الفَصل الثَالِث: ذبَيحَةُ السَّلامَة

الفَصل الثَالِث
ذبَيحَةُ السَّلامَة
3 : 1 – 17

أ- مقدّمة
إنّ مراسيم ذبيحة السلامة في سفر اللاويّين تطابق الى حدّ بعيد التقدمةَ المحرقة، والنموذجُ واحد (رج 1: 2). هي عطيّة (3: 1) يُرَش فيها الدم (3: 2)، وتحرَق فترضي رائحتُها الربّ (3: 4- 5).
في الأصل كانت ذبيحة السلامة وليمةً توحّد بين الإله وعُبّادِه فتخلق بين الاثنين رباطَ الصداقة.
نرى بعض سِمات ذبيحة السلامة في طقوس عيد الفصح (خر 8:12-10)، وفي مقاطع من سفر الخروج (28: 12؛ 24: 9- 11) قديمةِ العهد. أمّا في سفر اللاويّين، فإنّ تخصيص حصص بالله والكهنة والمؤمنين أزال الطابعَ المشترك لهذه الذبيحة، فصارت مثلَ ذبائح الحيوانات التي تحدّثنا عنها في الفصل الأول. وهنا نلاحظ كيف أنّ المشترع أراد أن يوحّد الذبائح المتعدّْدة، ويجعلَها في إطار مشترك.

ب- تفسير الآيات الكتابيّة.
(آ 1- 5) أحكام عامّة: ذبيحة السلامة (ذبح شلميم). الذبْح هو كل نَحْر للحيوان. وهذا ما يرجعنا إلى زمن كانوا فيه يعتبرون "نحر" أي حيوان داجن، ذبيحةً من أجل وليمة يشارك الله فيها. لذلك يمنع الربّ شعبه من سفك دم الحيوان في أيّ مكان
(17: 3-4). إذًا فالذبيحة ممارسةٌ قديمة جدًا. وهي هتا تدلّ على المصالحة والاتّفاقِ بين شخصين أو فِرقتين (راجع نصوص أوغاريت).
يذكر المحرقة (آ 5)، وهي على ما يبدو محرقةُ الصباح الدائمة (خر 29: 49؛ عد 3:28).
(آ 6- 11) قربان الضأن أو المَعْز: يورد النصّ المراسيم ذاتَها، ويطلب أن يكون شحمُ الغنم وقيدةً للرب.
يذكر النصّ "أحكام الرب" (آ 11). هذا يدلّ على الجذور العميقة لذبيحة السلامة التي هي وليمةٌ يشارك فيها المؤمن ربَّه. تخوّفت الترجمة السبعينيّة من كلمة طعام فبدّلتها بعبارة "رائحة رضى". لا شكّ في أنّ كلمة "طعام " تَنال من روحانيّة الله وتساميه. ولكنّنا نجد نصوصًا عديدة تعارض الفكرة القائلة: إنّ الله يأكل ويشرب (مز 50: 13؛ دا 14 : 1 ي ). وسفر اللاويّين سوف يتعدّى المعنى الظاهر للكلام ليصل الى المعنى العميق لهذا الطقس: كانت هذه الذبيحةُ وليمةً مقدّسة يأكل منها المؤمنون في بيت الإله (خر 24: 11) ومع الإله. ولكنّ حصّة الإله كانت غيرَ حصّة المؤمنين. حصّةُ الإله كانت الدمَ المرشوش على المذبح، والشحمَ المحروق (1 صم 2: 16) والزيتَ المسكوب (تك 18:28). إن اشراك الله في طعام الناس يدلّ على الوحدة القائمة بينه وبين المؤمنين.
(آ 12-16) قربان المَعْز: راجع ما قلناه في الآيات (1- 5) والآيات (6- 11).
(آ 17) الخاتمة: حصّة الله من الذبيحة هي أفضل شيء فيها: الشحم والدم، مَركِزُ النفس (تك 9: 4؛ لا 7: 11)، أي الحياةُ الآتية من الله. وهذا يدلّ على تسامي الله الذي لا يأكل ما يأكله الناس.
ولكن عندما تجسّد المسيح، وصار شبيهًا بنا في كلّ شيء، أكل قدّامنا وشرب وسار في شوارعنا، فرأيناه بعيوننا ولمسناه بأيدينا وسمعناه بآذاننا

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM