الفصل السابع عشر
من يحب المشورة
13: 1 – 28
(12: 1) لا نفع من التربية إن لم يشارك التلميذ فيها مشاركة ناشطة.
(آ 2) عدنا إلى العربية وقلنا: من يذمّ الآخرين (مزموت).
(آ 3) هذه الآية والتي سبقتها تُرجعان نتائج الحكمة إلى الرب.
(آ 4) المرأة القديرة. سنتحدّث عنها بالتفصيل في 31: 10- 31، المعتوهة (غير مؤهلة، غير مسؤولة) تنخره، تؤلمه، تحرمه من كل حيوية. أما المرأة القديرة فهي شرف له (31: 23- 28)، والزوجة الصالحة تفرحه (5: 18- 19). قالت السبعينية والسريانية في البيت الثاني: كالنخر في الخشب، هكذا تقتل المرأة المسيئة زوجها.
(آ 5- 7) الأشرار والصديقون. تأثير الحماقة والحكمة.
في آ 6، كمين للقتل، يقتلون الآخرين بما يقولون. أو: يقتلون نفوسهم. يجعلون الكمين باتهاماتهم الكاذبة، ولكن المستقيمين يسيرون ببركة الربّ فينجون.
في آ 7. بيت: يعني المنزل. ولكنه يعني بالأحرى العائلة والنسل. يُبارَك الصالح مع نسله، أما الشرّير فيزول مع نسله.
(آ 8) يتضمن التعقّل (سكل في العبرية) المدلول الاخلاقي للفطنة والاستقامة. إننا لا نجد في الحكمة الاسرائيلية تمييزًا واضحًا بين العناصر العقليّة والأخلاقية.
(آ 9) مقابلة بين موقف الإنسان المتواضع والمتكبّر الفاسد الذي يعوزه الخبز. حرفيا: الإنسان الذي يخدم نفسه أو الذي يكفي نفسه. كذا تقول السريانية (مشمش نفشه) واليونانية واللاتينية.
(آ 10) حرفيا: يعرف نفس (أو نفسيّة) بهيمته (تث 25: 4). أما المعنى فهو الذي يهتمّ بالحياة الجسدية وبحاجات الحياة (حسب الأدب الاوغاريتي). تشدّد السبعينية على الموازاة بين ذلك الذي "يرحم نفوس بهائمه" وذلك الذي لا رحمة في قلبه حتى تجاه قريبه. البار حسّاسَ أما الشرّير فيُغلق قلبه على الآخرين.
(آ 11) هذه مسلّمة اختبرها الحكماء في كلّ المجتمعات بين العامل بكدّ والكسلان البطّال. هنا تزيد اليونانية: من سار حيث يُشرب الخمر تخلّى عن الكرامة في بيته.
(آ 12- 13) ونعود إلى مصير البار وإلى مصير الشرير.
آ 12. بدت غامضة. قد تعني: يبحث الشرير عن الغنى بمزاحمة في الظلم. أما البار فيبحث عنه في حياة ثابتة وخصب يباركه الله. واقترح الشرّاح: أساس الأشرار يزول، أما أصل الأبرار ففي حصن حصين. وقالت السبعينية: رغبات الأشرار شريرة، أما أصول الأبرار ففي حصن حصين. وقالت السريانية: يرغب الشرير في عمل الشرّ، وأصل الأبرار ينبت ويرتفع.
آ 13. فهمت السبعينية: ولكن البار يفلت من فخاخهم. ثم زادت آية: من ينظر برحمة (أو بهدوء أو بانتباه) يعامل بالرحمة. أما الذين يخاصمون عند الأبواب (أبواب المدينة حيث تقوم الحكمة) فيُحزنون النفوس.
(آ 14) تعبير عام عن مبدأ المجازاة (14: 14؛ غل 7:6) يعبَّر عنه بطريقة جزئية (13: 2) أو في أمثلة ووجهات مختلفة. لا نجد تعارضاً هنا بل تنوّعًا: ننال المجازاة عن أقوالنا وأفعالنا الحسنة. رج 13: 12 ؛ 18: 20 ي (من ثمرة فم الإنسان). ينعم الإنسان بثمرة فمه وبثمرة عمله. في هذه الآية وفي 13: 2 تبدو النتائج في خط غير ماديّ. وفي 18: 20 في خط ماديّ.
(آ 15- 16) قولان عن الحكيم والجاهل: قبول المشورة واخفاء الشعور هما عنصران أساسيان من حكمة الشرق الاوسط.
في آ 16 هوان (أو عواطف).
(آ 17- 19) ثلاثة أقوال عن الكلمة الصادقة والكلمة الكاذبة. أولاً في الشهادة أمام القضاء (19:6؛ 5:14، 25؛ 5:19، 9 ؛ تث 25:19)، في العلاقات بين الأفراد، في صيت صاحب الكلام. تعود الحكمة المصرية إلى القول الصادق وقد قال فتاح حوتب: الصدق خير وقيمته لا تزول. فالحقيقة تنتمي إلى نظام العالم الأساسي وقد تغطّيها بالكذب مدة طويلة.
آ 19. قالت السبعينية: الشفاه الصادقة تُثبت الشهادة، والشاهد المتسرّع يمتلك لسانًا جائرًا.
(آ 20) من جهة المكر ومن جهة الفرح، وكلاهما يعطيان لصاحبهما ما ننتظر: السوء أو السلام (6: 14- 15؛ 10: 28؛ 23:15؛ 21: 15).
(آ 21) تعبير مطلق عن مبدأ المجازاة كما يعلنه سفر الأمثال ويعارضه سفر أيوب. قالت السريانية: لا يرضى البار عما هو جائر، والأشرار ممتلئون شرورًا.
(آ 22- 23) شدّدت أمثلة عديدة على أهمية الصدق انطلاقًا من نتائجه الملازمة له (آ 5، 19 ؛ 16: 13...) أو من علاقاته مع الفضيلة (آ 17- 18؛ رج 10: 31- 32). أما هنا، فيعود الصدق إلى الربّ (6: 16). هذا يبيّن مرّة أخرى أن مجمل عالم الأخلاق يرتبط بالله (مز 12: 1ي؛ 15: 1ي).
آ 23. في السبعينية: الإنسان الحكيم عرشه للعقل، وقلب الجهّال يجد اللعنات.
(آ 24) تعي هذه الفكرة مرارًا (6:6- 11؛ 10: 4 ؛ 27:12؛ 15:19 ؛ 5:21؛ 13:26- 16...). فالكسل جزء من الجهل ويعطي النتائج عينها (11: 29). لسنا هنا حصرًا في عالم السياسة. فالتعارض هو بين المجدّ الذي يصل إلى القمة وبين الكسلان الذي ينزل إلى الاعماق. السخرة: عاشها بنو إسرائيل في مصر، كما عاشوها في أيام سليمان. والنصّ هنا يتحدّث عن السخرة (أو العبودية) بالاجمال.
(آ 25) حقيقة سيكولوجية يعبّر عنها الكاتب مرارًا (13:15؛ 17: 22). في السبعينية: الكلمة المخيفة تقلق قلب البار، والخبر السار يفرحه.
(آ 26) معنى هذا المثل صعب ولهذا تصحّحه الترجمات: الصديق يتراجع (يسر بدل يتر) عن الشرّ. قالت اليونانية: الحكم العادل يكون صديق نفسه، ومشورة الأشرار تنقصها الاستقامة. الشرور تلاحق الذين يخطأون (13: 21 أ) وطريق الأشرار تضلّلهم. والسريانية: يقدم الصديق نصيحة صالحة لصديقه، وطرق الأشرار تضلّلهم. واللاتينية: من أهمل ضررًا بسبب صديقه فهو بار.
(آ 27) نصّ صعب. حرفيا: الكسلان لا يشوي صيده وخيرات الإنسان ثمينة. نحن هنا أمام تعارض بين الكسلان والمجتهد. قالت اللاتينية: الغشّاش لا يجد الربح، وخيرات الإنسان ثمينة كالذهب. أما السريانية فقالت: لا يصادق الصيد الرجل الماكر والإنسان المختار قنية كريمة.
(آ 28) تعليم آخر عن الطريقين: طريق الحياة وطريق الموت (رج 4: 10- 19). قد نفهمه: طريق الجاهل تقود إلى الموت. قالت السبعينية: طريق الذين يُضمرون الشرّ تذهب إلى الموت. والسريانية: في طريق البرارة الحياة، وطريق الحقودين إلى الموت.