الميمر الثاني:شكر لله ولمن دعانا

الميمر الثاني

شكر لله ولمن دعانا[1]

 

مديح الله مشبعنا

مبارك من أشبع مائدتنا

طعامًا من كنزه.

هيّئوا آذانكم أيّها المدعوّون،

وأفواهكم لتسبّحوه.

كونوا آخذين وواهبين،

وصبّوا المجد على هذا الطعام.

 

بقدر استطاعتنا

من كنزه وهب الله،

فهبوا أنتم من كنوزكم.

لله أعمال سهلة،

ولكم صوت الشكران.

وهب الله كما شاء[2]،

هبوا أنتم كما تقدرون[3].

 

صنع لنا الأشياء الصعبة[4]،

...

بدل الخلائق الصعبة علينا،

هبوا الشكران السهل.

هو يطلب لا بكيل مستعار،

...

 

عطاء الله وشكرنا[5]

هبوا المجد بدل الطعام،

الذي وهبه لكم بحسب مشيئته.

أخذتم الشبع في الحقيقة،

فردّدوا صوت الشكران.

 

الجفنة والحنطة[6] من عنده،

ومن عندنا الصلاة والحبّ.

الزرع والزيتون من كنزه،

ومن كنزنا قول التسبيح.

 

أمرُه يهب طعامًا،

لتهبْ إرادتنا المجد.

مطرًا وطلاًّ من العلاء

ليصعد الشكران منّا.

عذوبات من مشيئته،

ومن حرّيّتنا التهاليل.

 

نشكر الناس والله[7]

المدعوّون يشكرون شكرًا

من قاتهم يومًا واحدًا.

ومن يسقي مياهًا بسيطًا

لا ينكر إنسانٌ نعمته.

 

فمن ينكر موهبةَ

واهب القوت للجميع؟

فمن يهب كأس ماء،

بالأجر يعده الله[8].

 

من ينكر لله،

موهبته التي هي أعظم المواهب كلّها؟

والموهبة التي نهبها له،

لا تُحتقر لديه وإن كانت حقيرة!

فمن يجعل شكره صغيرًا

لواهب وهبه الكثير؟!

 

الشكر لله الذي يُعطي[9]

إنسانٌ يهب لنا شيئًا،

فنشكره بملء فمنا.

لنملأ فمنا تسبيحًا

لمن أمدّنا بكلّ شيء.

كيف يهنأ الآكلُ

الذي يأكل وللنعمة يتنكّر؟

 

لا تكن تسبحتنا فقيرة،

لئلاّ تنغفر مائدتُنا.

نعطي من لا حاجة عنده (الله)

لكي يملأ حاجتنا.

 

إن منعنا عنه لن يكون فقيرًا،

وإن هو منع فمن يحيا؟

على مأكلنا نشكره،

ونسبّحه على شرابنا.

 

صلاة لمن جمعنا[10]

نتوسّل لأجل من جمعنا،

ولأجل من دعانا ننشد.

مبارك من أشبع مائدتنا

طعامًا من قوته.

المجد (لله) من مائدتنا،

للآب والابن والروح القدس.

 

 



[1] الشكر أوّلاً هو لله. ثمّ لصاحب الدعوة. يتضمّن هذا الميمر 66 بيتًا من الشعر. هو في رحماني ص د-و أي 103-105. والترجمة، ص 84-88.

[2] ص ب ا. راجع: لتكن مشيئتك. فالربّ حرّ في عطاياه.

[3] د م ص ي ن. إمكانيّاتنا ضعيفة. ولكنّنا نعمل قدر استطاعتنا.

[4] سقط في هذا المقطع strophe بيتان من الشعر

[5] صوتنا المادح والشاكر يتجاوب مع إرادة الله الواهبة، يكون فمنا تجاه يده.

[6] هكذا في وليمتنا حيث الخبز والخمر، وهكذا في وليمة الربّ خلال العشاء السرّيّ.

[7] يعطينا البشرُ الشيء القليل فنشكرهم ونظهر عرفاننا نحوهم. والربّ الذي يعطي الكثير، أما نشكره؟

[8] "ك س ا (كأس) د ق ي ر ي ر ي (ماء بارد) ب ل ح و د (فقط). مت 10: 42؛ مر 9: 41.

[9] نشكر الله الذي لا ينقصه شيء، وهو يُعطي كلّ شيء لكي يملأ حاجاتنا.

[10] نصلّي إلى الله وننشد لمن جمعنا ودعانا. ونبارك الله ونمجِّده لأنّه أشبعنا.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM