلّص العالم" (آ 42). وتكشف نصوص أخرى من انجيل يوحنا عن جماعة مؤلّفة من عدد كبير من الفئات الآتية من حركات وتنظيمات مختلفة: تلاميذ يوحنا المعمدان (1: 35- 42). السامريّون (4: 39- 42). اليونانيّون العائشون في الشرق (7: 35؛ 12: 20- 21). يهود أخرجوا من المجمع (9: 22- 23).
4- لا تنحصر الجماعة في نطاق جغرافي، ولا في مكان مقدّس: لا على جبل جرزيم، ولا في أورشليم. هي تتجاوز الاثنيات والأعراق. تتجاوز اليهود والسامريين، فتكون في كل مكان شرط أن تحيا في الرُوح والحقّ (آ 21- 24).
5- هذه الجماعة لا تتمتّع بالجاه والسلطة، وفيها يجد مكاناً أشخاصٌ يعيشون على هامش المجتمع. يمثّلها أعمى محتقر ويدافع عنها أمام اليهود (9: 24- 32). والمرأة السامريّة التي تُعتبر ضالّة على مستوى الإيمان (هرطوقيّة)، صارت مبشّرة في هذه الجماعة، بل مؤسّسة هذه الجماعة (4: 39- 42). فالرجل الأعمى والمرأة السامريّة يعلنان أن يسوع نبيّ (4: 19؛ 9) 17). ولكنهما تجاوزا مفهوم النبيّ كما في العالم اليهوديّ. صار يسوع بالنسبة إلى السامريّة المسيح ومخلّص العالم (4: 42). وبالنسبة إلى الأعمى: إبن الانسان، ابن الله (9: 35- 38).
6- هذه الجماعة هي أقليّة داخل أكثريّة. ولكنها تعرف أن تقاوم مهما كانت الصعوبات التي تواجهها: لقد اختبرت أزمتين وانقسامين. انقطاع خارجي لما طُردت من المجمع (9: 22). انقطاع داخلّي امام عثار التجسّد (6: 66): ارتدّ كثير من التلاميذ. ومع أن هذه الجماعة تعيش على هامش المجتمع، ومع أنها ضعيفة وتعرف الاضطهاد، فهي لا تنغلق على ذاتها، بل تنفتح على الآخرين وتقبلهم في صفوفها.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM