وَصيَّة موسَى أو انتقَال موسَى - وصيّة موسى

وصيّة موسى

موسى ينقل وظيفته إلى يشوع
1 (1) وصيّة موسى. ما أوصى به في السنة 120 من حياته، (2) التي هي السنة 2500 منذ خلق العالم. (3) ولكن حسب الذين الشرق الـ... و400 منذ الانطلاق من فينيقية. (4) حين أدرك الشعب عمّان في عبر الاردن، بعد الانطلاق الذي نظّمه موسى (5) حسب النبوءة التي تنبّأ بها موسى في سفر التثنية. (6) دعا إليه يشوعَ بن نون الرجل المرضيّ لدى الربّ (7) ليكون خلفه تجاه الشعب وخيمة الشهادة مع كل أوانيها المقدّسة، (8) ويقود الشعب إلى الأرض التي أعطيت لآبائهم (9) لتُعطى لهم حسب العهد وحسب القسَم الذي أقسم (= الله) به في الخيمة بأن يعطيها بواسطة يشوع. (10) وكلم يشوع هكذا:
"كن قوياً وتشجّع لتُتِمَّ بغيرة كل ما أُمرت به، (11) ولتفعل بحيث يكون هذا موافقاً لما قال ربّ العالم. (12) فهو قد خلق العالم من أجل شعبه. (13) ولكنه ما أراد أن يكشف نهاية الخلق هذه منذ بداية العالم لكي يحكم على الامم في هذه النهاية وتحكم هي على نفسها بسفالة بين بعضها في جدالاتها. (14) لهذا صوّرني واستنبطني أنا الذي أعددت منذ بداية العالم لأكون وسيط عهده. (15) والآن أكشف لك أن زمن سنوات حياتي قد تمّ، وأني ذاهب لأنضمّ إلى آبائي في رقادهم بحضرة الشعب كله. (16) أما أنت فتلقَّ هذه الكتابة لتفكّر في أن تحفظ الكتب التي سأسلمك اياها. (17) ترتّبها، تمسحها (بالزيت)، تضعها في جرار من طين في موضع صنعه (= الرب) منذ بداية خلق العالم، (18) لكي يُدعى باسمه حتى يوم التوبة حين يفتقدهم الرب ساعة افتقاده في انقضاء نهاية الأيام.

تاريخ القبائل
2 (1) "والآن سيدخلون بفضلك إلى الأرض الذي قرّر (= الله) ووعد أن يعطيها لآبائهم. (2) فيها تباركهم، وتعطي (حصّة) لكل واحد، وتثبّت لهم ميراثهم فيّ، وتقيم من أجلهم مملكة، وتعطيهم إدارات محليّة حسب مشيئة ربّهم بفطنة وعدالة. (3) ويمرّ بعد دخولهم إلى أرضهم خمس سنوات، ثم يحكمهم وجهاء وملوك خلال 18 سنة. وخلال 19 سنة تنفصل عشر قبائل. (4) ولكن قبيلتين تنزلان وتحملان خيمة الشهادة. حينئذ يصنع إله السماء قصراً من خيمته وبرجاً من معبده، وتقام قبيلتا القداسة. (5) ولكن القبائل العشر تقيم لنفسها ممالك حسب قواعدها الخاصّة، (6) فتقدّم (القبيلتان) ذبائح خلال عشرين سنة. (7) وخلال سبع (سنوات) تحيط نفسها بأسوار. وخلال تسع (سنوات) أدور (= الرب) حولها، وخلال أربع (سنوات) يسلكون ضد عهد الرب وينجّسون القسَم الذي أقسمه الله معها. (8) ويذبحون أبناءهم لآلهة غريبة ويرفعون التماثيل في الخيمة ويعبدونها. (9) وفي بيت الرب يجرمون وينحتون عن جميع الاحياء صوراً عديدة.

سبي بابل
3 (1) "في تلك الأيام يأتي عليهم ملك من المشرق، فيغطّي الخيلُ البلاد، (2) ويحرق مستوطنتهم مع هيكل الربّ المقدس، ويأخذ جميع الآنية المقدّسة. (3) ويأخذ كلّ الشعب إلى المنفى ويقوده إلى بلاده، ويأخذ القبائل العشر معه. (4) فتكلمُ القبيلتان القبائل العشر، وتتصرّف مثل لبوءة في الجوع والعطش، في سهول من تراب. (5) وتصرخ: "عادل وقدّوس الرب! بما أننا خطئنا نحن وأولادنا، سُبينا أيضاً معهم". (6) وتبكي القبائل العشر حين تسمع توبيخ القبيلتين وتقول: (7) "ماذا صنعنا لكم، أيها الاخوة؟ فهذا الضيق حلّ بكل بيت اسرائيل". (8) وتبكي جميع القبائل وتصرخ إلى السماء قائلة: (9) "يا إله ابراهيم وإله اسحاق وإله يعقوب، تذكّر عهدك الذي قطعته معهم والقسم الذي أقسمت به لنفسك، بأن نسلهم لن يترك أبداً الأرض التي أعطتهم". (10) ويتذكرونني في ذلك اليوم فتقول القبيلة للقبيلة، والانسان لقريبه: (11) أما تنبّأ لنا موسى حينذاك وهو الذي تألّم كثيراً في مصر والبحر الاحمر والبريّة خلال أربعين سنة، (12) فأشهد باحتفال علينا السماء والأرض لئلاّ نتجاوز وصاياه (= الرب) التي كان لنا فيها وسيطاً؟ (13) ما حصل لنا بعد ذلك كان حسب كلامه الخاص وحسب تأكيده كما أعلنه لنا في تلك الأزمنة. وامتدّ هذا التوافق حتى سُبينا سبياً في أرض المشرق". هناك يعيشون عبيداً 77 سنة.

العودة إلى فلسطين
4 (1) "حينئذ يتدخّل رجل فوقهم، يرفع يديه ويركع ويصلّي لأجلهم قائلاً: (2) "يا رب الكل، والملك على العرش السامي، والمالك على الدهر. أنت أردتَ أن يكون هذا الشعب لك، أن يكون هذا الشعب مكرّساً لك، وتسمّى أنت إلههم حسب الوعد الذي قطعته مع آبائهم. (3) وساروا في الأسر إلى أرض غريبة مع نسائهم وأولادهم، وعلى باب الشعوب الغريبة حيث الباطل عظيم. (4) فانظر وارحمهم، يا ربّ السماء". (5) حينئذ يتذكّرهم الله بسبب العهد الذي قطعه مع آبائهم، ويُظهر رحمته. (6) وفي تلك الأزمنة، يُلهم أيضاً ملكاً لكي يرحمهم ويعيدهم إلى ديارهم، إلى بلدهم. (7) فتقوم بعض أقسام القبائل وتعود إلى مكانها المحدّد، وترفع الاسوار. (8) وتثبت القبيلتان في إيمانهما السابق، وتَحزنان وتبكيان، لأنهما لا تقدران أن تقدّما ذبائح لربّ آبائهم. (9) وتنمو القبائل العشر وتتكاثر وسط الأمم في زمن سبيها.

الحشمونيون والصادوقيون والفريسيون
5 (1) "وحين تقترب أزمنة الدينونة، ويأتي العقاب من ملوك تآمروا معهم فعاقبوهم. (2) وينقسمون هم أيضاً حول الحقيقة. (3) لهذا قيل: "يميلون عن الحقيقة، ويختارون الشرّ، ويدنّسون بالنجاسات بيت عبادتهم". وأيضاً: "يزنون وراء آلهة غريبة". (4) فهم لا يتبعون حقيقة الله، بل يلوّثون المذبح بسبب الهبات التي يقدّمونها للرب، وهم ليسوا كهنة، بل عبيداً أبناء عبيد. (5) ومعلّموهم وملافنتهم في تلك الأزمنة يراعون الاشخاص، ويحرّكون الجشع، ويحسبون حساب الهدايا، ويتاجرون بالعدالة في أحكامهم. (6) لهذا تمتلئ مستوطنتهم وأرضهم بالشرّ والجور، والكافرون بالربّ يحكمون عليهم: يتجادلون ليحكم كلُّ واحد كما يشاء.
6 (1) "ويقوم عليهم ملوك مقتدرون ويسمّونهم كهنة الله العلي، ويمارسون الكفر في قدس الاقداس.

الملك هيرودس وابناؤه
(2) "ويخلفهم ملك نزق لا يكون من عائلة الكهنة، انسان وقح وبدون حياء، فيحكم عليهم كما يستحقّون. (3) يهلك بالسيف الرؤساء بينهم، ويزيل أجسامهم في أماكن سريّة لئلا يعرف أحد أين هي أجسامهم. (4) يقتل الشيوخ والشبّان ولا يرحم، (5) يخون خوفه مراً في الأرض. (6) يحكم عليهم كما فعل المصريون خلال 34 سنة ويعاقبهم. (7) ويلد أولاداً يملكون بعده، ولكن أقلّ منه. (8) وتجتاح أرضَهم فيالقُ ملك قدير من الغرب فيخضعها، (9) ويأخذهم أسرى، ويحرق جزءاً من الهيكل، ويصلب بعضاً منهم حول مستوطنتهم.

نهاية الأزمنة
7 (1) "عند ذاك تنتهي الأزمنة وفي وقت... (2)... (3) ويملك رجال الوباء والشرّ الذين يعتبرون نفوسهما أبراراً. (4) ويحرّكون غضب قلبهم وهم أناس مضلّون، راضون عن نفوسهم، متصنّعون في كل ما يخصّهم، ومتولّعون بالولائم وشرهو الحلوق. (5)... (6) يأكلون أموال الفقراء، ويقولون إنهم يفعلون هذا من أجل البرّ (7) حين ينفون المشتكين. غشّاشون يُخفون نفوسهم لئلا يُعرفوا. أشرار، كاملون في الجرم والاثم من الشروق إلى الغروب. (8) يقولون: "ستكون لنا الولائم والوفرة في الطعام والشراب، فنظنّ نفوسنا أمراء". (9) وحين تكون النجاسات في أيديهم وفكرهم، يتفوّه فمهم بالعظائم ويقول: (10) "لا تلمسني لئلاّ أتنجّس في حالتي...".

الاضطهاد الاخير
8 (1) "ويأتي عليهم عقاب ثان وغضب لم يشعروا به أبداً منذ البداية حتى ذلك الوقت الذي فيه يثير (= الله) عليهم ملك ملوك الأرض، والمقتدر بين المقتدرين، فيصلب الذين يقرّون بختانهم. (2) والذين ينكرونها يعذّبهم ويرميهم في قيود السجن، (3) وتسلَّم نساؤهم إلى آلهة الأمم، وفتيانهم إلى عمليات يقوم بها أطبّاء الأطفال ليعيدوا لهم غلفتهم. (4) ويُعاقَب آخرون غيرهم بالعذاب، بالنار والحديد، ويُجبرون على حمل الاصنام أمام الجميع، (وهي أصنام) نجسة مثل الذين يحرسونها. (5) ويجبرهم جلاّدوهم أيضاً أن يدخلوا إلى المخابئ ويكرهونهم بضربات المسّاس على التجديف على الكلمة وإهانتها، وفي النهاية على الشرائع وما على مذابحهم.

الهرب إلى البرية
9 (1) "في ذلك اليوم يكون رجل من قبيلة لاوي اسمه تاكسو. كان له سبعة بنين فحرّضهم قائلاً: "يا أبنائي، ها هو عقاب يضرب الشعب، (عقاب) ثان قاسٍ ونجس، إعادة فظة (للعقاب) الأول وشرّ منه. (3) فأي أمّة وأي أرض وأي شعب كافر تجاه الرب، وقد اقترف الجرائم العديدة، تألّم كالآلام التي حصلت لنا؟ (4) فالآن، يا أبنائي، اسمعونا وانظروا، ولاحظوا أنه لا آباؤنا ولا أجدادنا جرّبوا الله وتعدّوا وصاياه. (5) وأنتم تعرفون أيضاً أن هذه قوّتنا. وهذا ما سنفعل: (6) نصوم ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع نسير إلى مغارة في البرية، ونموت، ولا نتجاوز وصايا ربّ الارباب وإله الآباء. (7) فإن فعلنا هذا ومتنا، يُنتقم لدمنا أمام الربّ.

التدخّل السماوي ونهاية العالم
10 (1) "حينئذ يتجلّى على كل خليقة مُلكه.
حينئذ يزول إبليس والحزن معه.
(2) حينئذ يولّى المرسَل الذي أقيم في الأعالي،
وحالاً ينتقم لهم من أعدائهم.
(3) من عرشه الملكي يُشرق السماوي ويَخرج من مسكنه المقدس،
ويشتعل غضباً من أجل أبنائه.
(4) فترتجف الأرض وتهتزّ حتى أطرافها،
وتنخفض الجبال الشاهقة
وتتزعزع وتنهار في الوديان.
(5) لا تعود الشمس تعطي نورها،
وتصبح الظلمات قرون القمر.
تتحطّم الظلمات، والقمر كله يتحوّل إلى دم،
ويضطرب مدار النجوم.
(6) يتراجع البحر إلى الأعماق،
وينابيع الماء تنضب،
والأنهار تجف كلّها.
(7) فيقوم الله العليّ والأزلي وحده،
يظهر ليدين الأمم ويدمّر كل أصنامها.
(8) هنيئاً لك يا اسرائيل!
ستصعد على رقبة النسر وجناحيه المنفوخين.
(9) والله يرفعك إلى سماء النجوم،
وفي موضع مقامها يثبّتك.
(10) تنظر من العلاء فترى أعداءك على الأرض،
فتفرح حين تتعرّف إليهم.
وإذ تشكر خالقك تعترف به.
(11) وأنت، يا يشوع بن نون، احفظ هذه الأقوال وهذا الكتاب. (12) فمنذ موتي وقبولي (لدى الله) حتى المجيء يكون 250 زمناً (13) وهذا في مسيرة الأزمنة كما تحصل حتى تنتهي. (14) أما أنا فسأرقد مع آبائي. (15) لهذا يا يشوع بن نون، تقوَّ وتشجّع لأن الله اختارك لتخلفني في ذات العهد".

مخاوف يشوع
11 (1) حين سمع يشوع أقوال موسى، ودوّن كل ما أعلنه، مزّق ثيابه وارتمى عند قدمي موسى. (2) فشجّعه موسى وبكى معه. (3) فأجابه يشوع: (4) "لماذا تعزّيني، يا سيّدي موسى، وكيف أتعزّى عن الكلمة المرّة التي خرجتْ من فمك، الكلمة المملوءة بكاء ونحيباً، التي بحسبها تترك هذا الشعب؟... (5) أي مكان سيتقبّلك؟... (6) وفي أي قبر سيكون دفنك؟ (7) أو من يتجرّأ أن ينقل جسدك من هنا... من مكان إلى آخر. (8) فجميع الذين يموتون في زمنهم يُدفنون في أرضهم. أما مدفنك أنت فمن مشرق الشمس إلى مغربها، ومن الجنوب إلى الشمال. العالم كله هو مدفنك. (9) أنت تمضي يا سيّدي، ولكن من يطعم هذا الشعب؟ (10) ومن هو الذي سيتحنّن عليهم ويكون دليلهم في الطريق؟ (11) أو من يصلّي لأجلهم ولا يفوّت يوماً واحداً، لكي أقودهم إلى أرض الأجداد؟ (12) كيف أقدر أن أكون تجاه هذا الشعب كأب تجاه وحيده، وكأم العائلة تجاه ابنتها العذراء، وهي التي قلقت عليها فحفظت جسدها من الشمس ورجليها العاريتين من السير على الأرض؟ (13) وكيف أطعمهم حسب رغبتهم وأسقيهم فيشبعون؟ (14) فان كانوا ست مئة ألف، فبصلاتك، يا سيدي موسى، قد نموا جداً. (15) وأي حكمة لي وأي عقل لكي انطق في البيت (= بيت الرب) بأحكام وأقوال؟ (16) وحين يعلم ملوك الاموريين أنك أنت الروح المقدّس الجدير بالربّ، المتنوّع والعظيم، ربّ الكلمة، الأمين في كل شيء، نبيّ الله لكل الأرض، معلّم الدهر الكلامَ، حين يعلمون أنك لم تعد وسط هؤلاء، يقولون وهم يظنّون أنهم سيقوون علينا: (17) "نسير عليهم. فإذا كان الأعداء مارسوا مرّة واحدة الشرّ تجاه الله، فليس لهم محامٍ مثل موسى الرسول العظيم، ليقدّم من أجلهم الصلوات إلى الربّ، وهو الذي في كل ساعة من ساعات النهار والليل يثبِّت ركبتيه على الأرض، مصلّياً، متوجّهاً إلى الذي يدبّر الكون برحمة وعدل، مذكّراً الرب بالعهد مع الآباء، ومهدّئاً إياه مع القسم". (18) فإنهم يقولون: "لم يعد (موسى) معهم. إذن، نسير ونمحوهم من على وجه الأرض". (19) فماذا يحصل لهذا الشعب، يا سيّدي موسى"؟

موسى يشجّع يشوع
12 (1) حين أنهى يشوع هذه الخطبة، ارتمى أيضاً عند قدمي موسى. (2) فأخذه موسى بيده وأصعده على المنصّة أمامه وأجابه: (3) "يا يشوع، لا تحتقر نفسك. بل اهدأ واسمع كلامي جيّداً. (4) كل الأمم التي في العالم، الله خلقها. وخلقنا نحن أيضاً. وقد هيّأنا وهيّأها منذ بداية خلق العالم حتى نهاية الدهر، وما أهمل أصغر شيء، بل هيّأ كل شيء وهو علّة كل شيء. (5) ما يجب أن يحصل في هذا العالم هيّأه الرب، وهكذا كان... (6) إذا كان الله أقامني لأجلهم ولأجل خطاياهم لكي أصلّي وأتشفّع من أجلهم، (7) فما كان ذلك اعتباراً لقوّتي أو ضعفي. بل هي رحمته وطول أناته أُعطيتا لي ميراثاً. (8) وأنا أقول لك يا يشوع: ليس بسبب تقوى هذا الشعب تُفني الأمم. (9) الله صنع كل قواعد قبب السماء ووافق عليها وهي في يمينه كالخاتم. (10) فإن كانوا يتمّمون وصايا الله كاملة، فهم يَنمون ويُكملون سيرَهم بخير. (11) أما إذا أخطأوا واستهانوا بالوصايا، فيُحرمون من الخيرات الموعود بها، ويعاقَبون بيد الأمم بعذابات عديدة. (12) ولكنها لا تقدر أن تفنيهم أو تزيلهم كلهم. (13) فالله يتدخّل وهو الذي هيّأ كل شيء إلى الأبد، وعهده ثابت، وبالقسم الذي..."

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM