وَصيَّة موسَى أو انتقَال موسَى - المدخل إلى وصيّة موسى

المدخل إلى وصيّة موسى

عُرفت وصيّة موسى باسم "انتقال موسى" منذ نشر تشرياني النصّ سنة 1861. دوِّنت في العبريّة أو في الأراميّة، بين سنة 7 وسنة 30 ب. م. على يد أحد "الرهبان" الاسيانيين، ونقلت على التوالي إلى اليونانية (القرن الأول المسيحي)، ثم إلى اللاتينيّة.
أما المخطوط الوحيد الذي ما زال في حوزتنا، فهو مخطوط لاتيني يعود إلى النصف الثاني من القرن السادس وقد دوِّن في الخط الاسفيني. شكّل النصّ الطبقة الأولى من طرس (صارت اليوم قراءته مستحيلة) وُجد في المكتبة الامبروسية في ميلانو بإيطاليا. ونشير إلى أن بعض نصوصه وُجدت في كتابات آباء الكنيسة.
ونذكر بين الذين درسوا وصيّة موسى، الالماني فولكمار والانكليزي شارلس اللذين نشرا النصّ اللاتيني وقدّما ترجمة إلمانية وترجمة انكليزيّة، أما هلغانفلد فنشر أيضاً النصّ اللاتيني، وقسمه إلى اثني عشر فصلاً (وهي قسمة فرضت نفسها حتى أيامنا)، ونقله إلى اليونانيّة (ضاعت هذه الترجمة) الذي منه انطلقت الترجمة اللاتينية. شرح هذا العالم النصّ، وشرحه علماء آخرون بعده في العالم الألماني كما في العالم الانكليزي. وأخيراً، أراد كهانا العودة إلى الأصل العبري، فنقل نصّ الوصيّة إلى لغتها الأصليّة.
وانطلق لاباروساز من مخطوطات البحر الميت، فقدّم ترجمة وصيّة موسى هذه سنة 1970.
ينتمي صاحب وصيّة موسى إلى الحركة الاسيانيّة. عرف ثنائيّة لا حدود لها، فانتظر من الله وحده إقامة اسرائيل في ملكوت السماوات، وذلك في نهاية العالم.
ومتى دوّنت وص موسى؟ حسب 6: 6، كان هيرودس قد مات، حين دوّن الكتاب. ومن المعلوم أن هذا الملك توفيّ سنة 4 ق. م. وذكر 6: 19 حرب فاروس على اليهود. كما أشار 6: 7 إلى نهاية ارخيلاوس. ونحن نعرف أن إبن هرودس هذا عُزل من وظيفته كتترارخس (رئيس الربع) سنة 6 ب. م.، وأرسِل إلى المنفى. ولاحظ الشرّاح أن حكم ابنَي هرودس، فيلبس وانتيباس، كان أطول من حكم أبيهما. هذا يعني أن وص موسى لم تعرف نهاية حكمهما، فقالت: اولاد يملكون بعده (= بعد هيرودس الكبير)، ولكن أقلّ منه. في الواقع، دام حكم فيلبس حتّى سنة 34 ب. م. سنة موته، وحكم انتيباس حتّى سنة 39، سنة عزله. من أجل هذا، يمكننا القول إن وصيّة موسى دوّنت بين سنة 7 ب. م. وسنة 30.
ماذا يتضمّن هذا الكتاب؟ هو يستند إلى تث 31- 34. فموسى نقل إلى يشوع، قبل موته، كتباً يجب أن يحفظها، كما أعلن الأحداث المقبلة. بدأ الكتاب منذ موت موسى، وامتدّ حتّى الحقبة الرومانيّة، حيث تمنع السلطات ممارسة الختان، وتُكره اليهود على الذبح للأصنام. عندئذ برز تاكسو من سلالة لاوي. ففضّل أن يموت مع أولاده السبعة، ولا يتجاوز وصايا الله. وينتهي النصّ المبتور في نهايته، بتشجيع يشوع الذي يعلن أن ملكوت الله سيظهر في الخلق كله، فلا يعود من وجود للشيطان. ويرى الشرّاح أن الكتاب كان سينتهي بموت موسى وانتقاله. ولكن نقص القسم الأخير منه، فوصل النصّ بنا إلى خطبة قال فيها موسى ليشوع: "فالله يتدخّل وهو الذي هيّأ كل شيء إلى الأبد، وعهده ثابت".

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM