المرجانة عمود النور

 

المرجانة عمود النور

 

1      يا موهبة صعدت مجّانًا

مع الغاطسين، نسيبة نور

الذي تجلّى. مجّانًا ظهر

لبني البشر. لغز خفيّ

وهب الظهور الخفيّ مجّانًا.

2      المصوِّر أيضًا في صورة صوّرك

بالألوان. فيك صوَّر

الإيمان بالألغاز والأسرار

كما الألوان. وبدل الصورة،

فيك وفي لونك صوّر باريك.

3      رائحة عطر الأسرار

منك تفوح. لا تؤكلين،

وللسامعين كنت عذبة.

لا تُشربين، وفي الخبر

معين أسرار لآذان صُنعتِ.

4      أنت عظيمة في تصاغرك،

أيّتها المرجانة. حقيرة مساحتُك،

صغير كيلُك. مع وزنك

عظيمٌ مجدُك. للتاج وحده

ليس ما يشبهك. وفيه وُضعتِ.

5      وفي تصاغرك، من لا يدرك

كم أنت عظيمة. إن استخفّ بك

أبادك أيضًا. هو يُلام (يُعزَل)

في غباوته. وحين يراك

في إكليل الملك، يُجلَد بيدك.

6      أناس عراة غطسوا وشالوكِ

أيّتها المرجانة. فالملوك،

جعلوك في المقدّمة، ولا البشر.

بل عراة سرّ المساكين

والصيّادين والجليليّين.

7      لا تستطيع الأجسام اللابسة

أن تأتي إليكِ. أتى العراة

كالأولاد. قبروا أجسادهم

ونزلوا نحوكِ. سبحتِ إليهم،

استغاثوا بك. كم أحبّوك!

8      لك وهبت البشرى ألسنتُهم

أمام عبابهم. فتح المساكين،

أضربوا بيّنوا غنى جديدًا

بين التجّار. في كفّ

البشر وضعوك دواءً للحياة.

9      عراةُ السرّ رأوا انبعاثك

على جانب البحر. وعلى جانب البحيرة

رسلُ الحقّ رأوا انبعاث

ابن باريك. بك وبربّك

تزيّن البحر والبحيرة.

10     صعد الغاطس من جوف البحر

ولبس ثيابه. ومن البحيرة أيضًا

سمعان كيفا صعد وهو يسبح،

فلبس ثوبه. مثل أثوابهما

لبس الجانبان محبّتهما لك.

11     بعد أن تهت فيك، أيّتها المرجانة،

أجمع فكري وأنظر فيك

لأتشبّه بك. اختمتِ

كلُّك لدى نفسك، وفي كلّ وقت

واحدة أنت. ليتني أكون واحدًا فيك.

12     جمعتُ المرجانة لأصنع

تاجًا للابن، بدل الزلاّت

التي في أعضائي، إقبل قرباني

الذي لا تحتاج إليه. حاجتي

قرّبت إليك. أنظر إلى زلاّتي.

13     المرجانات الناطقة

إكليل كلّها. بدل الذهب

بالحبّ تتشدّد. وبدل الأبديّ

نعلي السبح نحو العليّ[1].

 



[1] أناشيد الإيمان، 85، المرجانة، القصيدة الخامسة.

كملت (القصائد) حول المرجانة.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM