الميمر الأول:المائدة المسيحية

الميمر الأوّل

المائدة المسيحيّة[1]

 

اللازمة:      مبارك الصالح الذي بسط يديه،

وأعطى مجدًا لمائدتنا.

 

تمجيد الله وشكره[2]

كلّ من شبع من موهبته،

يُؤدّي المجد لكيانه.

وكلّ من أكل من طيّباته،

يشكره على نعمه.

 

كلّ من شرب من ينبوعه،

تنبع له كلُّ الأقوال.

وكلّ من شبع من مائدته،

يرتّل له من المزامير.

 

من تجمّعت قدّامه التنعّمات،

بركاتٍ يوزّع منها.

ومن امتلأت مائدتُه،

يناول منها صدقات.

 

من أحبّ ابن الجفنة[3]،

يحبّ أقوال الشكر.

ومن شرب كثيرًا،

يحبّ السُبحَ[4] الكثير.

 

من يُثني[5] الكأس ويحبّ،

يحبّ تثنية الناموس.

وكلّ جيل المتذوّقين،

يعلن أقوال التهليل.

 

لا كالحيوان[6]

حين نشرب خمر النقاوة،

تجمل التراتيلُ الروحيّة.

لا نأكل مثل الحيوانات،

التي أكلت وشربت وما سبّحت.

 

حين يأخذ البعيرُ يسكت،

يشكر فمُنا لأنّنا شبعنا.

لا نشبه الزاحفَ الشرّير[7]،

الذي أكل وأنكر النعمة،

 

ولا الطيرَ الذي أكل،

ثمّ امتنع عن التسبيح.

على مائدة النعيم،

نرمي أخبار المساعدات.

 

لا نقيت الجسد وحده،

فالنفس ترعى[8] في التعليم.

فكما يستعذب الفمُ الشراب،

تستعذب الأذنُ شرح الكتاب.

 

كلّ من اتّكأ إلى مائدتنا،

يبسُط كلمته، يبسط يده.

وكما ننشط للأكل،

ننشط أيضًا لتفسير الكتاب[9].

 

الله سيّد الوليمة[10]

من هو رأس المأدبة،

يكون علّة المساعدات.

تحلّ اللياقةُ أوّلاً،

والجسارة لا تحلّ.

ينفتح بابُ البرّ،

وتحتشم الحصافة[11].

 

الأوّل يبدأ أوّلاً،

ثمّ كلّ إنسان بحسب قدرته.

يكون الأمان خادمًا في الوسط،

وهناك ينطفئ الخلاف[12].

 

يملك الحبّ في المأدبة

...[13]

يمنع الحقُّ السامعين،

لئلاّ يُؤخذوا بالوجوه.

 

من يصمت، من يتكلّم[14]

من كان صبيًّا يصمت،

ومن سماع الحياة يقتني.

يكون لك[15] كالسامع،

ويحفظ الصمت في المأدبة.

 

من حزنت روحه، لا يزرع

السأم بين رفاقه.

ومن كان ثرثارًا لا يبلبل

عذوبة المأدبة[16].

 

من كان عالمًا[17] في الكتب،

يملأ المكان بما يروي.

والغنيّ بالمساعدات (الروحيّة)

يذكّر الأميَّ الساذج.

ومن كان وجدانه في عافية،

يكون كورًا[18] يمتحن (كلّ شيء).

 

الجدال والمناقشة[19]

من يستند إلى ذوقه،

يوقف جلبة المجادلين.

ومن يحتاج إلى سؤال،

يفتح كنز القائلين.

 

لا أسئلة طويلة،

ولا طلبات متخفّية.

سؤالٌ قصير وجليّ،

وطلبُ البراءة والعافية.

 

الطالب يطلب الكنوز،

فيجد حجارة المرجان.

الشرح يكون ينبوعًا،

فيروي الآذان العطشى.

ويرمي الجدالُ أشعّتَه،

فينير عيون الوجدان.

 

الاعتدال في الجدال

يتكلّم واحد على الاعتدال،

وآخر على الطهارة.

وموضوعُ الكلام على مائدتنا،

مائدةُ الملكوت.

 

نذكر في هذه المأدبة

الغنيّ ولعازر[20]

نتذكّر الذي قال:

"كنتُ جائعًا فأطعمتمونيّ"[21].

 

يدخل الاعتدالُ، ويُخرج

الشراهة من بيننا.

فنذكر في هذه المأدبة،

مأدبة إبراهيم العظيمة[22]

 

لا للشراهة واللااعتدال[23]

لا يدخل اللااعتدال

فهو يُتعب المأدبة.

لا تدخل الخمر فتجعل

من المرقّرين أذلاّء.

 

حين يشربون يذكرون

يوناداب ووصاياه[24]

كان إرميا ساقيًا،

فرتّب الكاسات والأواني[25].

 

عن الخمر منعوا أفواههم[26]،

أبناءُ يوناداب الحقيقيّون.

هم ما ذاقوا طعمه يومًا،

ونحن نشربه باعتدال.

 

اعتدال في شرب الخمر

نترك نحن كثرة الخمر،

لأنّ هؤلاء، تركوها كلّيًّا.

ونذكر أيضًا النذراء[27]،

الذين تركوا كلّ جفنة.

 

لا تكن نجاسةٌ في استعمالها،

لأنّ في عناقيدها سرًّا عظيمًا[28]،

كتب الرسول لتلاميذه:

"نشرب بالكيل وبالاعتدال"[29].

 

تتذكّرون فساد الخمرة،

الذي رُميَ على نوح[30] وعلى لوط[31].

هناك عن أولئك وهؤلاء،

نتكلّم على مائدتنا.

 

تمنّيات نهائيّة

للسامع عون،

وللمتكلّم فائدة.

لكلّ المتّكئين عذوبة

روحيّة وجسديّة.

 

للمدعوّين تجارة،

ولبني البيت بركات.

قطاف طيّب للأحبّاء،

وللجيران جمع العنب.

 

لملائكة العلاء امتداح،

ومواعيد لبني البشر.

الشكر لله،

وللمسيح التسبيح.

وليّ أنا أيضًا في الصلاة،

ذكرٌ في مآدبكم[32].



[1] القواعد من أجل المائدة المسيحيّة. بعد اللازمة نقرأ 132 بيتًا من الشاعر، وقد قسّمناها مقاطع Strophes.

[2] النظرة الإيجابيّة: نمجّد الله ونشكره.

[3] ج ف ت ا. أو الكرمة. فالعنب يرتبط بالخمر التي هي جزء أساسيّ في الولائم.

[4] ش و ب ح: السبح أو المجد.

[5] ت ن ى ا: يشرب كأسًا ثانية. لهذا وجب عليه أن يقرأ الناموس (الشريعة والتوراة) قراءة ثانية (ت ن ي ن).

[6] النظرة السلبيّة: لا يأكل الإنسان كالحيوان.

[7] هي إشارة إلى الحيّة وما وراءها في التجربة الأصليّة (تك 3: 1ي).

[8] ت ر ع ا. هي النعجة التي راعيها يسوع (يو 10: 1ي). وهي ترعى في مراعٍ خصيبة (مز 23: 1ي).

[9] نلاحظ المقابلة بين طعام وطعام. طعام الجسد، ثمّ طعام النفس الذي هو كلمة الله. وقد شبّه الآباء خبز المائدة بخبز القربان أو الإفخارستيّا.

[10] لا شكّ في أنّ هناك ربّ البيت وربّة البيت، ولكنّ السيّد الأوّل هو الربّ، وهو يُشرف على ولائمنا.

[11] ح ص ي ف و ت ا: الوقاحة واللجاجة.

[12] ش ي ن ا (الأمان). الوجه الإيجابيّ الذي يرد مرارًا، ثمّ: ح ر ي ن ا: الخصام الذي هو الوجه السلبيّ. المائدة مناسبة لقاء لا قتال كما يحدث مع الحيوان حيث يريد كلُّ واحد أن يأخذ حصّته ويمضي بها.

[13] سقط هنا بيتٌ من الشعر بسبب المخطوطة.

[14] نحن في إطار آداب المائدة. الشيخ هو من يتكلّم، فمعه خبرة الأجيال.

[15] يوجّه الكلام إلى الشيخ.

[16] نقرأ هنا نصيحتين: لا نتعب الناس بحزننا، ولا بثرثرتنا.

[17] س ف ر. هناك الكاتب والشارح الماهر. هو من يتكلّم والآخرون يسمعون.

[18] في الكور تُوضَع المعادن لكي تتنقّى من الشوائب.

[19] المادّة مناسبة لطرح الأفكار بحيث يغتني الواحد من الآخر.

[20] لو 16: 19ي: ج ن ب ر ا. د ي ن. ح د. ع ت ي ر ا... و م س ك ن ا... ش م ه. ل ع ز ر... هي العلاقة بين الفقير والغنيّ. فهذا يحتاج إلى الرحمة لكي يشرك الفقير في مائدته.

[21] مت 25: 35: ك ف ن ت. ج ي ر. و ب ه ب ت و ن (وهبتم) ل ي (لي) ل م ا ك ل (لكي آكل).

[22] تك 18: 1ي. جاءه ثلاثة ضيوف (ت ل ت ا. ج ب ري ن: ثلاثة رجال).

[23] خلال الحوار، لا نكثر من الخمر فيفسد الجدال. رج 1 تم 5: 23 حيث يقول الرسول: "أشرب قليلاً من الخمر".

[24] ف و ق د ن و ه ي. يوناداب هو رئيس الريكابيّين الذين امتنعوا عن شرب الخمر، كما تحدّث عنهم إر 35: 6-14.

[25] إر 35: 5. دعا إرميا هذه الجماعة وقدَّم لها لتشرب.

[26] إر 35: 6. قالوا: "نحن لا نشرب خمرة، لأنّ يوناداب أوصانا".

[27] عد 6: 1-2: "أيّ رجل نذر نفسه... يعتزل الخمر والمسكر". تُذكر "الجفنة" (ج ف ت ا) في البيت التالي.

[28] ارزا: السرُّ الأوّل في ما نُنتجه في حياتنا. ولماذا لا ننظر إلى السرّ الأخير الذي يرتبط بدم المسيح؟

[29] 1 تم 5: 23: "ح م ر ا. ق ل ي ل. ه و ي ت. ش ت ي": خمرًا فليلاً تكون شاربًا.

[30] تك 9: 19: و ن ص ب (ونصب) ك ر م ا (كرمًا) و ا ش ت ي (وشرب) م ن (من) ح م ر ه (خمره). نعرف أنّه تعرّى.

[31] نقرأ خبر لوط في سفر التكوين. هو رفيق إبراهيم قبل أن يفترق عنه ويمضي إلى سدوم. ونعرف في النهاية أن قالت ابنته الأولى للثانية: "تعالي نسقي (ن ش ق ي) أبانا خمرًا (ح م ر ا) ونضاجعه" (تك 19: 30). تلك كانت نهاية الخمر: الفسق والفجور.

[32] ورد هذا النصّ في الشرق السريانيّ في ص ا- د . وفي المجلّة، ص 100-103. والترجمة الفرنسيّة واللاتينيّة ص 76-84.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM