الفصل الخامس عشر
تعليم الامثال
في انجيل القديس لوقا
الخوري داود كوكباني
مقدمة
هذا البحث يهدف الى توضيح تعليم الامثال في انجيل القديس لوقا. ومن الطبيعي ان نعترف بأن بحثاً بهذا الحجم لا يمكنه أن يفي بالمطلوب.
كان من الممكن لتحقيقه اللجوء الى عدة وسائل: كان من الممكن ان نأخذ مثلاً الامثال المشتركة بين الازائيين وندرس من خلال المقارنة ما يميِّز امثال لوقا عن اشباهها في مرقس ومتى. وكان من الممكن ايضاً ان نتوقف عند كل الامثال التي وردت في انجيل لوقا، فنقوم بدرسها من خلال نظرة شاملة لهذا الانجيل. وقد اعتمدنا احتمالاً آخر وهو درس تعليم لوقا من خلال امثاله التي لم ترى سوى في نصه دون ان نأخذ بعين الاعتبار تسلسلها فيه.
لكل من هذه الخيارات فوائدها وحدودها ولا ادَّعي ان الخيار الذي قمت به هو الخيار الافضل. انما دفعني اليه كون هذه الامثال، بما ان لوقا انفرد بها دون سواه، تمثّل فكره اللاهوتي خير تمثيل، وتوصلنا الى الغاية من بحثنا دون تطويل في مقارنات بين نصوص اناجيل ولاهوت انجيليين. ولم يُذكر حتى سياق النص الذي وردت فيه الامثال التي اختيرت من انجيل لوقا. أهم الامثال التي سنستشهد بها هي التالية: مثل المديونين 7: 41-43 مثل السامري الصالح 10: 25-37 مثل الصديق اللجوج 11: 5-8 مثل الغني الجاهل 12: 16- 21 مثل التينة التي لا تثمر 6:13-9 مثل الدخول من الباب الضيِّق واغلاقه 13: 24- 31 مثل الاماكن على المائدة 14: 7- 11 مثل برج الفلاح وحرب الملك 28:14-30 مثل الدرهم الضائع 6:15 -8 مثل الاب الرحيم (الابن الشاطر) 15: 11-32 مثل الوكيل الخائن 16: 1-8 مثل لعازر والغني 16: 19- 31 مثل العبد الذي لا يستحق 7:17-10 مثل قاضي الظلم 18: 5-8 واخيراً مثل الفريسي والعشار 18: 9- 14.
في انجيل لوقا:
من مميزات انجيل لوقا شمولية دعوة الله الرحيم لكل البشر وخاصة للمساكين والفقراء. إنه تلميذ بولس يتوجه بطريقة واضحة الى الامم ليؤكد لهم انهم هم ايضاً مدعوون للدخول في ملكوت الله. وان محبة الله تشملهم ايضاً، وهذا الاله هو اله خلاص وحب للجميع ولو كان هؤلاء يستحقّون الشجب. إنه الديَّان الرحيم في آن. تجد عنده الشجب والخلاص وكأنهما وجهان لسر حب واحد كما عند معلمه بولس رسول الامم.
المحبة هي الاساس:
كيف يحبّ الله الانسان؟ كيف يتجاوب الانسان مع هذا الحب؟ كيف يرث الانسان ملكوت الله؟ هذه اسئلة كانت تطرح نفسها بحدة في شعب العهد القديم ايام عاش على هذه الارض الرب يسوع وايام كتب لوقا انجيله.
نبدأ تأملنا هذا من خلال مثل ورد في حدث الوليمة التي دعا اليها سمعان الفريسي يسوع. دخلت بيتَ الفريسي امرأةٌ خاطئة من المدينة. انها خاطئة كما يقول النص دون ان يحدّد نوع خطيئتها. وها هي تدخل بيتاً لا يقبلها اصلاً. انه "بيت الفريسي". ويكرر لوقا هذه العبارة مرتين في هذا البيت، حيث يسوع. ورغم انه الفريسي، استطاعت هذه الخاطئة ان تدخل. وهنا في هذا البيت التقى نبيّان: سمعان الذي يحكم على المرأة ويصنفها بين الخطأة ويشكك بنبوءة يسوع ولا يعرف ان يقرأ العلامات، ويسوع الذي يظهر الرحمة ويعرف كيف يقرأ العلامات. فيٍ بيت الفريسي ستعمل نعمة الله من خلال المسيح يسوع لتطال في آن معاً المرأة الخاطئة وسمعان الفريسي. هذا الاسلوب في التعاطي معروف. يروي المعلم مثلاً لا يمكن ان يكون له الا جواب واحد صحيح، ويعلم من خلال هذا الجواب مَن مِن المديونين يحب اكثر او فلنقل يشكر اكثر؟ طبعاً الذي سامحه صاحبُ الدين بالخمسمئة دينار. اصاب سمعان في جوابه. ولكنٍ تطبيق المثل يترك علامات استفهام. نفهم كيف ان الذي يُغفر له كثيراً يحب كثيراً. ولكن الذي يصعب فهمه كيف ان الذي يحب كثيراً يغفر له الكثير. ان لوقا يتكلم عن موقف كل من الاثنين، عن موقف الفريسي وعن موقف الخاطئة. فالخاطئة اذ التقت يسوع وعرفت عمق حبّه لها عبَّرت عن تجاوبها مع هذا الحب بكل ما قامت به من الاعمال التي قارنها يسوع بسلسلة مواقف سمعان الذي لم يقبِّل يسوع، ولم يغسل قدميه بالماء، ولا دهن له رأسه بالزيت. تُرى من هو النبي الذي عرف ان يقدّر معنى ما قامت به تلك المرأة؟ انه يسوع الذي عرف أن تلك المرأة عرفت معنى حبه لها وبادلت ذلك الحب بالحب، بينما الفريسي بقي أسير تقاليده ولم يتأثر بحب الله الذي هو في داخل بيته. في "بيت الفريسي" تبررت الخاطئة وبقي الفريسي حيث هو في "بيت الفريسي". اما الخاطئة فقد عادت الى المدينة وقد غُفرت لها خطاياها. حيث حلَّ المسيح حلَّت النعمة لان المسيح محبة غافرة وغامرة. الخاطئة كانت قادرة ان تشفى من خطيئتها وتحب لانها تشتاق إلى الحب. أما الفريسي فلا يستطيع ان يحب فيتحرّر، لأنه مكبل بقيود النواميس وبثقته المفرطة بذاته واتكاله عليها. ومحبة الله لا تكون دون محبة القريب. هذا يبدو لنا واضحاً من خلال مثل السامري الصالح.
ففي هذا المثل يطرح عالمُ الشريعة سؤالاً على يسوع يعرف له جواباً سلفاً. هنالك وصيّة واحدة تجعلك ترث الحياة الابدية وهي أن تحب الرب الهك وان تحب قريبك. هذه الوصية واحدة هنا، وليست وصيتان تتشابهان كما في الازائيين. ويبقى سؤال عالم الشريعة: من قريبي؟ هل هو ابن شعبي؟ هل هو ابن إبراهيم وإسحق ويعقوب؟ هل هو ذاك الذي تربطني به وشائج القربى الدموية والدينية؟ هل الذي أهانني والحق بي ضرراً، وان كان من بني قومي، قريبي؟ من هو قريبي؟... هذا السؤال طبيعي في ظل كل تلك المدارس الفقهية في أيام المسيح.
رواية السامري الصالح تأتي للإجابة عن هذا السؤال. كان ذاك الرجل آتياً من المدينة المقدّسة أورشليم ووقع بين اللصوص. وقد مرَّ في تلك الطريق اناس يُفترض فيهم ان يكونوا الأكثر اهتماماً بهذا المسكين: الكاهن واللاوي، لكنهما لم يفعلا شيئاً. يظن البعض أنهما لم يفعلا شيئاً بسبب قضايا تتعلق بالطهارة. لكن ذلك قد لا يكون الموضوع لأن الكاهن على الأقل كان قد أنهى خدمته في الهيكل وهو ذاهب في الاتجاه نفسه الذي كان ذاهباً فيه الجريح. فليس الكاهن في موقع الضرورة القصوى بالنسبة للطهارة ليمتنع عن اغاثة أخ له جريح. أما السامري الذي كان مسافراً في تلك الطريق، فتوقف وتحنن على من هو في الاصل عدوه وأشفق عليه وأعتنى بأمره وحمله الى الفندق وكان مستعداً لكل تضحية لأجل انقاذ حياته. هنا يأتي سؤال يسوع بعد سؤال عالم الشريعة في بداية النص: "من تراه قريب الذي وقع بين أيدي الصوص "؟ "الذي صنع معه الرحمة". لا تسل عن قريبك، بل كيف تصبح انت قريب الانسان؟ اقترب الله منك لتقترب انت من كل انسان. محبة الله الحقة هي في محبة القريب. والله برحمته جعلنا جميعاً ابناء، فعلينا بهذه الرحمة عينها ان نبني هذه القربى بيننا وبين سائر الناس. لا تسل بعد اليوم: من قريبي؟ بل سل نفسك: "انا قريب من؟".
دينونة ورحمة:
ومحبة الله هذه لشعبه وللشعوب لا تلغي عدله. إنه يدين الشعب الذي لا يؤتي الثمر المرجو منه. ان مثل التينة هو خير دليل على ذلك. الشجرة تمثّل شعب العهد القديم الذي لم يحمل ثمراً فاستوجب القطع. لكن المولج بشؤون الكرم يلتمس من رب الكرم ان يسمح له بمزيد من الاعتناء بهذه الشجرة التي لا تحتاج عادة الى كثير من الاهتمام. وبعد ثلاث سنوات بعد ان خنثت الشجرة (انظر لاويين 23:19)، لم تعطي ثمرها، فأمر سيد الكرم بقطعها لانها لا تعطي ثمراً وتعطل الارض. لكن النبي يسوع يريد ان يعتني بها اكثر فيقلب الارض ويسمّد الشجرة علَّها تثمر. فدينونة الله قريبة ولكن رحمته اقرب. انه يصبر على شعبه الى النهاية، ولكن الباب قد يغلق نهائياً في يوم من الايام. اليس هذا ما يقوله مثل الباب الضيق الذي يُغلَق في اخر الزمان؟ على الشعب المختار ان يدخل من الباب الضيق كسائر الشعوب، والا بقي خارجاً. لا ينفع شيئاً أن يكون الشعب قد أكل وشرب بين يدي الرب أو أن يكون الرب قد علَّم في ساحاته، فليقرعوا الباب ما شاؤوا لن يُفتح الباب بعد الان والرب لا يعرف من اين هم لا بل يأمرهم ان يتباعدوا عنه، لانهم فعلة الاثم. ولكن هذا كله لن يكون الا بعد ان يكونوا قد رفضوا الدخول من الباب الضيق او تماهلوا. غير أن رحمة الله لا تتوقف. فإن الناس يأتون من المشرق والمغرب والشمال والجنوب ويجلسون في ملكوت الله مع إبراهيم وإسحق ويعقوب والانبياء، والذين يدَّعون انهم ابناء الملكوت يُطرحون خارجاً. إن الدينونة تبدو قاسية جداً لان رحمة الله عظيمة جّداً.
اذا اردت الخلاص كن فقيراً تتوسل وتتسول كلمة الله:
الفريسي هو الغني بذاته المستغني عن الله. هو الذي ضمن الله الى جانبه وليس كذلك العشار الخاطئ الذي يقرع صدره في الجهة الخلفية من الهيكل. انه لا يحتاج الى شيء. انه كذلك الغني الذي أغلّت ارضه وظنَّ انه أمنَّ حياته الى ما لا نهاية. انه الجاهل هو الذي يغتني بالدنيا ولا يغتني بالله. ما هي الحكمة ائتي يطلبها الله من الذين يسعون اليه؟ ان مثل الغني ولعازر يبيّن لنا ذلك.
ألا يمثل الغني شعب العهد القديم الذي نام على حرير لأن لديه كل المواعيد؟ ألا يمثل الشعب الذي يزدري كل الاخرين على انهم كلاب مساكين لا يجوز لهم ان يأكلوا الى مائدة الابناء؟ والاخرون، الا يتوقون ان يذوقوا ولو مرة واحدة في حياتهم الملذات التي اعطاها الله لشعبه؟ ماذا جرى لذلك الغني يا ترى؟ لماذا كان مصيره جهنم؟ لماذا الذي كان خارجاً صار في الملكوت والذي كان ابن الشعب، ابن إبراهيم، صار خارجاً؟ هل لأنه صاحب الوعد؟ طبعاً لا، فالله امين لوعده. ولكنه اصبح خارجاً بسبب الطمأنينة المزيّفة التي عاشها. ظنَّ ان الوعد يكفي. لم يعد يحسب حساباً لله وللاخرين في حياته. نسي كلمة الله، نسي ان يبحث عن ارادة الله. نسي موسى والانبياء (كلمة الله) ونسي لعازر (وهو نوع أخر من تجسيد كلمة الله في حياته هو صورة المسيح). واذ كان يتعذب في سعير جهنم، إستنجد بأبراهيم ولعازر ولكن دون جدوى. واخوته الذين ما زالوا على وجه هذه البسيطة؟ الا ينزل اليهم لعازر ليخبرهم بما جرى لأخيهم؟ لعازر الذي كان كلمة الله غير المسموعة بالنسبة للغني هل يصبح الكلمة المسموعة بالنسبة لأخوته؟ جواب إبراهيم واضح: "عندهم موسى والانبياء فليسمعوا لهم". وماذا يقول موسى والانبياء؟ انهم يقولون قول الرب: احبب كما احبك الرب، احبب كل انسان كما احب الرب كل انسان. لا تحتكر شيئاً لنفسك، بل اعطِ مما اعطاك الله.
لا تكن كالابن الاكبر في الابن الشاطر. صحيح ان الاب شطر ماله بين ولديه، وصَحيح أيضاً أن الابن الأصغر تنكّر للبنوة وسافر الى بلد بعيد. وصحيح ايضاً ان الاب لا يزال أباً، لا يزال ينتظر عودة ذلك الابن. صحيح ان عودة ذلك الابن لم تكن في بداية الامر حباً بأبيه بل لأن في بيت ابيه عبيداً كثيرين يفضل الخبز عنهم. لكن الاب ظل أباً وفياً محباً استقبله بحب فقّاد واكتشف سر حب الله الاب له. ألا يمثّل هذا الولد الشعوب التي تاهت في الارض كلها ونسيت الله وها هي اليوم تعود اليه؟ الا يمثل كل خاطئ يتوب؟ اليس الابن الاكبر اسرائيل الذي بقي يتعبّد لله في الهيكل مزدرياً بكل احد ويحسب كل الناس وكأنها كلاب نجسة ناسياً ان الكلاب النجسة خففت من آلام لعازر المسكين؟ ورغم تعنت الابن الاكبر لم يصدر الاب عليه حكماً مبرماً بل خرج وتوسل اليه أن يدخل. هل سيبقى خارجاً ام سيدخل؟ فلنتأمل في جواب بولس الرسول في الفصول 9 و 10و 11 من رسالته الى اهل روما. اليس لعازر هو كلمة الله في حياة الغني؟ اليس الابن الاصغر، الاممي، كلمة الله في حياة الابن الاكبر، ابن إبراهيم؟ ونحن اين نبحث عن كلمة الله؟
أي استحقاق؟
ولكن هل نستحق نعمة الله؟ هل يجب ان يعترف السيد لعبده بجميل اذا اطاع العبد ارادة سيّده؟ فأذا عاد العبد من حراثة الحقل او من رعاية القطيع فأنه ملزم بأن يخدم سيده قبل أن يأكل هو ويشرب، ولا فضل له في ذلك. لا يستحق احد نعمة الخلاص، انها عطية مجانية من الله ولا يستحق احد ان يدعو الله ابانا كما يقول بولس الرسول الا بالروح القدس الذي هو "نعمة" واذا كان الله يُعطي ويهب، فلأنه يعطي ويهب مجاناً وحباً.
والصلاة؟
ان مثل قاضي الظلم ومثل الصديق اللجوج يؤكّدان اهمية الصلاة في حياة المؤمن. فإذا كان قاضي الظلم ينصف المرأة التي لا تتوقف عن ازعاجه بمطالبتها بحقها فكم بالاحرى الاب السماوي ينصف الذين يسألونه. اليس هو الذي يعطي الروح القدس للذين يسألونه؟ ومثل الصديق اللجوج يصب في الخانة نفسها. ان لم يقم ويعطيه لأجل الصداقة يقوم ويعطيه من اجل اللجاجة. يقوم من اجل اللجاجة، ليس فقط لأن صاحبه لجوج، لكن لأن سمعته في الميزان. لا يحق له في هذه الحالة ان يخيّب امل صاحبه. والله يقوم ليس لأجل مثابرتنا على الصلاة بل لأن ذلك من طبيعته.
بحكمة:
واخيراً هل نترك ابناء هذا الدهر أحكم منا في تدبير شؤونهم؟ نحن مسؤولون عن تدبير شؤون الملكوت، كرمة الرب التي اوكلها الينا حتى لا يكون تينها عقيماً ولا يسيطر فيها الشوك ولا يزرع المفسد الزؤان. هلا نكون حكماء في شؤون الملكوت كما ابناء هذا الدهر حكماء في تدبر شؤون دهرهم؟ اين نتعلم هذه الحكمة؟ اننا نتعلمها في كلمة الله نحفظها ونتأملها كمريم ام يسوع، اننا نتعلمها في علاقة حميمة مع الله ولا نكون من الجاهلين الذين يقولون في قلوبهم "لا اله". اننا نتعرف الى حكمته ونعترف به من خلال الاخر نسمع منه كلمة الله من خلال حاجاته. من خلال بؤسه من خلال دموعه من خلال فرحه. انه صورة الله. انه سر المسيح. الحكمة هي أن نؤمن ان الله احبنا وان نحب بدورنا مثله. رأس الحكمة مخافة الله ومخافة الله هي أن نحب القريب. مخافة الله هي ان نبني بالحب الوحدة بيننا وبين أي انسان. مخافة الله هي أن نؤمن مع بولس الرسول معلم لوقا انه في المسيح لا رجل ولا أمرأة، لا يهودي ولا يوناني، لا عبد ولا حر، بل كلنا واحد في المسيح. هذه هي الحكمة الحقة التي يجب ان يتعلمها كل تلميذ للمسيح. ألم يأت يسوع نفسه لنكون كلنا واحداً فيه؟.
وفي شرقنا؟
هنا في هذا الشرق وُلدَ يسوع المسيح. هنا في هذا الشرق تخاصم الناس اكثر مما تخاصموا في اية بقعة من بقاع الارض. هنا في هذا الشرق تحاربت الاديان اكثر مما تحاربت في اية بقعة من بقاع الارض. هنا في هذا الشرق عبر العبراني ابن إبراهيم والمسلم ابن اسماعيل والمسيحي ابن إبراهيم واخ الجميع. هنا التقوا وهنا تخاصموا وهنا هم مدعوون للمصالحة. هل سنكون من ابناء الملكوت الذين يُطرحون خارجاً؟ هل سنكون من الشهود الذين يجلسون على كراسي ملكوت السماء ليدينوا العالم؟ هل سنعرف ان نحب الجميع كما احبنا الله؟ هل؟...
هل هذا المطلوب مني؟ هل هذا ما كان يجب ان اقول؟ هل هذا ما يقوله علم المقدّس الكتاب المقدس اليوم؟ لست ادري إنما يمكنني ان اقول ان هذا تأملي وهذه هي صلاتي ولكم بعد الله شكري وان كنت من عمال الساعة الحادية عشرة فحسبي ان عمال الساعة الاولى ذكروني في الصلاة وذكرتهم.