الفصل الرابع والثلاثون: الشرير يهرب

الفصل الرابع والثلاثون
الشرير يهرب
28: 1 – 28

هذا هو الفصل الرابع من مجموعة حزقيا (بدأت في ف 25)، وهو يتضمّن أمثالاً حول المواضيع التالية: الشرّير والصدّيق (آ 1، 4، 5، 10، 12، 18، 28)، الحكم (آ 2، 3، 12، 15، 16)، الفقر والغنى (آ 6، 11، 19، 22)، الأكل والشرب (آ 7)، العطاء (آ 8، 27)، الدرس والصلاة (آ 9)، الخطيئة (آ 13، 14، 17)، الأهداف المستقيمة والرديئة (آ 19، 20)، القضاة (آ 21)، التملّق (آ 23)، الآباء والبنون (آ 24)، الطمع (آ 212، 25)، الاتكال على الربّ (آ 26).
(28: 1) نتائج سيكولوجية على المخطئ والبريء. رج آ 17 ؛ لا 36:26 (تعود النتيجة إلى الله)، أي 15: 20. نجد النظرة إلى الضمير (رج 8: 9) والتشبيه مع الشبل (35: 30). أجل، يُعاقب الشرير بسبب ضميره الثقيل والبار بضميره النقي.
(آ 2) الخطيئة الأدبية والجهل هما سبب فوضى سياسيّة (هو 7: 16؛ 8: 4) أو اجتماعيّة (كما تقول السبعينية: بسبب خطايا الأشرار تقوم الدعاوى، ولكن الرجل العاقل يطفئها).
(آ 3) الفقير، أو كما قال الشراح، المتسلّط، لأنه لا يعقل أن يظلم الفقير الفقراء. ولكن قد يحاول الفقير أن يعوّض ما حُرمه في الحياة. وقال شرّاح آخرون: الغني الذي يظلم. فهناك أغنياء عديدون يظلمون الفقير. وقد ندّد بهم الأنبياء هوشع (7: 1- 10) وعاموس (6: 1- 6)... والتشبيه: المطر يحمل الخير والغنى، ولكنّه قد يجرف أمامه كلّ شيء.
(آ 4) إن السلوك الشخصي يؤثّر على حكمنا على الأمور. الشريعة هي شريعة موسى وهي أيضاً تعاليم الكهنة والأنبياء والحكماء (8:1؛ 7:28، 9؛ 18:29). مثل هذا الرجل يمدح الأشرار فيعلن الشرّ خيرًا والخير شرًا.
(آ 5) فعل "بقش " طلب. يدلّ على اهتمام الإنسان بطلب الحكمة (15:18). طبّق هنا على الله، فدلّ على اهتمام بمقاصد الله ومشيئته. نحن لسنا على مستوى المعرفة الشاملة، بل على المستوى الاخلاقي الذي يؤمّن السعادة (8: 5- 6، 9: 10 ؛ 7:29، جا 8: 5؛ 1 كور 2: 14؛ 1 يو 2: 20).
(آ 6) رج 19: 1.
(آ 7) الشريعة، أي تعليم الوالدين (آ 4 ؛ 1: 8). يفترض هذا المثل النظرة إلى طرائق التربية التي عرفناها في الكتيّب الأول. وهكذا نجد العلاقات بين المجموعات المختلفة (1: 8 - 9 ؛ 2: 1؛ 3: 1 ؛ 10: 1؛ 13: 1؛ 23: 20 ؛ 27: 11 ؛ 3:29).
(آ 8) لم تكن شريعة العهد القديم تسمح بالفائدة على المال، وما كانت تميّز بالنسبة إلى الإسرائيلي بين الفائدة والربى (خر 22: 24؛ لا 25: 35- 38؛ تث 23: 20 ؛ حز 8:18؛ 22: 12؛ مز 15: 5). كانت تسمح بالفائدة مع الغريب (تث 23: 20). ولكن الشعب تجاوز مرارًا هذه الفريضة (حز 22: 12؛ نح 7:5- 11). أما في نظر الحكيم، فالمال الذي نربحه بالظلم لا يفيد، بل يعود إلى الرحومين (13: 22؛ 19: 17؛ 22: 16 ؛ أي 27: 1). قالت أمينيموفي: كيلة يعطيك الله خير من الف من مال الظلم. فهذا يدوم يومًا في الاهراء ويزول في لمحة نظر. يطبّق المدراش هذه الآية على الطمّاع الذي لا يقرض أخاه دون فائدة. سيؤخذ ماله منه بالقوة.
(آ 9) يربط الكاتب تعليم الحكماء بشريعة الله. وترتبط الاستقامة الأدبية بفاعليّة الصلاة (رج 29:15؛ 27:21؛ مز 16:50؛ 109: 7 ؛ أش 13:29).
(آ 15) تعبّر الآية عن المجازاة على هذه الأرض (رج 26: 27). يزيد النصّ الماسوري (والسريانية على اثره) بيتًا ثالثًا: الكاملون يمتلكون السعادة.
(آ 11) الكبرياء هي دومًا ينبوع عمى. أما الفقر فيعطنا الحريّة في أحكامنا (رج 11:18، جا 14:9-16).
(آ 12) ماذا تكون النتيجة إذا حكم الصديقون أو حكم الأشرار؟ في الحالة الأولى يفتخر الناس، وفي الحالة الثانية يختبئون بسبب الضيق الذي سيحلّ بهم (11: 10؛ 2:29، 16).
(آ 13) الإعتراف الصادق بالخطايا يعدّ النفس للتوبة. هذا ما يردّده العهد القديم (أي 31: 33 ي؛ مز 32: 5؛ هو 14: 2- 4؛ أش 6: 11- 18). هذا واضح في علاقاتنا مع الله ومع البشر. رج في العهد الجديد 1 يو 1:8 ي. قالت صلاة مصريّة وُجدت على أحد القبور: يستعد الخادم لفعل الشر ويستعد السيد للرحمة. فسيد "طيبة" (الاله أمون) لا يبقى غاضبًا نهاره كله. غضبه يزول في لحظة فلا يبقى منه شيء.
(آ 14) ترتبط المخافة بالخطيئة وتعبّر عن قرفنا وهربنا من الخطيئة (16:14). وترتبط أيضاً بالربّ الذي هو سيّد النظام والواجبات الأخلاقية (رج 1:8 ؛ هو 3: 5؛ مي 7: 17 ؛ أش 56: 2- 5؛ مز 2:36؛ 119: 120)، ما هو هذا الشرّ أو السوء؟ يبقى الأمر غامضاً (رج 2: 33 ؛ 3: 21- 26؛ 17: 20، 29: 1).
(آ 15) معنى الآية: رج آ 012 الصور: رج 16: 14؛ 19: 12؛ 20: 2، صف 3:3.
(آ 16) يقابل المثل بين السخاء والجشع. لا تليق الرذيلة بنا، أما الفضيلة فتمنحنا أيامًا طويلة وتجعلنا سعداء (3: 2؛ 27:15).
(آ 17) إختلف الشراح، والآية تشير إلى وخز الضمير (آ 1، 13، 21 ؛ حز 35: 6) وإلى شريعة المثل (تك 4: 13 ؛ 9: 6؛ خر 21: 12) أو إلى مدن الملجأ (عد 35: 19). قالت السبعينية: من كفل رجلاً في دعوى قتل، يُجبر على الهرب ولن يكون في أمان.
(آ 18) معنى هذه الآية كمعنى الآية السابقة. في البيت الثاني نقرأ المثنى "طريقيه " وهذا ما يقابل ما قاله أم في 1:15؛ 13:2- 15.
(آ 19) رج 12: 11. قال أمينيموفي: افلح حقلك فتجد ما تحتاج إليه وتنال الخبز عن بيدرك.
(آ 20- 22) أقوال ثلاثة عن شرّ حبّ الغنى.
في آ 20 (رج آ 22؛ 20: 21): البركة التي تعبّر عن المجازاة تعود مرارًا إلى الله (رج 33:3 ؛ 10: 6- 7؛ مز 24: 5؛ 25:49؛ تث 16:33). هنا تتعارض البركة مع الغنى، فتدلّ أولاً على خيرات الأرض (11: 26؛ 24: 24؛ ملا 3: 10) التي هي أيضاً عطايا الله، وعلى المصير في الآخرة (سي 11: 14- 26). والرغبة الجامحة بالغنى تعرّض الإنسان لتجربة السرقة (سي 31: 5- 8 ؛ 1 تم 2:6). لا عذر له أو لن يكون كاملاً (29:6؛ 11 21؛ 16: 5 ؛ 5:17؛ 5:19، 9). قال أمينيموفي: لا تطلق قلبك وراء الغنى فلا أحد يعرف شاي ورنانت (إلإهتَيْ الحظ اللتين كانتا خائنتين). لا تطلق قلبك وراء الأشياء الخارجيّة، لأن لكل إنسان ساعته (أي امكانيّاته المحدودة).
في آ 21: البيت الاول: رج 18: 5 ؛ 23:24؛ تث 1 :17؛ 19:16؛ حز 19:13. كسرة الخبز، وقيمتها صغيرة، قد تدفعنا إلى فعل الشر.
في آ 22: الشرّير العين أو الجشع يقابل الصالح العين أي العطوف (22: 9)0 الفكرة التي نقرأها هنا في آ 20 تعبّر عن إحدى نتائج المجازاة في هذا العالم (رج 22: 16؛ 8:28). قال أمينيموفي: إذا وصل إليك المال عن طريق السرقة فلن يبقى بقربك ليلة واحدة، لن يكون في بيتك في الضحى. تتذكّر مكانه ولكنه لم يعد هنا. لقد غرق في العالم الأسفل.
(آ 23) رج 25: 12 ؛ 5:27؛ 29: 5 ؛ مز 141: 5.
(آ 24) رج 19: 20. يعبّر المثل عن الشرّ الذي يفعله الولد بوالديه دون أن يحدّد ظروف وطبيعة العمل الذي يقوم به. إن مر 7: 11- 13 يورد قضية القربان أو النذر الذي به يمنع الولد نفسَه من مساعدة والديه. تشدّد الحكمة القديمة على واجبات الاولاد. قالت حكمه أني: ضاعف عدد الخبزات التي تأخذها لأمك واحملها كما كانت تحملك.
(آ 25) ترتبط الحكمة الإسرائيلية بالربّ ارتباطاً عميقًا، وتجعله سيّد العالم وموجّه الأحداث ومنظّم المجازاة (16: 2؛ 18: 1 ؛ 29: 25). قال فتاح حوتب: إحتفظ من الجشع، إنه مرض لا يشفى منه. فالثقة به غير ممكنة. فالجشع يجعل الصداقة الحلوة مرّة.
(آ 26) الحكمة تعلّمنا أن لا نتّكل على نفوسنا.
(آ 27) واجب الصدقة (رج 3: 27؛ 11: 24- 25 ؛ 14: 21؛ 7:19 ؛ 9:22). قال سي 4:4-6: "لا تردّ المتوسل في ضيقه، ولا تحوّل وجهك عن الفقير. لا تصرف نظرك عن المعوز، ولا تدع للإنسان سبيلاً إلى لعنك. فإن الذي يلعنك بحرارة نفسه يستجيب دعاءه (الله) الذي صنعه ". وترتبط المجازاة إما بالعدالة في هذه الحياة، وإما بالرب.
(آ 28) رج آ 12 ؛ 11 : 10؛ 2:29.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM