الفصل الحادي عشر: ما لا يحبّه الرب

الفصل الحادي عشر
ما لا يحبّه الرب
6: 1 – 35

يَقطع القسمُ الأول من هذا الفصل مسيرة التوصيات عن الزنى. ولهذا اعتُبر مزادًا، وهو يرتبط بالأحرى بأقوال الحكماء (17:22؛ 24: 22؛ 30: 15- 33)، غير أنه يتوافق مع التعليم العام الوارد في الكتيّب الأول من سفر الأمثال.
يبدأ الفصل بأربعة أقوال حكمية. القول الأول: لا تكفل أحدا (آ 1- 5)0 القول الثاني: عن الكسلان (آ 6- 11)0 القول الثالث: عن الرجل الشرير (آ 12- 15). القول الرابع: ما يبغضه الربّ (آ 16- 19). وبعد هذا يعود الكاتب إلى التحذير من الزنى (آ 20- 35)، وسيمتدّ حديثه في الفصل السابع.

1- أربعة أقوال حكمية (6: 1- 19)
أ- المضمون
أوّلاً: لا تكفل أحذا (6: 1- 5)
تشكّل التنبؤات عن الكفالة والكسل والكذب وما يكرهه الله، توسيعًا غريبًا عن اهتمامات الكتيّب الأول العاديّة. ثم إنّها تقف حاجزًا بين ف 5 و 6: 20- 35 (تتمة ف 5). وإذا عدنا إلى الشكل، وجدنا أن هذه المجموعة تذكّرنا بالقسم المتأثّر بالمصريين أو الأمثال العددية (30: 15- 33).
تقدّم لنا التوراة بعض الأمثلة عن ممارسة الكفالة: قدّم يهوذا كفالة يوسف (تك 9:43؛ 32:44). وهناك نصوص نبويّة (أش 38: 14؛ إر 30: 21 ؛ في 2 مل 10: 15 نجد عادة التصافح علامة الموافق) أو شعريّة (مز 119: 122). ولكن الشريعة لا تتكلّم عن الكفالة. وهكذا تكون الأسفار الحكمية نوعًا من الاجتهاد في عالم القضاء.
يبيّن هذا المقطع الصغير (آ 1- 5) الاخلاقيّة النفعيّة التي تأخذ حذرها (11: 15 ؛ 18:17؛ 20: 16؛ 22: 26- 27؛ 13:27؛). الابن هو شاب لا خبرة له. وقلبه الطيّب يدفعه إلى أن يضع على نفسه إلزامًا تجاه الغريب. في 6: 1 ب؛ 15:11 ؛ 20: 16؛ 13:27، نحن أمام غرباء، أمام تجّار لا نقدر على ملاحقتهم إن أخلفوا بوعدهم. في 6: 1 أ؛ 18:17، نحن أمام القريب. وهكذا يكون التحذير عامًا. ومهما يكن من أمر، فالأمانة للكلمة المعطاة تربط الكافل. إن التزمَ، فليهتمّ سريعًا بأن يتحرّر، وهذا لن يكون بالأمر الهيّن. في 26:22، يدلّ الحكيم على نتيجة ممكنة لوقت نقص فيه التفكير. فإنّ لم يستطع الإنسان أن يقف عند كلمته تُؤخذ منه أمواله (20: 16= 27: 13).
ويُعنى ابن سيراخ بهذه المسألة، ولكنه ليس متشائمًا مثل أم وهو أقل جذريّة. يقول في سي 8: 13: "لا تكفل ما هو فوق طاقتك، فإن كفلتَ فاهتم بالدفع ". إنّه تحذير مخفّف. لا تتعدَّ وسائلك عندما تكفل. فماذا كفلتَ فكن مستعدًا للدفع، وليس عدم الدفع والخراب النهاية الممكنة الوحيدة للالتزام. ففي سي 29: 14- 20 تشدّد وجهات أخرى على الفرق بين سي وأم. فالكافل هو رجل خير (سي 29: 14). أما الذي استفاد من هذه المحبّة فلا ينسى ما يمكن أن يكلّف هذا للمحسن إليه (سي 29: 15). هو لا يجهل الدمار الذي كان ضحيّته بعض الكافلين (سي 29: 17- 18) رغم نواياهم الصالحة، ولكنه يعرف أيضاً أنه يوجد بينهم بعضُ الأشخاص الباحثين عن المنفعة الشخصيّة: فالويل لهم في هذه الحالة (سي 29: 19). ولهذا يرتئي ابن سيراخ أنه يجب أن نساعد القريب بكل قوانا، مع المحافظة على برودة أعصابنا (سي 29: 20).
لقد تبدّلت وجهة النظر بين أم وسي بسبب تنظيم الأعمال. أما مت 42:5 ولو 6: 34-35 فيعتبران القرض عمل محبّة مجاني.

ثانيًا: الكسلان (6: 6- 11)
إن التحذير من شرّ الكسل موضوع معروف في الأسفار الحكمية الإسرائيلية، وغير معالج في الشرق الوثني القديم (ما عدا في مصر وطالب الكتابة). يقدم كاتبنا أمثولته، ويوجّه كلامه إلى الكسلان البطالة.
نجد في 33:24- 34 نصاً يستعيد 6: 11، ولكن آياته تنتمي إلى توسّع (24: 30- 34) مختلف عن المقطع الذي ندرس الآن. ولكن 32:24 يذكرنا بدعوة 6:6، وسائر الآيات هي أقوال قصيرة ترتبط صورها بما في هذا المقفع. 13:25 هو قريب من 6: 10، و 10: 4 ي يتحدّث عن الجد والنشاط، و 12: 11 أيتحدّث عن الحصاد" و20: 4 و 7 أ- 8 ب عن الصيف. العمل الوارد هنا هو العمل في الحقول. وهذا ما يجعلنا قريبين من الكتيّب الثاني من سفر الأمثال. وهناك مقاطع قريبة بعض الشيء من المقطع الذي ندرس: 12: 24؛ 4:13؛ 19:15؛ 15:19، 24 ؛ 13:26، 16). يهاجم الكاتب الكسل الذي لا يسمح للإنسان بأن يعيش، ويمتدح العمل والجد (12: 11، 24، 27؛ 14: 23؛ 28: 19) اللذين يؤمّنان الوفر. ففي أم لا تدخل مقولتا الفضيلة والرذيلة في تقييم النشاط الإنساني. لا يتوقّف ابن سيراخ كثيرًا على هذا الموضوع. ففي سي 22: 1- 2 يشير الحكيم إلى وجهة اجتماعية لرذيلة الكسل: الكسلان مكروه.
ويتأمّل سفر الجامعة في العمل والأوهام التي يمنحها (جا 2: 10- 11، 21- 23)، وفي التعب وما يتضمّن من مخاطر (جا 8:10 ي)، فيعارض الحكمة التقليديّة (جا 4: 4- 6). فالعمل في نظره لا يعني السعادة، لأن الوفر والضيق يأتيان من الله (جا 2: 25). ومن هنا القول المأثور في جا 3: 12 و 8: 15 (تنعَّم بالحياة). أما سائر أعمال الإنسان فهي تعزيته (جا 3: 22؛ 18:5)، وهي تمنحه فائدة يتمنّاها (جا 9:4). ومجمل الكلام، يظنّ جا أن مسألة العمل مسألة متشعّبة الجوانب. والحكيم وحده يعرف أن يميِّز الثقل والغموض ويجد فرحًا غير فرح النجاح. وصورة النملة (آ 6) التي تميّز النشاط البشريّ معروفة عند حكماء عديدين في الشرق والغرب.

ثالثًا: رجل الشر (6: 12- 15)
رجل بليعار هو الرجل اللئيم والذي لا خير فيه (رج قض 19: 22؛1 صم 25: 25؛ 1 مل 21: 10- 13). ولكن اللفظتين اللتين تميزانه (ايش بليعار أو الإنسان اللئيم، ايش اون أو الرجل الاثيم) تدلاّن على احتقار دينيّ وكره للأشرار والمتعلّقين بالأصنام (تث 14:13؛ 1 صم 12:2؛ مز 101: 3).
اللوحة سريعة (قابلها مع 27:16- 30؛ سي 22:27- 24)، وهي ترسم هذا الرجل الكاذب (آ 14)، الذي يعمل في الخفاء (آ 13) ويدمّر السلام ويلقي الخصومة (آ 4). تزيد السبعينية هنا: مثل هذا الرجل يبلبل المدينة. أما نهاية هذا الرجل فهي الخراب.
تعتبر آ 12 الرجل اللئيم ذاك الذي ينطق بالكذب. كم مرة يهاجم الحكماءُ أولئك الذين ينطقون بالكذب فيدلّون على النفاق (19:6؛ 10: 11؛ 26: 24- 28 ؛ رج 12: 22؛ 13: 5؛ 17: 7؛ 19: 22؛ 21: 6، حتى وان مزحوا. مز 26: 4- 5). أو على الشرّ (10: 18 ؛ 19: 5- 9؛ 20: 17؛ 28:26). ولكنهم يمتدحون الشفاه التي تتكلّم بالاستقامة (16: 13). والرجل الذي نتأمّل فيه الآن هو كذب كله: قلبه، مشيته، فمه، عيناه، أصابعه. إن أعضاء الجسم تصوّر موقفًا يوحيه القلب.
ويقدّم لنا ابن سيراخ توسيعًا في هذا الموضوع (سي 13:28- 26). وفي سي 37: 18 يُعطي الباعث الذي دفعه لأن يهتمّ بهذا الموضوع (رج يع 3: 2-10). ويشير سي 13:5- 15 إلى الكلمة التي هي أداة الرياء. ويتحدّث سي 4: 25؛ 12:7- 13؛ 20: 24- 26 عن الكذب دون العودة إلى نتائجه المفجعة.
أمام تعبير أخلاقيّة العلاقات البشريّة التي تبدو الكلمةُ أداتَها المباشرة، يهتمّ أم بالنتائج الاجتماعيّة لموقف الكذب والرياء، أما سي فيهتمّ بالتحليل والحكم المعتمد على القيمة الداخليّة للعمل المشجوب.

رابعًا: ما يكرهه الرب (16:6- 19)
نقرّب هذا المثل العددي من ف 30 الذي يقدم لنا عدة أمثال عددية، وهو فن عرفه العهد القديم (عا 1:3- 13 ؛ مي 15:5 ؛ جا 2:11). يستعمل الكاتب هنا أرقامًا رمزيّة: 6 و 7 ونجد في أماكن أخرى 2 و 3، 3 و 4.
تنطلق الرذائل التي يكرهها الرب من الأعضاء التي يستعملها الإنسان من أجل الشرّ (ما عدا آ 19، رج آ 12- 13). وهذا الرباط مع المقطعين السابقين دفع الجامع لأن يضع هذا المثل هنا لا مع مجموعة ف 30 حيث نجد مقطعا لا عدديًا (17:30). غير أن 30: 15- 33 لا يشير إلى الرب. أما هنا فكل مواقف البشر تدان حسب إرادة الرب.
أما الرذائل المبرزة فهي التي يهاجمها الحكماء مرارًا. أولاً: الكبرياء، وهنا يلتقي الحكماء بالأنبياء (أش 2: 12- 17؛ 16: 6 ؛ إر 13: 17، حز 7: 10؛ 30: 6، 18؛ مز 19: 14 ؛ 119: 51، 69، 78، 78 حيت تعارض الكبرياءُ الامانةَ للشريعة، سي 11: 30). ثانيًا: الكذب وكل خطايا اللسان (هو 4: 2؛ إر 9: 2، حيث يقع الكذب في خط القتل، كما هو الحال هنا: إر 8: 5، 10 ؛ مي 6: 12). ثالثًا: العنف والقتل (هو 2:4 ؛ إر 9:7؛ 2:9؛ حز 6:11). وتُذكر مخطّطات الشرّ في 29:3؛ 6: 14 ؛ 12: 20؛ 14: 22. بالنسبة إلى شهادة الزور، رج 18:25. وعلى مستوى الشريعة، رج تث 15:29- 21؛ 7:17؛ خر 16:20؛ 23: 1- 2. وان الأنبياء يتكلّمون عن القضاة الأشرار أكثر منه على شهود الزور.
وهكذا تُعتبر هذه الآية ملخصاً للرذائل والمواقف الشريرة التي قال فيها معلّمو الحكمة في إسرائيل إنها لا توافق موافقةً بشريّة ودينيّة سلوك حياة خيّرة.

ب- تفسير الآيات
(6: 1- 5) ضد الكفالة. نجد هذا التحذير من الكفل في أم وسي... كان الكَفْل عادة قديمة، أما الكاتب فينصحنا بالفطنة. قد يكون في الكفل ضرر، ولكن قد يكون الكفل فعل محبة.
تردد آ 2 الفكرة نفسها في قسميها. لهذا قالت السبعينية: شفاه الإنسان شبكة متينة، وهو يرتبط بشفتي فمه. ونقرأ آ 3 حسب السبعينية: يا ابني، اعمل ما آمرك به وانجُ، لأنك من أجل صديقك وقعت بين يدي الأشرار.
(آ 6- 11) الكسل. يشدّد أنم على خطر الكسل ويدعو تلميذه إلى الجد والنشاط للعمل في الحقول والكروم ومع المواشي. إنه يتوجّه الى سامعين من كل الفئات الاجتماعية. نشير إلى أن العالم اليهودي المتأخّر اهتم أكثر ما اهتم بدرس الشريعة (سي 38: 24- 34 ؛ 39: 1- 11)، على حساب عمل اليدين. وعظّم الأدبُ المصري عمل الكاتب النبيل على حساب عمل اليدين الذي يعطي ثمارًا قليلة.
شدّد اليوناني في آ 6 ب على الوجهة الاخلاقية: تتبعَّ طرقها بغيرة، وكن أحكم منها. وزاد سبع درفات على آ 8: أو إذهب إلى النحلة واعتبركم هي نشيطة، وكم هو نبيل العمل الذي تتمه. يستعمل الملوك والبسطاء غلالها من أجل صحتهم. هي مرغوبة لدى الجميع ومشهورة. هي ضعيفة من جهة القوّة ولكنها مميّزة لأنهها اكرمت الحكمة. أما السريانية البسيطة فتتبع النصّ الماسوري. وزادت السبعينية أيضاً على آ 11: إذا كنت نشيطاً جاء حصادك كينبوع، وابتعدت عنك الحاجة الحاملة الشؤم.
(آ 12- 15) الخداع. إنه ينبوع خصومات وانقسامات، وهو لا يكن فقط في الحركات الخارجيّة، بل أيضاً في القلب.
(آ 16- 19) الرذائل التي يكرهها الربّ. نجد هنا سبع رذائل يكرهها الرب وهي ترتبط بأعضاء الجسم. الأولى: عينان متعاليتان تميّزان الكبرياء. تُنسب هذه الرذيلة إلى أعداء إسرائيل والله، إلى الرؤساء بلسان الأنبياء والحكماء. فلا رذيلة تعارض الحكمة مثل الكبرياء. والثانية: لسان كاذب وشفاه كاذبة. إنّ قوة اللسان في الشرّ كما في الخير أمر معروف. كلمات الأبرار بركة (10: 20 ؛ 12: 18)، أما كلمات الأشرار فتسبّب الشرور (12: 13، 13: 3)0 الثالثة: يدا رجل العنف اللتان تصلان إلى القتل. الرابعة: قلب فاسد. رج 3: 9؛ 6: 014 الخامسة: قدمان تسرعان إلى الشرّ وتقودان الإنسان إلى الهلاك. السادسة: شهادة الزور: الشريعة تحرّمها بسبب خطورتها (خر 20: 16 ؛ تث 17: 6- 7)0 السابعة: الخصام (رج آ 14) هي نتيجة الرذائل المعارضة للنظام الاجتماعي. وهكذا نكون أمام ملء الرذائل (العدد 7).
قرأت السبعينية آ 17: إذا رأى اللئيم الدمار ينزل به، من جراح وتحطيم لا شفاء منها، فلأنه سرَّ بما يبغضه الرب، وهو سيتحطّم بسبب فساد نفسه.

2- تحذير من الزنى (6: 25- 35)
أ- المضمون
ونعود إلى موضوع ف 5 وتحريض الاب لابنه: يحذّره من الزنى وفخاخه (آ 24؛ رج سي 1:9- 9 ؛ 19:26). تُعتبر آ 20-24 مدخلاً قريبًا لما نقرأ في 5: 1-3، ويَبرز هدفُ التنبيه بالفاء في بداية آ 24 (فتحرسك). لسنا أمام الحكمة والعقل والمشورة. بل أمام وصايا وتعليمات نتمسّك بها ليلاً ونهارًا كما نتمسّك بكنز وحُلى ثمينة فلا نتخلّى عنها (1: 9؛ 3: 3، 22؛ 7: 3). هذه الصور تذكّرنا بالحكمة المعروضة بالرموز عينها (3: 15؛ أي 28: 15- 19)، ولكن الالفاظ تتعلّق بالشريعة حيث "صوه " لا تتعلّق فقط بالوصيّة الأولى (قابل آ 20- 24 مع تث 6: 5 ي)، وأولى وصايا الشريعة، بل بكل الوصايا التي يأمرنا الله بممارستها (تث 6: 1، 25؛ 7: 11 ؛ 8: 1؛ 8:11، 22؛ 15: 5 ؛ 19: 9؛ 27: 1؛ 30: 11). والتنبيهات والتأديب ترتبط بالكرازة التي تذكّرنا بأعمال الله العظيمة. أراد الحكيم أن يفتح أمام تلميذه "طريق الحياة"، فرفض أن يفتحها بمعزل من التقليد اليهوي. وهكذا تعود آ 22 إلى تث 8:6 ي ؛ 18:11 ي الذي يذكّرنا أن شريعة الله (هنا وصايا الحكيم) تكون حاضرة للإنسان في كل مكان وزمان، في رواحه ومجيئه، كما في وجوده في البيت، عندما يقوم وعندما ينام.
وتبرز في النص فكرتان إضافيتان: في آ 25- 29: لا نتيجة كبيرة من الفسق مع المومس. ولكن الزنى يقود إلى الدمار. إنه نار تُحرق الحياة، ونحن لا نحمله في صدرنا دون أذى. وفي آ 30- 35: قد يعذر الجوعُ الإنسانَ الذي يسرق، مع أننا نعاقبه، ولكن الزنى حماقة. فلا شيء يعذره، ولا شيء يعوّض عنه (رج عن السرقة خر 21: 37-8:22). فالمذنب يقع تحت غضب الزوج المهان (9:5- 11 ؛ 22:7- 27)، وقد تصل به الأمور إلى الموت.
اخلاقيّة الحكيم عمليّة، وطريق الحياة (آ 23) فطنة يتمدّد أفقها في المصلحة الشخصيّة.

ب- تفسير الآيات
(آ 20- 24) معلّم الحكمة يحرّض تلميذه من جديد، فيوصيه بتعليم الوالدين الذين يحلّ هو محلّهم ويتابع عملهم (1: 8؛ 4: 1). ويعبّر الكاتب عن أهمية هذا التعليم بالصور (اللآلئ، طبع الصورة في القلب). وتبدو الحكمة شخصاً حيًا تُحامي عن الإنسان وتلهمه أعماله. إنها تلعب الدور الذي لعبته الشريعة (تث 6: 8؛ 11: 18)، وهي تشبه النور (مز 119: 105) وطريق الحياة (2: 19؛ 5: 6). إنها تؤمّن السعادة على هذه الأرض، والحياة الأخرى مقابل الموت المفاجئ والمبكر.
في آ 24 تكلّمت السبعينية عن امرأة القريب والامرأة المتزوّجة، لا عن امرأة السوء (هناك "راع " و "ريع ". رج آ 29 أ). أما السريانية فتقول: امرأة السوء. وفي القسم الثاني من الآية تترجم القبطية: لتحفظك من المرأة التي ليست لك ومن افتراء لسان الغرباء.
(آ 25- 29) أخطار الزنى: إنها عديدة جدًا بحيث يتورّع معلم الحكمة أن يفكّر فيها (سي 23: 1-6). وهو يشدّد بصورة خاصة على سحر العينين (سي 26: 9؛ نش 4: 9).
واختلف المترجمون والشرّاح في فهم آ 26. فالترجمات اليونانية والسريانية واللاتينية تجعل تعارضا بين القسمين: ثمن المومس هو قطعة الخبز. أما الزانية فتأخذ حياة ثمينة. واعتبر البعض أن التوازي متدرّج: يُجبر الإنسان على إعطاء آخر رغيف لمومس تزداد متطلّباتها. ولكنه يعرّض حياته مع المرأة المتزوجة.
بعد هذا، يتوسع الكاتب في الخطر مشبهًا إياه بالنار، ويدعونا إلى ضرورة الفطنة لنحافظ على نفوسنا.
(آ 30- 35) العقاب. كما يعاقَب السارق يعاقَب الزاني. بل يُجبرَ على الردّ سبعة اضعاف، وفوق هذا ينال الزاني الضرب ويلقى الهوان. والزوج المظلوم لن يتخلّى عن حقّه بسهولة

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM