الفصل الخامس والعشرون
الخمر مجون والسكر عربدة
20: 1 – 30
يتضمّن هذا الفصل ثلاثين قولاً تدور حول المواضيع التالية: الشرب والسكر (آ 1)، الملوك (آ 2، 8، 26، 28)، الخصام والقتال (آ 3، 18)، البطالة (آ 4، 13)، معرفة النفس والآخرين (آ 5، 9، 11)، الكمال (آ 6، 7، 12)، التجارة التي نمارسها بالحق (آ 10، 14، 21، 23)، المعرفة (آ 15)، الطمأنينة (آ 16)، الكذب (آ 17)، النميمة (آ 19)، الآباء والبنون (آ 20)، التهرّب من الشرّ (آ 22)، الإنسان والله (آ 12، 24، 27)، الوعود (آ 25)، الشبّان والشيوخ (آ 29)، الصبر (آ 30).
(20: 1) الخمر مجون أو ساخر (لصّ في العبرية). رج أش 7:28. نجد صورة عن الخمر في 29:23. لم تكن الخمرة ممنوعة (جا 3:2)، ولكن الإكثار منها أمر مرفوض.
(آ 2) ق 14:16 ؛ 12:19. من تجاهلَ غضبَ الملك، عرّض حياته للخطر (6: 32؛ 8: 36). قال أحيقار: إن طلب منك الملك شيئًا، فطلبُه نارٌ محرقة. أسرع في تنفيذه.
(آ 3) رج 17: 11؛ 18: 6؛ يع 3: 5، نصائح نقرأها أيضاً في الحكمة البابليّة: لا تُسرع حيث يسود الخصام فقد يجعلونك حكما (رج 30:3؛ 17:26).
(آ 4) البطّال أو الكسلان (رج آ 13؛ 6: 6- 11 ؛ 13:26- 16).
(آ 5) تعبّر صورة "المياه العميقة" عن الخير الذي تمنحنا إياه المشورة والموعظة.
(آ 6) المقابلة هي بين التأكيدات المعطاة والتي تجعلنا نظنّ بوجود الصلاح، وبين غياب الامانة في الحياة اليوميّة. مثل متشائم عن طبيعة العلاقات البشريّة (رج 14: 13، سي 14:20).
(آ 7) السعادة، الصيت، المال هي ثمار السلوك الحكيم والأدبي، وهي تفيد الأهل والاولاد معًا. هذا هو تعليم الحكماء (14: 26) الذي يوافق تعليم الشريعة (خر 20: 6؛ تث 5: 10). وقد قال امينيموفي: إذا حييت وبقيت الحياة في قلبك، سيرى أبناؤك الثمار.
(آ 8) ملك يؤسِّس حكمه على العدالة يضع حدًا للشرّ في المجتمع (رج 11: 1). فدور الملك في الشرق القديم هو أن يقضي في الشعب. تساعده على ذلك هيبته وحكمته (2 صم 15: 2- 4؛ 1 مل 3- 28؛ أش 11: 3- 4 ؛ مز 72: 4). قال أحيقار: الملك شمس تزيل الظلم ببهائها.
(آ 9) يدلّ هذا المثل على حسّ أخلاقي ودينيّ عميق بالنسبة إلى نقص الإنسان. ونحن نجده في الأسفار التاريخيّة (1 مل 8: 46؛ تك 3: 1ي) وكرازة الأنبياء (حز 18: 30 ي؛ أش 6: 5). ونجده بصورة خاصة في اعتبارات الحكماء (أي 4: 17- 19؛ 14: 4؛ جا 7: 20؛ سي 5: 5) وصلوات المزامير (مز 51: 5- 7، 30) وفي العهد الجديد (روم 23:3؛ 1 كور 3: 4؛ 1 يو 1:8). والله وحده هو الذي ينقّينا. قال امينيموفي في هذا المعنى: لا تقل: لا خطيئة علّي، مسرعًا في اتهام الله.
(آ 10) رج آ 23؛ 11: 1؛ 16: 11؛ 20: 23؛ تث 13:25- 16. قال امينيموفي: لا تجعل لك مكيالاً بشكلين (واحد تزن فيه الفضة وآخر تزن فيه البضاعة). أضبط مكيالك.
(آ 11) يدلّ هذا المثل على اهتمام الحكماء بالتربية: إن الولد يحتاج إلى تأديب. قال المثل اليهودي: العوسج يُنتج الشوك منذ صغره. وقال فتاح حوتب: ليس من ولد عاقل لأول وهلة. قالت السبعينية: ان كان الشاب مع البارّ تكون طريقه مستقيمة.
(آ 12) العين والاذن هما من أهم الحواس ويدلاّن على مجمل حواس الإنسان وملكاته. الله خلقهما، والله يعرف نشاطهما، وهو يحدّد طريقة عملهما حسب مشيئته (رج 4:11؛ مز 9:94). وهكذا يرتبط الإنسان وسلوكه بالربّ ارتباطاً وثيقًا.
(آ 13) تحريض على العمل وتنبيه من أضرار الكسل (رج آ 4؛ 6:6- 11 ؛ 11:12؛ 15:19).
(آ 14) مبدأ العرض والطلب في الأعمال. قبل العقد، يتظاهرُ الشاري بلامبالاته. وبعد العقد، يهنّئ نفسه على حيلته.
(آ 15) مثَل عن قيمة الحكمة التي هي أثمن من الذهب والجواهر الكريمة (رج 3: 14 ي؛ 11:8).
(آ 16) نبهّنا الحكماء إلى الفطنة عندما نكفل أحدًا (رج 6: 1- 5؛ 15:11؛ 18:17؛ 13:27). ويوردون مثل المقرض الذي يطالب بوضع يد (مثلا نح 5:5). ولكن الشريعة تفرض العطف لاسيّما تجاه الفقير (خر 26:22 ؛ تث 24: 10). قال أحيقار: يا ابني، تجنّب ان تكفل أحدًا. فإن فعلت ظنّ الاخر أنه يتوجّب عليك أن تدفع من مالك، بل هو سينتف شعر ذقنك.
(آ 17) يعبّر الكاتب عن فائدة الكذب بالخبز اللذيذ (8:18؛ أي 20: 12- 14)، وعن نتائج الكذب بأكل الخبز المملوء حصى (مر 31: 16).
(آ 18) أهمية النصائح (آ 5؛ 11: 14) في ظروف الحياة المتنوّعة (15:12؛ 15: 22). تطّبق على الحرب (24: 6) أو على العلاقات الدوليّة أو في صراعات الحياة الخاصة (مز 35: 1؛ 56: 2؛ 120: 7 ؛ 140: 3).
(آ 19) رج 13:11؛ 8:13. قال أمينيموفي: لا تكشف الأسرار، ولا تتشارك مع الثرثار.
(آ 20) من لعن أباه... رج خر 21: 17 (لا 20: 9، تث 27: 16) الذي يتحدّث عن عقاب الموت. وهناك صورة القنديل الذي ينطفئ: إنه رمز للشقاء والموت (13: 9).
(آ 21) قال حتاف حوتب: في الميراث، لا تكن طماعًا ولا جشعًا، بل فليحصل كل واحد على حصته.
(آ 22) يختلف التعليم هنا عن شريعة المثل (رج 29:14؛ 25: 21- 22). نحن قريبون من تعليم العهد الجديد (1 تس 15:5؛ روم 17:12 ؛ 1 بط 9:3، عب 10: 30)0 الباعث هو الحماية الالهية ولا تلميح إلى الانتقام كما في تث 32: 35. قال أمينيموفي: سأسيء إلى من أبغض... أنت تجهل مقاصد الله ولا تعلم ما يكون الغد. إسترح في يد الله واتركه يحطّ المتكبرين.
(آ 13) رج 11: 1؛ 20: 10. قال أمينيموفي: كيلك هو عين الله. أضبط كيلك، ولا يكن لك نوعان من المكاييل.
(آ 14) لا يوجّه الله فقط خطوات الإنسان، بل نشاطه كله. لهذا ينصحنا الحكماء بالاتكال التام على الله (رج 3: 6 ؛ 16: 9؛ 19: 21؛ مز 23:37؛ أي 31: 4).
(آ 25) النصّ العبري غامض. ولكنه سيتّضح على ضوء السبعينية: من الخطر أن تَنذر بسرعة، وأن لا تفكّر الا بعد أن تفعل فتجد أمامك الصعوبات. هذا ما حصل ليفتاح (قض 35:11؛ رج جا 17:4؛ 6:5؛ عد 30: 1ي).
(آ 26) أخذ الكاتب الصورة عن البيدر (أش 28: 27- 28). دولاب النورج كدولاب الحظّ يروح ويجيء فوق السنابل ليستخلص الحنطة.
(آ 27) النفس تأتي من الله ومنه تصلها صفة النور التي تجعلها جزءاً منه. الكلمة العبرية "نشمة" (النسمة) تعني النفس ومبدأ الحياة (تك 2: 7؛ أي 33: 4؛ 34: 14) والعقل (أي 26: 4). نحن قلنا: الضمير.
(آ 28) تعود عبارة الرحمة والحق مرارًا (رج 3:3 ؛ 11: 17؛ 14: 22؛ 6:16)، وهي تنطبق على الملوك في أش 16: 05 السبعينية قرأت في البيت الثاني "العدل " بدل "الرحمة".
(آ 29) رج 16: 31. يُحترم الشيوخُ بسبب الخبرة التي اقتنوها بعد حياة طويلة. أما الشبّان فيفتخرون بعزيمتهم.
(آ 30) العقاب للجسد في التربية هو كالدواء للجراح