الفصل التاسع عشر
المرأة الحكيمة تبني بيتها
14: 1 – 35
(14: 1) صورة عن دور المرأة في العائلة وفي المجتمع (ق 31: 10- 31). أما عبارة "تبني بيتها" فهي تُنسب إلى الحكمة التي تبدو كشخص حيّ (9: 1 ؛ 3:24). ولهذا اقترح البعض باسم التوازي أن نقول: الحكمة تبني والحماقة تهدم.
(آ 2) يربط هذا المثل الحكمة بالله رباطاً وثيقًا، إن في المخافة أو في الازدراء (رج 9:15 ؛ 6:16). ما يرضاه الربّ أو يكرهه.
(آ 3) يسيء الإنسان مرارًا إلى نفسه بسبب حماقته (10: 11؛ 12:11)، وبالأخصّ حين يتكلّم. هذا الموضوع يتطرّق إليه مرارًا حكماءُ الشرق.
(آ 4) الصورة مأخوذة من عالم الزراعة (12: 10؛ 27: 23)، وهي تدلّ على مناخ النشاط الذي يتطلّب الجهد. لا بدّ من أن نطعم البهائم، ولكن لولا البهائم لفرغت الاهراء. فاذا كثرت البهائم فاض الخير.
(آ 5) رج 017:12 العادة هي طبيعة ثانية ونحن نتصرّف بحسب طبيعتنا (مت 18:7).
(آ 6) سامعو الحكمة هم الذين تعرّفنا إليهم في الكتيّب الأول. الساخر هو المتحجّر في الشرّ الذي لا يقدر أن يفهم تعاليم الحكمة (2 تم 3: 1ي).
(آ 7) نحن أمام نصّ مشكوك فيه. قالت السبعينية والسريانية: كلّ شيء يعارض الإنسان الجاهل، أما شفاه الحكماء فهي سلاح العقل. وقالت اللاتينية: إذهب ضد الإنسان الجاهل، ولا ترذل شفتَي الفطنة.
(آ 8) نحن هنا في مقابلة أيضاً بين الذكي والبليد، بين حماقة هذا وحكمة ذاك. واحد يفهم طريقه وآخر يضلّ.
(آ 9) قالوا: الجاهل يسخر من الاثم. وزدنا "الله " فقلنا: الله يسخر بأهل الأثم. فكلمة "رصون " (أي الرضى) تطبّق على الله: الله يرضى عن الإنسان. وتطبّق أيضاً على الإنسان الذي يرضى عن سلوكه. قالت السبعينيّة والسريانيّة: إن بيوت الأشرار تحتاج إلى تطهير، أما بيوت الصديقين فمقبولة.
(آ 10) نجد الفكرة الواحدة في البيتين: يعتزل القلب البشريّ الذي لا يجد تفهُّما عند الناس. إنه بئر عميقة. عند القديس بولس: "افرحوا مع الفرحين وابكوا مع الباكين " (روم 15:12).
(آ 11) مقابلة بين الأشرار والمستقيمين: بيوت تخرب، ديار تزدهر.
(آ 12) ينقل الكاتب صورة الطريق المستقيمة إلى المستوى الاخلاقي. إذًا، لن نؤخذ بالظواهر، ومصيرنا متعلّق بسلوكنا (رج 3: 5- 7؛ 7: 24- 27؛ 9: 18). تقرأ السبعينية البيت الثاني: ولكنها تذهب إلى أعماق الجحيم.
(آ 13) حقيقة نختبرها وهي أن لا شيء يُشبع قلب الإنسان على الأرض. هذا ما يتوسّع فيه سفر الجامعة مع نظرة متشائمة. "الحزن خير من الضحك " (جا 3:7). ولكن العهد القديم يقول إن بركة الله فرح (مز 16: 11). ويدعونا العهد الجديد لنتغلّب على القلق بالثقة بالله (مت 34:6؛ يو 14: 1 ؛ روم 12:12؛ فل 4: 4؛ أف 5: 20).
(آ 14) مثَل عن المجازاة: كل يحصد ما زرع، كل يقطف ثمرة سلوكه وعمله أو أفكاره، كما تقول السبعينيّة.
(آ 15- 18) السامعون للحكمة: الجاهل والذكي، الحكيم والبليد. هناك الرافضون، وهناك البسطاء الذين لا خبرة لهم. هناك الجهّال الذين لا يسيطرون على نفوسهم فيغضبون ويتصرّفون بحماقة. أما الخاضعون للحكمة فينالون الفطنة والتعقّل والعلم، ويتصرّفون بتمييز ونجاح.
(آ 19) يتفوّق الأخيار على الأشرار. هذا أمر لا جدال فيه. ولكن ما هي طبيعة هذا التفوّق؛ ينحني الشرّير أمام الصالح، ويقفز لدى بابه مثل لعازر عند باب الغني (لو 20: 24). أما نحن فعدنا إلى العربية وقلنا: أهل السوء يُعرضون عن الصديقين، يتعالون على الصديقين.
(آ 20) هذا ما تقوله الخبرة اليوميّة: لا أحد يريد أن يعرف الفقير. لسنا على المستوى الأخلاقي الذي سيتحدث عنه الإنجيل فيقول: طوبى للمساكين لأن لهم ملكوت السماء (لو 20:6).
(آ 21) سلوكنا تجاه القريب من الناحية الأخلاقيّة. هذا التعليم قريب مما نقرأ في مت 5: 1ي مع نظرة سلبيّة وباعث نفعيّ.
آ 22) نجد استفهامًا بشكل تأكيد. نعم، يضلّ. الرحمة والأمان (3:3؛ 16: 6 ؛ 20: 28) هما الصلاح والاستقامة في العلاقة مع البشر (يش 2: 14) أو مع الله (2 صم 2: 6؛ 15: 20). إنهما أولى ثمار الحكمة التي تعطي السلام والسعادة. هنا تزيد السبعينية والسريانية: عمّال السوء لا يعرفون الرحمة والأمانة. فالرحمة والأمانة هما مع صانعي الخير.
(آ 23) ق 13: 4. هنا تتوسّع السريانية في المثل فتقول: في كل الضيقات هناك شيء واحد نافع. فعلى الذي يحسّ بحاجة، أن يثق ويتشجّع. فالربّ يزيل كل حزن، ولكن كلام شفتَي الشرير يقوده إلى الفقر.
(آ 24) كثيرًا ما تعود صورة التاج لتصف الحكمة ونتائجها الرئيسية: الكرامة (4: 9)، المرأة العاقلة (12: 4)، الشيخوخة (16: 31؛ 17: 6). ق 12: 23؛ 13: 16؛ 2:15.
(آ 25) قد تحمل الشهادةُ الحياةَ أو الموتَ للمتّهم. يعود معلّم الحكمة مرارًا إلى الشهادة وإلى ضرورة الاستقامة (18: 21؛ رج خر 23: 1- 3؛ تث 19: 15- 21).
(آ 26- 27) قولان عن مخافة الله الذي يجازي فيؤمّن الحماية أو يمنح الحياة. مخافة الربّ هي هذا الاحترام العميق الذي يجعلنا نسير سلوكًا اخلاقيًا يرضى عنه تعالى.
الأبناء هم أبناء الله أو أبناء المخافة (رج 7:25، بنو الصديق). فاذا قلنا أبناء الله توقّفنا في معنى أول على شعب الله (هو 11: 1- 11؛ ملا 2: 10؛ رج تث 14: 1؛ مز 15:73)، ثم على جميع البشر أما الحماية فهي حماية في هذه الحياة وتمتدّ إلى الآخرة.
(آ 28) يدلّ هذا المثل على أن قوّة الشعب وعدده يقرّران السياسة الدولية. هذا الموقف العملي والبشري يتعارض والنظرة الدينيّة والاخلاقيّة عند الأنبياء (أش 7: 11 ؛ 10: 15؛ 37: 20؛ حز 39: 28؛ يوء3: 12- 16) وصاحب المزامير (32: 16) الذين يعتمدون على الربّ. وسنقرأ في آ 34 أن الحق تسنده القوة.
(29) رج 14: 7. هذا هو مثال السيطرة على الذات الذي تشدّد عليه الآداب الحكمية في الشرق القديم.
(آ 30) التعارض بين نتائج الفضيلة ونتائج الغيرة والحسد (حز 13:5 ؛ أش 13:42 ؛ نش 6:8).
(آ 31) يخضع الإنسان لله بواسطة الخلق (أش 13:51؛ 54: 5؛ أي 17:4؛ 35: 10؛ مز 115: 6). وهذا الخضوع هو أساس الأخلاقيّات بل أساس المساواة بين الناسك في حقوقهم الحياتيّة (أي 31: 1ي). وهو يفتح الباب أمام المحبّة (مت 25: 40-45).
(آ 32) يؤكّد النصّ الماسوري على ثقة البار حتى في الموت، ويلمّح إلى المجازاة في الآخرة. أما النصّ السبعيني فيجعلنا في هذا العالم الحاضر
(آ 33) مقابلة بين الفهيم والبليد. هناك تستقرّ الحكمة وهنا لن تجد لها راحة. ننتقل هنا من المستوى الفردي إلى المستوى الاجتماعي بتأثير من الأنبياء.
(آ 35) هذا التعليم يتوجّه إلى الكتبة والموظفين لكي ينجحوا في وظيفتهم، بل يتوجّه إلى كل الذين هم في خدمة الملك، إلى العظماء والشرفاء