الميمر الرابع:مثل إيليّا وأليشع وحزقيال

الميمر الرابع

مثل إيليّا وأليشع وحزقيال[1]

 

نشكر بعد الأكل

توجّهوا يا إخوتي إلى التسبيح،

لأنّكم توجّهتم إلى المأكل.

بما أنّ قلبنا لدى الخبز،

ليكن أيضًا لدى الشكر.

 

وبما أنّ الشراب جميل ومحبوب

هكذا التهليل محبوب[2]

وكما الفواكه عذبة،

أكثر منها المزامير.

 

أشهى من الأطعمة، الأغاني،

ومن الحلاوة، التهليلُ.

وأشهى من الخبز، أجمل الكلّ،

الحبُّ الذي يُحيي الجميع.

 

نسرع إلى الشكر كما إلى الأكل[3]

ما من أحد يأكل برخاوة،

فلا يسبّح الإنسانُ بتكاسل.

نلتهم يا إخوتي بنشاط،

وبيقظة نعطي المجد.

 

طُلِّق الجوع الذي يبلبل،

فلا يتبلبل شكرُنا.

وهدأ الظمأ الذي يعكّر،

فلا يتعكّر تسبيحنا.

 

قبل الخبز، يجب

أن نشكر فمنا ويزهو.

وكما شبعنا الآن،

نزهو ونهبُ المجد

 

الأنبياء شكروا[4]

بارك الأبرارُ وهم جائعون،

لنشكر نحن في شبعنا.

كان لهم الماء والبقول،

والأطعمة والخمور لنا.

 

بدل كعكة إيليّا[5] (1 مل 19: 1-8)

نبارك من أكثر لنا التنعّمات.

وبدل أكل ابن بوزي[6]،

نبارك من أكثر لنا الطيّبات.

 

جاعت السامرة كثيرًا[7]،

مبارك من أشبع مخيّمنا.

وكما الزقّ والجرّة نبعا[8]،

مبارك من أحضر لنا طيّباته.

 

بدل الطبق في القدر[9]،

والفريك في المنديل[10]،

مبارك من رتّب فأكثر لنا،

كلَّ الطيّبات في أطباقنا.

 

وليمة هيرودس[11]

بدل طبق هيرودس[12]

الذي أدخل الموت إلى المتّكئين،

نبارك من أدخل إلى متّكئنا،

أواني مليئة بالعذوبة.

 

بدل شراهة بيت عالي[13]

التي خطفت اللحم الحيّ،

مبارك من وهب لنا باعتدال

طعامًا معتدلاً ولذيذًا.

 

بدل الشعب الذي قرف وتقيّأ،[14] (عد 11: 20)

ها على مائدتنا الاعتدال.

هم أكلوا وشربوا ولعبوا[15]،

ونحن نأكل نشرب ونسبّح.

 

بدل الصنوج قدّام العجل،

تنشد كنّارتُنا لربِّنا.

وبدل أقوال الشراهة،

يُرعد المجدُ من جمعنا[16].

 



[1]  بعد أن نأكل نشكر. وترد أمثلة من الكتاب المقدّس: إيليّا، حزقيال، أليشع، هيرودس، أبناء عالي، بنو إسرائيل في البرّيّة وأمام العجل الذهبيّ. يرد الميمر في 54 بيتًا من الشعر.

[2]  نقرأ لفظين: رح ي م ا. ثمّ: ح ب ي ب.

[3]  نحن نسرع إلى الطعام، فلماذا تتوانى في الشكر. فحين يزول الجوع العطش يبدأ الشكر. إن نحن شكرنا قبل الطعام، فبالأحرى بعده.

[4]  نبارك الله الذي وهبنا طعامًا لم يعرفه إيليّا وحزقيال وأليشع.

[5]  ج م و ر ت ه. د ا ل ي ا. 1 مل 17: 9-16. مضى إيليّا إلى صرفت صيدا (الصرفند. لبنان الجنوبيّ) فاستقبلته أرملة ليس عندها سوى كمشة من الطحين وبعض الزيت. فقال لها إيليّا: "اخبزي أوّلاً قرصًا صغيرًا" (آ 13). نقرأ في البسيطة: ك ك و ل ت ا (قرصًا) ز ع و ر ا (صغيرًا) ق د م ا ي ت (أوّلاً).

[6]  هو حزقيال (حز 1: 3).

[7]  خلال حصار قام به الأراميّون (2 مل 6: 24-33).

[8]  إشارة إلى ما صنعه أليشع ليدفن ديون أرملة. 2 مل 4: 1. فاض الزيت في الأباريق وسائر الأواني.

[9]  نعود إلى ما صنعه أليشع. في 2 مل 4: 38. قال النبيّ: "ضع الطنجرة (ق د س ا) الكبيرة (ر ب ا) واطبخ طبيخًا (ب ش ل. ب و ش ل ا) لبني الأنبياء".

[10]  ذاك ما أعطى بوعز لراعوت (را 3: 15).

[11]  اختلف هيرودس كلّ الاختلاف عن هؤلاء حين قدّم رأس النبيّ على طبق. وكذلك ابنا عالي، الكاهن (1 صم 9: 1ي) اللذان أرادا لحمًا نيّئًا فتكون حصّتهما قبل حصّة الله. وبنو إسرائيل قسموا الطعام الذي أعطي لهم. فلا نتشبّه بهم. حملوا الصنوج أمام العجل الذهبيّ. أمّا نحن فننشد المزامير لربِّنا.

[12]  هكذا قدّم هيرودس لهيروديّة رأس يوحنّا "على طبق" (مت 14: 11).

[13]  1 صم 2: 15: يأتي خادم ويطلب لحمًا للشوي.

[14]  عد 11: 20: "يخرج من أنوفكم ويصير لكم بشمًا".

[15]  هذا ما فعل العبرانيّون أمام العجل الذهبيّ: "وجلس (و ي ت ب) الشعب (ع م ا) ليأكلوا (ل م ا ك ل) ويشربوا (و ل م ش ت ا) وقاموا (و ق م و) ليضحكوا (ل م ج ح ك) وليلعبوا (ه ل م ش ت ع ي و). خر 32: 6.

[16] نقرأ في النهاية: "كمل الميمر الرابع للتسبيح على المائدة". قرأنا هذا الميمر في ص 108-109، والترجمة ص 95-99.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM