رموز الإيمان من الثالوث إلى الصليب

 

رموز الإيمان من الثالوث إلى الصليب

 

1      ولد الطير إن هو لم يكتمل،

لا يقدر في ضعفه أن يكسر القشرة،

والإيمان الخاضعُ للصمت

ضعيف هو، فكمّله يا مكمِّل الكلّ

الردّة   أهّلني في صمتي أن أكرم مولدك

2      جنس الطيور يمرّ في (مراحل) ثلاث:

من الحشا إلى البَيض، ومنه إلى القنّ والصوت.

وحين يكتمل يطير في الهواء،

فيبسط جناحيه في سرّ الصليب.

3      والإيمان أيضًا يكمل في ثلاث،

إذ آمن الرسل بالآب والابن والروح القدس،

عندئذ طارت الكرازة إلى الأقطار الأربعة،

بقوّة الصليب.

4      ثلاثًا زُرعت الأسماء الثلاثة

في الروح والنفسِ والجسد، كما في سرّ

حين يكتمل ثالوثنا في الثلاثة

يملك على الأقطار.

5      إن تألّم الروح رُسم كلُّه في الآب،

والنفس إن تألَّمت مُزجت في الابن كلّها.

والجسد إن اعترف (الشهيد) واحترق

يشارك كلّه مع الروح القدس.

6      وإن أغلق الطائر جناحيه وتنكّر

لبساطة سرّ الصليب، فالهواء أيضًا

يتنكّر له ولا يحمله

إلاّ إذا الجناحان اعترفا بالصليب.

7      والسفينة تبسط المجذاف في سرّ الصليب

ويصنع بزوجَيْ خشب عبابًا للريح

حين تبسط هذا الصليبَ

تنبسط الطريقُ من أجل مسيرتها.

8      وإن كانت السفينة لرجل يهوديّ،

فهو يلوم نفسه دون أن يشاءه

في سفينته، هو بيديه

نشر سرَّ الصليب وبسطه.

9      بالصليب يخضع البحر للكافرين،

فإن كان الصالب لا يصلب الصليب

وعليه لا يُوضع القميص على مثال جسد،

تُمنَع عليه مسيرته.

10     يا حضنًا نقيًّا، يا سرَّ جسد مخلّصنا

الممتلئ من الروح الذي نجّسه بلا حدود

من الروح الذي يحلّ في القميص

تحيا الأجساد التي أقامت النفسُ فيه.

11     والأرض أيضًا لا ترتمي أمام الصليب

لولا سرّ جميل، (سرّ) صليب النور

إشارة الصليب تركّبها

وتليّنها وتبذر فيها زرعها.

12     بدون هذا السرّ لا يكون القميص محبوبًا،

يمدّ (اليهوديّ) يديه يلبسه كأنّه صليب

كساؤه له مرآة

وعليه رُسمت إشارةٌ تنكّر لها.

13     حين يشترى الصالب حملاً وينحره،

على خشبة يعلّقه، يا ربّ، ليصوِّر قتلك.

وحين يطمر الحنطة في الأرض،

يكرز انبعاثُك زرعَ الحياة.

14     ها سرُّك في قطيعه الذي يحفظ بعصاك،

وفي كرمه عنقود امتلأ من سرّ دمك،

وفي شجرته تعلّقت ثمرة

سرّ خشبتك وثمرة جسدك.

15     في بيت الكافر كاروزُك يهتف

في سرّ جليّ صفّق بأجنحته هناك

حياةَ الموتى كرز

للحيّ المقبور وموته كان رقادًا.

16     وإن كانت المقدّسة التي برفّتها النقيّة،

حبلت في حشاها من حرارة رفّ كنفيها

وولدت ولدًا بدون زواج،

هو هو (الطائر) في بيته مرآة مريم[1].



[1] أناشيد الإيمان، النشيد 18.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM