الفصل العاشر: ليتورجيات العهدالفصل العاشر ليتورجيات العهد 26: 16 – 27: 25 أ- المقدّمة تحدّثنا في بد

الفصل العاشر
ليتورجيات العهد
26: 16 – 27: 25

أ- المقدّمة
تحدّثنا في بداية كتابنا عن العهد ومقوّماته، وذكرنا عهد سيناء وعهد شكيم. أما هنا فنحن في عهد موآب. أعطى الرب شروطه وفرض سُننه فوعد الشعب بالعمل بها. يبقى أن يسمع الشعب ما يقال إن كان أميناً للعهد وما يحلّ به إن هو خان العهد.

ب- تفسير الآيات الكتابية: 26: 16- 27: 25
26: 16- 19: ما هو العهد
يبدو العهد بشكل اتفاق بين الله وشعبه يُلزم يهوه نفسه بأن يكون إله بني إسرائيل، ويطلب منهم بالمقابل أن يعملوا بوصاياه. أمّا بنو إسرائيل فيُلزمون نفوسَهم بحفظ وصايا الرب وينتظرون بالمقابل أن ينجّح الرب كلّ طرقهم. والنجاح المنتظر هو نجاح الشعب كلّه، وإن نجح الشعب يكون كلّ فرد من أفراده قد نجح. والبركة المنتظرة من الرب تبقى مشروطة: إذا أطعت الرب إلهك.

27: 1- 8: الدخول إلى أرض كنعان
في أوّل يوم يعبر بنو إسرائيل الأردنّ ويدخلون أرض الميعاد، يطلون النصب بالكلس ويكتبون عليها كلام الشريعة ويبنون مذبحاً. بعد ذلك تأتي طقوس البركات واللعنات.
نجد هنا ما لم نجده في سائر كتاب سفر التثنية: نجد تلميحاً الى معبد شكيم عند أسفل جبل جرزيم وجبل عيبال، مع أنّ الكتاب يشدّد على وحدة المعبد القائم بأورشليم. في الزمن السابق للملكية كانت رتبة تجديد العهد (يش 24: 1ي) تتمّ في شكيم. ولقد جعلت التقاليد المرتبطة بالجلجال (قرب أريحا) الشعب يصل في يوم واحد إلى شكيم (مع إنّها بعيدة عن الجلجال مسافة 32 كلم). أُقحمت هذه التقاليد القديمة هنا لتذكِّر بني إسرائيل أنّهم إذا أرادوا أن يعبروا "الأردن" مرّة ثانية فعليهم أن يعطوا الشريعة المقامَ الأوّل، والطاعة للشريعة تؤمّن للشعب امتلاك الأرض امتلاكاً نهائيًّا وتغدق عليه كلّ خير وبركة.
تنصبون لكم حجارة (آ 2- 3). كانت النُّصُب في القديم شاهدة للعهد، وكانت العادة أن يكتبوا بالكلس على الحجارة (كذا كانت في مصر أمّا في بلاد الرافدين فكانوا يحفرون الحروف على الآجرّ الطريّ). لا شكّ في أنّ تقلّبات الطقس ستمحو هذه الكتابة، ولكنّهم كانوا يكتبونها مرّة كلّ سبع سنوات في عيد تجديد العهد.
جبل عيبال (آ 4). من الغريب أن تُجعل النصبُ على جبل عيبال (جبل اللعنات) لا على جبل جرزيم (جبل البركات). في التوراة السامرية نقرأ جبل جرزيم بدل جبل عيبال، لأن لجبل جرزيم كرامته لدى السامريين (نجد هنا موقفاً هجوميًّا من اليهود على السامريين).
تبنون هناك مذبحاً (آ 7). بالطبع سيكون للمعبد مذبح للذبائح، يُبنى بالحجارة التي لم يُرفع عليها حديد (خر 20: 25). ويورد سفر التثنية شريعة بناء المذبح فيتطلعّ إلى إعادة بناء هيكل أورشليم ومذبحه.

آ 9- 10: الحضّ على العمل بموجب وصايا الله
نحن هنا أمام خطبة قصيرة تختتم عيد العهد (26: 16- 19).
يتكلّم موسى والكهنة. هو اتحاد بين موسى والكهنة عبر الزمن، لأنّ موسى ما زال يتكلّم في شخص الكهنة اللاويين، خلفائه وحاملي وديعة رسالته.
الله اختار بني إسرائيل بطريقة مجانية ليكونوا شعبه. ولكنّ هذا الاختيار يرتبط بالطاعة للشريعة. إنّ المبادرة تأتي من الله، ولكنّها تبقى بغير نتيجة من دون جواب الشعب عليها.

آ 11- 13: البركات واللعنات
في عيد العهد الذي يقام مرة كلّ سبع سنوات يتجمّع كلّ بني إسرائيل لاحتفال ينتهي بسلسلة من البركات واللعنات تعلن على مسامع الحجّاج بواسطة جوقتين متقابلتين. تقف الجوقة الأولى على جبل جرزيم الواقع إلى الجنوب (أي إلى اليمين إذا نظرتَ إلى الشرق)، وتقف الجوقة الثانية على جبل عيبال الواقع إلى الشمال (أي إلى اليسار إذا نظرتَ إلى الشرق). بجبل عيبال ترتبط اللعنات تعلنها قبائل الجليل وشرقي الأردن التي كان دورها ثانويًّا في تاريخ شعب إسرائيل، وبجبل جرزيم ترتبط البركات تعلنها قبائل يهوذا ويوسف ولاوي.

آ 14- 25: ليتورجيّا اللعنات
نقرأ في هذا المقطع اثنتي عشرة لعنة يمكن أن تكون أساساً لاثنتي عشرة وصيّة عبّر عنها الكاتب بشكل تهديد: ملعون من... آمين.
نحن إذاً أمام احتفال تُعلن فيه شريعة (مثل الوصايا العشر) تتوجّه لا إلى الكهنة، بل إلى عامّة الشعب وهي تنبّههم إلى أهميّة الطهارة التامّة قبل الدخول إلى الهيكل ومشاركة الجماعة في شعائر العبادة (رج مز 15: 1ي ؛ 24: 3- 6)ْ
نلاحظ أنّ هذه اللعنات (أو الوصايا) نجد بعضها في قوانين الدول المجاورة: عند الحثيين، في قانون حمورابي، في قانون شورفو، كما نجدها أيضاً في سائر أسفار موسى.
آ 15: نقرأها في تث 5: 8 ؛ رج 4: 5- 24. من يصنع منقوشاً أو مسبوكاً. راجع قانون العهد (خر 20: 23؛ 22: 19، 28؛ 23: 13) وقانون الكهنة (لا 19: 4؛ 26: 1؛ راجع أيضا أش 40: 20).
آ 16: من اِستخفّ بأبيه. رج تث 5: 16؛ 21: 18- 21؛ خر 21: 15؛ لا 20: 9؛ حز 22: 7.
آ 17: من ضمّ تخْم جاره. رج تث 19: 14، هو 5: 10.
آ 18: من أضلِّ اعمى. رج لا 19: 14.
آ 19: من حرّف حُكم غريب. رج تث 18:10؛ 17:24؛ خر 22: 21؛ لا 19: 33 ؛ حز 22: 7 ؛ أم 28: 10؛ أي 12: 16.
آ 20: من انتهك حرمة أبيه. رج تث 22: 30؛ 23: 1؛ لا 8:18 ؛ 20: 11.
آ 21: من ضاجع بهيمة. رج خر 18:22 ؛ لا 23:18؛ 15:20.
آ 22: من ضاجع أخته. رج لا 18: 9؛ 20: 17.
آ 23: من ضاجع حَماته. رج لا 18: 17 ؛ 20: 14.
آ 24: من قتل أحداً في الخفاء. رج مز 10: 8؛ 64: 5.
آ 25: من أخذ رشوة. رج تث 1 :17؛ 16: 19؛ خر 8:23؛ لا 19: 35 ؛ أم 23:17 ؛ مز 15: 5.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM