الفصل الثاني والثلاثون
كالثلج في الصيف والمطر في الحصاد
26: 1 – 28
نجد مقاطع في هذا الفصل تتطرّق إلى موضوع واحد. المقطع الأول (آ 1- 12، ما عدا آ 2) يتحدّث عن البليد والجاهل. المقطع الثاني (آ 13- 19) يتحدّث عن البطّال والكسول. المقطع الثالث (آ 20- 28) يتضمّن أقوالاً عن الكلام المعسول، عن كلام النميمة.
(26: 1) المجد هو وضع مشرف يساعدنا على التأثير على الأمور العامّة (19: 10 ؛ رج 2 صم 17:12).
(آ 2) المعنى هو: كما أن العصافير التي تطير لا تدخل بيتا إن لم تجد فيه ما يجتذبها، كذلك اللعنة لا تدخل عند من تُرسَل إليه إن لم يكن هناك سبب. ليست اللعنة قوّة عمياء. قد نكون هنا أمام ردّة فعل ضد النظرة السحريّة إلى اللعنة والبركة اللتين يعتبر الأقدمون أنهما تفعلان كالسحر. إن الربّ لا يسمح أن تصل اللعنة إلى شخص لا يستحقّها.
(آ 3) رج 10: 31 ؛ 19: 19؛ 20: 30؛ مز 32: 9؛ سي 33: 24- 30. هذا ما تقوله أيضاً الأسفار الحكمية في الشرق القديم.
(آ 4- 5) نجد تناقضا بين الآيتين: لا تجاوب... جاوب. هذا يعني أن مشاكل الإنسان أكثر تعقيدًا مما نظنّ، ولا يمكن أن نحلّها بالرجوع إلى قاعدة عامّة. في آ 4 ينظر الكاتب إلى شخص الحكيم. في آ 5 ينظر إلى شخص البليد. رج سي 13: 10 ؛ 22: 12- 13. قال أحيقار: لا تكن كافرًا مع الحكيم ولا تكن حكيمًا مع الكافر. يبقى على العاقل أن يتّخذ الموقف المناسب.
(آ 6) كيف يهرب الإنسان ورجلاه مقطوعتان؟ الخطر يلاحقه كما يلاحقنا الخطر بسبب رسول بليد. نجد في 10: 26 و 17:13، أخطار الرسول الشرير.
(آ 7) الكاتب البليد قريب من الخلعّ أو الأعرج. لا منطق في كلامه، بسبب ضعف تفكيره، ولا استقامة في مسيرة الاعرج بسبب ضعف رجليه (هو لا يقدر أن يستعمل رجليه). نجد البيت الثاني في آ 9.
(آ 8) لا تعطِ البليد كرامة، فأنت على خطأ. ق آ 1.
(آ 9) تشبيه يدلّ على الازعاج الذي يحدثه البليد حوله بكلماته. وهناك من قال في البيت الاول: كشوك يغرز في يد إنسان...
(آ 10) تنبيه إلى من يستأجر أناسًا دون أن يعرف ماذا يستطيعون أن يفعلوا.
(آ 11) لا يستطيع البليد أن يتعلّم أبدًا من خبرته. إنه يشبه الكلب الذي لا يميّز ما جمله فيأكل قيئه (رج 1 بط 22:2).
(آ 12) في 3: 5- 8 يقابل الكاتب الالم مع الثقة بالله. أما هنا فيدعو الإنسان إلى عدم الثقة بنفسه وإلى طلب الحكمة.
(آ 13- 16) البطّال أو الكسول. الكسل يعارض الحكمة. رج 6: 6- 11.
آ 13: رج 13:22.
آ 14: يدور الكسلان ويدور ويدور، ولا يتحرّك من مكانه
آ 15: رج 24:19.
آ 16: سبعة: أي عدد لا حصر له. والمعنى هو أن الكسلان يرضى عن نفسه.
(آ 17) راجع ما تقوله الحكمة البابلية: لا تعجّل إلى الذهاب حيث الخصومة، وحيث تكون محاكمة لا دخل لك فيها.
(آ 18- 19) قد يكون لبعض أشكال المزح العلمي نتائج اجتماعيّة خطيرة.
(آ 20- 22) النمّام. نتائج نقرأها عند الحكماء (رج 10: 18؛ 11: 13؛ 28:16؛ 8:18 ؛ 19:20).
الصورة في آ 20- 21 (النار والحطب) نجدها في سي 28: 10 ؛ يع 3: 5. آ 22: رج 8: 18.
(آ 23- 24) المتملّق والمخادع. يصوّر الكاتب التملّق والخداع بألوان سوداء (كما يصوّر البغض والمكر والشرّ بألوان زاهية)، ولكن الكذب حاضر دائمًا فيهما (رج سي 12: 8- 18).
(آ 25) عيوب لا تحصى. حرفيًا: سبعة عيوب (رج 16:6- 19).
(آ 26) رج 5: 14. قد يكون الاجتماع دينيًا، وقد يكون بين سكان المدينة حيث تُبنى السمعة أو تدمّر.
(آ 27) ق جا 10: 8- 10 ؛ مز 16:7 ي ؛ 16:9؛ سي 25:27-29 ؛ حك 11: 16، رج قصة هامان (أس 7: 10؛ 9: 1) وقصة دانيال (دا 6: 24 ي). يدلّ هذا المثل على النظرة الشعبيّة إلى المجازاة الحاضرة. قال أحيقار: احذر، ما دمت حياً، أن تحفر حفرة لآخر، لأنك حتماً ستقع فيها.
(آ 28) قال أمينيموفي في هذا المعنى: لا تفصل قلبك عن لسانك، فتكون علاقاتك مع الغير مطبوعة بالسعادة.