الفصل السادس والعشرون
قلب الملك في يد الربّ
21: 1 – 31
يتضمّن هذا الفصل أمثالاً على المواضيع التالية: طرق الله وطرق الإنسان (آ 1- 3، 8، 12، 30؛ 31)، التشامخ والتكبّر (آ 4، 24)، الكذب والحق (آ 6، 28)، الارادة الحرّة (آ 7)، العلاقات الزواجيّة (آ 9، 19)، التأديب (آ 11)، الرحمة (آ 13، 29)، العطية والرشوة (آ 14)، الأخيار والأشرار (آ 8، 10، 15، 16، 18، 21)، الحكماء والجهّال (آ 20، 22)، قوّة الكلمة (آ 23)، الكسل والبطالة (آ 25)، ذبيحة الشرير (آ 27).
(21: 1- 3) أقوال ثلاثة تتعلّق بارادة الله في حياة الإنسان.
في آ 1: الملك هو، كسائر البشر، خاضع لارادة الله رغم سلطته القويّة (رج 16: 15)0 القلب يدلّ هنا على القوى العقليّة والعاطفيّة. يأخذ الكاتب الصورة من عالم الزراعة حيث الريّ يتعلق بفن المزارع ويكون أساس الزراعة (16:5 ؛ أش 58: 11). لقد قالت كل كتب الحكمة في الشرق القديم إن الملك تابع للاله.
في آ 2: رج 2:16، 25؛ 24:20.
في آ 3: رج 8:15. هذا لا يعني أن تقديم الذبيحة أمر رديء أو غير ضروري، بل أن هناك أمورًا أكثر أهمية لدى الله. هاجم الأنبياء النظرة القانونيّة والخارجيّة لأعمال العبادة (عا 5: 22- 25؛ هو 6:6 ي ؛ أش 1: 11 ي). وقد علّم الشيء ذاته الحكماءُ (رج 27:5؛ 8:15؛ مز 40: 7؛ 16:51 ي؛ سي 18:24- 26؛ 6:35-7). قال فتاح حوتب: إن سلوك من يمارس العدالة يرضي الله أكثر من ذبيحة انسان يقترف الشرّ.
(آ 4) قالت السبعينية: نور الأشرار الخطيئة. المعنى: إذا كان روح الإنسان الصالح سراج الربّ، فسراج الشرير هو الخطيئة.
(آ 5) التسرعّ رذيلة تقابلها في عالم الحكمة السلطة على الذات.
(آ 6) الكذب لعبة باطلة وخطرة وهي تنتهي دومًا بالخيبة والدمار. قال أمينيموفي: لا تكذب، فالكذب زلّة تستحقّ الموت.
(آ 7) يظن البعض أن الإنسان الذي يعمل الشرّ لا يستحقّ التوبيخ لأنه مجبر عليه. ولكن التوراة والتقليد اللاحق يشدّدان على مسؤولية الفرد. قد يكون المحيط الاجتماعي فقيرًا، قد تنقصه صفات، ولكن هناك منطقة حرة حيث يستطيع الإنسان أن يتابع عمل الخير أو يرفض أن يمارس الانصاف.
(آ 8) رج 2: 14- 16، 20- 22. طرق الإنسان شرّ دائمًا (تك 6: 5) إلا إذا أنمى الأخلاق والضمير. هذا لا يعني أنه في حالة خطيئة "أصلية"، بل إن امكانيّات الشرّ والخير هي في داخل طبيعته. وقد يتوجّه في خط لا يريده ان كان لا يقتني بواعث خاصة وأهدافًا خيّرة. قالت السبعينية: يرسل الله إلى الأشرار طرقًا شريرة لأن أعماله نقية ومستقيمة.
(آ 9) أنظر الاعتبارات عينها في 25: 24 ومع تعابير مختلفة في 13:19؛ 21: 19؛ 27: 15.
(آ 10) رج توسعًا في هذا المثل في 1: 10- 19؛ 4: 14- 16. هناك بعض الناس لا يرضيهم شيء. مهما فعل الآخرون فليس عملهم صالحًا بما فيه الكفاية.
(آ 11) رج 25:19. هي نقيضة تلخّص مختلف مواقف التلاميذ تجاه الحكمة: الحكيم الامين، البسيط، الجاهل، الساخر الذي لا يرتدع. ولكل موقف طريقة تربية خاصة به (1: 1- 7). قال أحيقار: يا ابني، اضرب الحكيم فتكون كالحمى في قلبه. اضرب الجاهل بالعصا ضربات عديدة فهو لا يتعلّم شيئًا ولا يفهم ما هو صالح.
(آ 12) هناك امكانيتان. يتأمل الصديق بيت الشرير فيدفع الأشرار إلى الشرّ أو يدخل الصديق بيت الشرير فيسبق الأشرار إلى الشر قد يكون الصديق الله (كما في أي 34: 17 فنقول: يتأمل (الله) الصديق قلب الأشرار فيدفعهم إلى الشرّ (عقابًا على شرّهم).
(آ 13) اللامبالاة تجاه الفقير تجعل الله (والغير) لا يبالون بنا. والمحبّة تفتح أمامنا باب الخلاص (رج مت 2:7 ؛ 18: 34؛ يع 13:2). نجد توسعًا في المحبّة في سي 4: 1- 6.
(آ 14) الموقف تجاه الرشوة يتوافق مع 8:17؛ 16:18، لا مع 27:15؛ 23:17. رج 17: 8. يجب أن نلاحظ أن الكاتب لا يعطي رأيه في ممارسة هذه العادة. ولقد قابل التلمود العطيّة بالمحبّة: من يعطي صدقة في الخفاء هو أعظم من موسى معلّمنا.
(آ 15) يحسب البعض أن وجود الأخيار مع الأشرار داخل المجتمع البشريّ أمر ممكن، وآخرون غير ممكن. أما المثل الذي ندرسه فيأخذ بالرأي الثاني: وقد قال التلمود: إن سمعت أن رمز رومة ورمز أورشليم متواجدان، فلا تصدّق. فإن سمعتَ أن الواحدة دُمرت والثانية ازدهرت فصدّق.
(آ 16) يحتمل هذا المثل تفاسير عدة. أو: طريق الجهّال تقود إلى موت مبكر (18:2؛ 5: 5 ؛ 7: 26؛ مز 55: 24)، أو: ليس الجاهل منذ الآن أفضل من انسان مائت. فنقص الحكمة يحرمه من خيرات وملذّات تتكوّن منها الحياة. ولقد قال بعض المعلّمين: يشير هذا المثل إلى المجازاة في الحياة الأخرى. وقال آخرون: إن الانسان الضال يدمّر نفسه قبل الأوان.
(آ 17) البحث عن اللذّة هو سبب تفقير بسبب المصاريف وبسبب الاهمال. يذكر الكاتب محبّة الخمر والزيت (العطور) أو الولائم والترف (23: 18؛ 27: 9 ؛ عا 6: 6؛ نح 8: 10؛ سي 1:19).
(آ 18) شقاء الأشرار وسعادة الأبرار، والواحد يكفّر عن الآخر (6: 35؛ 13: 8؛ مز 69: 7). أجل، البرارة تغلب في النهاية. هذا ما حدث لمردخاي وهامان (سفر استير).
(آ 19) رج آ 9 ؛ 13:19؛ 24:25.
(آ 20) ق آ 17. قال ابن عزرا: الانسان العاقل يحتفظ بما يجب الاحتفاظ به، أما الجاهل فيبدّد ما يملكه. وقد يكون هذا المثل صدى جا 6: 1- 2.
(آ 21) تعبير شامل عن مبدأ المجازاة: حياة طويلة، كرامة (33:1؛ 2: 19 ي؛ 2:3-16 ؛ 18:8).
(آ 22) تفوّق نظام العقل على القوة الماديّة (18:20؛ 3:24- 6؛ جا 9: 14- 15). ق 16: 032 المهمّ في المعركة ليس الجندي الذي يتسلّق الأسوار، بل القائد الذي يخطّط. الرجل الحكيم لا يحتاج إلى قوّة الساعد، بل إلى عمل الدماغ.
(آ 23) رج 3:13. هذا ما تقوله الخبرة، وهذا ما يعود إليه الحكماء مرارًا (3:13؛ 18: 21). قال أحيقار: قبل كل شيء احفظ فمك، وثقّل قلبك في كل ما تسمع. فالكلمة مثل عصفور، إذا قلتها لن يعود لك أن تستعيدها. قال التلمود: الصمت شفاء لكل طعام.
(آ 24) نحن أمام الساخر المتحجّر في الشرّ (22:1؛ 7:9 ؛ مز 119: 51).
(آ 25) يتوق البطّال إلى الراحة والهدوء ولكن عبثًا (6: 10 ؛ 33:24؛ 13:26). ويتوق إلى الرفاهية (19: 24) ولكنه لا يبلغها.
(آ 26) مقابلة بين رغبات الأشرار وسخاء الأبرار (11: 24- 26؛ مز 27: 21- 26). بين الأخذ والعطاء.
(آ 27) نجد البيت الاول في آ 8 أ (صلاة البار). إنه يعبّر عن صورة الاستعدادات الداخليّة وتفوّقها على المظاهر والطقوس (3:21؛ عا 5: 21- 24؛ أش 11- 17).
(آ 28) البيت الثاني: من يعرف أن يسمع ويتعلّم بوداعة يصبح معلّمًا ويمكنه أن يتكلّم. قال حتاف حوتب: من استمع إلى الغير كان فاضلاً. وأفضل منه من استمع إلى الذي استمع.
(آ 29) موقف الجاهل وطريقة عمله: إنه وقح ومتهوّر. أما الحكيم فهو يتحلّى بالتعقّل والفطنة.
(آ 30- 31) الحكمة وما يقابلها من فهم ومشورة (2:1، 25؛ 2:2؛ 14:8) تعود إلى الربّ.