الميمر العاشر: الشكر بعدالطعام

الميمر العاشر

الشكر بعد الطعام[1]

 

المائدة وبيت عبادك[2]

أيّها الصالح الذي يقيت بحنانه

العلويّين والسفليّين،

ويوزّع كنز مراحمه

على البشر وعلى الحيوان.

 

بارك مائدة عبادك،

ساجديك الذين تنعّموا بها.

والمسكن الذي دخله تلاميذك،

أجعل فيه الأمان والسلام.

أكثِر الشبعَ في مأدبته[3]

لأنّه يريح أبناء بيعتك، يا ربّ.

 

هابيل وأيّوب وإيليّا[4]

تقبَّل يا ربّ قرابينهم،

على مثال هابيل[5] البارّ.

وأفض يا ربّ مداخيلهم،

على مثال أيّوب الصدّيق.

 

وليكن شبعٌ للآكلين

كما الجموع في البرّيّة[6]

من نال فيضًا يكثر فيضُه ويتبارك،

على مثال الكسر التي جُمعت[7]،

وكما باركت الجرّة والزقّ،

في يدي إيليّا النبيّ.

 

جرّة القمح وزقّ الزيت

لا جرّةُ القمح نفدت،

ولا زقُّ الزيت نقص[8]

إلى أن وهب الربّ المطر،

والندى على كلّ الأرض.

 

باركْ غلاّتِ عبادك،

لينعم بها الساجدون لك.

ببركات بارك موسى

أسباط يعقوب الاثني عشر[9].

بها يُبارك هذا المسكنُ،

الذي وقَّر ابناه بيعتك، يا ربّ

 

اغفر للموتى وارحم الأحياء

وكما سامح موسى رأوبين[10]،

الذي مات في سنوات يعقوب،

سامح، ربّنا، موتاهم،

وترحّم على أحيائهم.

 

ليفرحوا معك في جنانك،

في يوم يملك ظهورُك.

ليعودوا إلى نعمة

ابن الله الحيّ.

فلا إنسان يقدر أن يحيط،

ببحر حنانه العظيم.

 

عودة إلى قانا[11]

يا من دُعيَ كإنسان،

إلى وليمة العرس، مع تلاميذه،

وصنع هناك معجزة (دلّت)

على أنّك الإله الخالق.

 

يا للسماويّ الذي أتى،

وملأ نقص وليمتنا،

ومن الماء صنع خمرًا،

وأبهج العرسَ كلّه.

أخذت الدهشةُ بالمدعوّين،

بآية جديدة صُنعت،

 

معجزة الأرغفة

حين علّم الجموع في البرّيّة،

صنع الآيات العجيبة.

مرّتين اثنتين أشبع[12]

الجموع من خبز قليل.

 

وما استطاع الإنسان أن يحيط

بهذا الخبز الذي أكثر.

ولا الرسلُ حين أخذوه

أدرك! كيف فاض!

فهذا خفيّ على البشر.

 

في أيدي الرسل

قبلوا الكسر من ربّنا،

كما تشهد لنا القراءة.

هذا ما هو في الحقيقة،

لأنّ من يقدر أن يتبيّن؟

 

على أيدي الرسل

كثُر الخبزُ وفاض.

من أيديهم ألقوه

لهذه الجموع التي اتّكأت.

 

عند زكّا[13]

وحين دُعي إلى بيت زكّا،

صنع هناك عجيبة،

بدّل هناك الخاطفين

وجعل منهم واهبين

ردّ زكّا الواحدَ بأربعة،

من كلّ شيء اقتناه.

 

رسالة الابن

وعن هذا قال مخلّصنا،

في العلّيّة لدى التلاميذ:

أرسل الله وحيده[14]

ليلبس جسدًا

فيعود كلّ إنسان عن إثمه،

ويُرجع ما قد باد[15].



[1] هي صلاة شكر بعد الطعام، فيها يُدعى عباد الله الساجدين. فليبارك الله لهم المعجزات السابقة وليجدّدها. ما يُسمّى الميمر العاشر (ص 295-298) وفي الترجمة (283-294) قُسم قسمين: العاشر والحادي عشر. تألّف الميمر العاشر من 78 بيتًا من الشعر.

[2] بارك يا ربّ مائدتك وبيت عبادك.

[3] أو مأدبتهم. أي مأدبة التلاميذ. أمّا المفرد فيعود بنا إلى البيت.

[4] إقبل تقدمات تلاميذك، كما قبلت تقادم هابيل. وأفض عليهم خيراتك كما مع أيّوب وإيليّا. نذكر هنا أنّ أيّوب استعاد مضاعفًا ما خسر في البداية. "زاده الله ضُعف ما كان له من قبل" (أي 42: 10).

[5] تك 4: 4: "نظر الربّ إلى هابيل وتقدمته برضى".

[6] مت 14: 20: "فأكلوا كلّهم حتّى شبعوا"، بعد تكثير الأرغفة.

[7] ق ص ي ا: الكسر التي جُمعت. رج أيضًا مت 15: 38.

[8] 1 مل 17: 16: "قصعة الدقيق ما فرغت، وخابية الزيت ما نقصت".

[9] و ه و ا (وهذه) ب و ر ك ت (بركة) د ب ر ك (التي بارك) موسى عبد الله لبني إسرائيل قبل أن يموت" (تث 33: 1).

[10] في تك 49: 3، كان يعقوب قاسيًا على رأوبين بسبب زناه. أمّا موسى هنا (تث 33: 6) فقال: "يحيا بنو رأوبين ولا ينقرضون، ولا يكون رجالهم قلائل".

[11] يو 2: 1-12. نقرأ: ا ز د م ن (لا: ا ت ق ر ي كما في البسيطة): دُعي. م ش ت و ت ا: وليمة العرس.

[12] هي رواية أولى في العالم اليهوديّ (مت 14: 13-21 = مر 6: 30-44)، ورواية ثانية في العالم الوثنيّ (مت 15: 32-39 = مر 8: 1-10).

[13] لو 19: 1-10. حوّل "الخاطفين" (ح ط و ف ي) الذين سلبوا الناس، إلى واهبين يعطون الناس. قال زكّا: "أهب الفقراء نصف أموالي" (آ 8). وعلى مستوى العدالة، وعد زكّا بأن يردّ لمن ظلمه "أربعة أضعاف".

[14] يو 3: 15: وهب وحيده (ل ي حي د ه) للعالم.

[15] ولماذا أرسل وحيده؟ لكي لا يهلك (ا ب د: باد) كلّ من يؤمن به.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM