روح المسيح في منديل الناسوت

 

 

روح المسيح في منديل الناسوت

 

1      أنتَ كتبتَ يا ربّ: إفتَحْ فمك فأملأه (مز 81: 11)

ها فم عبدِك فُتح لك مع وجدانه.

أنت املأه يا ربّ من موهبتك،

وبحسب مشيئتك، أرتّل التسبيح لك.

الردّة   أهّلني في المخافة

لأقترب من موهبتك.

 

2      للخبر عنك، درجاتٌ من كلّ القياسات للبشر،

أتجرّأ فأقترب من الدرجة السفلى.

في داخل الصمت خُتم مولدك،

وأيّ فم يتجرّأ أن يبحث فيه؟

 

3      كيانك واحد وشروحه عديدة

أخبارك رفيعة، متوسّطة، وضيعة.

من جهة الوضاعة، مثل مائدة،

أهِّلني لألتقط فتات حكمتك.

 

4      خبرُك العليّ، خفيّ لدى والدك،

اندهش الملائكة في غناك المتوسّط

جدول صغير يا ربّ، من تعليمك لدى السفليّين

هو سيل شروحات

 

5      إن كان يوحنّا الكبير هتف:

لستُ أهلاً يا ربّ لرباط نعليك (يو 1: 27)

مثل الخاطئة في ظلال (لو 7: 37ي)

توبك، ألجأ إليه وأقيم.

 

6      ومثل تلك التي ارتهبت فأمسكت وشُفيت (مر 5: 25ي)

إشفِ رهبتي من القنوط فأتعزّى بك.

وهكذا يقودني توبُك

نحو جسدك فأخبر عنه بحسب قواي.

 

7      توبك يا ربّ، هو ينبوع العلاجات.

في لباسك الجليّ تحلّ قوتّك الخفيّة

تفالٌ قليل من فمك أيضًا (يو 9: 6)

هو نور في الطين يا للدهشة العظيمة.

 

8      في خبزك اختفى الروح الذي لا يُؤكل،

وحلّت في خمرك النار التي لا تُشرَب،

الروح في خبزك، يا للدهشة الفريدة!

 

9      نزل الربّ على الأرض لدى المائتين،

فخلقهم خلقًا جديدًا كما الملائكة (2 كور 5: 17؛ غل 6: 15)

مزج فيهم النار والروح،

ليكونوا نارًا خفيّة وروحًا.

 

10     ها اقترب السرّاق بأصابعه من الجمرة،

قرّبها فقط تقرّبًا من فم أشعيا (أش 6: 7)

لا هو أمسكها ولا هو أكلها،

ولكن لنا وهب الاثنين ربُّنا.

 

11     للملائكة الروحيّين مأكل الأجساد (الجسديّين)

قرّب إبراهيم فأكلوا، يا للدهشة الجديدة! (تك 18: 8-9)

فربّنا العظيم (أعطى) الأجسادَ

النار والروح مأكلاً ومشربًا.

 

12     نارُ الغضب على الخطأة نزلت وأكلتهم. (2 مل 1: 10)

ونار الحنان في الخبز نزلت وأقامت.

بدل هذه النار التي أكلت البشر،

النارَ في الخبز أكلتم فوجدتم الحياة.

 

13     على ذبائحَ إيليّا نزلت النار وأكلتها (1 مل 18: 38)

ولنا نار المراحم صارت ذبيحة حياة

النار أكلت القربان

وأكلنا نارك، ربّنا، في قربانك.

 

14     من أمسك الريح (الروح) في حفنتيه؟ تعال وانظر (أم 30: 4)

يا سليمان، ما صنع ربُّ أبيك

النارَ والروحَ، لا بطبعهما،

مزج وصبّ في حفنات تلاميذه.

 

15     من حرّ المياه في منديل؟ سؤالاً مضن سألوا (أم 30: 4)

في المنديل نبع هو كنفُ مريم

من كأس الحياة نطفة حياة

تأخذ إماؤك على المنديل (في اليد).

 

16     ها قوّة خفيّة في منديل المقدِس

قوّة ما حبسها يومًا الوجدان

أحناه حبُّه، نزل، رفّ

على منديل مذبح المصالحة.

17     ها النار والروح في حضن والدتك.

ها النار والروح في نهر فيه اعتمدت.

النار والروح في معموديّتنا،

وفي الخبز والكأس النار والروح القدس

.

18     خبزُك قتل الشره الذي صنعنا خبزَه.

كأسُك أباد الموت الذي ابتلعنا.

أكلناك يا ربّ، وشربناك،

لا لننهيك بل لنحيا فيك.

 

19     رباط نعلك يُرعب المميّزين

كنف ردائك يخيف العارفين

جيلنا جاهل حين يتعقّبك،

أضاع عقله وسكر بخمر جديدة.

 

20     ما أعجب خطواتك تمشي على المياه،

تحت رجليك أخضعتَ البحر العظيم.

ولكن خضعتَ لنهر صغير

فانحنيتَ واعتمدتَ فيه.

 

21     شابه النهرُ يوحنّا الذي عمَّد فيه،

أثناهما في الصغارة، صوّر الواحد الآخر.

لنهر صغير ولعبد ضعيف،

للاثنين خضع ربّهما.

 

22     تعال، يا ربّ، امتلأ حضني من فتات بركاتك

فما بعدُ موضع في كنفي

وإذ أسجد لك أعد موهبتك

واحفظها في كنزك وديعة تعود إلينا[1].




[1] أناشيد الإيمان، النشيد العاشر

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM