الميمر السادس:الشكر والتسيبيح في ولائمنا

الميمر السادس

الشكر والتسبيح في ولائمنا[1]

 

البركة والشكر

بدأنا، يا إخوتي، ونتقن،

ونكمل أيضًا ونميّز.

قبل خبزنا نبارك،

ونشكر بعد أكلنا.

 

بين الشكر والتسبيح،

نجعل الطعام في الوسط.

بين السبح والتهليل،

يدخل شرابُنا باعتدال.

في رأس بدايتنا، التسبيح،

وفي النهاية الشكر.

 

الماء والسلوى للشعب[2]

شرع الشعب ينقلب،

وعاد فاستسلم للشرّ.

فقبل أن يأكلوا، ما سبّحوا،

وما باركوا بعد أن شبعوا[3].

 

ما هنئوا بلحم أكلوه،

لأنّهم ما باركوا واهبه.

وهب شرابًا من الصوّان[4]،

وما اندهش الشاربون وشكروا.

فلنشكره على ينابيعه،

التي لا تنفد كنوزها أبدًا.

 

الخبز الذي نناله[5]

هو لا يحتاج إلى المباركات،

بل أراد لنا أن نتعلّم اللياقة.

فأيّ ضرر يكون

لمن ضمّ شكره إلى أكله.

 

ما اشترى بالوزن الثقيل

وهذه التسبحةَ المجّانيّة.

فُتح بابُ الحنان،

الذي يُعظّمنا في شكرنا.

 

فكما يهب لنا القوت،

يضيف أيضًا التهليل.

وكما يُحيي الخبز المنظور،

يحيينا السبحُ الخفيّ.

فمن استهان بالتسبيح

يستهين بالخبز أيضًا.

 

كما الخبز للجسد السبح للنفس[6]

الخبز يشهد على التسبيح،

الذي به الأنفس تحيا.

فالجسد ميت بدون الخبز،

وبدون تسبيح، النفس مريضة.

 

الشره يهتمّ بالجسد،

وبالنفس يهتمّ الصائم.

اللحم يربّي النهم،

والتعليمُ الحكيم.

 

للأكل لقمةُ (خبز) ودم،

وللزاهي المجد والشكر.

المأكلَ والشكرانَ

نعطي للنفس والجسد.

بالمأكل والصلاة،

يقوم الجسد والوجدان.

 

الزرع والحصاد

بالعمل يفتدي الجسد،

والنفس والروح بلا عمل.

فبلا زرع ولا حصاد،

الروح يحيي النفوس.

الغلاّت من وقت لوقت،

وفي كلّ وقت الصلوات.

ما هو ثقيل قليل،

وما هو سهل صعبٌ علينا.

 

المأكلُ يكثر العمل،

والشكر بلا عمل

له المجد من الكسالى

المسرعين إلى المائدة.

هبوا التسبيح يا خاملون

يا من تجدّون لتأكلوا.

 

 



[1] يرد هذا الميمر في 14 شعرًا، ويطلب أن تكون المباركة في قلب ولائمنا.

[2] عاد أفرام إلى العبرانيّين في البرّيّة. أكلوا لحم السلوى وما شكروا شربوا الماء من الصخر وما باركوا.

[3] بدأوا يتذمّرون. "كنّا نجلس عند قدور اللحم" (خر 16: 3). وأضافوا: "كنّا نأكل حتّى نشبع". ثمّ قال النصّ: "عند المساء صعد طير السلوى" (آ 13).

[4] خر 17: 7: "تضرب، يا موسى، الصخرة، فيخرج منها ماء يشرب منه الشعب".

[5] يدفعنا إلى أن نمجّد الله ونشكره، فتصبح عاطفتنا فينا أمرًا طبيعيًّا.

[6] إذًا، حين نأكل لا نفصل الواحد عن الآخر. فإن نسينا التسبيح لم نعد بشرًا.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM