الوَصيَّة الحاديَة عَشرة وَصيَّة يوسف حول العفّة

وصية يوسف حول العفّة

البنية العامة لهذه الوصيّة الطويلة هي واضحة إلى حدّ ما. بعد مقدّمة قصيرة ونداء لسماع كلمة الأب (1: 1- 2)، يتحدّث يوسف عن تقواه وثباته في وقت الضيق. فبالرغم من الحسد والتهديد بالموت، لم يضلّ يوسف (1: 3). بعد ذلك نقرأ مقطعاً بشكل فعل شكر (1: 4- 2: 6) يشكر فيه الأب الله الذي نجّاه من الشقاء والضيق. كل هذا يشكّل مقدّمة للوصيّة ككلّ. وتدخلنا نهاية المزمور إلى فكرة تقول بأن الرب يمتحن الابرار ومنهم يوسف (2: 7). هنا يرد الصبر والثبات اللذين ميّزا موقف يوسف في الماضي. ويُروى خبران عن يوسف وتصرّفه التقيّ في وقت الشدّة: مع المرأة المصريّة (3: 1- 9: 5): محاولات المرأة لتغوي يوسف. موقف يوسف. بعد هذا الخبر نجد تحريضات (10: 1- 4) تركّز على الصلاة والصوم، على العفّة والثبات. وتذكر أيضاً فكرة مجازاة الله الذي يرفع الأنقياء.
في 10: 5- 6 يقدّم يوسف نفسه في وقت آخر كمثال إيجابي لأبنائه: تواضعه، خوفه من الله، احترامه لاخوته. وخصوصاً "صمته": هو لم يقل للاسماعيليين ولا للشعب في مصر إنه كان عبداً بل رجلاً حراً. هاتان الآيتان هما مقدّمة للخبر الثاني الذي يتحدّث عن موقفه تجاه اخوته بعد أن ابتاعه الاسماعيليون وأخذوه إلى مصر. يبدأ الخبر (11: 2- 16: 6) بتحريض على مخافة الله وعلى إكرام الاخوة (11: 1). يتوخّى هذا الخبر أيضاً أن يصوّر ثبات يوسف في أزمنة الضيق، وان يشدّد على حبّه لاخوته. نجد هذا أيضاً في المقطع الذي يلي الخبر (ف 17- 18) حيث تتناوب معطيات التحريض والمعطيات السيرويّة. أما العناصر الرئيسية فهي: الثبات، التواضع، المحبّة الاخويّة، الصلاة لفاعلي الشرّ مع موضوع الخلاص، مجازاة الله الذي يرفع خائفيه.
ويقدّم ف 19 الانباء عن مستقبل قبائل اسرائيل. اولاً يحدِّث الأب أبناءَه عن تشتّت القبائل الاثنتي عشرة وعن مجيء يسوع المسيح (19: 1- 5). ثم هناك مقطع عن "حمل الله" الذي يخلّص جميع الأمم واسرائيل، والذي ملكه ملك أبديّ (19: 6- 7). وأخيراً يشير يوسف إلى ضيق اسرائيل على يد المصريين في المستقبل القريب، وإلى الخلاص كما نعرفه في سفر الخروج (20: 1). ويضيف بعض التنظيمات حول عظامه وعظام أسنات (20: 2- 3). ويشكل 20: 4- 6 خاتمة الوصيّة.
إن الخبرين اللذين يشكلان القسم الأكبر من الوصيّة، يتحدّثان عن ثبات يوسف وعن قيمة الفضيلة في نظر الله. ومع الثبات هناك موقف التواضع الذي يعارض الكبرياء. هذا الموقف المجبول بالثبات والتواضع هو شرط لكي يمجّد الله خائفيه: "الله يرفعكم ويبارككم إلى الأبد" (18: 1).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM