الفصل الثامن عشر: الابن الحكيم ، الابن الساخر

الفصل الثامن عشر
الابن الحكيم ، الابن الساخر
13: 1 – 25

(13: 1) حرفيا: الابن الحكيم تأديب أب. هناك من زاد: يسمع أو يحبّ أو يقبل. قالت السبعينية: الابن المجتهد يخضع لأبيه. وقالت السريانية: يسمع، أما الساخر (الشرّير في السريانية: ذكر في 3: 34 و 9: 7- 8، أو الوقح) فلا يتعلّم لأنه متأكّد أنه يعرف كل شيء. التلميذ المثالي هو الذي يقبل تأديب أبيه ومعلّمه بوداعة وتواضع وخضوع.
(آ 2) حرفيا: من ثمرة فم الإنسان يأكل حسنًا. هناك تعارض بين حاجات الأشرار وحاجات الأبرار. نقرأ هذه الآية في 12: 14 ما عدا الفعل (هنا: أكل. في 12: 14 شبع)؛ رج 18: 20. تقول السبعينية: ثمار البر. وفي 12: 14 و 18: 20 ثمار الفم. قالت اللاتينية: الإنسان يشبع من الخيرات. في 12: 14 يستطيع الإنسان أن يتنعّم بعمله وبأقواله الحلوة. هناك خيرات ماديّة وخيرات غير ماديّة.
(آ 3) الإنسان الذي لا يفكّر قبل أن يتكلّم يضرّ بنفسه، بل يذهب إلى الهلاك. قابل 10: 19، 21: 23؛ سي 18:9 ؛ 26:28. حرفيا: يضبط نفسه. قد يكون هنا معنى مادي: من ينتبه إلى ما جمل يحفظ حلقه أو معدته، ومن يأكل دون تفكير يخرب صحته. ومعنى أدبي: من يراقب أقواله...
(آ 4) يتمنّى لنفسه. "نفش " في العبرية تعني النفس وحاجات الحياة (25:11؛ 12: 10). ولهذا نقدر أن نقول: "نفس المجتهدين تشبع " (رج 25:11؛ 15: 30؛ 35:28؛ تث 31: 20). قالت السبعينية: لكل كسلان رغبات، أما يد المجدّ ففي العمل. أو: يد الرجل القويّ هي في العمل. والسريانيّة: يرمي الإنسان الذي لا يعمل عملاً، نفسَه دومًا في الرغبات، ونفسُ الاقوياء تسمن.
(آ 5) قابل مع 11: 5. حافظنا على كلمة "صديق "كما في العبرية. مقابلة بين الصديق والشرّير. وهذا يدلّ على أننا في المستوى الأخلاقي.
(آ 6) هناك امكانية ثانية للبيت الثاني: الشرّ يقلب الخاطئ، أو الشرّ يدمّر الأشرار. ينظر الكاتب إلى البرّ والشرّ وكأنهما شخصان حيّان. إنما نظام وثورة على هذه الطريق، والنتائج تأتي دون تدخّل خاصّ من الله. مثل هذا القول نميّزه عن 12: 2 حيث تُنسب نتيجة السلوك البشري إلى تدخّل الله. ولكن لا هذا القول ولا ذاك محصوران في الأدب الحكمي الإسرائيلي.
(آ 7- 8) قولان عن الغنى.
آ 7. تعني شرّ الطبيعة البشريّة أو: الغنى الحقيقي لا يقوم بامتلاك الأموال الدنيويّة.
آ 08 البيت الثاني: الغني لا يسمع انتهارا. تشدّد هذه الآية على أهمية المال لتدفع فدية عن الإنسان. أما ما يكفل راحة الفقير فهو أن لا خطر يتهدّده ليُخطف وتُطلب منه فدية ليتحرّر.
(آ 9) النور هو رمز الحياة (أي 3: 20؛ 33: 30؛ مز 36: 10؛ 49 : 20؛ 56: 24) والسعادة (أي 22: 28؛ أش 9: 1 ؛ 30: 26؛ مز 117: 14). والبيت الذي يشعّ فيه النور هو عائلة، هو شعب سعيد (1 مل 11: 36؛ 15: 4؛ مز 29:18 ؛ أي 3:29). إنتظرنا "يطلع " بدل "فرح" كموازاة مع ينطفئ. وقد قالت القبطية: يُعطى النور دومًا للصديقين، أما نور الأشرار فيزول. وقالت السريانية: نور الأبرار يُبهج. ثم تزيد السبعينية على البيت الثاني: تضلّ النفوس الماكرة في الخطايا، ولكن الأبرار يشفقون ويرحمون (رج مز 111: 4- 5). فمن ترك سراجه مضاء، جعل بابه مفتوحًا للغريب وقدّم واجب الضيافة.
(آ 10) ق 2:11، 14؛ 22:15 ؛ 6:24. قالت السبعينية مع السريانية: يصنع الشريرُ الشرّ بتكبّر، والذين يملكون نفوسهم هم عقلاء.
(آ 11) مال البطال، أو مال نربحه بسرعة (السبعينية، السريانية). إذا ربحناه بسهولة خسرناه بسهولة، وإن تعبنا فيه يزداد. وتزيد السبعينية على البيت الثاني: يُشفق الصديق ويقرض (رج مز 4:111- 5).
(آ 12) نحن أمام قول يعبّر عن تأثير الارتياح على نفس الإنسان وجسده. قرأت السبعينية والسريانية: من يعطي بقلب طيّب هو أفضل ممن يعد ويبعث الأمل. فالرغبة الصالحة شجرة حياة.
(آ 13) نجد هنا تعبيرًا سلبيًا عن قيمة تعليم الحكماء وعن مسؤولية الذين يهملون هذا التعليم. وتزيد السبعينية والسريانية: لا خير لابن ماكر، أما العبد فتنجح أموره وتستقيم سبله. وقالت الشعبية اللاتينية: النفوس الماكرة تتيه في الخطايا، أما الأبرار فرحماء وهم ينالون رحمة.
(آ 14) الموت كصيّاد يقع على طريدته. أما تعليم الحكماء فيحفظنا من الفخاخ (27:14). في السبعينية: مقابلة بين الحكمة والحماقة.
(آ 15) لا نجد علاقة بين البيتين في هذا القول. تزيد السبعينية على البيت الأول: ومعرفة الشريعة فطنة وتعقّل. وقرأتْ البيت الثاني: طرق الماكرين تقود إلى الدمار.
(آ 16) لا يتصرّف الإنسان الفطن من دون معرفة، هو لا يفعل شيئًا لا يدرسه.
(آ 17) كانت مدارس الحكمة تهيّئ الشاب ليكون رسولاً وسفيرًا: يحمل تقريرًا من قِبل من يرسله. يدلّ هذا القول على طبقة اجتماعيّة معيّنة. وقد يُرسَل السفير في مهمّة تجاريّة أو اجتماعيّة داخل أرض إسرائيل. وقد يحاول المرسَل أن يتلاعب بالرسالة فيحمل النتائج التعيسة لمرسله. قالت السبعينيّة: الملك الشرّير يسقط في الشرّ.
(آ 18) نتائج الحكمة والجهالة (رج 1: 25؛ 8: 33 ؛ 12: 1؛ 15: 5، 32). قالت السبعينية: العلم يُبعد الشقاء والعار.
(آ 19) لا علاقة بين البيتين في هذا القول. فالبيت الأول يقابل آ 12 ب، والثاني 29: 27 ب. قابلت السبعينية بين "رغبة الاتقياء" و "أعمال الأشرار".
(آ 20) يقابل هذا المثل القول المأثور: قل لي من تعاشر وأنا أقول لك من أنت. الإطار هو إطار التعليم الحكمي. ق سي 6: 34؛ 9: 14- 16؛ 13: 1.
(آ 21- 22) مصير البار والخاطئ.
في آ 21، مبدأ المجازاة في المطلق. في آ 22، تعود خيرات الأشرار إلى الصديقين. ننظر إلى الخير من الوجهة الماديّة (أي 17: 27) أو الأدبيّة (تك 49: 1ي).
(آ 23) إن العناية تغدق الخير على الإنسان في حاجاته. أما الشقاء فسببه ظلم البشر بعضهم لبعض. قالت السبعينية: يقضي الصديقون أيامًا كثيرة في الغنى، أما الظالمون فيموتون فجأة.
(آ 24) إن العقاب الجسدي عنصر مهمّ في تأديب الاولاد (ق 3: 12؛ 22: 15؛ 13:23 ؛ 17:29؛ سي 30: 1). وقالت الحكمة المصرية: أُذُن الاولاد على ظهورهم. هم يسمعون حين يُضربون. وقال أحد الاولاد لمعلّمه: عندما تضربني بالعصا يدخل التعليم في أذني.
(آ 25) ما زلنا هنا في مبدأ المجازاة الذي يتمّ بطريقة آليّة. أما في 3:10 فيرتبط بالربّ الاله: "الربّ لا يقاوم رغبة الصديقين، وأما هوى الأشرار فيصدّه ".

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM